مضامين خطبة الشيخ الحذيفي عن المفتونين بالثورات والمظاهرات وتغيير الحكم في السعودية
أبو عبد الرحمن
1432/04/03 - 2011/03/08 16:31PM
من مضامين خطبة الشيخ الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي
وهي عن ما يتنادى به أناس من المفتونين للثورات وتغيير الحكم في بلاد التوحيد بلاد الحرمين .
وهي عن ما يتنادى به أناس من المفتونين للثورات وتغيير الحكم في بلاد التوحيد بلاد الحرمين .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد اشتملت خطبة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي حفظه الله إمام المسجد النبوي وأستاذ العقيدة والقراءآت في الجامعة الإسلامية على أمور هامة نلخص أهم مضامينهافيما يلي:
-أن التذكر بما ينفع العبد في الدنيا والآخرة والعمل بما يوجبه التذكر النافع هو فلاح الإنسان وفوزه وسعادته. ونسيان ما ينفع والإعراض عن التذكر هو الخسران والخيبة والشقاء. كما بين أيضاً
-أن السعادة لا تنال بالمغالبة والقوة، وإنما تنال بطاعة الله، ولذلك كثيرا ما يَقْرِنُ التذكر بالأمر والنهي.
وأرشد الله عز وجل إلى التذكر والاعتبار بما وقع للأمم الخالية من العقوبات المهلكة لتحذر الأمة أعمالهم.
- ثم ذكر أهمية تذكر النعم، وأن التذكير بها يورث الحياء من المنعم، ويحض على مقابلة النعم بالطاعة والشكر، والتذكير بعقوبات الله لمن حارب دينه، يزجر عن الوقوع في الذنوب والمعاصي، ويمنع من اتباع سبيل الهالكين .
-ثم ذكر أن أعظم النعم نعمة القرآن الكريم، فهو أعظم واعظ ومذكر.
-ثم ذكر أن من أعظم النعم نعمة الأمن وتيسر الأرزاق. قال تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [الأنفال:26]
وقال تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا} [القصص:57]
وقال تعالى: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } [قريش:3، 4]
وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور:55]
ثم قال :أن هذه البلاد تحكم بالشريعة الإسلامية السمحة، وأن أهل الفتن والفساد والإجرام والحقد يحاولون الإخلال بالأمن، ويسعون إلى تبديل شرع الله، وذلك عن طريق مطالبتهم بمملكة دستورية.
ثم قال :
وبالأمن تأمن الطرق، وتزدهر الحياة ويطيب العيش، وتحقن الدماء وتحفظ الأموال، وتتسع الأرزاق، وتفشو التجارات، وتتبادل المنافع، ويندفع شر المفسدين والمعتدين، ويأمن الناس على الحرمات والحقوق، ويؤخذ على أيدي الظالمين والمخربين.
وضد ذلك تنزل بالمجتمع الكوارث مع ضعف الأمن أو انعدامه، إذا نزل الخوف.
ولعظم نعمة الأمن قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه ؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».
وقد من الله على هذه البلاد المباركة بنعمة الأمن والشريعة الإسلامية السمحة المهيمنة على هذه المملكة حرسها الله، فأصبحت مضرب المثل في الأمن والاستقرار، ولا غرو في ذلك فولاة أمرها حفظهم الله جعلوا دستورها كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ترجع إليها المحاكم الشرعية في أمور الناس الني يختلفون ويتنازعون فيها والله يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
ولكن بعض الناس ممن لم يقدر النعم حق قدرها.وممن تأثر بما يرى ويسمع من المؤثرات الضارة، وممن أغمض عينيه عن الحقائق وصم أذنيه، ولم يتفكر في عواقب الأمور، وهم قلة في عدد المجتمع، وهم قلة قليلة انفردوا بآراء ضارة، ويريدون أن تتغير البلاد ومن عليها، ويسعون لفتح أبواب من الفتن تهلك الحرث والنسل، وتجلب الكوارث على البلاد والعباد، وتحرق الأخضر واليابس فحرض دعاة فتنة صماء بكما عمياء إلى ثورة على راية «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، وعلى الخروج على دولة الحرمين.
ودعا أهل هذه الفتنة الضالة المفسدة لعزل ولاه الأمر وكفى به قبحا ومخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهم يريدون أن يفرقوا بين المسلمين.
ودعوا إلى أن تكون المملكة دستورية يعزل في النظام الخائب الذي أعلنوه الملك حفظه الله من صلاحياته التي خوله إياها الدين الإسلامي، وبايعه عليها أهل الحل والعقد، ولم يحدث في تاريخ المسلمين هذا المطلب الخاسر الخائب، ولكن الله أراد أن يظهر مخازي هذه الفتن التي أعلنوها، ويظهر مخازي من أعلنها ووقع عليها، لئلا يغتر بها الشباب والمواطنون، فإن دعاة هذه الفتن يحققون ما يتمناه المتربصون.
والمظاهرات الغوغائية لا محل لها في بلادنا بلاد التوحيد، لأن الشريعة الإسلامية هي المهيمنة على البلاد، وهناك فرق بين من يدعو إلى التوحيد وبين غيره، وبين من يشفق على شعبه، ويحب لهم الخير، ويقدم لهم ما ينفعهم، وبين من يقتل شعبه.
وما وقع في البلاد التي غيرت حكامها ونظم الحكم فيها أمر يخصهم في تلك البلاد، وهم أعلم بما يصلحهم، والأسباب في تلك البلاد لا تخفى على الناس، وتلك الأسباب منعدمة في بلادنا ولله الحمد.
ومن أعظم الأسباب لتلك الثورات انعدام التعامل بتعاليم الإسلام في العلاقة بين الحاكم والمحكومين، والقوانين الجاهلية تفسد ولا تصلح، وشريعة الله هي التي تصلح كل شيء، وهل يغني أكل الطين عن الخبز والغذاء.
ولما لم يتعامل الناس في علاقاتهم بتعاليم الإسلام عاملهم الله بالقدر فالاختلاف مقدر من الله إذا تعددت الأهواء قال تعال: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام:65].
فلا تقيسوا بلادكم بغيرها، والواجب الذي لابد منه أن نكون عند الزعازع والفتن يدا واحدة، وصفاً واحداً حكامنا ولاة أمرنا، وعلماؤنا، وجميع المواطنين، ووحدة وطننا، ومصالحنا فإن المتربصين يتمنون اليوم الذي تختلف فيه الكلمة، ليركبوا الموجة، وينكلوا بالدين، ويقطعوا أوصال البلاد، فإنهم ينظرون إلى اختلاف الكلمة كما تنظر النسور إلى اللحم، ولكم عبر كثيرة في تاريخ المسلمين.
فيا شباب الإسلام، ويا حماة الحق، اكرهوا الفتنة وأهلها، وقاطعوهم فإنهم يريدون أن يفتحوا عليكم أبواب جهنم، فالمظاهرات والغوغائية لا محل لها في بلادنا، فدستورنا كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما الإصلاح الذي يتشدق به هؤلاء المفتونون، فالإصلاح بجميع أنواعه هو نهج ديننا الحنيف، ولكن الإصلاح في كل شيء منوط بولي الأمر ونوابه فيما يخص الأمور العامة، ويستشيرون في هذا علماء الشريعة، فعلماء الشريعة مع ولاة الأمر أعرف بما يدل عليه الكتاب والسنة، وبما فيه الخير للعامة والخاصة.
والتناصح بين الراعي والرعية رغب فيه الإسلام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» ثلاثاً.
وليس من النصيحة التحريض على الفتن، فاحذروا شباب الإسلام التوقيع على البيانات المغرضة التي تكثر في المعروضات، والتي تعرض في الإنترنت، فاحذروا التوقيع على هذه البيانات، أو تكثير سواد أهل الفتن، ولا تنساقوا وراءهم فإن مصيرهم كمصير غيرهم ممن يريدون الفرقة بين المسلمين قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران:103].
جزى الله فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي خيراً على مانصح وبين، وأسأل الله أن ينفع به وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب
المصدر
فقد اشتملت خطبة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي حفظه الله إمام المسجد النبوي وأستاذ العقيدة والقراءآت في الجامعة الإسلامية على أمور هامة نلخص أهم مضامينهافيما يلي:
-أن التذكر بما ينفع العبد في الدنيا والآخرة والعمل بما يوجبه التذكر النافع هو فلاح الإنسان وفوزه وسعادته. ونسيان ما ينفع والإعراض عن التذكر هو الخسران والخيبة والشقاء. كما بين أيضاً
-أن السعادة لا تنال بالمغالبة والقوة، وإنما تنال بطاعة الله، ولذلك كثيرا ما يَقْرِنُ التذكر بالأمر والنهي.
وأرشد الله عز وجل إلى التذكر والاعتبار بما وقع للأمم الخالية من العقوبات المهلكة لتحذر الأمة أعمالهم.
- ثم ذكر أهمية تذكر النعم، وأن التذكير بها يورث الحياء من المنعم، ويحض على مقابلة النعم بالطاعة والشكر، والتذكير بعقوبات الله لمن حارب دينه، يزجر عن الوقوع في الذنوب والمعاصي، ويمنع من اتباع سبيل الهالكين .
-ثم ذكر أن أعظم النعم نعمة القرآن الكريم، فهو أعظم واعظ ومذكر.
-ثم ذكر أن من أعظم النعم نعمة الأمن وتيسر الأرزاق. قال تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [الأنفال:26]
وقال تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا} [القصص:57]
وقال تعالى: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } [قريش:3، 4]
وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور:55]
ثم قال :أن هذه البلاد تحكم بالشريعة الإسلامية السمحة، وأن أهل الفتن والفساد والإجرام والحقد يحاولون الإخلال بالأمن، ويسعون إلى تبديل شرع الله، وذلك عن طريق مطالبتهم بمملكة دستورية.
ثم قال :
وبالأمن تأمن الطرق، وتزدهر الحياة ويطيب العيش، وتحقن الدماء وتحفظ الأموال، وتتسع الأرزاق، وتفشو التجارات، وتتبادل المنافع، ويندفع شر المفسدين والمعتدين، ويأمن الناس على الحرمات والحقوق، ويؤخذ على أيدي الظالمين والمخربين.
وضد ذلك تنزل بالمجتمع الكوارث مع ضعف الأمن أو انعدامه، إذا نزل الخوف.
ولعظم نعمة الأمن قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه ؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».
وقد من الله على هذه البلاد المباركة بنعمة الأمن والشريعة الإسلامية السمحة المهيمنة على هذه المملكة حرسها الله، فأصبحت مضرب المثل في الأمن والاستقرار، ولا غرو في ذلك فولاة أمرها حفظهم الله جعلوا دستورها كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ترجع إليها المحاكم الشرعية في أمور الناس الني يختلفون ويتنازعون فيها والله يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
ولكن بعض الناس ممن لم يقدر النعم حق قدرها.وممن تأثر بما يرى ويسمع من المؤثرات الضارة، وممن أغمض عينيه عن الحقائق وصم أذنيه، ولم يتفكر في عواقب الأمور، وهم قلة في عدد المجتمع، وهم قلة قليلة انفردوا بآراء ضارة، ويريدون أن تتغير البلاد ومن عليها، ويسعون لفتح أبواب من الفتن تهلك الحرث والنسل، وتجلب الكوارث على البلاد والعباد، وتحرق الأخضر واليابس فحرض دعاة فتنة صماء بكما عمياء إلى ثورة على راية «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، وعلى الخروج على دولة الحرمين.
ودعا أهل هذه الفتنة الضالة المفسدة لعزل ولاه الأمر وكفى به قبحا ومخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهم يريدون أن يفرقوا بين المسلمين.
