مع العام الدراسي الجديد
محمد سعيد صديق
1433/10/12 - 2012/08/30 21:31PM
[font="]13 / 10 / 1433هـ[/font]
[font="]الخطبة الأولى[/font][font="] العنوان/[/font][font="] مع العام الدراسي الجديد[/font] [font="]الحمد لله الذي جعل طلب العلم من أجلّ الأعمال وأعظم القربات فقال تعالى: {يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ} والصلاة والسلام على سيدنا محمد، سيد المرسلين وإمام المعلمين وقدوة العاملين، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.[/font]
[font="]أما بعد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم وطاعته.[/font]
[font="]عباد الله، انقضت الإجازة، وطويت فيها صحائف، ورحل فيها عن الدنيا من رحل، وولد فيها من ولد. [/font]
[font="]وإن المتأمل للمسافة التي بين امتحانات الفصل الماضي وبدء الدراسة في هذا الفصل الحالي وإن كانت قصيرة في عمر الزمن إلا أنها طويلة في حساب المكاسب والخسائر.[/font]
[font="]أجل، لقد غنم فيها قومٌ وخسر آخرون. وعملة الزمن تدور على الجميع، لكنهما لا يستويان، ذاك يطوي صفحات من الحسنات في الصالحات الباقيات، في خطوات تقربه إلى روضات الجنات، وذاك يعبَّ فيها من سجلات السيئات في الطالحات الموبقات، في استدراج يدنيه من دركات النار عياذًا بالله.[/font]
[font="]وليعُد كل منا بذاكرته إلى الوراء قليلاً، إلى بداية إجازته، وليحاسب نفسه: ماذا جنى؟ ماذا قدم؟ هل تقدم للخير أم تأخر؟ هل ازداد من الصالحات أم قصّر؟ تالله، لتسعدنَّ أقوام عندما تذكر أنها حفظت في إجازتها من القرآن جزءًا وقرأت شيئًا كثيرًا واستفادت علمًا عظيمًا ووصلت رحمًا وزارت بيته الحرام فأكثرت من طاعاته وصالحاته، وأقوام أخرى لا تذكر من صيفها إلا سهرًا وصخبًا، ليلها نهار، ونهارها ليل، غارقة في بحر شهوتها، منغمسة في نشوة سكرتها، ثم الحسرة والندامة في الدنيا قبل الآخرة، والآخرة أشد وأنكى.[/font]
[font="]أيها الأحبة الله، ويوم غدٍ يوم بدء الدراسة، مشهَد حافل وملتقى هام، في هذا اليوم تستأنف رحلة العلم، وتبدأ مسيرة الفكر، وتفتح حصون العلم، وتهيأ قلاع المعرفة، يبرق فجر غد والناس أمامه أصناف، والمستقبلون له ألوان، بين محب وكاره، ومتقدم ومحجم، ومتفكر ومتحير، ومتفائل ومتشائم.[/font]
[font="]كم من محب لهذا اليوم يترقب قدومه بفارغ الشوق، وكم من كاره له يتمنّى لوأن بينه وبينه أمداً بعيدًا.وإنا بهذه المناسبة المهمة نوجه رسائل عدة، علها تكون نذر خير ومشاعل هداية تضيء لقائلها وسامعها الطريق، وتهدي جميعنا السبيل:[/font]
[font="]الرسالة الأولى إلى الطلاب والطالبات: [/font][font="]نقول لهم أخلصوا النية في طلب العلم، واطلبوا العلم لترفعوا عن أنفسكم الجهل، واطلبوا العلم لتنفعوا غيركم وأمتكم، واطلبوا العلم لأجل العلم لأن العلم زينة . لا تطلبوا العلم لأجل الوظيفة، فالوظيفة رزق والرزق بيد الله وحده، واعملوا وجدّوا فكلٌ ميسر لما خلق له. [/font]
[font="]أيها الطلاب والطالبات، إنكم تتوجهون غدًا لقلعة من قلاع العلم، فابدأوا فيها باسم الله وعلى بركة الله، ولتكن بدايتكم جادة، ولا تؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، فهذا طبع الكسول، ومن كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة، ومن كانت بدايته رماداً فالرماد لا يخلف إلا الرماد في الوجوه. [/font]
[font="]معاشر الطلاب والطالبات، الصبر الصبر على طلب العلم، وعليكم بتقوى الله والصلاة، فلا خير فيكم إذا ضيعتم الصلاة. تجملوا بالدين والأخلاق واحترام المعلمين، وحققوا لآبائكم ما يرجونه منكم. وتذكروا يوم أن تسعوا كُلَ صباح إلى أماكن الدراسة قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة)).[/font]
