مشاركة ( خطبة الأضحية والغلاء)
البليغ البليغ
1432/12/08 - 2011/11/04 07:27AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أشكر القائمين على هذا المنتدى ، وإخواني الخطباء وغيرهم الذين ينزلون الخطب جاهزة مساعدة لإخوانهم ، وتواصيا على البر والتقوى ، وهذا بالا شك من أفضل الأعمال ، التي تجري أجورها لأصحابها أحياء وأمواتا ، ورغبة في ذلك فقد جمعت خطبة عن ( الأضحية والغلاء ) مستفيدا من طرح إخواني ، وكان دوري هو الصياغة والترتيب فقط،
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ للهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ،اللَّطِيفِ الْمَنَّانِ ,أَحْمَدُهُسُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ , وَأتوب إليه وأَسْتَغْفِرُهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْوَلمْ يُولَدْ وَلمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَدٌ ,
إنه الواحد الذي لا يضاهى في معاني أسمائه والصفات
وله الكبرياء هل من ولي غيره قد أباد كل الولاة
يا رحيما بعبده يا عفوّاً يا محل الآمال والمكرمات
أُمْحُ عنّي صحائفاً من ذنوبٍ واعف عنّي يا غافر السيّئات
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ,وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهوَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاًكَثِيرَاً .أَمَّا بَعْدُفَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ, وَاسْتَعِدُّوا لِلِقَائِهِ , فإنكم تعيشون أياما فاضلة ، ولئن ذهب أكثرها فلقد بقي أفضلها ،فاجتهدوا فيها بالطاعات ، واغتنموها قبل الفوات ، فإنكم محاسبون ، وعلى عملكم مجزيون (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
أَيُّهَاالإِخْوَةُ : الأُضْحِيَةُسُنَّةُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ، وَهَدْيِ نَبِيِّنَامُحَمَّدٍعليهما الصلاة والسلام , وَهِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عَلَى الْمُسْتَطِيعِ ،لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنه أَنَّرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌوَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا) .
وهي مَشْرُوعَةٌ فِي حَقِّ مَنْ لَهُ مَسْكَنٌ مُسْتَقِلٌ , أَمَّا مَنْ كَانَ يَعِيشُ مَعَ أهله فأضحيتهم تكفي عنهم وعنه ، إلا إن كان قادرا ورغب أن يضحي، والأصل فيها أنها عن الأحياء فيضحي الرجل عن نفسه وأهل بيته الأحياء منهم والأموات، لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهاأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَـَّا ذَبَحَأُضْحِيَتَهُ قَالَ (بِاسْم اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِمُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِهِ) فَقَوْلُهُ :وَآلِ مُحَمَّدٍ يَدْخُلُ فِيهِ آلُهُ الأَمْوَاتُكَخديجةَ وحمْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما . وأما تخصيص الميت بأضحية من غير وصية منه فهذا خلاف الأفضل لأنه لم ترد به السنة.
عباد الله : الأضحية من أفضل القربات، وأعظم الشعائر التي يتعبد بهاالمسلم في أيام العيد الأكبر ، إعلانا بشكر نعمة الله ،وامتثالاً لأمره ( فصللربك وانحر) ولما كانت الأضحيةُ قربةً إلى الله تعالى ،فإنه ينبغيللمسلم أن يختار لها أفضلَ الأضاحي ،وأسمنَها، وأغلاها ،وأنفسَها ، وهو ما فعله النبيُّصلي الله عليه وسلم كما بينه أنس رضي الله عنه حيث قال : ( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر) وهو صلي الله عليه وسلم إنما يفعل ذلك تعليما للأمة ، حتىتتعلم التقرب إلى الله بأفضلِ ما تملك ، فإن الله عز وجل لا يناله من الأضاحي لحومُهاولا دماؤها ، ولكنها عنوان تقوى المؤمن لربه ، وعلامة صدقه في إيمانه وتقربه .
