« مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ »

محمد البدر
1436/11/13 - 2015/08/28 01:44AM
[align=justify]الخطبــة الاولــى:
أما بعد: قال تعالى : { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } أي يجب الحج على من كان مستطيعا ببدنه وماله وملك الزاد والراحلة.
عباد الله : إن الحج من أفضل العبادات وأجل القربات وهو ركنا من أركان الاسلام فرضه الله في العمر مرة واحدة وندبهم إلى الزيادة والاستكثار بعد ذلك.
فقد سَأَلَ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الْحَجُّ فَقَالَ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً قَالَ « بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله :إن الحج من أسباب دخول الجنات وتكفير السيئات فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعنه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :أيُّ العملِ أفضلُ ؟قَالَ : « إيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ » قيلَ :ثُمَّ مَاذَا ؟قَالَ:«الجهادُ في سَبيلِ اللهِ »قِيلَ :ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ :« حَجٌّ مَبْرُورٌ » متفقٌ عَلَيْهِ .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ « أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وًعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ قَالَ « لاَ ، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ »رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال :سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول : (مَا تَرْفَعُ إِبِلُ الحَّاجِّ رِجْلاً ، وَلاَ تَضَعُ يَداً ، إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ بهَا حَسَنَةً ،أَوْ مَحَا عَنْهُ سَيِّئَةً ، أَوْ رَفَعَهُ بها دَرَجَةً)رواه البيهقي وحسّنه الألباني
والآحاديث السابقة فيها بَيَانُ مَا لِلْحَاجِّ مِنَ الأَجْرِ العَظِيمِ الذي لاَ يُفَرِّطُ فيهِ إِلاَّ مَحْرُومٌ ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (اسْتَمْتَعُوا بِهَذَا الْبَيْتِ فَقَدْ هُدِمَ مَرَّتَيْنِ وَيُرْفَعُ فِي الثَّالِثَةِ) صححه الألباني .
فينبغي للمُسْلِمِ أَنْ يُبَادِرَ بِالحَجِّ مَتَى اسْتَطَاعَ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ وَأَوْسَعْتُ لَهُ فِي رِزْقِهِ لَا يَفِدُ إِلَيَّ فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ لِعَبْدٌ مَحْرُومٌ) صححهُ الألباني .
عباد الله : كيف تطيب نفس المؤمن أن يترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه، وهو يعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه، كيف يبخل على نفسه في أداء هذه الفريضة، وهو ينفق الكثير من أمواله فيما تهواه نفسه من سفريات وطلعات وسهرات ، وكيف يخاف على نفسه من التعب وهو يرهق نفسه في أمور دنياه وكيف يتثاقل أو يتراخي ويؤخر أداءه فريضة الحج من له جدة أو سعة في ماله وصحة في بدنه ،وقد لا يضمن البقاء للأعوام القادمة .
فهنيئاً لمن وفقه الله ويسر له الحج هذا العام مخلصاً لله نيته مقتفياً ومقتدياً بالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنته قد طهر حجه من الرفث والفسوق ، و من الجدال السيئ المذموم فرجع بذنب مغفور وحج مبرور وسعي مشكور وتجارة لا تبور .
أقول قولي هذا ....

الخطبــة الثانيــة :
أما بعد :عبادالله :إن الله قد فرض على عباده أن يحجوا بيته الحرام في العمر مرة واحدة فًعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَجُّ فِى كُلِّ سَنَةٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً قَالَ « بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وهذا من رحمة الله ولطفه بعباده فإن الحج فيه مشقة بالغة ولا سيما لمن كان يسكن في البلاد البعيدة .
فمن توفرت فيه شروط الوجوب فعليه أن يبادر إليه ولا يؤخره من غير عذر فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « تَعْجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِى الْفَرِيضَةَ - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِى مَا يَعْرِضُ لَهُ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ - أَوْ أَحَدِهِمَا عَنِ الآخَرِ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ » رواه ابن ماجه وحسنه الالباني .
فمن أراد أن يحج نافلة فعليه أن يلتزم بالأنظمة التي وضعتها الدولة وفقها الله مراعاة للمصلحة العامة ولراحة الحجاج والمعتمرين .
ومن تلك التدابير الإلزام باستخراج التصاريح مراعاة لما فيه الصالح العام ورتبت على مخالفة ذلك عقاب صارم . { فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ }.
الا وصلوا ....
[/align]
المشاهدات 2539 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا