مكانة القرآن الكريم
محمد مرسى
1431/09/14 - 2010/08/24 08:24AM
العناصر:
1- القرآن كتاب هداية.
2- القرآن كتاب نور.
3- القرآن كتاب حياة.
4- القرآن كتاب شفاء.
5- القرآن ضمنه الله حلاً لجميع مشكلاتنا.
مقدمة:
لأهمية القرآن الكريم فى حياة الأمة المسلمة، أن الله تعالى أمر نبيه والأمة بالتمسك به، لأن فيه عز الأمة وشرفها ومجدها وسؤددها ونصرها، قال تعالى: )فاستمسك بالذى أوحى إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون[([1]).
فلا زالت الأمة قوية الجانب مهابة من الأعداء، ما دامت متمسكة بالقرآن الكريم وهدى النبى –صلى الله عليه وسلم- وفى الحديث:"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنتى"([2]).
(1) القرآن كتاب هداية:
قال تعالى فى مطلع سورة البقرة: )ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين[ ([3]). وقال تعالى: )إن هذا القرآن يهدى ببتى هى أقوم[ ([4]). فالقرآن يهدى الحائر والضال، ويهدى إلى الطريق الأقوم، وإلى صراط الله المستقيم، ويأخذ بأيدى الناس إلى مرضاة الخالق، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
إن البشرية فى الحياة الدنيا تريد أن تصل إلى الجنة، ولابد لها من دليل ليأخذ بيدها إلى طريقها، ودليلها هو كتاب الله -عز وجل- قال تعالى: )فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكرى فإنه له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى[([5]).
فالقرآن يهدى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والعالم كله إلى الطريق الأقوم، ويقود سفينة البشرية إلى شاطئ الأمان وبر السلامة ، بدلاً من تخبطها فى المناهج الأرضية والقوانين الوضعية والفلسفات البشرية.
(2) القرآن كتاب نور:
قال تعالى: )كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور[([6]).
فالقرآن كتاب نور يضئ القلوب والنفوس، ويضئ المساجد والحياة، فهو كشبكة الكهرباء التى تمد المجتمع بالكهرباء لتضاء المصابيح، فى البيوت والشوارع، فإذا أردنا لمصابيح النفوس أن تضئ (وهى القلوب) فلابد أن تتصل بأنوار التنزيل.
قرآننا نور يضئ طريقنا قرآننا نار على من يعتد
فهو نور لمن يطلب الهداية والرشاد، ونار على كل معتد أثيم
إن أصعب شئ على الإنسان أن يعيش فى الظلام، وبين يديه كشاف للإضاءة، ولكنه لا يريد أن تمتد يده إليه، وإذا امتدت فلا يحسن استحدامه، أو الاستفادة منه. قال تعالى: ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) ([7]).
(3) القرآن كتاب حياة:
قال تعالى: )أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها[([8]).
ومن الأمثلة المعاصرة التى تدل على أن القرآن يحى الأمة من موات، ويبعث فيها الحياة، معركة العاشر من رمضان، فففى هذه المعركة ، عادت الأمة كلها إلى الله عز وجل، القادة والجند والشعب، حيث كان المسلمون فى مساجدهم يجأرون إلى الله بالدعاء فى صلواتهم، وخاصة صلاة القيام، وكان الجنود والضياط يرفعون أصواتهم بالتكبير، وهم فى ميدان المعركة، فلاحت بوادر النصر، قبل العصر، لأن منزل هذا النصر ومدبره إنما هو الله عز وجل: قال تعالى: )ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون[ ([9]).
وقال تعالى: )وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى[ ([10]).
وقال تعالى: )وإن جندنا لهم الغالبون[ ([11]).
(4) القرآن شفاء لما فى الصدور:
قال تعالى: )وننزل من القرآن من هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا[([12]).
فالقرآن شفاء لأمراض النفس وأمراض الفرد والمجتمع قال تعالى: )فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد فى السماء[([13]).
ما وجدنا قارئاً للقرآن الكريم وقد أصيب بمرض نفسى، يشعره بالضيق أو التبرم من الحياة، ذلك لأن القرآن يشرح الله به الصدر، ويطمئن به القلب، ويضئ به النفس ويكسب القارئ إيماناً قوياً يعصمه من الضعف والانهيار.
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: (من واظب على هدى النبى –صلى الله عليه وسلم- فى طعامه وشرابه ويقظته ومنامه، لم يصبه مرض إلا مرض الموت، أو مرض كتبه الله عليه)([14]).
