مفطرات الصيام ؟؟؟؟؟

عبدالله منوخ العازمي
1437/09/04 - 2016/06/09 16:30PM
عباد الله: ينبغي للمسلم أن يكون محافظا على صومه من المفطرات و عليه إذن أن يعلم أولا ما هي المفطرات، أن يعلم ما هو الشيء الذي يفسد الصوم و الذي لا يفسده و قد ذكر أهل العلم أن المفطرات و المفسدات للصيام سبعة و هي مأخوذة من كتاب الله و من سنة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم
فالمفطر الأول: قالوا الجماع و هو أعظم المفطرات و تجب فيه الكفارة المغلظة و هي عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا .

المفطر الثاني: إنزال المني بشهوة سواء أنزله باستمناء أو بلمس أو بضم، إذا أنزل المني فقد فسد صومه، و قد جاء في الحديث القدسي ( يدع طعامه وشرابه و شهوته من أجلي ، الصيام لي و أنا أجزي به ) فقوله و شهوته يدخل في ذلك إنزال المني بشهوة و هذا الذي عليه جمهور أهل العلم و هو مذهب الأئمة الأربعة و أما من قال إن الاستمناء لا يفطر فهذا قول ضعيف ، هذا قول ضعيف بل الصحيح أن إنزال المني بالاستمناء أو بغير ذلك شهوة فإنه من المفطرات و لكن لا تجب فيه الكفارة المغلظة كالجماع، و أما الاحتلام فإنه لا يفسد الصوم ، و الاحتلام معناه أن ينزل منه المني و هو نائم فهذا لا يفسد الصوم لأن النائم ليس له اختيار و مرفوع عنه القلم.
و هنا مسألة أيضا ، إذا أصبح الإنسان جنبا من الليل فهذا لا يؤثر على الصوم ، يعني إذا كان جنبا ثم أذن الفجر و بقي لم يغتسل غسل الجنابة و أصبح جنبا فليس في ذلك بأس ولا يؤثر هذا على الصوم و لا يجب على الصائم أن يكون متطهرا طهارة كبرى إذا أمسك عند أذان الفجر بل يكون جنبا من الليل و يؤذن عليه أذان الفجر ثم يغتسل بعد الفجر و لا بأس كما جاء ذلك في السنة .

وهنا مسألة يجب التنبه لها وهي لوجامع ولم ينزل فهاذا قد افطر حتا لو لم ينزل
وعليه كفارت مغلضة " وهي عتق رقبه " فمن لم يجد " صيام شهريين متتابعين " فمن لم يستطع فيطعم ستين مسكينا .

المفطر الثالث: الأكل و الشرب لقوله سبحانه و تعالى { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ } فأباح الله عز و جل الأكل و الشرب إلى طلوع الفجر و أمر بإتمام الصيام إلى مغيب الشمس ، إلى الليل ، فالأكل و الشرب من المفطرات بالإجماع .
عباد: الله وهنا مسألة يجب التنبه عليعا وهوا الشرب اثناء الاذان ؟؟؟؟
فيجب على النسان ان يشرب – ويأكل قبل أذان الفجر احتياطاَ وابراء لذمتع
ولكن لو رفع الانسان كأس الماء ليشرب – وأذن الموأذن فإنه يشرب ,
لما رواه الامام احمد ( أنه اذا كان الأناء بيد الانسان فإنه لا يضعه حتى يقظي نهمته منه )
عباد الله :
المفطر الرابع: قالوا ما كان في معنى الأكل والشرب كالإبر المغذية ، الحقن المغذية ، فإنها تفطر كالأكل و الشرب و أما الحقن التي ليست مغذية و إنما هي دواء فقط و لا تقوم مقام الأكل و الشرب فإنها لا تفطر لأن الذي يفطر هو الأكل و الشرب و ما يقوم مقام الأكل و الشرب و أما ما ليس كذلك فإنه لا يفطر و سواء تناول شرابا من طريق الفم أو من طريق الأنف فإنه يفطر به والنبي صلى الله عليه و على آله و سلم قال ( و بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ) فالإنسان يبالغ في الاستنشاق ، الاستنشاق هو أن يدخل الإنسان الماء في الأنف ، يبالغ فيه إلا أن تكون صائما حذرا أن يدخل الماء و أن يصل إلى المعدة ،فينبغي على الصائم أن يتقي ذلك و أما بالنسبة لهذا المفطر -الأكل و الشرب أو ما يقوم مقامهما- قال العلماء أما شم الرائحة فإنه لا يفطر و كذلك الروائح و الأبخرة أو كبعض الأدوية التي تؤخذ على هيئة بخاخ ، هذه كلها لا تؤثر ، لماذا؟ ، لأنها لا تقوم مقام الأكل و الشرب.
المفطر الخامس:الحجامة لقوله عليه الصلاة والسلام ( أفطر الحاجم و المحجوم ) و هذه مسألة فيها خلاف كبير بين أهل العلم لكنه يظهر أن هذا الحديث محكم ليس بمنسوخ و العلماء الذين يقولون بأن الحجامة تفطر يقيسون على هذا الحديث و على هذا النص يقيسون إخراج الدم بكثرة كالذي يتبرع بدمه ،الذي يتبرع بالدم هذا يفطر ، لأن التبرع فيه إخراج للدم كثير كالحجامة ، فالواجب على الصائم أن يتجنب الحجامة و كذلك أن يتجنب التبرع بالدم ، أما إخراج دم يسير كدم التحليل فهذا لا يؤثر لأنه دم يسير يؤخذ من المريض أو يؤخذ من الشخص ، دم من أجل التحليل ، من أجل الفحص عنه فهذا لا يفطر و ليس فيه بأس ، كذلك لو خرج منه دم بغير إرادته كجرح مثلا أو من قلع ضرس مثلا فهذا كله أيضا لا يؤثر على الصيام .
المفطر السادس: القيء عمدا ، القيء و هو الذي يسمى بالاستفراغ ، إذا تعمد الإنسان القيء فإنه يفطر كما لو أدخل أصبعه في حلقه من أجل أن يخرج ما في معدته ، هذا قد استقاء عمدا يعني طلب القيء ، و ذلك لقوله عليه الصلاة و السلام( من ذرعه قيءٌ وهو صائم فليس عليه قضاءٌ، وإن استقاء فليقض ) و في لفظ قال ( ومن استقاء فعليه القضاء ) و هذا الحديث أخرجه أصحاب السنن ، فقوله عليه الصلاة والسلام من ذرعه القيء يعني من خرج منه القيء بدون اختياره فهذا لا قضاء عليه ، و من استقاء يعني من تعمد القيء فعليه القضاء .


