( مشكلة العنوسة : الأسباب والحلول ) 1
حامد ابراهيم طه
1437/05/26 - 2016/03/06 03:43AM
قد تمت إضافة خطبة
( مشكلة العنوسة : الأسباب والحلول ) 1 الخطبة من ثلاثة أجزاء
في خطب ( المشكلات الإجتماعية )
يمكنكم الوصول إليها وباقي الخطب المكتوبة والدروس من خلال موقع
( خطب الجمعة - حامد ابراهيم )
أو من خلال هذا الرابط
https://hamidibraheem.wordpress.com/
ملاحظة :
جميع الخطب يمكن مشاهدتها اونلاين او تحميلها ملفات وورد
الخطبة الأولى( مشكلة العنوسة : الأسباب والحلول ) 1
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ... أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :
( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الروم:21].
في سنن ابن ماجة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ ».
إخوة الإسلام
إن النسيج الاجتماعي المترابط في الأمة الإسلامية دعامة من دعائم سعادتها واستقرارها، وركيزة من ركائز نموها وازدهارها..
وإن الخلل الاجتماعي في أي أمة نذير خطر يهدد كيانها،...
ولعل من أبرز الظواهر والسلبيات التي تعصف بكيان الأسر المسلمة اليوم .وتهِّدد تماسك المجتمع، ظاهرة ما يُعرف بالعزوبة أو العنوسة (وهي تأخر سن الزواج عند الشباب والفتيات أو عدم الزواج )
و لقد أكّدت دراسات اجتماعية معاصرة زيادة نسبة هذه الظاهرة في البلاد الإسلامية وخاصة المنطقة العربية
ولا شك أنه مؤشِّر مزعج ينذر بشؤم خطير وضرر كبير ما لم نتَدارك هذه الظاهرة ونشخَّص الداء والدواء ونضع حلولا عملية تطبيقية، لا نظرية فحسب.
لذلك فاليوم إن شاء الله .. سوف أتناول معكم هذه المشكلة المجتمعية(مشكلة العنوسة ) ونتعرف على أسبابها وما يترتب عليها ، فإذا عرفنا الأسباب نستطيع أن نطرح الحلول الممكنة ..
جعلني الله وإياكم مفتاحا لكل خير مغلاقا لكل شر ،،
فمن الأسباب التي أدت إلى ظهور مشكلة العنوسة :
أولا : عدم تزويج البنت الصغرى إلا بعد أن تتزوج البنت الكبرى.
ولا ندري من أين أتى الناس بهذه الأفكار العقيمة. ولنفرض أن الكبرى لم يأتها نصيبها ، فما ذنب الصغرى، ولكن بعض الناس يريد أن يعطل زواج الصغرى حتى تتزوج الكبرى. ثم نفاجأ بعد فترة بأن الاثنتين
( الكبرى والصغرى ) قد كبرتا معاً عن سن الزواج،
ولو سُهِّل الأمر ويُسِّر لزُوِّجت الصغيرة والكبيرة، ولكنه الجهل
فإننا تعلمنا من قصة سيدنا موسى عليه السلام أنه عندما عرض الشيخ الصالح عليه الزواج بإحدى ابنتيه لم يقل له: أزوجك الكبرى؟ ولم يشترط موسى الصغرى. وبهذا تحدث القرآن:
قال تعالى :
( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ) القصص 27 ،
فالزواج رزق فلا نمنع رزق الصغرى إذا جاء قبل الكبرى
ثانيا : الدعوة إلى منع الزواج المبكر وتعقيد الإجراءات الخاصة به في بعض البلاد الإسلامية ، ورفع سن زواج الفتاة والشاب إلى الثامنة عشر من العمر
فكلنا يعلم أن زهرة جمال الفتاة ونضارتها يكون من سن الخامسة عشر وحتى الخامسة والعشرين وبعدها تبدأ في النقصان ولذلك فنحن بتأخير سن الزواج نقلل فترة هذه النضارة وجاذبيتها للشباب
ثالثا : المغالاة في المهور وارتفاع نفقات الزواج والهدايا والشبكة وهدايا الموسم وخلافه فكل هذه الأمور ترهق الشباب وتأخر سن الزواج وتسبب عنوسة الشباب والفتيات وقد أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على المغالين في المهور، ففي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ.فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
« هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِى عُيُونِ الأَنْصَارِ شَيْئًا ». قَالَ قَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهَا. قَالَ « عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا ». قَالَ عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ. فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
« عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ مَا عِنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ وَلَكِنْ عَسَى أَنْ نَبْعَثَكَ فِى بَعْثٍ تُصِيبُ مِنْهُ ». قَالَ فَبَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِى عَبْسٍ بَعَثَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فِيهِمْ.)
ويقول عمر - رضي الله عنه: ( لاَ تُغَالُوا صَدَاقَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِى الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاَكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم - وإن الرجل ليثقل صدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه"
وبعض الناس قد يخفض من مهر البنت، ولكن هناك مهر آخر يقدم للزوجة، وهو نفقات كثيرة يعجز عن حملها الخاطب المسكين من شبكة –وأثاث- وأجهزة- وخلافه ولو كان الأمر يقتصر على الأشياء الضرورية لقلنا حسن.ولكن المشكلة هي في الأمور التافهة ومنها هدايا الخطبة والشبكة، وهدايا المواسم والمناسبات: وحفلة العرس. وما فيها من لهو محرم.
وصل الأمر الى أنهم يجهزون حجرة للأطفال ؟؟ وقد تكون هذه الحجرة سببا في شقائها إن لم ترزق أولادا ..
وهذا الإسراف وهذا البذخ نهى عنه الدين يقول الله تعالى:
(وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الانعام 141،
ويقول:( وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُورًا ) الاسراء 26 ، 27،.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مشكلة العنوسة : الأسباب والحلول ) 1
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له .واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونواصل حديثنا عن أسباب مشكلة العنوسة ومنها :
رابعا : تأخير بعض الشباب للزواج بدعوى عدم وقوع الحب في قلبه ولم يعشق فتاة عمره .
وهذا خطأ كبير، ساهمت في نشره بين الشباب الأفلام والمسلسلات الخبيثة التي تعلم الناس بأنه لابد من وقوع الحب بين الطرفين قبل الزواج، وأن هذا مهم جداً.
وهذا خطأ كبير لأن الحب الحقيقي لا يأتي إلا بعد الزواج والواقع يشهد على هذا:
فقد يحدث أن يحصل الزواج نتيجة حب عاطفي جارف، لا يلبث أن يفقده بعد الزواج بأشهر قليلة، وما يلبث أن يكتشف الزوجان أن بينهما فرقاً كبيراً في الأخلاق أو المزاج،أو الثقافة أو الميول من أجل هذا يقول سبحانه وتعالى:
( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الروم:21].
ويتضح لنا هنا أن الله جعل حصول الحب والمودة بعد الزواج وليس قبله فقال تعالى :
( وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)
لهذا فليحذر الشباب ذكوراً كانوا أو إناثاً من التورط والانخداع بهذه الأفكار الهدامة والمسمومة
خامسا : عدم قبول المجتمع لتعدد الزوجات، باعتبار أن هذا يتنافى مع حقوق المرأة مما يجعل الكثير من القادرين بالعزوف عن التعدد خشية من نظرة المجتمع إليه ..
وأقولها وبكل صراحة أن الدين الإسلامي عندما أباح التعدد كان من بين أهدافه أن يعالج مشكلة العنوسة ومشكلة زيادة عدد النساء على الرجال وهو ما نعاني منه الآن فهي مشكلة تهدد المجتمع الإسلامي كله يقول سبحانه :
(فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) النساء 3 ،
ونستكمل أسباب مشكلة العنوسة وتأخر الزواج في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء
الخطبة من ثلاثة أجزاء ويمكنكم الوصول إليها من خلال هذا الرابط خطب ( المشكلات الاجتماعية )
https://hamidibraheem.wordpress.com/
( مشكلة العنوسة : الأسباب والحلول ) 1 الخطبة من ثلاثة أجزاء
في خطب ( المشكلات الإجتماعية )
يمكنكم الوصول إليها وباقي الخطب المكتوبة والدروس من خلال موقع
( خطب الجمعة - حامد ابراهيم )
أو من خلال هذا الرابط
https://hamidibraheem.wordpress.com/
ملاحظة :
جميع الخطب يمكن مشاهدتها اونلاين او تحميلها ملفات وورد
الخطبة الأولى( مشكلة العنوسة : الأسباب والحلول ) 1
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ... أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :
( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الروم:21].
في سنن ابن ماجة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ ».
إخوة الإسلام
إن النسيج الاجتماعي المترابط في الأمة الإسلامية دعامة من دعائم سعادتها واستقرارها، وركيزة من ركائز نموها وازدهارها..
وإن الخلل الاجتماعي في أي أمة نذير خطر يهدد كيانها،...
ولعل من أبرز الظواهر والسلبيات التي تعصف بكيان الأسر المسلمة اليوم .وتهِّدد تماسك المجتمع، ظاهرة ما يُعرف بالعزوبة أو العنوسة (وهي تأخر سن الزواج عند الشباب والفتيات أو عدم الزواج )
و لقد أكّدت دراسات اجتماعية معاصرة زيادة نسبة هذه الظاهرة في البلاد الإسلامية وخاصة المنطقة العربية
ولا شك أنه مؤشِّر مزعج ينذر بشؤم خطير وضرر كبير ما لم نتَدارك هذه الظاهرة ونشخَّص الداء والدواء ونضع حلولا عملية تطبيقية، لا نظرية فحسب.
لذلك فاليوم إن شاء الله .. سوف أتناول معكم هذه المشكلة المجتمعية(مشكلة العنوسة ) ونتعرف على أسبابها وما يترتب عليها ، فإذا عرفنا الأسباب نستطيع أن نطرح الحلول الممكنة ..
جعلني الله وإياكم مفتاحا لكل خير مغلاقا لكل شر ،،
فمن الأسباب التي أدت إلى ظهور مشكلة العنوسة :
أولا : عدم تزويج البنت الصغرى إلا بعد أن تتزوج البنت الكبرى.
ولا ندري من أين أتى الناس بهذه الأفكار العقيمة. ولنفرض أن الكبرى لم يأتها نصيبها ، فما ذنب الصغرى، ولكن بعض الناس يريد أن يعطل زواج الصغرى حتى تتزوج الكبرى. ثم نفاجأ بعد فترة بأن الاثنتين
( الكبرى والصغرى ) قد كبرتا معاً عن سن الزواج،
ولو سُهِّل الأمر ويُسِّر لزُوِّجت الصغيرة والكبيرة، ولكنه الجهل
فإننا تعلمنا من قصة سيدنا موسى عليه السلام أنه عندما عرض الشيخ الصالح عليه الزواج بإحدى ابنتيه لم يقل له: أزوجك الكبرى؟ ولم يشترط موسى الصغرى. وبهذا تحدث القرآن:
قال تعالى :
( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ) القصص 27 ،
فالزواج رزق فلا نمنع رزق الصغرى إذا جاء قبل الكبرى
ثانيا : الدعوة إلى منع الزواج المبكر وتعقيد الإجراءات الخاصة به في بعض البلاد الإسلامية ، ورفع سن زواج الفتاة والشاب إلى الثامنة عشر من العمر
فكلنا يعلم أن زهرة جمال الفتاة ونضارتها يكون من سن الخامسة عشر وحتى الخامسة والعشرين وبعدها تبدأ في النقصان ولذلك فنحن بتأخير سن الزواج نقلل فترة هذه النضارة وجاذبيتها للشباب
ثالثا : المغالاة في المهور وارتفاع نفقات الزواج والهدايا والشبكة وهدايا الموسم وخلافه فكل هذه الأمور ترهق الشباب وتأخر سن الزواج وتسبب عنوسة الشباب والفتيات وقد أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على المغالين في المهور، ففي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ.فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
« هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِى عُيُونِ الأَنْصَارِ شَيْئًا ». قَالَ قَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهَا. قَالَ « عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا ». قَالَ عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ. فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
« عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ مَا عِنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ وَلَكِنْ عَسَى أَنْ نَبْعَثَكَ فِى بَعْثٍ تُصِيبُ مِنْهُ ». قَالَ فَبَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِى عَبْسٍ بَعَثَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فِيهِمْ.)
ويقول عمر - رضي الله عنه: ( لاَ تُغَالُوا صَدَاقَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِى الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاَكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم - وإن الرجل ليثقل صدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه"
وبعض الناس قد يخفض من مهر البنت، ولكن هناك مهر آخر يقدم للزوجة، وهو نفقات كثيرة يعجز عن حملها الخاطب المسكين من شبكة –وأثاث- وأجهزة- وخلافه ولو كان الأمر يقتصر على الأشياء الضرورية لقلنا حسن.ولكن المشكلة هي في الأمور التافهة ومنها هدايا الخطبة والشبكة، وهدايا المواسم والمناسبات: وحفلة العرس. وما فيها من لهو محرم.
وصل الأمر الى أنهم يجهزون حجرة للأطفال ؟؟ وقد تكون هذه الحجرة سببا في شقائها إن لم ترزق أولادا ..
وهذا الإسراف وهذا البذخ نهى عنه الدين يقول الله تعالى:
(وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الانعام 141،
ويقول:( وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُورًا ) الاسراء 26 ، 27،.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مشكلة العنوسة : الأسباب والحلول ) 1
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له .واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونواصل حديثنا عن أسباب مشكلة العنوسة ومنها :
رابعا : تأخير بعض الشباب للزواج بدعوى عدم وقوع الحب في قلبه ولم يعشق فتاة عمره .
وهذا خطأ كبير، ساهمت في نشره بين الشباب الأفلام والمسلسلات الخبيثة التي تعلم الناس بأنه لابد من وقوع الحب بين الطرفين قبل الزواج، وأن هذا مهم جداً.
وهذا خطأ كبير لأن الحب الحقيقي لا يأتي إلا بعد الزواج والواقع يشهد على هذا:
فقد يحدث أن يحصل الزواج نتيجة حب عاطفي جارف، لا يلبث أن يفقده بعد الزواج بأشهر قليلة، وما يلبث أن يكتشف الزوجان أن بينهما فرقاً كبيراً في الأخلاق أو المزاج،أو الثقافة أو الميول من أجل هذا يقول سبحانه وتعالى:
( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجاً لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الروم:21].
ويتضح لنا هنا أن الله جعل حصول الحب والمودة بعد الزواج وليس قبله فقال تعالى :
( وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)
لهذا فليحذر الشباب ذكوراً كانوا أو إناثاً من التورط والانخداع بهذه الأفكار الهدامة والمسمومة
خامسا : عدم قبول المجتمع لتعدد الزوجات، باعتبار أن هذا يتنافى مع حقوق المرأة مما يجعل الكثير من القادرين بالعزوف عن التعدد خشية من نظرة المجتمع إليه ..
وأقولها وبكل صراحة أن الدين الإسلامي عندما أباح التعدد كان من بين أهدافه أن يعالج مشكلة العنوسة ومشكلة زيادة عدد النساء على الرجال وهو ما نعاني منه الآن فهي مشكلة تهدد المجتمع الإسلامي كله يقول سبحانه :
(فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) النساء 3 ،
ونستكمل أسباب مشكلة العنوسة وتأخر الزواج في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء
الخطبة من ثلاثة أجزاء ويمكنكم الوصول إليها من خلال هذا الرابط خطب ( المشكلات الاجتماعية )
https://hamidibraheem.wordpress.com/