فمن اتبع تعاليم القرآن والسنة حفظه الله من الأمراض، وحفظ له أعضاءه سليمة، ومتعه الله بالعافية وشعر بسعادة فى نفسه
(5) القرآن ضمنه الله-عز وجل-حلاً لجميع مشكلاتنا:
قال تعالى: )ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين[ ([15]). وقال تعالى: )ما فرطنا فى الكتاب من شئ[ ([16]).
فلقد استوعب القرآن الكريم الحياة طولاً وعرضاً وعمقاً، فما من مشكلة إلا ونجد لها حلاً فى القرآن الكريم أو سنة النبى r ومصادر التشريع الاسلامى التى استنبطها العلماء فى ضوء المرجعية العليا من القرآن والسنة، حتى إن الصديق رضى الله تعالى عنه وأرضاه قال:(لو ضاع منى عقال بعير لوجدته فى كتاب الله عز وجل).
فليس فى الوجود كله كتاب يحوى هذه الخصائص وتلك المزايا حتى يضع لجميع المشكلات حلاً جذرياً مثل القرآن الكريم، بل فى ظل تطبيق أحكامه وتعاليمه لا توجد مشكلة أصلا، فيا ليت قومى يعلمون قيمة هذا الكتاب ومنزلته ومكانته فهو أقوى سلاح، وأمضى سلاح، فإذا أخذت به أمتنا قادها إلى الحياة الطيبة فى الدنيا والآخرة.
فالقرآن هو كتاب الله الخالد، ومعجزته الباقية إلى قيام الساعة، وكفى أن الله تعالى أو كل حفظه إلى نفسه-سبحانه وتعالى- فلم يدخله تغيير أو تبديل، أو يصيبه نقص وتحريف. قال تعالى: )إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
([1]) سورة الزخرف الآيتان (43-44).
([2]) الحديث أخرجه الإمام مسلم فى الحج (1218).
([3]) سورة البقرة الآيتان (1-2).
([4]) سورة الإسراء (9).
([5]) سورة طه الآيتان ( 123-124).
([6]) سورة إبراهيم الآية (1).
([7]) سورة النور الآية (40).
([8]) سورة الأنعام الآية (122).
([9]) سورة آل عمران الآية (123).
([10]) سورة الأنفال الآية (17).
([11]) سورة الصافات الآية (172).
([12]) سورة فصلت الآية (44).
([13]) سورة الأنعام الآية (125).
([14]) انظر زاد المعاد فى هدى خير العباد.
([15]) سورة النحل الآية (89).
([16]) سورة الأنعام الآية (38).
1- القرآن كتاب هداية.
2- القرآن كتاب نور.
3- القرآن كتاب حياة.
4- القرآن كتاب شفاء.
5- القرآن ضمنه الله حلاً لجميع مشكلاتنا.
مقدمة:
لأهمية القرآن الكريم فى حياة الأمة المسلمة، أن الله تعالى أمر نبيه والأمة بالتمسك به، لأن فيه عز الأمة وشرفها ومجدها وسؤددها ونصرها، قال تعالى: )فاستمسك بالذى أوحى إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون[([1]).
فلا زالت الأمة قوية الجانب مهابة من الأعداء، ما دامت متمسكة بالقرآن الكريم وهدى النبى –صلى الله عليه وسلم- وفى الحديث:"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وسنتى"([2]).
(1) القرآن كتاب هداية:
قال تعالى فى مطلع سورة البقرة: )ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين[ ([3]). وقال تعالى: )إن هذا القرآن يهدى ببتى هى أقوم[ ([4]). فالقرآن يهدى الحائر والضال، ويهدى إلى الطريق الأقوم، وإلى صراط الله المستقيم، ويأخذ بأيدى الناس إلى مرضاة الخالق، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
إن البشرية فى الحياة الدنيا تريد أن تصل إلى الجنة، ولابد لها من دليل ليأخذ بيدها إلى طريقها، ودليلها هو كتاب الله -عز وجل- قال تعالى: )فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكرى فإنه له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى[([5]).
فالقرآن يهدى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والعالم كله إلى الطريق الأقوم، ويقود سفينة البشرية إلى شاطئ الأمان وبر السلامة ، بدلاً من تخبطها فى المناهج الأرضية والقوانين الوضعية والفلسفات البشرية.
(2) القرآن كتاب نور:
قال تعالى: )كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور[([6]).
فالقرآن كتاب نور يضئ القلوب والنفوس، ويضئ المساجد والحياة، فهو كشبكة الكهرباء التى تمد المجتمع بالكهرباء لتضاء المصابيح، فى البيوت والشوارع، فإذا أردنا لمصابيح النفوس أن تضئ (وهى القلوب) فلابد أن تتصل بأنوار التنزيل.
قرآننا نور يضئ طريقنا قرآننا نار على من يعتد
فهو نور لمن يطلب الهداية والرشاد، ونار على كل معتد أثيم
إن أصعب شئ على الإنسان أن يعيش فى الظلام، وبين يديه كشاف للإضاءة، ولكنه لا يريد أن تمتد يده إليه، وإذا امتدت فلا يحسن استحدامه، أو الاستفادة منه. قال تعالى: ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) ([7]).
(3) القرآن كتاب حياة:
قال تعالى: )أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها[([8]).
ومن الأمثلة المعاصرة التى تدل على أن القرآن يحى الأمة من موات، ويبعث فيها الحياة، معركة العاشر من رمضان، فففى هذه المعركة ، عادت الأمة كلها إلى الله عز وجل، القادة والجند والشعب، حيث كان المسلمون فى مساجدهم يجأرون إلى الله بالدعاء فى صلواتهم، وخاصة صلاة القيام، وكان الجنود والضياط يرفعون أصواتهم بالتكبير، وهم فى ميدان المعركة، فلاحت بوادر النصر، قبل العصر، لأن منزل هذا النصر ومدبره إنما هو الله عز وجل: قال تعالى: )ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون[ ([9]).
وقال تعالى: )وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى[ ([10]).
وقال تعالى: )وإن جندنا لهم الغالبون[ ([11]).
(4) القرآن شفاء لما فى الصدور:
قال تعالى: )وننزل من القرآن من هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا[([12]).
فالقرآن شفاء لأمراض النفس وأمراض الفرد والمجتمع قال تعالى: )فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد فى السماء[([13]).
ما وجدنا قارئاً للقرآن الكريم وقد أصيب بمرض نفسى، يشعره بالضيق أو التبرم من الحياة، ذلك لأن القرآن يشرح الله به الصدر، ويطمئن به القلب، ويضئ به النفس ويكسب القارئ إيماناً قوياً يعصمه من الضعف والانهيار.
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: (من واظب على هدى النبى –صلى الله عليه وسلم- فى طعامه وشرابه ويقظته ومنامه، لم يصبه مرض إلا مرض الموت، أو مرض كتبه الله عليه)([14]).
فمن اتبع تعاليم القرآن والسنة حفظه الله من الأمراض، وحفظ له أعضاءه سليمة، ومتعه الله بالعافية وشعر بسعادة فى نفسه
(5) القرآن ضمنه الله-عز وجل-حلاً لجميع مشكلاتنا:
قال تعالى: )ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين[ ([15]). وقال تعالى: )ما فرطنا فى الكتاب من شئ[ ([16]).
فلقد استوعب القرآن الكريم الحياة طولاً وعرضاً وعمقاً، فما من مشكلة إلا ونجد لها حلاً فى القرآن الكريم أو سنة النبى r ومصادر التشريع الاسلامى التى استنبطها العلماء فى ضوء المرجعية العليا من القرآن والسنة، حتى إن الصديق رضى الله تعالى عنه وأرضاه قال:(لو ضاع منى عقال بعير لوجدته فى كتاب الله عز وجل).
فليس فى الوجود كله كتاب يحوى هذه الخصائص وتلك المزايا حتى يضع لجميع المشكلات حلاً جذرياً مثل القرآن الكريم، بل فى ظل تطبيق أحكامه وتعاليمه لا توجد مشكلة أصلا، فيا ليت قومى يعلمون قيمة هذا الكتاب ومنزلته ومكانته فهو أقوى سلاح، وأمضى سلاح، فإذا أخذت به أمتنا قادها إلى الحياة الطيبة فى الدنيا والآخرة.
فالقرآن هو كتاب الله الخالد، ومعجزته الباقية إلى قيام الساعة، وكفى أن الله تعالى أو كل حفظه إلى نفسه-سبحانه وتعالى- فلم يدخله تغيير أو تبديل، أو يصيبه نقص وتحريف. قال تعالى: )إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
([1]) سورة الزخرف الآيتان (43-44).
([2]) الحديث أخرجه الإمام مسلم فى الحج (1218).
([3]) سورة البقرة الآيتان (1-2).
([4]) سورة الإسراء (9).
([5]) سورة طه الآيتان ( 123-124).
([6]) سورة إبراهيم الآية (1).
([7]) سورة النور الآية (40).
([8]) سورة الأنعام الآية (122).
([9]) سورة آل عمران الآية (123).
([10]) سورة الأنفال الآية (17).
([11]) سورة الصافات الآية (172).
([12]) سورة فصلت الآية (44).
([13]) سورة الأنعام الآية (125).
([14]) انظر زاد المعاد فى هدى خير العباد.
([15]) سورة النحل الآية (89).
([16]) سورة الأنعام الآية (38).