ومما يجدر التنبيه إليه في الأضاحي ،أن السنة أن يذبحها المضحي بيده بحضور أهل بيته، لأن في ذبحه إياها تقرب إلى الله عز وجل بإراقة هذا الدم، كما أن في حضور الأهل والأولاد إشعاراً لهم بالعيد ومعنى العيد ، وتربيةً لهم على هذه الشعيرة العظيمة ، وقدوتُنا محمدٌ عليه الصلاة والسلام على شرفه ذبحَ أضحيَته بنفسه كما جاء في حديث أنسٍ رضي الله عنه ( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر). وأما ما يفعله البعض من ذبحها في المسالخ بدعوى النظافة أو المشقة ،فهذا خطأ كبير، لأن السنة أن يتولى ذبحها بيده ، فإن كان المضحي لا يعرف الذبح ،أو لا يستطيع فعليه أن يوكل من يذبحها بحضوره وأهلِ بيته ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة: رضي الله عنها ( إذا لم تستطيعي ذبحَ أضحيتك فاحضُرِيها).
إخوة الإيمان: غلاءُ الأضاحي في السنوات الأخيرة ،أظهر سلوكياتٍ متفاوتةً من الناس نحو هذه الشعيرة ، فمن الناس من تركها ، وصار لا يضحي معللا ذلك بغلائها ، وعدم قدرته على شرائها ، ولو تأملت في حال هؤلاء لرأيت عجبا ، فهم يدفعون مبالغ أكثر منها في شراء جوال ، أو تغيير أثاث ونحوهما ، ويعجزون عن توفير قيمة أضحية لا تذبح إلا مرة واحدة في السنة ، ولا شك أن هذا من تلبيس الشيطان ومكره،( الشيطان يعدكم الفقر ، ) فالشَّيطَانُ يَضَعُ في طريق المؤمنين العَوَائِقِ لئلا يفعلوا الطاعات، ويزين لهم ما يَضمَنُ بِهِ وُقُوعَهُم في الشُّحِّ وَالبُخلِ، الذي هو سبب خسارتهم في الدنيا والاخرة ، وَقَد بَيَّنَ المَولى - جَلَّ وَعَلا - في كِتَابِهِ أَنَّ مَن وُقِيَ شُحَّ نَفسِهِ فَقَد أَفلَحَ، قَالَ - سُبحَانَهُ - : " وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ " ،وَإِنَّ المُسلِمَ حِينَ يضحي يَتَغلب عَلَى الشَّيطانِ وَيَقهَرُهَ، وَيُخَالِفُهَ فِيمَا يسَوِّلُ لَهُ وَيُملِيهِ عَلَيهِ، وهذا من علامات الإيمان .
ومن الناس - عباد الله – من صار بعد الغلاء يبحث عن الأضحية الرخيصة ، ولو كانت من أنواع غير جيدة ،متناسين أنهم يقدمونها لرب العالمين ، فكيف رضي هؤلاء بتقديم الأقل لربهم الذي تفضل عليهم بالمال والعطاء ، إنهم بصنيعهم هذا يخالفون أوامر الرحيم الرحمن ، الذي حثنا على إخراج الطيب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبتُم وَمِمَّا أَخرَجنَا لَكُم مِنَ الأَرضِ وَلا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنهُ تُنفِقُونَ وَلَستُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغمِضُوا فِيهِ وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنيٌّ حَمِيدٌ.) إن الواحد منهم لا يرضى أن يقدم لضيوفه إلا السمين الطيب من بهيمة الأنعام ، فكيف يبخل عن تقديم الطيب للملك الديان.
وثمة صنف اخر – إخوة الإيمان –يدفع قيمة الأضحية للمؤسسات الخيرية ،لتذبح في بلدان أخرى ، من أجل إطعام المساكين والفقراء ، وهذا حسن لمن كان لديه أكثر من أضحية ، أما من عنده أضحية واحدة ، فالأفضل له أن يضحي في بيته لأن هذا منسك -)وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا(-. قال الشيخ العلامة صالح الفوزان – حفظه الله-: (وأما ما أحدثه بعض الناس من دفعثمن الأضحية للجمعياتالخيرية لتذبح خارج البلد وبعيداً عن بيت المضحي ،فهذا خلاف السنة وهو تغيير للعبادة ، فالواجب ترك هذا التصرف وأن تذبح الأضاحي في البيوت وفي بلد المضحي كما دلت عليه السنة، وكما عليه عمل المسلمين من عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن أراد أن يتصدق على المحتاجين فباب الصدقة مفتوح ،ولا تغير العبادة عن وجهها الشرعي باسم الصدقة) انتهى كلامه –حفظه الله - .
