من أفعال العباد (عاد) وفعل الله بهم - للشيخ حسن الخالدي
موسى السلامي
من أفعال العباد (عاد) وفعل الله بهم
الحمد لله، رفع السماء بقدرته، وبسط الأرض بمشيئته، يدبر الكون بإرادته، يأمر وينهى، يخلق ويرزق، يميت ويحيي، يعزّ ويذل، يقلب الليل والنهار، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أما بعد: فاتقوا الله عباد الله.
أيها المسلمون: الانسان في هذه الدنيا مؤمن وكافر يدور بين فعله وبين فعل الله به، وقد كانت هناك أقوام لهم صولات وجولات وأفعال فماذا كان فعلهم؟ وماذا فعل الله بهم؟
عاد قبيلة من أكبر القبائل العربية التي سكنت جنوب الربع الخالي في المنطقة الممتدة ما بين اليمن وعمان وكانوا مشتهرين بالطول وضخامة أجسادهم، وبنوا مدينة عظيمة تسمى إرم، ذات قصور شاهقة ولها أعمدة ضخمة لا نظير لها كما قال الله تعالى ﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ٨
وقد كفرت عاد بالله تعالى وعبدت الأصنام، فأرسل الله إليهم نبيَهم هوداً عليه السلام يدعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له، فماذا كان فعلهم؟
-كذبوا نبيهم وقالوا عنه سفيه، وقالوا عنه كاذب فقال نبيهم هود عليه السلام ( لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ)
-قالوا عن نبيهم (إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) والمعنى أن بعض آلهتنا أصابك بجنون وخبل في عقلك.
-كانوا مجرمين ومصرّين على الاجرام.
-كانوا جاحدين بآيات الله وعاصين لرسله ومتبعين لأمر كل جبار عنيد قال الله عنهم (وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)
-كانوا كما خاطبهم نبيهم بقوله ((127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)
-ثم زاد استكبارهم وطغيانهم في الأرض حتى تحدّوا الله وقالوا (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) ؟
هذه كانت أفعالهم فماذا فعل الله بهم؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (5) أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ (7) ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ (8) وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ (9) وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ (10) ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ (11) فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ (14)) أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
....................................................................................................................................
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أما بعد:
قبيلة عاد كذبوا وأجرموا وجحدوا وعصوا وبطشوا وقالوا عن نبيهم سفيه وكاذب ومجنون وخبل ثم تحدّوا ربهم وقالوا: من أشدّ منا قوة؟ فماذا فعل الله بهم؟
-أرسل الله عليهم الريح الصرصر، وهي الريح الباردة الشديدة البرد، ولها صوت صرصر أي صوت مزعج فكانت ( تَنزعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ) فكانت تأتي أحدَهم فترفعه الى الأعلى حتى يغيب عن الأبصار ثم تنكسه على رأسه فيسقط الى الأرض فتثلغ رأسه فيبقى جثة بلا رأس.
-سخر الله عليهم الريح الصرصر العاتية شديدة الهبوب سبع ليال وثمانية أيام حسوما أي متتابعات، حتى كانت الريح تضرب بأحدهم الأرض فيخر ميتاً على أم رأسه فينشرخ رأسه ويبقى جثة هامدة.
-قطع الله دابرهم فلم يبق منهم أحد كما قال الله (( فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ )؟ وقال (وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72))
-أتبعهم الله في هذه الدنيا لعنة، ويوم القيامة ينادي مناد على رؤوس الأشهاد (أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60))
والآن يا عباد الله من هو الذي أشدّ منهم قوة؟ إنه الله جلّ في علاه هو أشدّ منهم قوة.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمّر أعداءك أعداء الدين، انك أنت القوي العزيز، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأعنهم على أمور دينهم ودنياهم يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
المرفقات
1669356212_من أفعال العباد عاد وفعل الله بهم.docx
1669356248_من أفعال العباد عاد وفعل الله بهم.pdf