معركة الموصل.."تحرير" أم "إبادة"؟ خالد مصطفى

احمد ابوبكر
1438/01/18 - 2016/10/19 05:33AM
[align=justify]أعلنت الحكومة العراقية عن إطلاقها لمعركة الموصل لتحريرها من تنظيم "داعش", ولكن المخاوف من إبادة أهالي الموصل البالغ عددهم 1,5 مليون شخص ظهرت بشدة خصوصا مع التصريحات الطائفية التي انطلقت قبيل بدء المعركة من قبل المليشيات الموالية لطهران والتي أصر رئيس الوزراء العراقي على مشاركتها في المعركة رغم التحذيرات الداخلية والخارجية..

فقد أعلن قيس الخزعلي قائد الحشد الشيعي أن "معركة تحرير الموصل هي للانتقام من أحفاد قتلة الحسين"، وقال الخزعلي في تسجيل مصور له، أن الهجوم المرتقب على الموصل هو للثأر من قتلة الحسين لأن هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد. وأضاف أن المعركة تأتي تمهيدا لإقامة دولة العدل الإلهي، على حد وصفه...

ومع انطلاق المعركة ازدادت المخاوف وما أكدها الرايات الطائفية التي وجدتها قوات البيشمركة، مع القوات العراقية المتجهة للموصل، ومنعتها من العبور إلى جبهة بعشيقة شمال شرقي الموصل بمحافظة نينوى واشترطت قوات البيشمركة الكردية على القوات العراقية إزالة الأعلام والرايات الشيعية التي ترفعها على مدرعاتها للسماح لها بالعبور إلى جبهة بعشيقة..

أهالي الموصل بدأوا في الزحف إلى خارجها خوفا من القصف ووصل عدد منهم إلى الحسكة السورية خوفا من انتقام المليشيات الشيعية ولكن الكثير منهم علق على الحدود ولم يتمكن من الفرار...

الشواهد غير مريحة وتؤكد أن مجازر من العيار الثقيل تنتظر المدنيين الأبرياء في الموصل فهذه منظمة دولية بدأت في توزيع أقنعة على الأهالي بحجة أن داعش قد تستخدم أسلحة كيميائية ولكن أطرافا أخرى أشارت إلى إمكانية استخدام قوات العبادي والمليشيات الشيعية لهذه الأسلحة للانتقام من أهالي الموصل وإلصاق الأمر في داعش..بدأت مع انطلاق المعركة تتكشف حقائق حاول الكثيرون إخفاؤها طوال الوقت ومن أهمها أن إيران أكبر المستفيدين من هذه المعركة فقد قال الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الأمريكية الجنرال مايكل فلين: إن إيران ومليشيات الحشد الشيعي في العراق، هم الرابح الأكبر في معركة الموصل...

في نفس الوقت حذرت منظمة العفو الدولية، من أن الفارين السنة من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في العراق، وخصوصا في الموصل، يواجهون التعذيب والاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء، في هجمات انتقامية من جانب ميليشيات الحشد الشيعي وقوات العبادي...

وقالت المنظمة: إن الأدلة المستمدة من مئات المقابلات تكشف عن رد فعل مرعب ضد المدنيين، من المسلمين السنة، وتعكس خطرا لانتهاكات جماعية فيما تجري العملية العسكرية لإعادة السيطرة على مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة التنظيم...

ورغم هذه الأجواء القاتمة يظهر في العتمة ضوء خافت قد يخفف من حدة الأزمة وهو الموقف التركي الذي عبر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤكدا على مشاركة بلاده في المعركة مهما كانت الظروف وقال أردوغان بوضوح : إن بلاده لا ترغب بان يقع العرب السنة والتركمان "فريسة" لأحد في العراق..واضاف اردوغان "ليس لدينا أطماع في أراضي سوريا أو العراق"....وتابع "لا نريد قطعيا الانخراط في الصراعات المذهبية الجارية في العراق، لكننا في الوقت نفسه لا نرغب في أن يقع أشقائنا العرب السنة والتركمان هناك فريسة لأحد"....

الموقف التركي محمود وهو ينطلق من مشاعر دينية وقومية ومصالح أيضا ولكنه لا يكفي وحده لكي يرتكن عليه أهل السنة في الموصل لحمايتهم ويحتاج الأمر إلى وقفة عربية صارمة حتى لا تتكرر مآسي الفلوجة.[/align]
المشاهدات 857 | التعليقات 0