مع انقضاء العام الهجري لبد من وقفة لتصحيح الأوضاع مع الله عزو جل
كامل الضبع زيدان
1436/08/20 - 2015/06/07 18:56PM
مع انقضاء العام الهجري
لابد من وقفة لتصحيح الأوضاع مع الله عزو جل
هذه هي الجمعة الأخيرة من العام الهجري وانقضاء الأعوام يذكر العبد بأن هذه الدنيا زائلة فانية وأن عمره لابد له من نهاية وهذه طبيعة الحياة وأساسها الذي أسسها الله عزو جل عليه وقد قال الله عزو جل {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} وقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم {أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت} وقال صلى الله عليه وسلم {الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني} إذا فالموت حق حتمي لابد منه في الوقت الذي حدده الله عزو جل وأخفاه عنا لنكون على استعداد دائم للموت وما بعده من الأهوال التي غفل عنها الغافلون وركنوا إلى هذه الدنيا وما فيها من متع غرارة، من أدمن ذكر الموت كان قلبه حيا يقظا كلما دعته نفسه إلى المعصية قال لها لا نصبر على مخالفة الهوى في الدنيا أهون لنا من الصبر على النار في الأخرة.
والعمر نعمة من نعم الله عزو جل علينا منحنا إياها وأكرمنا وكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا وأسبغ علينا النعم ظاهرة وباطنة فالعاقل من يشكر نعم الله عزو جل ويستخدمها في طاعته ولا يستعين بها على معصية الله عزو جل ويقف مع نفسه وقفات في نهاية العام ليحاسبها على ما قدمت إن كان محسنا ازداد إحسانا وإن كان مسيئا تاب وأناب قبل أن يمضي زمان التوبة ويحال بينه وبينها وتكون المصيبة العظمى لأن من مات على شيء بعث عليه فمن مات على ذنب عظيم أو ظلم لخلق الله ولم يتب فضح على رؤوس الأشهاد يوم تبلى السرائر وتنكشف الفضائح وما له من قوة ولا ناصر عندها يدفع عنه غضب الجبار جل جلاله.
الصادق في إيمانه لا يخاف الموت ولا يتمناه
والمؤمن لا يخاف من الموت وهو يعلم أنه الباب الذي يحجبه عما أعده الله عز وجل له من النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول {وما عند الله خير للأبرار} بل ويشتاق غاية الشوق إلى لقاء الله عزو جل ولينظر إلى وجهه الكريم في يوم المزيد في جنات النعيم وهذه حال المؤمن الصادق على الدوام فهو راض ومرضي عنه وفي أمن وأمان بطاعته لربه عزو جل وفي سعادة دائمة لا تنقطع أبدا لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدوه عليها بالسيوف كما قال بعض سلفنا الصالح وكان بعضهم يتمنى لو أن أهل الجنة على مثل ما هم عليه من السعادة بالقرب من الله والشوق إلى لقاءه والأنس به جل جلاله في الدنيا يا له من نعيم.
وقد نهانا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نتمنى الموت ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه فإنه من مات أنقطع عمله ولا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا} وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لا محالة فاعل فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي} وقال لعمه العباس رضي الله عنه يا عم رسول الله لا تتمنى الموت فإن كنت محسنا ازددت إحسانا وإن كنت مسيئا فلعلك تستعتب وتستغفر} وقال صلى الله عليه وسلم {السعادة كل السعادة طول العمر مع حسن العمل} وقال صلى الله عليه وسلم {خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله}.
