مشاهدات من الحج دروس وفوائد

خطبة بعنوان : مشاهدات من الحج  . كتبها : خالد خضران العتيبي        الجمش – الدوادمي
الخطبة الأولى :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد :

نحمد الله سبحانه وتعالى على ما مَنّ علينا من إدراكِ عشرِ ذي الحجة وإيام التشريق فمنا المكبر ومنا الداعي ومنا التالي للقرآن ومنا الصائم ومنا المضحي ومنا من حج بيت الله الحرام فيالها من نعمة عظيمة نسأل الله أن يعيننا على شكرها .

عباد الله رجع الحجاج من حجهم ولله الحمد سالمين غانمين رجعوا وهم يحملون كثيراً من المشاهدات الطيبة ومن هذه المشاهد الطيبة ما تقوم به هذه الدولة من خدمة لحجاج بيت الله الحرام لا ينكرها إلا مُكابر وفي هذا ردٌ على الدول التي تطالب بتدوير الحج والإشراف على تنظيمه !

وهذه الدعاوى والمطالبات باطلة لا تجر على حجاج بيت الله الحرام إلا فساد الدنيا والدين والعياذ بالله .

فهذه الدولة (السعودية ) وفقها الله لكل خير هي الأحق بتنظيم الحج وخدمة حجاج بيت الله الحرام لأمور كثيرة  منها خاصية المكان فهم أهل المكان وأهل المكان أعرف به وبما يصلح لمن يأتيه وهذا الخاصية لا توجد في الدول الأخرى .

وهذه الدولة تملك القوة المادية لتقوم بخدمة حجاج بيت الله الحرام فالحج يحتاج إلى نفقاتٍ كثيرة لا أقول ملايين بل مليارات فكيف تستطيع دولة غارقة في ديونها ومشاكلها الاقتصادية أن تقوم بخدمة حجاج بيت الله الحرام .

ومن الأمور المهمة التي تؤهل هذه الدولة لتنظيم الحج وخدمة حجاج بيت الله الحرام أنها دولة سنية فعقيدتها عقيدة أهل السنة والجماعة فهي ليست دولة رافضية أو دولة صوفية أو غير ذلك من العقائد الفاسدة وأعظم ما يحتاج إليه الحجاج الدعوة إلى الله والعلماء والدعاة المكلفون بدعوة الحجاج هم من أهل العقيدة الصحيحة وقد شاركوا بآلاف المحاضرات والكلمات والدروس وتُرجم منها الكثير ووزعت على الحجاج آلاف الكتب النافعة وبذلك يحصل خيرٌ كثير للحجاج فهم يرجعون بعقيدة صحيحة وعلمٍ نافع .

ولك أن تتخيل عظم الضرر لو قام بتنظيم الحج دولة أخرى من نظر في عقيدتها وجدها إما رافضية أو صوفية أو غير ذلك من أهل الأهواء والبدع ما ذا سينشرون بين الحجاج ؟

سينشرون البدع والضلال ويرجع الحجاج بدل ما يقولون لبيك اللهم لبيك يقولون لبيك يا حسين

فاحمدوا الله عباد الله على نعمة التوحيد والسنة (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس : 58 )

عباد الله إن الحج يأتيه كثيرٌ من المسلمين من كل مكان والذي يخالط الحجاج خاصة الذين يأتون من خارج هذه البلاد يدرك حاجتهم للدعوة للتوحيد والسنة وأهميةَ تحذيرهم من الشرك والبدع فكم نرى ونسمع من مخالفاتٍ كثيرة تتعلق بالعقيدة فبعض الحجاج يلبي ويقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ومع ذلك تجده يستغيث بالأموات ويدعوهم من دون الله اليس هؤلاء بحاجة لتذكيرهم بقوله تعالى (َوالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ( 13 ) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ( 14 )

وكثيرٌ من الحجاج يتبرك بحجارة لا تنفع ولا تضر يرجو منها البركة فكم نرى من آلاف الحجاج يتبركون بجبل الرحمة الذي بعرفة وبغيره أليس هؤلاء بحاجة أن يذَّكروا بما ثبت في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أنه قبل الحجر الأسود وقال إني لأعلم أنك حجرٌ لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك )

عباد الله إن الدعوة للتوحيد والتحذير مما يضاده وهو الشرك بالله من أهم المهمات وهي دعوة الرسل ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) (النحل : 36 ) ما ذا يستفيد هؤلاء إذا دعوناهم للأخلاق أو ترك الشهوات المحرمة وهم يقعون في الشرك الأكبر ؟

فالشرك سيئة لا تنفع معها أي حسنة فالشرك الأكبر يحبط جميع أعمال الإنسان قال تعالى ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر : 65 )

وكل بلد تضعف فيه الدعوة إلى التوحيد والسنة ينتشر فيه الشرك وتنتشر فيه البدع ولا بد فالله الله عباد الله بالاهتمام بشأن التوحيد والحذر من الشرك بجميع أنواعه أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحيينا على التوحيد والسنة وأن يميتنا على ذلك .

 

الخطبة الثانية :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد :

يقول تعالى ((فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ) (وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

فالإنسان عبادَ الله ربما بعد مواسم الطاعات وبعد الأعمال الصالحات كالحج والصيام ربما غفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى والمنبغي على الإنسان أن يتنقل من عبادة لعبادة أخرى وأن يستمر ولا ينقطع وهذا من علامات القبول كما قال تعالى ((وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) (محمد : 17 )

يقول تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ ) يعني انتهيتم من الحج (فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ) فأهل الجاهلية كانوا بعد حجهم يذكرون أمجاد آبائهم ويتفاخرون بذلك فأمر الله سبحانه وتعالى بكثرة ذكره ومن ذلك الاستغفار ثم ذكر الله سبحانه وتعالى انقسام الناس فمنهم من ليس له همٌ إلا الدنيا فهو يعمل الأعمال ليس لله ولكن من أجل الدنيا فهذا سبيلُ الكافرين وليس لهذا عند الله من خلاق أي نصيبٌ وأجرٌ على عمله بل عمله حابط لأنه لم يعمله لله .

وأما القسم الثاني من الناس فمن يسأل الله سبحانه وتعالى مصالح الدارين الدنيا والآخرة وهذا من أشمل الدعاء (ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )

فاستمروا عبادَ الله في الأعمال الصالحة وتزودوا من ديناكم لآخرتكم (فإنَّ خيرَ الزادِ التقوى )

اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرةً من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم ..........

 

 

 

 

 

المرفقات

1718904246_مشاهدات من الحج.docx

المشاهدات 714 | التعليقات 0