المفطر السابع: هذا بالنسبة للنساء خروج دم الحيض و خروج دم النفاس ولو قبل الغروب بلحظة ، يعني قبل أذان المغرب بلحظة فإنه يفسد الصوم لكن العلماء قالوا إذا تحرك الدم و لم يخرج إلا بعد مغيب الشمس فإنه لا يفسد الصوم لأن العبرة بخروج الدم .

هذه المفطرات التي ذكرها أهل العلم مأخوذة من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فينبغي للمؤمن أن يتفقه فيها و أن يتعلمها حفاظا على صومه .
نسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين و أن يمنحنا العلم النافع .
عباد الله أقول ما تسمعون و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم و بارك على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .
أما بعد عباد الله ينبغي للمؤمن كما أنه يمتنع عن هذه المفطرات المفسدات للصوم ينبغي كذلك أن يبتعد أيضا عما ينقص أجر الصوم و ربما يفسده فإن الصيام تربية و مدرسة فيصوم الإنسان عما حرم الله كآفات اللسان مثلا من كذب أو غيبة أو نميمة أو سب أو شتم أو سخرية إلى غير ذلك ، و لقد كان السلف إذا كانوا صائمين يجلسون في المسجد يقولون نحفظ صيامنا و لا نغتاب أحدا ، فالصيام يا عباد الله يجب أن يكون أولا عن المحرمات قبل أن يكون عن هذه المفطرات --قبل الأكل و الشرب-- بل قال بعض السلف : ( إن أهون الصيام الصيام عن الأكل و الشرب ) و لكن الصيام عن غيبة أو عن سب أو عن شتم أو عن نظر محرم أو عن استماع محرم فكيف يكون الإنسان صائما عن الأكل و الشرب و هو ينظر إلى حرام ؟ !!! وكيف يكون الإنسان صائما عن الأكل و الشرب و هو يتكلم بالحرام ، يتكلم بالغيبة أو بالبهتان ؟!!! أو أنه يسب أو أنه يشتم !!! ، و سبحان الله ينبغي أن يكون الصائم على وقار و سكينة و على أدب و خشوع ، لكن بعض الناس إذا صام تتغير أخلاقه ، ما يتحمل كلمة ، يكون دائما غضبان و ربما سب و شتم و لعن . فكيف يا عباد الله ؟! كيف هذا ،أيكون هذا صياما ؟!!! يكون صائما عن الأكل و عن الشرب وعن هذه المفطرات ثم هو يقع في كبائر الذنوب ! ، هذا لا يجوز، يجب على الانسان ان يكون محافظا على عبادته في الليل و النهار .
هذا وصلوا على من امركم بالصلاة عليه ...........
المشاهدات 1049 | التعليقات 0