مكانة المرأة في الإسلام, والردّ على من يدعو إلى تَبَرُّجِهِنّ 5-2-1436
أحمد بن ناصر الطيار
1436/02/05 - 2014/11/27 18:10PM
الحمد لله الذي هدانا للإسلام, ووعدنا إنْ ثبتنا عليه دارَ السّلام, وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العلاَّم, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الهادي إلى ما فيه خير الأنام, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وسلم تسليمًا كثيرًا, أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنَّ الله تبارك وتعالى خلقنا ذُكرانًا وإناثًا, وركَّب فينا غريزةَ الشهوةِ, ووضع لنا ضوابط دقيقةً عظيمةً, لتكون عاملاً في نهضةِ الأفراد والشعوب, فَمِمَّا أمر به الرجالَ والنساءَ:
عدمُ اختلاط المرأة بالرجل دون ضرورة: «إياكم والدخول على النساء»
وعدمُ الْخَلْوَة بِهن: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ».
وعدمُ مسّها ومُصافحتها: «إِنِّي لَا أُصَافِح النِّسَاء».
وسَتُرُ المرأةِ بدنها وعدمُ إظهارِ مفاتِنِها: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.
وعدمُ خضوعها بالقول: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}.
ونحو ذلك من الضوابط المهمة, التي من خلالها نسيرُ على الفطرةِ, وتسري في عروقنا الفضيلةُ والحياءُ والحشمة.
فهل يُمكن لمجتمعٍ الْتزم بهذه الآداب الحكيمة العظيمة, أنْ تَنْتَشِرَ فيهمْ جرائمُ الخطفِ والتحرشِ والاغتصابِ؟ والأمراض الفتَّاكةُ القاتلة؟ هل سيكون مُجتمعًا شهوانيًّا مُنْحَطًّا فاشلاً؟ لا والله. لن يحدُثَ ذلك, ولن تَمُوجَ الفتنُ بين النساء والرجال إلا ما شذّ, والشاذُّ لا حُكم له.
وإذا تَرَكَ الناسُ هذه الضوابطَ الرَّبَّانِيَّة: فإنَّ الشهوةَ ستكون مِعْول هدمٍ للأفرادِ والْمُجتمعات, وبُركانًا يثورُ على الناسِ قتلاً وإفسادًا.
وهذا ما حصل للدول التي لم تلتزم بهذه الضوابط بين الرجل والمرأة, ففتحت الباب على مِصراعَيْه, ودَعتْ إلى المساواةِ بينهما في كلّ شيء, وَسَعَتْ إلى اختلاطِهِما في الدِّراسةِ والعمل وكلّ ميادين الحياة.
فما هي النتيجة؟
أكثرُ من ستينَ مليونِ شخصٍ في العالم, مصابون بأمراض جنسيٍة لا يمكن شفاؤها.
في أمريكا وحدها, يتم اغتصاب أكثرَ من ستمائةِ ألفِ امرأةٍ سنويا, أي بمعدل سبعينَ امرأةٍ في الساعة تقريباً.
ويُقتل في أمريكا أيضًا: أكثرُ من ألف امرأةٍ سنويا, ومن هو القاتل؟ هو الزوج أو الصديقُ والعشيق, بسبب الخيانة والتبرجِ والسفور.
وفي بريطانيا, مئةٌ وخمسون فتاةً, تحمل سفاحاً كلَّ أسبوع.
وقد سمعنا ما حدث مُؤخرًا لوزيرةِ العدل الفرنسية, التي لجأت إلى المحكمة, لتدَّعي على ثمانيةِ رجالٍ بأنَّ أحدَهم أبٌ لولدها, من بينهم وزير، ورجلُ أعمال، ورئيس وزراء.
وهذا رئيس وزراء فرنسا لم يتزوج بعد, ويُقيم مع صديقته وعشيقته وكأنها زوجةٌ له.
أيُّ حضارةٍ وصل إليها الغرب, أهذه هي الْمَدنيَّةُ التي يُريدُ بعضُ بني جلدتنا, من الْعَلْمَانِيِّينَ وغيرِهم أنْ نصلَ إليها, ونسيرَ خلْفها؟, أهذا هو ما يُطالب به مَن يدعو إلى إشراكِ المرأةِ في كلِّ أعمالِ الرجل؟ حتَّى في الفروسيّةِ والألعابِ الْأُولُومبيَّةِ؟ وما فِعْلُهم هذا إلا لينزعوا عن نسائنا ثياب الحشمة والعفاف.
ألم يَرَ هؤلاءِ, ما آلتْ إليه تلك الحضارةُ التي دعتْ إلى تبرجِ وسفور النساء, مِنَ الفسادِ في الأخلاق والعفاف؟
ألم يسمعوا إلى صيحاتِ عقلائهم, وتَبَرُّمِهِمْ من حالهم وانْحلالهم؟ فهذا صاحبُ كتاب: (حماقةُ القوة), الذي كان رئيسًا للعلاقات الخارجية, في الكونغرس الأمريكيِّ لفترةٍ طويلة، يقولُ عن الواقع الأمريكي: لقد وصلنا إلى القمر, ولكنَّ أقدامَنا, ما زالت منغمسةً في الوحل!.
وكتبتْ خبيرةٌ في شؤون الأسرة الأمريكية مقالاً قالت فيه: "إنَّ فكرة المساواة بين الرجل والمرأة غيرُ مَنْطِقِيَّةٍ، وإنها ألحقت أضراراً جسيمةً بالمرأةِ والأسرةِ والمجتمع".
ويقولُ أحدُ كبار الكُتَّابِ الأمريكييّن, وهو بُروفسورٌ مَشهور عندهم: تحريرُ المرأة خدعةٌ من خدع النظام العالمي الجديد، خدعةٌ قاسية، أغوت النساء الأمريكيَّات, وضربت الحضارة الغربية, لقد دمرت الملايين.
نعم, دمرت الملايين, بل آلاف الملايينِ في العالم, وصدق رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قال: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ».
فهذا نصٌّ صحيحٌ بأَنَّ "الْفِتْنَة بِالنِّسَاءِ أَشَدُّ مِنْ الْفِتْنَة بِغَيْرِهِنَّ ، وَيَشْهَد لَهُ قَوْله تَعَالَى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبّ الشَّهَوَات مِنْ النِّسَاء) فَجَعَلَهُنَّ مِنْ حُبّ الشَّهَوَات، وَبَدَأَ بِهِنَّ قَبْل بَقِيَّة الْأَنْوَاع إِشَارَة إِلَى أَنَّهُنَّ الْأَصْل فِي ذَلِكَ".
فيا دُعاةَ التبرُّجِ والاختلاطِ والسّفور, إنْ لم تردعكم نصوصُ الشريعةِ الغراء, ولم تُؤثرْ فيكم العفّةُ والفضيلةُ والحياء, فلْيردعكم ما وصل إليه الغرب من الانحلالِ والأمراض, وارتفاعِ حالات الخطف والاغتصابِ عندهم.
فإن لم تردعكم هذه أيضًا, فأنتم والله ما تُريدون بنا وبنسائنا وشبابنا, إلا الفسادَ والخراب, ما ترجون لوطننا إلا التفكك والضعفَ, ما ترجون إلا إشباعَ شهواتكم وغرائزكم ومآربكم الأُخرى.
وصدق الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفّف عنكم}.
يُرِيدُ ربُّنا أَنْ يَتُوبَ عَلَيْنا, وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ من العَلْمَانِيِّين أَنْ نمِيلَ مَيْلًا عَظِيمًا, أنْ نمِيلَ نحن ونساؤُنا عن الفطرة والعفّة والحياء.
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عنَّا بفرض الحجاب على نسائنا, وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ العنتَ والفسادّ بنا.
أيُّهما أخفُّ وأيسر: لُبْسُ الحجاب أمِ الحمل بسفاح؟
أيُّهما أخفُّ وأيسر: لُبْسُ العباءةِ والجلباب, أمْ الاختطافُ والاغتصاب؟
أيُّهما أخفُّ وأيسر: عملُ المرأة مُنعزلةً عن الرجال بحرِّيَّةٍ وأمان, أم اختلاطُها بهم, وتعرُّضها للتحرشّ, وفتنةُ أحدِهما بالآخر؟ ثم يحدثُ ما لا يُحمد عقباه.
نسأل الله تعالى أنْ يهديهم إلى الحق, وإن لم يشأ هدايتهم, فنسألُه أنْ يُبطل كيدهم, وأنْ يُخزيهم ويفضحهم, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين..
أما بعد: أيها المسلمون: إنَّ المرأة الغربيَّة في غالب الأمر, لا زالتْ تتجرَّعُ صنوف الأسى ومرارةَ الأذى في أيَّام شبابها, أما حينما تكبر وتضعُف, فلا تَسَلْ عن حالها وتعاستها, كيف لا, وهي تجد نفسها وحيدةً مُنْعزلة, بعد أن تخلى عنها الخلاَنُ, وهجرها الأبناءُ والإخوان, لِتَقضيَ ما بقي من عمرها وحيدة, أو مع كلبٍ أو في دار العجزة, إن كان لديها ما يكفي من مال، بينما المرأة المسلمة, تظلُّ محاطةً بالحبِّ والرعاية من أبنائها وأحفادها.
وخذوا شاهداً على ذلك, يقول أحد الدعاةِ الْمُخلصين وفَّقه الله: عندما كنت في زيارة للمجر، دعاني الإخوة لإلقاء خطبة الجمعة, وبينما أنا في الطريق, رأيت امرأة تجاوزتِ السبعين من عمرها تلاعب كلبها، ولم يَلْفِتْ نظري مثل هذا؛ لأن هذا أمرٌ متكرر! لكنَّ الذي لَفَتَ نظري أنني دخلت وخطبت الجمعة، وألقيت درساً، وتناولت الغداء مع إخواني، فلما خرجت رأيت نفس المرأة جالسة تلاعب كلبها!، فتعجبت وقلت للأخ المترجم معي: اسألها, منذ متى وهي تلاعب كلبها؟ قالت: منذ سبع ساعات!.
قلت: أليس عندها أسرة؟ فضحكت وقالت: لقد تركني أولادي منذ سنواتٍ طويلة ومات زوجي, ويزورونني في العام مرةً واحدة, وذلك في عيد يومِ الأمّ.
قلت: اسألها: لماذا تعيش؟ قالت: منْ أجل أنْ ألاعب الكلب! انظر إلى الغاية! من أجل أن تلاعب الكلب, وأن تستمتع بجمال الطبيعة.!.
وهذا هو حال كثيرٍ من الأمهات في تلك الدول.
فالكثير من الناس, وخاصةً من الْمُغرَّر بهم, لا يدركون حقيقة حياة المرأة الغربية, وتعاستَها وشقاءَها, فكلُّ ما يرونه هو الأفلام, ووسائل الإعلام الخادعة, التي تُظهر حياةَ المرأة الغربية بأبهى صورة، ما أدى إلى انطباعٍ زائف, بأنَّ المرأة الغربية تعيش حياةً سعيدةً رغيدةً, تمرح مع قرينها على شواطئ البحار, وعلى القوارب وفي الحدائق وأماكن الترفيه, وعلى المروج الخضراء.
بل هم على عكس ذلك تمامًا.
نسأل الله تعالى أنْ يُجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأنْ يجعلنا هُداةً مُهتدين, غيرَ ضالين ولا مُضلّين, إنه على كلّ شيءٍ قدير.
فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنَّ الله تبارك وتعالى خلقنا ذُكرانًا وإناثًا, وركَّب فينا غريزةَ الشهوةِ, ووضع لنا ضوابط دقيقةً عظيمةً, لتكون عاملاً في نهضةِ الأفراد والشعوب, فَمِمَّا أمر به الرجالَ والنساءَ:
عدمُ اختلاط المرأة بالرجل دون ضرورة: «إياكم والدخول على النساء»
وعدمُ الْخَلْوَة بِهن: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ».
وعدمُ مسّها ومُصافحتها: «إِنِّي لَا أُصَافِح النِّسَاء».
وسَتُرُ المرأةِ بدنها وعدمُ إظهارِ مفاتِنِها: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.
وعدمُ خضوعها بالقول: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}.
ونحو ذلك من الضوابط المهمة, التي من خلالها نسيرُ على الفطرةِ, وتسري في عروقنا الفضيلةُ والحياءُ والحشمة.
فهل يُمكن لمجتمعٍ الْتزم بهذه الآداب الحكيمة العظيمة, أنْ تَنْتَشِرَ فيهمْ جرائمُ الخطفِ والتحرشِ والاغتصابِ؟ والأمراض الفتَّاكةُ القاتلة؟ هل سيكون مُجتمعًا شهوانيًّا مُنْحَطًّا فاشلاً؟ لا والله. لن يحدُثَ ذلك, ولن تَمُوجَ الفتنُ بين النساء والرجال إلا ما شذّ, والشاذُّ لا حُكم له.
وإذا تَرَكَ الناسُ هذه الضوابطَ الرَّبَّانِيَّة: فإنَّ الشهوةَ ستكون مِعْول هدمٍ للأفرادِ والْمُجتمعات, وبُركانًا يثورُ على الناسِ قتلاً وإفسادًا.
وهذا ما حصل للدول التي لم تلتزم بهذه الضوابط بين الرجل والمرأة, ففتحت الباب على مِصراعَيْه, ودَعتْ إلى المساواةِ بينهما في كلّ شيء, وَسَعَتْ إلى اختلاطِهِما في الدِّراسةِ والعمل وكلّ ميادين الحياة.
فما هي النتيجة؟
أكثرُ من ستينَ مليونِ شخصٍ في العالم, مصابون بأمراض جنسيٍة لا يمكن شفاؤها.
في أمريكا وحدها, يتم اغتصاب أكثرَ من ستمائةِ ألفِ امرأةٍ سنويا, أي بمعدل سبعينَ امرأةٍ في الساعة تقريباً.
ويُقتل في أمريكا أيضًا: أكثرُ من ألف امرأةٍ سنويا, ومن هو القاتل؟ هو الزوج أو الصديقُ والعشيق, بسبب الخيانة والتبرجِ والسفور.
وفي بريطانيا, مئةٌ وخمسون فتاةً, تحمل سفاحاً كلَّ أسبوع.
وقد سمعنا ما حدث مُؤخرًا لوزيرةِ العدل الفرنسية, التي لجأت إلى المحكمة, لتدَّعي على ثمانيةِ رجالٍ بأنَّ أحدَهم أبٌ لولدها, من بينهم وزير، ورجلُ أعمال، ورئيس وزراء.
وهذا رئيس وزراء فرنسا لم يتزوج بعد, ويُقيم مع صديقته وعشيقته وكأنها زوجةٌ له.
أيُّ حضارةٍ وصل إليها الغرب, أهذه هي الْمَدنيَّةُ التي يُريدُ بعضُ بني جلدتنا, من الْعَلْمَانِيِّينَ وغيرِهم أنْ نصلَ إليها, ونسيرَ خلْفها؟, أهذا هو ما يُطالب به مَن يدعو إلى إشراكِ المرأةِ في كلِّ أعمالِ الرجل؟ حتَّى في الفروسيّةِ والألعابِ الْأُولُومبيَّةِ؟ وما فِعْلُهم هذا إلا لينزعوا عن نسائنا ثياب الحشمة والعفاف.
ألم يَرَ هؤلاءِ, ما آلتْ إليه تلك الحضارةُ التي دعتْ إلى تبرجِ وسفور النساء, مِنَ الفسادِ في الأخلاق والعفاف؟
ألم يسمعوا إلى صيحاتِ عقلائهم, وتَبَرُّمِهِمْ من حالهم وانْحلالهم؟ فهذا صاحبُ كتاب: (حماقةُ القوة), الذي كان رئيسًا للعلاقات الخارجية, في الكونغرس الأمريكيِّ لفترةٍ طويلة، يقولُ عن الواقع الأمريكي: لقد وصلنا إلى القمر, ولكنَّ أقدامَنا, ما زالت منغمسةً في الوحل!.
وكتبتْ خبيرةٌ في شؤون الأسرة الأمريكية مقالاً قالت فيه: "إنَّ فكرة المساواة بين الرجل والمرأة غيرُ مَنْطِقِيَّةٍ، وإنها ألحقت أضراراً جسيمةً بالمرأةِ والأسرةِ والمجتمع".
ويقولُ أحدُ كبار الكُتَّابِ الأمريكييّن, وهو بُروفسورٌ مَشهور عندهم: تحريرُ المرأة خدعةٌ من خدع النظام العالمي الجديد، خدعةٌ قاسية، أغوت النساء الأمريكيَّات, وضربت الحضارة الغربية, لقد دمرت الملايين.
نعم, دمرت الملايين, بل آلاف الملايينِ في العالم, وصدق رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قال: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ».
فهذا نصٌّ صحيحٌ بأَنَّ "الْفِتْنَة بِالنِّسَاءِ أَشَدُّ مِنْ الْفِتْنَة بِغَيْرِهِنَّ ، وَيَشْهَد لَهُ قَوْله تَعَالَى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبّ الشَّهَوَات مِنْ النِّسَاء) فَجَعَلَهُنَّ مِنْ حُبّ الشَّهَوَات، وَبَدَأَ بِهِنَّ قَبْل بَقِيَّة الْأَنْوَاع إِشَارَة إِلَى أَنَّهُنَّ الْأَصْل فِي ذَلِكَ".
فيا دُعاةَ التبرُّجِ والاختلاطِ والسّفور, إنْ لم تردعكم نصوصُ الشريعةِ الغراء, ولم تُؤثرْ فيكم العفّةُ والفضيلةُ والحياء, فلْيردعكم ما وصل إليه الغرب من الانحلالِ والأمراض, وارتفاعِ حالات الخطف والاغتصابِ عندهم.