المحاسبة ديدن الصادقين
فالمؤمن الصادق يعلم أنه موقوف بين يدي الله عزو جل ومسئول عما قدم وعمل في هذه الدنيا من خير أو شر ومن علم ذلك لابد له من أن يعد للسؤال جوابا ويعمل لهذا الموقف بين يدي الله ألف حساب وحساب أحد الصالحين تخيل أنه دخل النار ورأى ما فيها مما وصفه الله عزو جل وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيات وعقارب وزقوم وحميم وضريع وغسلين وضيق وكرب وحريق فخاطب نفسه وقال لها أنت الآن قد عاينت النار وما فيها فماذا تتمنين قالت له أن أرجع إلى الدنيا فأعمل صالحا حتى لا أصل إلى هذه الحال فأيقظها على الفور وقال لها الآن أنت في الدنيا فاعملي وجدي واجتهدي، وقد قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) فلابد من المحاسبة والمراقبة وتصحيح الأوضاع مع الله عزو جل قبل الندم و يا ليته ينفع لا جدوى من الندم إن لم نتدارك الزمن الذي أمرنا أن نتوب فيه ونرجع قبل أن تبلغ الروح الحلقوم وقبل طلوع الشمس من مغربها.
التوبة النصوح العامة الشاملة
ونحن نختم هذا العام الهجري لابد لنا من أن نجدد لله عزو جل توبة صادقة عامة شاملة من جميع الذنوب أولها وآخره دقها وجلها صغيرها وكبيرها سرها وإعلانها ما علمنا منها وما لم نعلم وما الله عزو جل به أعلم كما كان يستغفر حبيبنا من كل ذلك بشروطها الكاملة (الإقلاع عن الذنوب والعزم على عدم العودة إلى الذنوب والندم على ما اقترفت أيدينا من ذنوب ورد المظالم لأصحابها والإقبال على طاعة الله عزو جل بجد واجتهاد ونشاط لأن الحسنات يذهبن السيئات والطاعة والمحافظة عليها بعد التوبة دليل بإذن الله على قبولها).
أسأل الله العلى القدير أن يجعلني وإياكم من الذين يسارعون في الخيرات ومن الصادقين ومن المخلصين الذين أخلصهم الله عزو جل لعبادته ولطاعته ومن خاصة عباده وأحبابه الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ويحبهم ويحبونه وأن يختم لنا ولكم بخاتمة السعادة وأن يطيل أعمارنا في صحة وعافية وستر وطاعة وقرب منه جل جلاله فهو ولي ذلك والقادر عليه اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
لابد من وقفة لتصحيح الأوضاع مع الله عزو جل
هذه هي الجمعة الأخيرة من العام الهجري وانقضاء الأعوام يذكر العبد بأن هذه الدنيا زائلة فانية وأن عمره لابد له من نهاية وهذه طبيعة الحياة وأساسها الذي أسسها الله عزو جل عليه وقد قال الله عزو جل {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} وقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم {أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت} وقال صلى الله عليه وسلم {الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني} إذا فالموت حق حتمي لابد منه في الوقت الذي حدده الله عزو جل وأخفاه عنا لنكون على استعداد دائم للموت وما بعده من الأهوال التي غفل عنها الغافلون وركنوا إلى هذه الدنيا وما فيها من متع غرارة، من أدمن ذكر الموت كان قلبه حيا يقظا كلما دعته نفسه إلى المعصية قال لها لا نصبر على مخالفة الهوى في الدنيا أهون لنا من الصبر على النار في الأخرة.
والعمر نعمة من نعم الله عزو جل علينا منحنا إياها وأكرمنا وكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا وأسبغ علينا النعم ظاهرة وباطنة فالعاقل من يشكر نعم الله عزو جل ويستخدمها في طاعته ولا يستعين بها على معصية الله عزو جل ويقف مع نفسه وقفات في نهاية العام ليحاسبها على ما قدمت إن كان محسنا ازداد إحسانا وإن كان مسيئا تاب وأناب قبل أن يمضي زمان التوبة ويحال بينه وبينها وتكون المصيبة العظمى لأن من مات على شيء بعث عليه فمن مات على ذنب عظيم أو ظلم لخلق الله ولم يتب فضح على رؤوس الأشهاد يوم تبلى السرائر وتنكشف الفضائح وما له من قوة ولا ناصر عندها يدفع عنه غضب الجبار جل جلاله.
