من أخطاء المصلين
مبارك العشوان
1437/04/12 - 2016/01/22 00:39AM
إن الحمد لله... أما بعد: فاتقوا الله تعالى… مسلمون.
اتقوا الله تعالى أيها الناس، واعلموا أنَّ الصلاة من أعظم فرائضِ هذا الدين، وقد أوصى الله تعالى بها كثيرا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى أكَّدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الوصية بها وهو في آخر لحظةٍ من حياته، وهو في سكراتِ الموت؛ يقول أنسٌ رضي الله عنه: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
الصلاةُ عبادَ الله هي عِمادُ دينِنِا، وأعظمُ أركانِهِ بعد الشهادتين وأولُ ما نحاسب عنه يوم القيامة.
الصلاة من أحبِّ الأعمال إلى ربنا جلَّ وعلا؛ يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي ) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم.
لا يحافظ على صلاته إلا مؤمن، ولا يتهاون بها إلا منافق.
عباد الله: وحديث اليوم عن إقامةِ الصلاة، وأدائِها كما يحبُ الله تعالى، وكذا عن بعضِ أخطاء المصلين لنجتنبها.
اعلموا رحمكم الله أن الصلاة، أو أيَّ عبادة أخرى لا تُقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، موافقة لشرعه جل وعلا.
فلنحرص أشد الحرص في كلِّ عبادتنا على تحقيق هذين الشرطين: ( الإخلاص والمتابعة )
يقول النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ... وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي... ) رواه البخاري؛ لنتعلم رحمكم الله كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لتكون صلاة مقبولة، ناهية عن الفحشاء والمنكر وليوصِ بعضنا بعضا بها، وليأمرْ بها وليُّ الأمرِ مَنْ تحت ولايته من ذكور وإناث؛ وليصطبر على ذلك، ممتثلاً قول الله تعالى: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } طه 132.
عباد الله: إنَّ مِنْ أشدِّ أخطاءِ المصلين وأخطرِها: تأخيرُ الصلاة عن وقتها، وَمَنْ يفعلُ هذا على خطرٍ عظيم، وهو متوعدٌ بقول الله تبارك وتعالى: { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ }الماعون 4 ـ 5 قال ابن عباس وغيره من الصحابة رضي الله عنهم: هم الذين يؤخرونها عن وقتها، وقد سمــاهم الله مصلــين، ولكنهم لمَّا تهاونوا بها وأخروها عن وقتها توعدهم بويلٍ؛ وهو شدة العذاب، وقيل إنه وادٍ في جهنم لو سُيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حرِّهِ، وهو مسكنُ من يتهاون بالصلاةِ ويؤخرها عن وقتها. وقرأ عمر بن عبد العزيز رحمه الله هذه الآية: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } مريم 59 ثم قال لم تكن إضاعتهم تركها؛ ولكن أضاعوا الوقت.
عباد الله: ومن أخطاء المصلين: التهاون بصلاة الجماعة؛ وقد جاءت الأحاديث الصحيحةُ الصريحةُ بوجوبِها وفضلِها والتغليظِ في تضييعها؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ) رواه البخاري؛ وقـــال صَلّـــَى اللَّهُ عَلَيْـــهِ وَسَلَّمَ: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ ) رواه البخاري.
وأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْــجِدِ، فَسَأَلَ رَسُـــولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْــهِ وَسَلَّـمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ؛ فَرَخَّصَ لَهُ فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ؛ فَقَالَ هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَأَجِبْ ) رواه مسلم.
فاحذر أخي المسلم أن تتهاون بصلاة الجماعة؛ اصبر وصابر وجاهد نفسك، واحتسب الأجر، واستمع ماذا أعد الله تعالى لك؛ يقولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ وَتُصَلِّي يَعْنِي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ ) رواه البخاري.
ويقولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ ) رواه مسلم.
بارك الله ... أقول ما تسمعون ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله... أما بعد: فإن من أخطاء المصلين: عدمُ أخذ الزينة للصلاة، وإتيانُها بملابسَ متسخة، أو بملابس النوم؛ وقد أمر الله تعالى بأخذ الزينة للصلاة؛ بدءاً بستر العورة، ثم أن يكون المصلي على أحسن هيئةٍ، وأجملِ لباسٍ؛ ولهذا كان من شروط الصلاة: الطهارة من الحدث، وإزالة النجس من الثياب ومن مكان الصلاة.
يقول ابن عبد البر رحمه الله تعالى: وأما الذين يأتون إلى المسجد في هيئةٍ رثةٍ، ورائحةٍ كريهةٍ، وثيابِ المهنةِ، ورداءِ العمل، وملابسِ النوم؛ فلا شكَ أنَّ هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم الاعتناءَ بأخذِ الأدبِ اللازم في بيوت الله تعالى، وهم قد خالفوا قول الله: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } الأعراف31
فعظم أخي المسلم هذه الشعيرة؛ {... وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }
ومن أخطاء المصلين: حضور المسجد بالروائح الكريهة سواءً كانت رائحةَ الجسم، أو الشراب المنتة، أو كان ذلك بسبب أكل الثوم والبصل، ففي البخاري أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ قَالَ فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ ...) وفي صحيح مسلم: ( ... فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ ) وإذا كان هذا في الثوم والبصل، فما ظنكم أيها الناس بمن يؤذي عبادَ الله من الملائكة والمصلين، برائحةِ الدخانِ والشيشة؛ إنه ولا شك أقبح فعلاً، وأشدُّ إيذاءً.
نسأل الله تعالى أن يهدي ضالنا، ويصلح حالنا.
