منزلة الشهداء وفضلهم عند الله للشيخ سعد الشهاوى ‏

الدكتورسعد الشهاوى
1436/12/25 - 2015/10/08 22:18PM
منزلة الشهداء وفضلهم عند الله للشيخ سعد الشهاوى
الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى يعطى ويمنع ، ويخفض ويرفع ويضر وينفع ، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع . يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. يعلم الأسرار ، ويقبل الأعذار ، وكل شئ عنده بمقدار سبحانه كُلُّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ: غِنى كُلِّ فَقِيرٍ، وَعِزُّ كُلِّ ذَلِيلٍ، وَقُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ، وَمَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ، مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ، وَمَنْ سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ، وَمَنْ عَاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَمَنْ مَاتَ فَإِلَيْهِ مُنْقَلَبُهُ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدًا وليس لواحد إلاَّك
يا مدرك الأبصار والأبصار *** لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكًا
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين عُلاك
من للعباد غيره يدبر الأمر ومن يعدل المائل من يشفى المريض ومن يرعى الجنين فى بطون الحوامل من يحمى العباد وهم نيام وهل لحمايته بدائل من يرزق العباد ولولا حلمه لأكلوا من المذابل من ينصر المظلوم ولولا عدله لسووا بين القتيل والقاتل ومن يظهر الحق ولولا لطفه لحكم القضاة للباطل من يجيب المضطر اذا دعاه وغيره استعصت على قدرته المسائل من يكشف الكرب والغم ومن يفصل بين المشغول والشاغل من يشرح الصدور ولولا هداه لنعدم الكوامل من كسانا.من أطعمنا وسقانا..من كفانا وهدانا من خلق لنا الأبناء والحلائل من سخر لنا جوارحنا ومن طوع لنا الأعضاء والمفاصل من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل هو الله,,,هو الله...هو الله الإله الحق وكل ما خلا الله باطل
يا أيها الماء المهين من الذي سواك ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاكا
ومن الذي غذاك من نعمائه ومن الكروب جميعها نجاكا
ومن الذي شق العيون فأبصرت ومن الذي بالعقل قد حلاكا
ومن الذي تعصي ويغفر دائما ومن الذي تنسى ولا ينساكا
)أإله مع الله تعالى الله عما يشركون (
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا وسيدنا وقدوتنا وحبيبنا سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن أهل بدر والعقبة، وسائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
يا أيها الراجون خير شفاعةٍ من أحمدٍ صلُّوا عليه وسلِّموا
صلَّى وسلَّم ذو الجلال عليه ما لبَّى مُلبٍّ أو تحلَّل مُحرِمُ
أما بعد إننا نريد اليوم أن نلج روضات الشهداء، وأن نستأنس بالحديث عنهم، ونتشرف بكلامنا عن مآثرهم التي جاء بها كتاب ربنا ونطقت بها سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم ولذا سينتظم حديثنا فى العناصر التالية :-
العناصر
1) من هو الشهيد ولماذا سُمي الشهيد شهيدًا؟!
2) فضل الشهادة في سبيل الله والحث على طلبها
3) الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتمنون الشهادة في سبيل الله
4) ثمرات الشهادة وكرامات الشهداء
5) أقسام الشهداء
6) أنواع الشهداء
7) شهداء ولكن ماتوا على فرشهم
8) ثامنا:أعمال تشبه الجهاد فى سبيل الله
أولا :- من هو الشهيد
الشهيد في اللغة: الحاضر، والشاهد: العالم الذي يبين ما علمه، ومنه قول الله تعالى: ‘وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً .…. [البقرة : 143] الشهيد في الاصطلاح الشرعي: من مات من المسلمين في سبيل الله دون غرض من الدنيا. وبشكل أساسي يطلق لقب الشهيد في الإسلام على من يقتل أثناء حرب مع العدو، سواء أكانت المعركة جهاد طلب أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها، أم جهاد دفع أي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين. وقد ذكر رسول الله: (من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله(

لماذا سُمي الشهيد شهيدًا؟! للعلماء في ذلك أقوال شتى منها:ــ
يقول الإمام النووي -رحمه الله-: "وأما سبب تسميته شهيدًا فقال النضر بن شميل: لأنه حي؛ فإن أرواحهم شهدت وحضرت دار الإسلام وأرواح غيرهم إنما تشهدها يوم القيامة". وقال ابن الأنباري: "إن الله تعالى وملائكته -عليهم الصلاة والسلام- يشهدون له بالجنة.
وقيل: لأنه شهد عند خروج روحه ما أعده الله تعالى له من الثواب والكرامة. وقيل:لأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره. وقيل: لأن ملائكة الرحمة يشهدونه عند موته فيأخذون روحه ،و تشهد له بحسن الخاتمة. وقيل: لأن الله يشهد له بحسن نيته وإخلاصه.وقيل: لأنه شهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله. وقيل: لأن عليه شاهدًا بكونه شهيدًا، وهو الدم. وقيل: لأنه يُشْهَد له بالأمان من النار وقيل: لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم، وعلى هذا القول يشاركهم غيرهم في هذا الوصف".
ثانيا :- فضل الشهادة في سبيل الله والحث على طلبها
أيها الأحبة! إن لذة الشهادة في سبيل الله لا يحصيها قلم، ولا يصفها لسان، ولا يحيط بها بيان
وللشهداء مكانة خاصة، والفقه الإسلامي على أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين، وأن الشهادة درجة يرفع الله إليها من يتخير من عباده، فهي منحة وليست محنة، وإذا أراد الله أن يرفع درجة إنسان اختاره شهيدا.
فعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى الصَّلاَةِ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي ، فَقَالَ : حِينَ انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ اللهمَّ آتِنِي أَفَضْلَ مَا تُؤْتِي عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ ، قَالَ : فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصَّلاَةَ ، فَقَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا ؟ قَالَ الرَّجُلُ : أَنَا يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : إِذًا يُعْقَرُ جَوَادُكَ وَتُسْتَشْهَدُ. ) يعقر جوادك : الجواد : الفرس ، وعقره : قتله في الحرب ، كذا أراد به ها هنا أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/222،وابن حبان في صحيحه ج10/ص498 ح4640 وأخرجه الحاكم 1/207 وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي
فأفضل ما يؤتيه الله عبدا صالحا، أن يقتل في سبيله، فالشهادة إذن مكانة خاصة واصطفاء من الله، ومقام لا يكون لأي مؤمن، وإنما يخص الله بها نخبة من عباده المؤمنين يريد الله أن يرفع درجتهم، ولذلك يقول الله في شهداء أحد: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ)[آل عمران:140].
الشهيد في سبيل الله لا يفضله إلا النبيون بدرجة النبوة:
ولذلك لما أراد الله أن يشحذ همم العباد لطاعته وطاعة نبيه ذكّرهم بأن عاقبة ذلك أن يكونوا مع الشهداء، فقال: (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا).
وعن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ السُّلَمِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ [FONT="]r أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [FONT="]r[/FONT] قَالَ:«الْقَتْلَى ثَلَاثَةٌ:رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ،فِي خَيْمَةِ اللَّهِ،تَحْتَ عَرْشِهِ،وَلَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِفَضْلِ دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ،وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى،إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ،فَتِلْكَ مَصْمَصَةٌ مَحَتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ،إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ لِلْخَطَايَا،وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ،فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ،وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ،وَبَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ،وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَذَلِكَ فِي النَّارِ،إِنَّ السَّيْفَ لَا يَمْحُو النِّفَاقَ» صحيح ابن حبان - مخرجا (10/ 519) (4663) صحيح[/FONT]
(فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ) أَيِ:الْمَشْرُوحُ صَدْرُهُ،وَهُوَ الَّذِي امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلتَّقْوَى (لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ) لِجَمْعِهِ بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ وَزِيَادَةِ سَعَادَةِ الشَّهَادَةِ (إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ) ; أَيْ:كَثِيرُ الْمَحْوِ (لِلْخَطَايَا):أَيِ:الصَّغَائِرِ،وَأَمَّا الْكَبَائِرُ فَتَحْتَ الْمَشِيئَةِ،لَكِنْ وَرَدَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ،عَنِ ابْنِ عُمَرَ:الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ كُلَّ خَطِيئَةٍ إِلَّا الدَّيْنَ.
(وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ):تَعْظِيمًا لَهُ وَتَكْرِيمًا.و قَوْلِهِ:(وَمُنَافِقٌ) ; أَيْ:وَمِنَ الْقَتْلَى مُنَافِقٌ (جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ،فَإِذَا لَقِيَ الْعَدُوُّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ ; فَذَاكَ فِي النَّارِ):وَإِلَّا فَالْكُلُّ مُشْتَرِكٌ فِي وَصْفِ الْمُقَاتَلَةِ إِلَى أَنْ يُقْتَلُوا،فَلَا بُدَّ مِنَ التَّمَايُزِ بَيْنَهُمْ لِحُصُولِ الْمَرَامِ فِي الْكَلَامِ (إِنَّ السَّيْفَ لَا يَمْحُو النِّفَاقَ):فَهُوَ كَمَا قَالَ - [FONT="]r -:"«إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» "عَلَى مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ،فِي عَمْرِو بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ،وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِلَفْظِ:«فَإِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الْإِسْلَامَ بِرِجَالٍ مَا هُمْ مِنْ أَهْلِهِ» "وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ،وَابْنِ حِبَّانَ،عَنْ أَنَسٍ،وَأَحْمَدَ،وَالطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ بِلَفْظِ "«إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ» ". <مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 2496)>[/FONT]
ثالثا:- الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتمنون الشهادة في سبيل الله لما لها من هذه المكانة العظيمة لذلك كان سيدنا عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ يقول في دعائه : اللهمَّ ارزقْنِي شهادَةً في سبيلِكَ ، واجعلْ موتِي في بلَدِ رسولِكَ.(البخاري )، واستجاب الله دعاءه ورزقه الله الشهادة ودفن بجوار المصطفي صلى الله عليه وسلم.
وهذا حنظلة تزوج حديثاً وقد جامع امرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد فى ليلة عرسه وزفافه فى ليلة يتمناها كل شاب فيسمع المنادى للجهاد فيخلاج وهو عريس وهو جنبٌ ليسقط شهيداً في سبيل الله، ليراه النبي بيد الملائكة تغسله ليسمى بغسيل الملائكة.
وهذا مثال آخر لطلب الشهادة، ففي غزوة بدرٍ قال النبي -صلى الله عليه وسلم لأصحابِهِ : "قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ". فقال عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؟! قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: بَخٍ بَخٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟!"، قَالَ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ: "فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا". فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ".( مسلم )
وكان بعضهم يأتيه من روح الجنة وريحها ما لا يملك معه إلا شدة الإقبال على القتال وعلى الاستبسال فيه، فهذا أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: "غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي اللَّهُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ الله مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ وانكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، يعني المشركين، ثم تقدم، واستقبله سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فقال: يا سعد بن معاذ: الجنة ورب النضر فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ فَقَاتَلَ , فقُتِلَ َقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَطَقْتُ ما أطاق وقال أنس: ووجدنا فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً ما بين ضَرْبَةُ سَيْفٍ وَرَمْيَةُ سَهْمٍ وَطَعْنَةُ رُمْحٍ، وجيء به وقد مُثل به، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قالت أخته: والله ما عرفت أَخِي إِلَّا بِحُسْنِ بَنَانِهِ ". جمعا بين رواية البخاري ومسلم وصحيح ابن حبان ) وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (من المُؤمنين رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 23] قَالَ: فَكَانُوا يُرَوْنَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَصْحَابِه"ِ.
وكان الصحابي خيثمة وابنه سعد رضي الله عنهما يتنافسان على الخروج إلى الجهاد في غزوة بدر قال خيثمة لابنه سعد: إنه لا بد لأحدنا أن يقيم فآثرني بالخروج وأقم مع نسائك، فأبى سعد، وقال: لو كان غير الجنة آثرتك به، إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا فاستهما فخرج سهم سعد فخرج فقُتل ببدر.
وكذلك ما أخبر به عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ: أَنَّ رَجُلا مِنْ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ. فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْضَ أَصْحَابِهِ. فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- سَبْيًا، فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ. فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟! قَالُوا: قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-. فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: مَا هَذَا؟! قَالَ: "قَسَمْتُهُ لَكَ". قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا -وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ- بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ. فَقَالَ: "إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ". فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَهُوَ هُوَ؟!"، قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ". ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلاتِهِ: "اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ، خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ، فَقُتِلَ شَهِيدًا، أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ".
وإذا كان الله أنعم عليك بالصحة فهذا مثال لصحابي أعرج رخص له في عدم الخروج ومع ذلك خرج لطلب الشهادة، ألا وهو عمرو بن الجموح رضي الله عنه كان شيخاً من الأنصار أعرج، فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بدر قال لبنيه : أخرجوني ( أي للقتال ) فذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم عرجه ، فأذن له في البقاء وعدم الخروج للقتال ، قلما كان يوم أحد خرج الناس للجهاد ، فقال لبنيه أخرجوني !! فقالوا له : قد رخص لك رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم الخروج للقتال ، فقال لهم هيهات هيهات !! منعتموني الجنة يوم بدر والآن تمنعونيها يوم أحد !! فأبى إلا الخروج للقتال ، فأخرجه أبناؤه معهم ، فجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:(نَعَمْ) قَالَ: فَو َالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أرجعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو! لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَهْلًا يَا عُمَرُ! فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَّره، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ يَخُوضُ فِي الجنة بعرجته" (صحيح ابن حبان )
وهذا مثال لصحابي ضرير أعمى لا يبصر رخص له في عدم الخروج ومع ذلك خرج لطلب الشهادة، ألا وهو الصحابي ابن أم مكتوم رضي الله عنه أنزل الله عذره عن الجهاد فقال (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) [النساء: 95] فله عذر بعدم الجهاد، لكن هل جلس بعد ذلك في بيته، أو ركن إلى الدنيا ومتاعها، كلا بل كان يغزو ويقول: ادفعوا إليَّ اللواء فإني أعمى لا أستطيع أن أفر، وأقيموني بين الصفين.
رابعا:- ثمرات الشهادة وكرامات الشهداء في سبيل الله إن ثمرات الشهادة وكرامات الشهداء كثيرة في الدنيا والآخرة، أخبرنا عنها ربنا سبحانه وتعالى،وأخبرنا عنها رسول الله [FONT="]r.ومنها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر ما يلي:-[/FONT]
الأجر العظيم: الشهداء أصحاب الأجر الوفير، والنور التام المنير (وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(الحديد19)
وقال تعالى:{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء:74]
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ الحَيَاةَ الدُّنْيا،وَيَبْذُلَهَا،وَيَجْعَلَهَا ثَمَناً للآخِرَةِ،لأنَّهُ يَكُونُ قَدْ أَعَزَّ دِينَ اللهِ،وَجَعَلَ كَلِمَةَ اللهِ هِيَ العُلْيا.وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَظْفَرْ بِهِ عَدُوُّهُ وَيَقْتُلُهُ،أَوْ يَظْفَرْ هُوَ بِعَدُوِّهِ،فَإنَّ اللهَ سَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً مِنْ عِنْدِهِ.
وظَاهِرُ الْآيَةِ يَقْتَضِي التَّسْوِيَةَ بَيْنَ مَنْ قُتِلَ شَهِيدًا أَوِ انْقَلَبَ غَانِمًا وحديث البخارى يدل على ذلك أيضا ففى صحيح البخارى عن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ [FONT="]r قَالَ:«انْتَدَبَ اللَّهُ (أى تكفل أو سارع بثوابه وحسن جزائه)لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ،لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي،أَنْ أُرْجِعَهُ (أن أرجعه أي إلى بلده إن لم يستشهد بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ،أَوْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ،(أى بلا حساب إن استشهد) »< صحيح البخاري (1/ 16)(36 ) > [/FONT]
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ [FONT="]r:«تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ،لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي،وَإِيمَانًا بِي،وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي،فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ،أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ،نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، » <صحيح مسلم (3/ 1495)>[/FONT]
قال تعالى"إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111]
الشهيد لا يشعر بألم القتل وسكرات الموت : إنَّ من أفضل المناقبِ التي ينالها الشهداء ما جاء عن ابن عباس رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (عَضَّةُ نَمْلَةٍ أشَدُّ عَلَى الشَّهِيدِ مِنْ مَسِّ السِّلاَحِ بَلْ هُوَ(أى القتل بالسلاح) أَشْهَى عِنْدَهُ مِنْ شَرَابِ مَاءٍ بَارِدٍ لَذِيذٍ فِي يَوْمِ صَائِفٍ ) ) < أبو الشيخ عن ابن عباس وأخرجه أيضًا : الضياء (10/344 ، رقم 372) قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 3713 في ضعيف الجامع نقلا من صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني>
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ". <سنن الترمذي وهو صحيح >
قَالَ فِي الْقَامُوسِ الْقَرْصُ أَخْذُكَ لَحْمَ إِنْسَانٍ بِأُصْبُعَيْكَ حَتَّى تُؤْلِمَهُ وَلَسْعُ الْبَرَاغِيثِ "وَذَا تَسْلِيَةٌ لَهُمْ عَنْ هَذَا الْخَطْبِ الْمَهُولِ"< تحفة الأحوذي (5/ 253)> وكان سيدنا علي يحض على القتال ويقول : ( إن لم تقتلوا تموتوا والذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش) ونحن نقول والله لو قُتل تحت حديد الدبابات فلن يجد من مس القتل إلا ما ذُكر لنا في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).
الشهيد تغفر ذنوبه عند أول قطرةٍ من دمه. عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ:يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ،وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ،وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ،وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ،وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ،وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ "< سنن ابن ماجه (2/ 935) (2799 ) صحيح >
وقوله صلى الله عليه وسلم (ست خصال) والمذكورات سبع إلا أن يجعل وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ واحدة وقوله صلى الله عليه وسلم (يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ ) والدفعة بالضم ما دفع من إناء أو سقاء فانصب بمرة.وكذلك الدفعة من المطر.يقال جاء القوم دفعة واحدة إذا دخلوا مرة واحدة
وفى رواية أخرى عند الطبراني عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبٍ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ [FONT="]r يَقُولُ:"إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ تِسْعَ خِصَالٍ - أَوْ قَالَ:عَشَرَ خِصَالٍ - يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ،وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ،وَيُحَلَّى حِلْيَةَ الْإِيمَانِ،وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ،وَيَأْمَنُ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ،وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسَهِ تَاجُ الْوَقَارِ:الْيَاقُوتَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا،وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ،وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ " المعجم الكبير للطبراني (20/ 266)(629 ) صحيح[/FONT]
وفى رواية أخرى عند الآجرى عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ:عَنْ رَسُولِ اللَّهِ [FONT="]r قَالَ:«لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تِسْعُ خِصَالٍ،يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ،وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ،وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ،وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ،وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،وَيَأْمَنُ الْفَزَعَ الْأَكْبَرَ،وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ،الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا،وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ،وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ»الشريعة للآجري (3/ 1243)(811) صحيح[/FONT]
وعَنْ قَيْسِ الْجُذَامِيِّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ [FONT="]r:"إِنَّ لِلْقَتِيلِ عِنْدَ اللهِ سِتَّ خِصَالٍ:يُغْفَرُ لَهُ خَطِيئَتُهُ فِي أَوَّلِ دَفعَةٍ مِنْ دَمِهِ،وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْكَرَامَةِ،وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ،وَيُؤْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ،وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ". شعب الإيمان (6/ 113)(3947 ) صحيح[/FONT]
(يُغْفَرُ لَهُ):بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ; أَيْ تُمْحَى ذُنُوبُهُ (فِي أَوَّلِ دَفْقَةٍ):بِفَتْحِ أَوَّلِهِ،وَفَى نُسْخَةٍ بِضَمِّ أَوَّلِهِ.الْجَوْهَرِيُّ:الدُّفْقَةُ مِنَ الْمَطَرِ وَغَيْرِهِ بِالضَّمِّ مِثْلُ الدُّفْعَةِ وَبِالْفَتْحِ الْوَاحِدَةُ ; أَيْ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْقَةٍ وَصَبَّةٍ مِنْ دَمِهِ (وَيَرَى):بِضَمِّ أَوَّلِهِ عَلَى أَنَّهُ مَنَّ الْإِرَاءَةِ وَيُفْتَحُ وَقَوْلُهُ:(مَقْعَدَهُ):بِالنَّصْبِ لَا غَيْرَ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ نَائِبُ الْفَاعِلِ،أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ،وَفَاعِلُهُ مُسْتَكِنٌّ فِي يَرَى <مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 2482)>
وقال تعالى:{ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)} [آل عمران ]
وقال تعالى : { فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} ( آل عمران : 195 )
ولكن هناك ذنوب لا تغتفر كما فى حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ [FONT="]r ،قَالَ «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ» <صحيح مسلم (3/ 1502)119 - (1886)>[/FONT]
«يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ» ):أَيْ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ (إِلَّا الدَّيْنَ):أَرَادَ حُقُوقَ الْآدَمِيِّينَ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالدِّمَاءِ وَالْأَعْرَاضِ فَإِنَّهَا لَا تُعْفَى بِالشَّهَادَةِ،كَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ الشُّرَّاحِ
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،قَالَ:"الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الْأَمَانَةَ،قَالَ:يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقَالُ:أَدِّ أَمَانَتَكَ،فَيَقُولُ:أَيْ رَبِّ،كَيْفَ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا؟ قَالَ:فَيُقَالُ:انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ،فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ،وَيُمَثَّلُ لَهُ أَمَانَتُهُ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ دُفِعَتْ إِلَيْهِ،فَيَرَاهَا فَيَعْرِفَهَا فَيَهْوِي فِي أَثَرِهَا حَتَّى يُدْرِكَهَا،فَيَحْمِلَهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ خَارِجٌ زَلَّتْ عَنْ مَنْكِبَيْهِ،فَهُوَ يَهْوِي فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ،ثُمَّ قَالَ:الصَّلَاةُ أَمَانَةٌ،وَالْوُضُوءُ أَمَانَةٌ،وَالْوَزْنُ أَمَانَةٌ،وَالْكَيْلُ أَمَانَةٌ،وَأَشْيَاءُ عَدَّدَهَا،وَأَعْظَمُ ذَلِكَ الْوَدِائِعُ"فَأَتَيْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ فَقُلْتُ:أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ؟ قَالَ:كَذَا"قَالَ،كَذَا قَالَ،صَدَقَ أَمَا سَمِعْتَ يَقُولُ اللهُ:{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58] "< شعب الإيمان (7/ 208) (4885 ) صحيح>
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،عَنِ النَّبِيِّ [FONT="]r قَالَ:"الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا - أَوْ قَالَ:كُلُّ شَيْءٍ - إِلَّا الْأَمَانَةَ،وَالْأَمَانَةُ فِي الصَّلَاةِ،وَالْأَمَانَةُ فِي الصَّوْمِ،وَالْأَمَانَةُ فِي الْحَدِيثِ،فَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ "< المعجم الكبير للطبراني (10/ 219) (10527 ) صحيح>[/FONT]
المرفقات

منزلة الشهداء وفضلهم عند الله للشيخ سعد الشهاوى ‏.doc

منزلة الشهداء وفضلهم عند الله للشيخ سعد الشهاوى ‏.doc

المشاهدات 2388 | التعليقات 0