الصادق في إيمانه لا يخاف الموت ولا يتمناه
والمؤمن لا يخاف من الموت وهو يعلم أنه الباب الذي يحجبه عما أعده الله عز وجل له من النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول {وما عند الله خير للأبرار} بل ويشتاق غاية الشوق إلى لقاء الله عزو جل ولينظر إلى وجهه الكريم في يوم المزيد في جنات النعيم وهذه حال المؤمن الصادق على الدوام فهو راض ومرضي عنه وفي أمن وأمان بطاعته لربه عزو جل وفي سعادة دائمة لا تنقطع أبدا لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدوه عليها بالسيوف كما قال بعض سلفنا الصالح وكان بعضهم يتمنى لو أن أهل الجنة على مثل ما هم عليه من السعادة بالقرب من الله والشوق إلى لقاءه والأنس به جل جلاله في الدنيا يا له من نعيم.
وقد نهانا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نتمنى الموت ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه فإنه من مات أنقطع عمله ولا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا} وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لا محالة فاعل فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي} وقال لعمه العباس رضي الله عنه يا عم رسول الله لا تتمنى الموت فإن كنت محسنا ازددت إحسانا وإن كنت مسيئا فلعلك تستعتب وتستغفر} وقال صلى الله عليه وسلم {السعادة كل السعادة طول العمر مع حسن العمل} وقال صلى الله عليه وسلم {خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله}.
المحاسبة ديدن الصادقين
فالمؤمن الصادق يعلم أنه موقوف بين يدي الله عزو جل ومسئول عما قدم وعمل في هذه الدنيا من خير أو شر ومن علم ذلك لابد له من أن يعد للسؤال جوابا ويعمل لهذا الموقف بين يدي الله ألف حساب وحساب أحد الصالحين تخيل أنه دخل النار ورأى ما فيها مما وصفه الله عزو جل وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيات وعقارب وزقوم وحميم وضريع وغسلين وضيق وكرب وحريق فخاطب نفسه وقال لها أنت الآن قد عاينت النار وما فيها فماذا تتمنين قالت له أن أرجع إلى الدنيا فأعمل صالحا حتى لا أصل إلى هذه الحال فأيقظها على الفور وقال لها الآن أنت في الدنيا فاعملي وجدي واجتهدي، وقد قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) فلابد من المحاسبة والمراقبة وتصحيح الأوضاع مع الله عزو جل قبل الندم و يا ليته ينفع لا جدوى من الندم إن لم نتدارك الزمن الذي أمرنا أن نتوب فيه ونرجع قبل أن تبلغ الروح الحلقوم وقبل طلوع الشمس من مغربها.
التوبة النصوح العامة الشاملة
ونحن نختم هذا العام الهجري لابد لنا من أن نجدد لله عزو جل توبة صادقة عامة شاملة من جميع الذنوب أولها وآخره دقها وجلها صغيرها وكبيرها سرها وإعلانها ما علمنا منها وما لم نعلم وما الله عزو جل به أعلم كما كان يستغفر حبيبنا من كل ذلك بشروطها الكاملة (الإقلاع عن الذنوب والعزم على عدم العودة إلى الذنوب والندم على ما اقترفت أيدينا من ذنوب ورد المظالم لأصحابها والإقبال على طاعة الله عزو جل بجد واجتهاد ونشاط لأن الحسنات يذهبن السيئات والطاعة والمحافظة عليها بعد التوبة دليل بإذن الله على قبولها).
أسأل الله العلى القدير أن يجعلني وإياكم من الذين يسارعون في الخيرات ومن الصادقين ومن المخلصين الذين أخلصهم الله عزو جل لعبادته ولطاعته ومن خاصة عباده وأحبابه الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ويحبهم ويحبونه وأن يختم لنا ولكم بخاتمة السعادة وأن يطيل أعمارنا في صحة وعافية وستر وطاعة وقرب منه جل جلاله فهو ولي ذلك والقادر عليه اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان