مَضَى الثُّلُثُين مِنْ رَمَضَانَ المُبَارَكُ - رسالة لأعداء السعودية
محمد البدر
1440/09/17 - 2019/05/22 09:22AM
مَضَى الثُّلُثُين مِنْ رَمَضَانَ المُبَارَكُ - رسالة لأعداء المملكة العربية السعودية(1440هـ)
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
أَمَّا بَعْدُ : عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ: غداً بإذن الله ستبدأ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ وفيها الاعتكاف وليلة القدر وصلاة القيام ونحن نستقبل هذه العشر نوجه رسالة للحوثيين خاصة ولكل أعداء المملكة العربية السعودية ﴿قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ﴾ واعلموا أن الله حامي هذه البلاد ولن يجعل لشرذمة منهم سبيلاً ولا ننسى أن اخوناً لنا في الحدود الجنوبية يذبون عن حياض هذه البلاد فهم صقور سلمان الحزم والعزم ورجال المواقف وأبطال المصارع وسد منيع لصد عواء النابحين من نواب إيران المجوسية ونقول إن صاروخكم أو حتى كل صواريخكم وجميع أسلحتكم لن تخيفنا ولن تهز شعرة من أجسادنا فنحن وأبناءنا وأنفسنا وأموالنا فداءً لبلاد التوحيد فداءً لهذا الوطن الغالي فاطمئنوا واعلموا ان بلاد الحرمين ومهبط الوحي المملكة العربية السعودية أمانة في أعناق جميع المسلمين ففيها قبلة المسلمين ومقدساتهم وهي ثغر من ثغور الإسلام الباقية ومنها بدأ الإسلام وسيبقى بإذن الله فالله الله يا عِبَادَ اللَّهِ لا تكونوا عوناً للخوارج وسائر الأعداء ، وكونوا يداً واحدة مع ولاة أمركم وعلماءكم.
عِبَادَ اللَّهِ: أقبلت العشر الأواخر فأحيوها بكثرة الطاعات والقربات طلبا لنيل رضا الرحمن فقد كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتهد في العشر مالا يجتهد في غيره ، وينبغي الإكثار من ذكر الله والصلاة والاعتكاف والصدقة و المسارعة في الخيرات، وصلة الأرحام، والإحسان إلى عِبَادَ اللَّهِ وغير ذلك من الأعمال الصالحات، وعلينا ان نقتدي بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إيقاظ الأهل والأولاد وحثهم على إحياء هذه العشر المباركة فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ: وإن مما يزيد العشرَ الأواخر فضلاً وبركة أن فيها لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، وهي ليلة عظيمة وشريفة، فاطلبوا هذه الليلةَ العظيمة التي لا يُحرم خيرها إلا محروم ، ليلةُ نزول القرآن ، ليلةُ الرحمة والغفران ، ليلةٌ هِيَ أمّ الليالي، كثيرةُ البرَكات، القليلُ منَ العمَلِ فيها كَثير، والكثيرُ منه مضَاعَف، ليلة ينزِل من السماءِ خَلقٌ عَظيم لشُهودِ تلك اللّيلة، لَيلةُ سلامٍ وبَرَكاتٍ على هذِهِ الأمّة ،ليلةٌ من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ: إن لَيْلَةَ الْقَدْرِ فضلها عظيم وخيرها عميم وتُطلب في أوتار العشر الأواخر من رمضان، فإن ضعُف العبدُ أو عجَزَ عن قيام العشر كلها، فلا يُغْلَبَنَّ على السبع الأواخر؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فاجتهدوا -يا عِبَادَ اللَّهِ - في هذه البواقي من ليالي الشهر، فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ, مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي : «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللَّهِ: في العشر الأواخر من رمضان ظاهرة سيئة وهي أن المصلين في الكثير من المساجد يقل عددهم وتُعمر الأسواق في أعظم ليالي السنة وأفضلها ،وهذا من الحِرْمان الواضح والخسران المبين، فسبحان الله تأتي هذه الليالي المباركة، وتنتهي وكثير من الناس في غفلة ولعب ولهو ، والعبدُ في هذه الليالي المباركة مفتقرٌ إلى محوِ أدران خطاياه والانكسار بين يدَي اللهِ والافتقارِ إليه، فاقتدوا رحمكم الله بالنبي فقد كانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخصُّ الليالي العشر من رمضان بمزيد من الاجتهاد والاعتكاف فاجتهدوا يا عِبَادَ اللَّهِ طلبًا لليلة القدر وطلبًا لعفوِ الله ومغفرة الذنوب والعتق من النار والفوز بجنات الخلود.....الا وصلوا ....
المرفقات
الثُّلُثُين-مِنْ-رَمَضَانَ-المُبَار
الثُّلُثُين-مِنْ-رَمَضَانَ-المُبَار