ثم صلوا وسلموا... اللهم أعز الإسلام ...
عباد الله: اذكروا الله ...
اتقوا الله تعالى أيها الناس، واعلموا أنَّ الصلاة من أعظم فرائضِ هذا الدين، وقد أوصى الله تعالى بها كثيرا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى أكَّدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الوصية بها وهو في آخر لحظةٍ من حياته، وهو في سكراتِ الموت؛ يقول أنسٌ رضي الله عنه: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
الصلاةُ عبادَ الله هي عِمادُ دينِنِا، وأعظمُ أركانِهِ بعد الشهادتين وأولُ ما نحاسب عنه يوم القيامة.
الصلاة من أحبِّ الأعمال إلى ربنا جلَّ وعلا؛ يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي ) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم.
لا يحافظ على صلاته إلا مؤمن، ولا يتهاون بها إلا منافق.
عباد الله: وحديث اليوم عن إقامةِ الصلاة، وأدائِها كما يحبُ الله تعالى، وكذا عن بعضِ أخطاء المصلين لنجتنبها.
اعلموا رحمكم الله أن الصلاة، أو أيَّ عبادة أخرى لا تُقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، موافقة لشرعه جل وعلا.
فلنحرص أشد الحرص في كلِّ عبادتنا على تحقيق هذين الشرطين: ( الإخلاص والمتابعة )
يقول النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ... وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي... ) رواه البخاري؛ لنتعلم رحمكم الله كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لتكون صلاة مقبولة، ناهية عن الفحشاء والمنكر وليوصِ بعضنا بعضا بها، وليأمرْ بها وليُّ الأمرِ مَنْ تحت ولايته من ذكور وإناث؛ وليصطبر على ذلك، ممتثلاً قول الله تعالى: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } طه 132.
عباد الله: إنَّ مِنْ أشدِّ أخطاءِ المصلين وأخطرِها: تأخيرُ الصلاة عن وقتها، وَمَنْ يفعلُ هذا على خطرٍ عظيم، وهو متوعدٌ بقول الله تبارك وتعالى: { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ }الماعون 4 ـ 5 قال ابن عباس وغيره من الصحابة رضي الله عنهم: هم الذين يؤخرونها عن وقتها، وقد سمــاهم الله مصلــين، ولكنهم لمَّا تهاونوا بها وأخروها عن وقتها توعدهم بويلٍ؛ وهو شدة العذاب، وقيل إنه وادٍ في جهنم لو سُيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حرِّهِ، وهو مسكنُ من يتهاون بالصلاةِ ويؤخرها عن وقتها. وقرأ عمر بن عبد العزيز رحمه الله هذه الآية: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } مريم 59 ثم قال لم تكن إضاعتهم تركها؛ ولكن أضاعوا الوقت.
عباد الله: ومن أخطاء المصلين: التهاون بصلاة الجماعة؛ وقد جاءت الأحاديث الصحيحةُ الصريحةُ بوجوبِها وفضلِها والتغليظِ في تضييعها؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ) رواه البخاري؛ وقـــال صَلّـــَى اللَّهُ عَلَيْـــهِ وَسَلَّمَ: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ ) رواه البخاري.
وأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْــجِدِ، فَسَأَلَ رَسُـــولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْــهِ وَسَلَّـمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ؛ فَرَخَّصَ لَهُ فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ؛ فَقَالَ هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَأَجِبْ ) رواه مسلم.
فاحذر أخي المسلم أن تتهاون بصلاة الجماعة؛ اصبر وصابر وجاهد نفسك، واحتسب الأجر، واستمع ماذا أعد الله تعالى لك؛ يقولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ وَتُصَلِّي يَعْنِي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ ) رواه البخاري.
ويقولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ ) رواه مسلم.
بارك الله ... أقول ما تسمعون ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله... أما بعد: فإن من أخطاء المصلين: عدمُ أخذ الزينة للصلاة، وإتيانُها بملابسَ متسخة، أو بملابس النوم؛ وقد أمر الله تعالى بأخذ الزينة للصلاة؛ بدءاً بستر العورة، ثم أن يكون المصلي على أحسن هيئةٍ، وأجملِ لباسٍ؛ ولهذا كان من شروط الصلاة: الطهارة من الحدث، وإزالة النجس من الثياب ومن مكان الصلاة.
يقول ابن عبد البر رحمه الله تعالى: وأما الذين يأتون إلى المسجد في هيئةٍ رثةٍ، ورائحةٍ كريهةٍ، وثيابِ المهنةِ، ورداءِ العمل، وملابسِ النوم؛ فلا شكَ أنَّ هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم الاعتناءَ بأخذِ الأدبِ اللازم في بيوت الله تعالى، وهم قد خالفوا قول الله: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } الأعراف31
فعظم أخي المسلم هذه الشعيرة؛ {... وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }
ومن أخطاء المصلين: حضور المسجد بالروائح الكريهة سواءً كانت رائحةَ الجسم، أو الشراب المنتة، أو كان ذلك بسبب أكل الثوم والبصل، ففي البخاري أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ قَالَ فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ ...) وفي صحيح مسلم: ( ... فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ ) وإذا كان هذا في الثوم والبصل، فما ظنكم أيها الناس بمن يؤذي عبادَ الله من الملائكة والمصلين، برائحةِ الدخانِ والشيشة؛ إنه ولا شك أقبح فعلاً، وأشدُّ إيذاءً.
نسأل الله تعالى أن يهدي ضالنا، ويصلح حالنا.
ثم صلوا وسلموا... اللهم أعز الإسلام ...
عباد الله: اذكروا الله ...