فإن لم تردعكم هذه أيضًا, فأنتم والله ما تُريدون بنا وبنسائنا وشبابنا, إلا الفسادَ والخراب, ما ترجون لوطننا إلا التفكك والضعفَ, ما ترجون إلا إشباعَ شهواتكم وغرائزكم ومآربكم الأُخرى.
وصدق الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفّف عنكم}.
يُرِيدُ ربُّنا أَنْ يَتُوبَ عَلَيْنا, وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ من العَلْمَانِيِّين أَنْ نمِيلَ مَيْلًا عَظِيمًا, أنْ نمِيلَ نحن ونساؤُنا عن الفطرة والعفّة والحياء.
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عنَّا بفرض الحجاب على نسائنا, وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ العنتَ والفسادّ بنا.
أيُّهما أخفُّ وأيسر: لُبْسُ الحجاب أمِ الحمل بسفاح؟
أيُّهما أخفُّ وأيسر: لُبْسُ العباءةِ والجلباب, أمْ الاختطافُ والاغتصاب؟
أيُّهما أخفُّ وأيسر: عملُ المرأة مُنعزلةً عن الرجال بحرِّيَّةٍ وأمان, أم اختلاطُها بهم, وتعرُّضها للتحرشّ, وفتنةُ أحدِهما بالآخر؟ ثم يحدثُ ما لا يُحمد عقباه.
نسأل الله تعالى أنْ يهديهم إلى الحق, وإن لم يشأ هدايتهم, فنسألُه أنْ يُبطل كيدهم, وأنْ يُخزيهم ويفضحهم, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين..
أما بعد: أيها المسلمون: إنَّ المرأة الغربيَّة في غالب الأمر, لا زالتْ تتجرَّعُ صنوف الأسى ومرارةَ الأذى في أيَّام شبابها, أما حينما تكبر وتضعُف, فلا تَسَلْ عن حالها وتعاستها, كيف لا, وهي تجد نفسها وحيدةً مُنْعزلة, بعد أن تخلى عنها الخلاَنُ, وهجرها الأبناءُ والإخوان, لِتَقضيَ ما بقي من عمرها وحيدة, أو مع كلبٍ أو في دار العجزة, إن كان لديها ما يكفي من مال، بينما المرأة المسلمة, تظلُّ محاطةً بالحبِّ والرعاية من أبنائها وأحفادها.
وخذوا شاهداً على ذلك, يقول أحد الدعاةِ الْمُخلصين وفَّقه الله: عندما كنت في زيارة للمجر، دعاني الإخوة لإلقاء خطبة الجمعة, وبينما أنا في الطريق, رأيت امرأة تجاوزتِ السبعين من عمرها تلاعب كلبها، ولم يَلْفِتْ نظري مثل هذا؛ لأن هذا أمرٌ متكرر! لكنَّ الذي لَفَتَ نظري أنني دخلت وخطبت الجمعة، وألقيت درساً، وتناولت الغداء مع إخواني، فلما خرجت رأيت نفس المرأة جالسة تلاعب كلبها!، فتعجبت وقلت للأخ المترجم معي: اسألها, منذ متى وهي تلاعب كلبها؟ قالت: منذ سبع ساعات!.
قلت: أليس عندها أسرة؟ فضحكت وقالت: لقد تركني أولادي منذ سنواتٍ طويلة ومات زوجي, ويزورونني في العام مرةً واحدة, وذلك في عيد يومِ الأمّ.
قلت: اسألها: لماذا تعيش؟ قالت: منْ أجل أنْ ألاعب الكلب! انظر إلى الغاية! من أجل أن تلاعب الكلب, وأن تستمتع بجمال الطبيعة.!.
وهذا هو حال كثيرٍ من الأمهات في تلك الدول.
فالكثير من الناس, وخاصةً من الْمُغرَّر بهم, لا يدركون حقيقة حياة المرأة الغربية, وتعاستَها وشقاءَها, فكلُّ ما يرونه هو الأفلام, ووسائل الإعلام الخادعة, التي تُظهر حياةَ المرأة الغربية بأبهى صورة، ما أدى إلى انطباعٍ زائف, بأنَّ المرأة الغربية تعيش حياةً سعيدةً رغيدةً, تمرح مع قرينها على شواطئ البحار, وعلى القوارب وفي الحدائق وأماكن الترفيه, وعلى المروج الخضراء.
بل هم على عكس ذلك تمامًا.
نسأل الله تعالى أنْ يُجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأنْ يجعلنا هُداةً مُهتدين, غيرَ ضالين ولا مُضلّين, إنه على كلّ شيءٍ قدير.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق