منزلة الطمأنينة والاعتدال
rebii rebii
1440/06/17 - 2019/02/22 10:32AM
الطمأنينة والاعتدال ركنان أساسيان من أركان الصلاة لا تجزئ بدونهما ولا يجبران بالسجود. فلا ينبغي لمسلم حريص على صلاته أن ينتقص منهما شيئا إماما كان أو مأموما أو منفردا. فتحروا الطمأنينة والاعتدال في الصلاة كلها في القراءة والركوع والسجود والتسبيح والذكر والدعاء، وإياكم والانتقاص منهما فإنه انتقاص من الصلاة وتضييع لفضائلها.
1/ الحض على تحري الطمأنينة والاعتدال في الصلاة
عمار بن ياسر: إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا. م.
أبو هريرة: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ وَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ (3). فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا فَعَلِّمْنِي. قَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا. متفق عليه.
2/ منزلة الطمأنينة والاعتدال وخطورة الانتقاص منهما
الطمأنينة والاعتدال من فرائض الصلاة
أم سلمة: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا قَرَأَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ.. د.
قتادة بن دعامة: سُئِلَ أَنَسٌ كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ فَقَالَ كَانَتْ مَدًّا. ثُمَّ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، يَمُدُّ بِبِسْمِ اللَّهِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحْمَنِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحِيمِ. خ.
أنس بن مالك: أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا مَا رَكَعْتُمْ وَإِذَا مَا سَجَدْتُمْ. متفق عليه.
عبد الله بن عباس: إِذَا رَكَعْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ حَتَّى تَطْمَئِنَ، وَإِذَا سَجَدْتَ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الأَرْضِ حَتَّى تَجِدَ حَجْمَ الأَرْضِ. ح.
أنس بن مالك: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَامَ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ. ثُمَّ يَسْجُدُ وَيَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ. متفق عليه.
البراء بن عازب: كَانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ وَسُجُودُهُ وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ، مَا خَلاَ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ. متفق عليه.
ترك الطمأنينة والاعتدال من علامات صلاة المنافق
أنس: تِلْكَ صَلاَةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لاَ يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً. م.
قال الله تعالى: وَإِذَا قَامُواْ إِلَى اَلصَّلَوةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاءُونَ اَلنَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اَللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا. النساء 142.
قال الله سبحانه: وَأَقِمِ اِلصَّلَوةَ لِذِكْرِيَ. طه 14.
قال الله تعالى: يَأَيُّهَا اَلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوةِ مِنْ يَّوْمِ اِلْجُمُعَةِ فَاسْعَوِا اِلَى ذِكْرِ اِللَّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ. الجمعة 9.
ترك الطمأنينة والاعتدال يعرض الصلاة للبطلان
علي بن شيبان: يَمَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ. ة.
أبو مسعود الأنصاري: لاَ تُجْزِئُ صَلاَةٌ لاَ يُقِيمُ الرَّجُلُ فِيهَا صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ. ت.
طلق بن علي: لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى صَلاَةِ عَبْدٍ لاَ يُقِيمُ فِيهَا صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا. ح.
أبو هريرة: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي سِتِّينَ سَنَةً وَمَا تُقْبَلُ لَهُ صَلاةً، لَعَلَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَلا يُتِمُّ السُّجُودَ، وَيُتِمُّ السُّجُودَ وَلا يُتِمُّ الرُّكُوعَ. ص.
الانتقاص من الطمأنينة والاعتدال سرقة وانتقاص من الصلاة
أبو قتادة الأنصاري: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ. قَالُوا يَرَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ؟ قَالَ: لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلاَ سُجُودَهَا. ح.ب.
أبو هريرة: ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا. فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا فَقَدْ تَمَّتْ صَلاَتُكَ. وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ هَذَا شَيْئًا فَإِنَّمَا انْتَقَصْتَهُ مِنْ صَلاَتِكَ. د.
الانتقاص من الطمأنينة والاعتدال نقص في الانتفاع
أبو عبد الله الأشعري: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ بِأَصْحَابِهِ ثُمَّ جَلَسَ فِي طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَقَامَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ لاَ يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ وَرَسُولُ اللَّهِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَرَوْنَ هَذَا لَوْ مَاتَ عَلَى هَذَا مَاتَ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، يَنْقُرُ صَلاَتَهُ كَمَا يَنْقُرُ الْغُرَابُ الدَّمَ. إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَلاَ يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ كَالْجَائِعِ لاَ يَأْكُلُ إِلاَّ تَمْرَةً أَوْ تَمْرَتَيْنِ، مَاذَا يُغْنِيَانِ عَنْهُ؟ ب.
علي بن أبي طالب: يَعَلِيُّ مَثَلُ الَّذِي لاَ يُتِمُّ صَلاَتَهُ كَمَثَلِ حُبْلَى حَمَلَتْ، فَلَمَّا دَنَا نِفَاسُهَا أَسْقَطَتْ فَلاَ هِيَ ذَاتُ وَلَدٍ وَلاَ هِيَ ذَاتُ حَمْلٍ، وَمَثَلُ الْمُصَلِّي كَمَثَلِ التَّاجِرِ لاَ يَخْلُصُ لَهُ رِبْحُهُ حَتَّى يَخْلُصَ لَهُ رَأْسُ مَالِهِ، كَذَلِكَ الْمُصَلِّي لاَ تُقْبَلُ نَافِلَتُهُ حَتَّى يُؤَدِّيَ الْفَرِيضَةَ. ب.ض.