ودعوا إلى أن تكون المملكة دستورية يعزل في النظام الخائب الذي أعلنوه الملك حفظه الله من صلاحياته التي خوله إياها الدين الإسلامي، وبايعه عليها أهل الحل والعقد، ولم يحدث في تاريخ المسلمين هذا المطلب الخاسر الخائب، ولكن الله أراد أن يظهر مخازي هذه الفتن التي أعلنوها، ويظهر مخازي من أعلنها ووقع عليها، لئلا يغتر بها الشباب والمواطنون، فإن دعاة هذه الفتن يحققون ما يتمناه المتربصون.
والمظاهرات الغوغائية لا محل لها في بلادنا بلاد التوحيد، لأن الشريعة الإسلامية هي المهيمنة على البلاد، وهناك فرق بين من يدعو إلى التوحيد وبين غيره، وبين من يشفق على شعبه، ويحب لهم الخير، ويقدم لهم ما ينفعهم، وبين من يقتل شعبه.
وما وقع في البلاد التي غيرت حكامها ونظم الحكم فيها أمر يخصهم في تلك البلاد، وهم أعلم بما يصلحهم، والأسباب في تلك البلاد لا تخفى على الناس، وتلك الأسباب منعدمة في بلادنا ولله الحمد.
ومن أعظم الأسباب لتلك الثورات انعدام التعامل بتعاليم الإسلام في العلاقة بين الحاكم والمحكومين، والقوانين الجاهلية تفسد ولا تصلح، وشريعة الله هي التي تصلح كل شيء، وهل يغني أكل الطين عن الخبز والغذاء.
ولما لم يتعامل الناس في علاقاتهم بتعاليم الإسلام عاملهم الله بالقدر فالاختلاف مقدر من الله إذا تعددت الأهواء قال تعال: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام:65].
فلا تقيسوا بلادكم بغيرها، والواجب الذي لابد منه أن نكون عند الزعازع والفتن يدا واحدة، وصفاً واحداً حكامنا ولاة أمرنا، وعلماؤنا، وجميع المواطنين، ووحدة وطننا، ومصالحنا فإن المتربصين يتمنون اليوم الذي تختلف فيه الكلمة، ليركبوا الموجة، وينكلوا بالدين، ويقطعوا أوصال البلاد، فإنهم ينظرون إلى اختلاف الكلمة كما تنظر النسور إلى اللحم، ولكم عبر كثيرة في تاريخ المسلمين.
فيا شباب الإسلام، ويا حماة الحق، اكرهوا الفتنة وأهلها، وقاطعوهم فإنهم يريدون أن يفتحوا عليكم أبواب جهنم، فالمظاهرات والغوغائية لا محل لها في بلادنا، فدستورنا كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما الإصلاح الذي يتشدق به هؤلاء المفتونون، فالإصلاح بجميع أنواعه هو نهج ديننا الحنيف، ولكن الإصلاح في كل شيء منوط بولي الأمر ونوابه فيما يخص الأمور العامة، ويستشيرون في هذا علماء الشريعة، فعلماء الشريعة مع ولاة الأمر أعرف بما يدل عليه الكتاب والسنة، وبما فيه الخير للعامة والخاصة.
والتناصح بين الراعي والرعية رغب فيه الإسلام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» ثلاثاً.
وليس من النصيحة التحريض على الفتن، فاحذروا شباب الإسلام التوقيع على البيانات المغرضة التي تكثر في المعروضات، والتي تعرض في الإنترنت، فاحذروا التوقيع على هذه البيانات، أو تكثير سواد أهل الفتن، ولا تنساقوا وراءهم فإن مصيرهم كمصير غيرهم ممن يريدون الفرقة بين المسلمين قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران:103].
جزى الله فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي خيراً على مانصح وبين، وأسأل الله أن ينفع به وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب
المصدر
المشاهدات 2962 | التعليقات 2
وجدت الخطبة كاملة في موقع المنبر
على هذا الرابط ..
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=10439
عزام عزام
كيف نحصل على الخطبة كاملةً .. وجزاكم الله خيرا
تعديل التعليق