مقالان للمعلمين والمربين

المعلم المتدين مطلب تربوي

د. حمد بن عبدالله القميزي


تهدف المؤسسات التربوية والتعليمية في جميع الدول إلى تربية الناشئة وتنمية عقولهم بشكل يتفق مع ما ترسمه سياسة التربية والتعليم في تلك الدولة والتي تكون تعبيراً عن العقيدة أو الفلسفة التي قامت عليها الدولة وتؤمن بها، وقد أكدت الفلسفات القديمة والاتجاهات التربوية الحديثة المختلفة في مجال إعداد المعلم على أن اعتزاز المعلم بدينه وتطبيقه لتعاليمه من أهم الخصائص والسمات الشخصية التي يجب أن يتسم بها المعلم، وإن عدم إيمانه بتلك العقيدة و عدم اكتراثه بها يعني أنه يعمل في اتجاه مخالف للاتجاه الذي تتبناه السياسة العامة للتربية والتعليم في تلك الدولة وهو ما يعني التقليل من الكم أو الكيف (أوهما معاً) في مخرجات النظام التربوي والتعليمي.
ولأهمية صلاح المعلم وتدينه قديماً قال عقبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده:"ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيّ إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك،فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت"، وحديثاً حُدد الميزان التقديري للتدريس على مستوى التعليم الثانوي في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وكان من أهم الصفات الشخصية للمعلم: الأدب الخلقي الصادق.
ومن أهم صفات المعلم الناجح الواردة في دليل المعلم الذي أصدرته الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية (1406/1407هـ): ضرورة اهتمام المعلم بالتربية الدينية عند الطلاب، وضرورة إقامة صلاة الظهر جماعة بالمدرسة وفي حينها، وامتناع المعلمين عن التدخين داخل المدرسة، ومحاربة كل العادات الضارة المستوردة التي لا تتفق ومبادئ الإسلام الحنيف.
وفي دليل المعلم الذي أصدرته الإدارة العامة للإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم (1418هـ) كان من أهم الصفات الوجدانية التي ينبغي للمعلم السعودي أن يتمتع بها الإيمان الراسخ بالعقيدة الإسلامية، لأن هذا الإيمان لابد أن ينعكس أثره بقصد أو بدون قصد على سلوكيات المعلم التي يقتدي بها طلابه ويعملون على تقليدها، فعقيدة المعلم المسلم توجه أفكاره وتصرفاته، وتجعله يقوم بمهامه في ضوء تلك العقيدة من جهة ويعمل على غرسها في نفوس الطلاب من جهة أخرى.
وهذه الصفة تساعد المعلم على تحقيق واجباته والتي منها: نقل القيم والمثل والعادات، والتي تتطلب: أن يكون سلوك المعلم ذاته قدوة ومثلاً يحتذي به الطلاب، وكذلك توظيف الموضوعات أو المواقف التدريسية لتدعيم قيم مرغوبة في المجتمع، والإشادة بسلوك الطالب الذي يعكس قيماً مرغوبة.
أخيراً: ثقتنا كبيرة بحرص مربيّ ومعلمي طلابنا على التمسك بتعاليم دينهم الإسلامي الحنيف، ودعواتنا لهم بالإعانة والتوفيق والصلاح والإخلاص وأن يكتب الله على أيديهم صلاح وتفوق أبنائنا.

المصدر: سعوديون

المشاهدات 2161 | التعليقات 1

قليل من الأدب ... أيها المعلم ؟؟

د.فواز عثمان السيف


وقف متأملاً ... ينظر إليه .... يقلب ورقته ....
ابتسم إليه ....أحسنت يا بني ....بارك الله فيك ...
بقي محتاراً ينتظر الصباح .... تساؤلات وتساؤلات ..... أشرق نور الصباح ... مسك بيده .... اتجه لمدرسته ... قابل أستاذه .....
سال عن مستوى أبنه ؟؟
تكلم أستاذه ابنك عبدا لله طالب ممتاز ومميز ومتفوق في جميع المواد ...
الأب في حيرة من أمره متأملا حال ابنه في بيته ..
نطق الأب قائلا ً ..
.أستاذي الكريم .. أيها المعلم الفاضل ...أيها المربي القدوة ... ؟؟؟
نعم أبني عبدا لله متفوق ولكن لا يصلي ..؟ ويضرب أخوته ..؟ ولا يسمع كلام والديه ..؟ ولا يحافظ على نظافة غرفته ..؟ ....
نظر الأب إلى عين المعلم فوجد فيها الحيرة والاستفهام ؟ وكأنها رسالة يريد أن يوصلها الأب لذلك المعلم .. رسالة تقول ( نحن إلى قليل من الأدب أحوج منه الى كثير من العلم ) كما قال سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى ..

نعم نحن للأسف الشديد أن فلسفتنا التعليمية تعتمد على التركيز على المعلومات ، والمعارف ، وشيئاً من المهارات التي أرى أنها فاقدها لدورها التربوي .. يقول جون لوك ( إن أعظم عمل للمربي هو أن يقوّم السلوك وأن يشكل العقل وأن يغرس في تلميذه العادات الطيبة ومبادئ الفضيلة والحكمة وأن يكوّن في نفسه فكرة عن النوع الإنساني ويقوده إلى حب ما هو حميد وجدير بالثناء وأن يعوده النشاط والحيوية والاجتهاد في أداء ما يعمل ..) وهنا أقول أن الإنسان مكون من جوانب متعددة تكون شخصيته ، معارف ، ومهارات ، ووجدانيات ،وسلوكيات ، ويجب أن يكون هناك مزج بين هذه المكونات حتى نستطيع أن نكون شخصية متوازنة وألا يطغى جانب على آخر.
أخي المعلم !! انتبه !!!
- لا تحول تقيميك للطالب من مهارة أو معرفة إلى كتابة فقط في ورقة الإجابة أو كلام يفتقد التطبيق والعمل ...

- ابحث دائماً في المناهج والمقررات الدراسية عن جوانب تعزيز السلوك والتربية الأخلاقية فهي مليئة بذلك ولكن تحتاج إلى شيء من التخطيط والإعداد المسبق للدرس حتى تتمكن من إسقاطه على واقع الطالب لتبني شخصيته ويستفيد في حياته العملية ..

- فكر دائماً في تطوير أساليبك التقويمية لتحقيق الأهداف الأساسية في العملية التعليمية ؟؟
والتي تمثل فلسفة التعليم في الإسلام ؟؟
حيث تقوم فلسفة التعليم في الإسلام على التعليم من أجل العمل ، فالأصل أن يتعلم الإنسان ما يحتاجه ليعمل به ويطبقه في حياته .. قال تعالى " يا أيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون "
وقال ابن مسعود رضي الله عنه "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ".

تذكر أيها المعلم وأنت أيها المربي وأنت أيها الأب .. أن معادلة تعديل السلوك هي ( المعرفة + الاقتناع + الدافع = السلوك المطلوب ) فالسلوك ناتج عن المعرفة والاقتناع ووجود الدافع والحافز ، فإذا حدث خلل في هذه المعادلة لم يتحقق السلوك المطلوب .
فافهم دورك أيها المعلم وتذكر أنك مربياً ومعلماَ وأباً وأخاً وصديقاً لذلك الطالب ..؟؟

المصدر: سعوديون