[font="]الرسالة الثانية إلى المعلمين والمعلمات: [/font][font="]إلى من حملوا وظيفة الأنبياء في تعليم الناس، قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)). إن المعلم والمعلمة إذا أخلصوا للأمّة ولم يغشوها فهم يمشون في رحمة الله ورضا من الله بما يصنعون. [/font]
[font="]أيها المعلمون، أبناؤنا غدًا يأتون بين أيديكم، فالله الله في أبناء المسلمين، إنهم أمانة كبيرة وحمل عظيم أعانكم الله عليها. ألا وإن أحسن ما يعينكم هو الإخلاص لله في أعمالكم، فعمل بلا إخلاص لا بركة فيه، والإخلاص ما كان في قليل إلا كثره، ولا في يسير إلا باركه. [/font]
[font="]يا مشاعل النور والرحمة، قدوتكم في التربية والتعليم هو المعلم الأول محمد بن عبدالله عليه من ربه أفضل صلاة وأزكى سلام. عليكم أن تزاحموا الشر الذي يحيط بأبنائنا، واعلموا أن من أخلص نيته لله وعلم الله منه الإخلاص والرغبة الصادقة في الخير فإن الله يؤيده ويسدده. [/font]
[font="]أيها المعلم، إذا دخلت فصلك وأغلقت بابك وغابت عين المدير والمسؤول وأولياء الأمور عنك، ولم يعد إلا أنت وهم بين يديك، فتذكر ملائكة الرحمن بين يديك وأن الله في عليائه مطلع عليك. [/font]
[font="]على المعلم أن يكون قدوة لطلابه، وعليه أن يتمثل الإسلام في هيئته وتصرفاته، فحوله عشرات الطلاب الذين يرقبون فعله وتصرفاته، ويتخذونه قدوة لهم. [/font]
[font="]أيها المعلم، من دعا إلى هدى كان له أجر من عمل به إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزر من عمل به إلى يوم القيامة. فاحرصوا ـ معاشر المعلمين ـ على تعليم أبنائنا كل خير وهدى وفضيلة وأخلاق كريمة، فهي أبواب عظيمة من الأجور مفتوحة لكم، لم تفتح لغيركم فاغتنموها. [/font]
[font="]معاشر المعلمين، الرفق الرفق بالأبناء، وعليكم بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم، تخلقوا بالخلق الحسن، اصبروا وارحموا واعطفوا، فإن من المعلمين من تبقى ذكراه عاطرة في أذهان طلابه، ومنهم من لسان حال طلابه ومقالهم مستريح ومستراح منه. واعلموا أن الدارسين يسمعون بأعينهم أكثر من سماعهم بآذانهم، فالقدوة الحقة في الفعال قبل الأقوال.[/font]
[font="]وفق الله الجميع للخير والفلاح، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.[/font]
[font="]الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وعظيم امتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.[/font]
[font="]أما بعد: وأما الرسالة الثالثة فهي إلى الآباء وأولياء الأمور أقول فيها: معاشر الأولياء، أنتم شركاء للمدرسة في مسؤوليتها، وإننا نشكو مِن قِصر نظر بعض أولياء الأمور، تسأله عن ابنه فيبادرك أن قد أكمل الجوانبَ الفنية والوسائل الحاجية، فقد أمّن له الأدوات المدرسية، بل وبالغ فيها وأسرف وشكّل ولون، حتى إنك لتجد بين يدي الطلاب غرائب الأدوات مما لا حاجة لهم بها.[/font]
[font="]ويأتي السؤال مرة أخرى للأولياء: هل تابعت أبناءك في دراستهم؟ هل زرت مدارسهم وسألت عن حالهم؟ إن من الآباء من آخر عهده بالمدرسة تسجيل أبنائه فيها! هل اخترت جلساء ابنك؟ هل عرفت ذهابه وإيابه؟ اصحبه للمسجد ومجامع الخير، علمه مكارم الأخلاق، صوِّب خطأه واشكر صوابه، واعلم أن تربيتهم جهاد، وأعظم به من جهاد تؤجر عليه، علَّك إذا كنت في قبرك وحيدًا فريدًا تأتيك أنوار دعواتهم في ظلَم الليالي تنير لك قبرك، وتسعدك عند ربك.[/font]
[font="]نسأل الله للجميع العلمَ النافعَ والعملَ الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا، وزدنا علمًا وعملاً يا رب العالمين.[/font]
[font="]عباد الله، صلوا وسلموا على من أمركم ربكم بذلك فقال عز من قائل : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ). وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشراً)) رواه مسلم.[/font]
[font="]اللهمّ صلّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد... [/font]
[font="]الخطبة الأولى[/font][font="] العنوان/[/font][font="] مع العام الدراسي الجديد[/font] [font="]الحمد لله الذي جعل طلب العلم من أجلّ الأعمال وأعظم القربات فقال تعالى: {يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ} والصلاة والسلام على سيدنا محمد، سيد المرسلين وإمام المعلمين وقدوة العاملين، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.[/font]
[font="]أما بعد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم وطاعته.[/font]
[font="]عباد الله، انقضت الإجازة، وطويت فيها صحائف، ورحل فيها عن الدنيا من رحل، وولد فيها من ولد. [/font]
[font="]وإن المتأمل للمسافة التي بين امتحانات الفصل الماضي وبدء الدراسة في هذا الفصل الحالي وإن كانت قصيرة في عمر الزمن إلا أنها طويلة في حساب المكاسب والخسائر.[/font]
[font="]أجل، لقد غنم فيها قومٌ وخسر آخرون. وعملة الزمن تدور على الجميع، لكنهما لا يستويان، ذاك يطوي صفحات من الحسنات في الصالحات الباقيات، في خطوات تقربه إلى روضات الجنات، وذاك يعبَّ فيها من سجلات السيئات في الطالحات الموبقات، في استدراج يدنيه من دركات النار عياذًا بالله.[/font]
[font="]وليعُد كل منا بذاكرته إلى الوراء قليلاً، إلى بداية إجازته، وليحاسب نفسه: ماذا جنى؟ ماذا قدم؟ هل تقدم للخير أم تأخر؟ هل ازداد من الصالحات أم قصّر؟ تالله، لتسعدنَّ أقوام عندما تذكر أنها حفظت في إجازتها من القرآن جزءًا وقرأت شيئًا كثيرًا واستفادت علمًا عظيمًا ووصلت رحمًا وزارت بيته الحرام فأكثرت من طاعاته وصالحاته، وأقوام أخرى لا تذكر من صيفها إلا سهرًا وصخبًا، ليلها نهار، ونهارها ليل، غارقة في بحر شهوتها، منغمسة في نشوة سكرتها، ثم الحسرة والندامة في الدنيا قبل الآخرة، والآخرة أشد وأنكى.[/font]
[font="]أيها الأحبة الله، ويوم غدٍ يوم بدء الدراسة، مشهَد حافل وملتقى هام، في هذا اليوم تستأنف رحلة العلم، وتبدأ مسيرة الفكر، وتفتح حصون العلم، وتهيأ قلاع المعرفة، يبرق فجر غد والناس أمامه أصناف، والمستقبلون له ألوان، بين محب وكاره، ومتقدم ومحجم، ومتفكر ومتحير، ومتفائل ومتشائم.[/font]
[font="]كم من محب لهذا اليوم يترقب قدومه بفارغ الشوق، وكم من كاره له يتمنّى لوأن بينه وبينه أمداً بعيدًا.وإنا بهذه المناسبة المهمة نوجه رسائل عدة، علها تكون نذر خير ومشاعل هداية تضيء لقائلها وسامعها الطريق، وتهدي جميعنا السبيل:[/font]
[font="]الرسالة الأولى إلى الطلاب والطالبات: [/font][font="]نقول لهم أخلصوا النية في طلب العلم، واطلبوا العلم لترفعوا عن أنفسكم الجهل، واطلبوا العلم لتنفعوا غيركم وأمتكم، واطلبوا العلم لأجل العلم لأن العلم زينة . لا تطلبوا العلم لأجل الوظيفة، فالوظيفة رزق والرزق بيد الله وحده، واعملوا وجدّوا فكلٌ ميسر لما خلق له. [/font]
[font="]أيها الطلاب والطالبات، إنكم تتوجهون غدًا لقلعة من قلاع العلم، فابدأوا فيها باسم الله وعلى بركة الله، ولتكن بدايتكم جادة، ولا تؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، فهذا طبع الكسول، ومن كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة، ومن كانت بدايته رماداً فالرماد لا يخلف إلا الرماد في الوجوه. [/font]
[font="]معاشر الطلاب والطالبات، الصبر الصبر على طلب العلم، وعليكم بتقوى الله والصلاة، فلا خير فيكم إذا ضيعتم الصلاة. تجملوا بالدين والأخلاق واحترام المعلمين، وحققوا لآبائكم ما يرجونه منكم. وتذكروا يوم أن تسعوا كُلَ صباح إلى أماكن الدراسة قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة)).[/font]
[font="]الرسالة الثانية إلى المعلمين والمعلمات: [/font][font="]إلى من حملوا وظيفة الأنبياء في تعليم الناس، قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)). إن المعلم والمعلمة إذا أخلصوا للأمّة ولم يغشوها فهم يمشون في رحمة الله ورضا من الله بما يصنعون. [/font]
[font="]أيها المعلمون، أبناؤنا غدًا يأتون بين أيديكم، فالله الله في أبناء المسلمين، إنهم أمانة كبيرة وحمل عظيم أعانكم الله عليها. ألا وإن أحسن ما يعينكم هو الإخلاص لله في أعمالكم، فعمل بلا إخلاص لا بركة فيه، والإخلاص ما كان في قليل إلا كثره، ولا في يسير إلا باركه. [/font]
[font="]يا مشاعل النور والرحمة، قدوتكم في التربية والتعليم هو المعلم الأول محمد بن عبدالله عليه من ربه أفضل صلاة وأزكى سلام. عليكم أن تزاحموا الشر الذي يحيط بأبنائنا، واعلموا أن من أخلص نيته لله وعلم الله منه الإخلاص والرغبة الصادقة في الخير فإن الله يؤيده ويسدده. [/font]
[font="]أيها المعلم، إذا دخلت فصلك وأغلقت بابك وغابت عين المدير والمسؤول وأولياء الأمور عنك، ولم يعد إلا أنت وهم بين يديك، فتذكر ملائكة الرحمن بين يديك وأن الله في عليائه مطلع عليك. [/font]
[font="]على المعلم أن يكون قدوة لطلابه، وعليه أن يتمثل الإسلام في هيئته وتصرفاته، فحوله عشرات الطلاب الذين يرقبون فعله وتصرفاته، ويتخذونه قدوة لهم. [/font]
[font="]أيها المعلم، من دعا إلى هدى كان له أجر من عمل به إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزر من عمل به إلى يوم القيامة. فاحرصوا ـ معاشر المعلمين ـ على تعليم أبنائنا كل خير وهدى وفضيلة وأخلاق كريمة، فهي أبواب عظيمة من الأجور مفتوحة لكم، لم تفتح لغيركم فاغتنموها. [/font]
[font="]معاشر المعلمين، الرفق الرفق بالأبناء، وعليكم بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم، تخلقوا بالخلق الحسن، اصبروا وارحموا واعطفوا، فإن من المعلمين من تبقى ذكراه عاطرة في أذهان طلابه، ومنهم من لسان حال طلابه ومقالهم مستريح ومستراح منه. واعلموا أن الدارسين يسمعون بأعينهم أكثر من سماعهم بآذانهم، فالقدوة الحقة في الفعال قبل الأقوال.[/font]
[font="]وفق الله الجميع للخير والفلاح، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.[/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font]
[font="]أما بعد: وأما الرسالة الثالثة فهي إلى الآباء وأولياء الأمور أقول فيها: معاشر الأولياء، أنتم شركاء للمدرسة في مسؤوليتها، وإننا نشكو مِن قِصر نظر بعض أولياء الأمور، تسأله عن ابنه فيبادرك أن قد أكمل الجوانبَ الفنية والوسائل الحاجية، فقد أمّن له الأدوات المدرسية، بل وبالغ فيها وأسرف وشكّل ولون، حتى إنك لتجد بين يدي الطلاب غرائب الأدوات مما لا حاجة لهم بها.[/font]
[font="]ويأتي السؤال مرة أخرى للأولياء: هل تابعت أبناءك في دراستهم؟ هل زرت مدارسهم وسألت عن حالهم؟ إن من الآباء من آخر عهده بالمدرسة تسجيل أبنائه فيها! هل اخترت جلساء ابنك؟ هل عرفت ذهابه وإيابه؟ اصحبه للمسجد ومجامع الخير، علمه مكارم الأخلاق، صوِّب خطأه واشكر صوابه، واعلم أن تربيتهم جهاد، وأعظم به من جهاد تؤجر عليه، علَّك إذا كنت في قبرك وحيدًا فريدًا تأتيك أنوار دعواتهم في ظلَم الليالي تنير لك قبرك، وتسعدك عند ربك.[/font]
[font="]نسأل الله للجميع العلمَ النافعَ والعملَ الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا، وزدنا علمًا وعملاً يا رب العالمين.[/font]
[font="]عباد الله، صلوا وسلموا على من أمركم ربكم بذلك فقال عز من قائل : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ). وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشراً)) رواه مسلم.[/font]
[font="]اللهمّ صلّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد... [/font]