فاتقوا الله أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم،واذْبَحُوا أَضَاِحيكُمْ طَيَّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ،رَاضِيَةً بِهَا قُلُوبُكُمْ ،واعْلَمُوا أَنَّكُمْ تَتَقَرَّبُونَ إِلى رِبِّكِمْ،وَتَقْتَدُونَ بِنَبِيِّكُمْ مَحَمَّدٍ وَأَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَاالصَلَاةُ وَالسَّلَامُ.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ، إن شانئك هو الأبتر).
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا كَمَا أَمَرَ،وَنَشْكُرُهُ فَقَدْ تَأَذَّنَ بِالزِّيَادَةِ لِمَنْ شَكَرَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاإِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحَدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًاعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِوَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَلازِمُوا طَاعَتَهُ وَلا تَترُكُوهَا، وَاعلَمُوا أَنَّكُم في أَيَّامٍ مُبَارَكَةٍ فَاقدُرُوهَا حَقَّ قَدرِهَا وَعَظِّمُوهَا، وَاغتَنِمُوا مَا بَقِيَ مِن أَيَّامٍ مَعلُومَاتٍ وَمَا بَعدَهَا مِن أَيَّامٍ مَعدُودَاتٍ.
لَقَد بَقِيَ يَومُ عَرَفَةَ وَيَومُ العِيدِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ، أَمَّا يَومُ عَرَفَةَ فَإِنَّهُ يَومُ إِكمَالِ الدِّينِ وَإِتمَامِ النِّعمَةِ عَلَى الأُمَّةِ، اليَومُ المَشهُودُ، الَّذِي يُعتِقُ اللهُ فِيهِ مَن قَبِلَهُ مِنَ الحُجَّاجِ وَيُجِيبُ دُعَاءَهُم، قَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - : " مَا مِن يَومٍ أَكثَرَ مِن أَن يُعتِقَ اللهُ فِيهِ عَبدًا أَو أَمَةً مِنَ النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدنُو ثم يُبَاهِي بِهِمُ المَلائِكَةَ فَيَقُولُ : مَاذَا أَرَادَ هَؤُلاءِ ؟ " رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ.
وَلَئِنْ فَاتَكُمْ شَرَفُ الحَجِّ هَذَا الْعَامِ، فَقَدْ شَرَّعَاللهُ تَعَالَى لَكُمْ صِيَامَ يَوْمِ غَدٍ؛ فَإِنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُسَنَتَيْنِ، فَضْلًا مِنَ اللهِ تَعَالَى لَكُمْ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِيقَتَادَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ- قَالَ :«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَالسَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»؛ رَوَاهُمُسْلِمٌ. وفي يوم عرفة يُستَحَبُّ َالتَّكبِيرُ بَعدَ الصَّلَوَاتِ مِن فَجرِهِ إِلى صَلاةِ العَصرِ مِن آخِرِ أَيَّامِ التَّشرِيقِ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَصُومُوا يَومَ عَرَفَةَ، وَاحضُرُوا صَلاةَ العِيدِ وَالبَسُوا الجَدِيدَ، وَضَحُّوا وَكُلُوا وَاشرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا وَأَهدُوا، وَ" اركَعُوا وَاسجُدُوا وَاعبُدُوا رَبَّكُم وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ "
أَسْأَلُ اللهَ عزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعِيدَ هَذِهِ الأَيَّامَ عَلَيْنَا أَعْوَاماً عَدِيدَةُ وَأَعْمَاراً مَدِيدَةً وَنَحْنُ وَالْمُسْلِمُونَ بِأَحْسَنِ حَالٍ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا , اللّهُمَّ أعَزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ , وَأَذِلَّ الشِّرْكَ والْمُشْرِكِينَ , اللّهُمَّ اجْمَعْ كَلِمَةَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الحَقِّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ , اللّهُمَّ وَفِّقْ مَنَ قَصَدَ بَيتَكَ لِحَجٍ مَبْرُورٍ وَسَعْيٍ مَشْكُورٍ , اللّهُمَّ جَنِّبْ الحُجَّاجَ الفِتَنَ وَالزَّلَلَ , اللّهُمَّ مَنْ أَرَادَهُمْ بِسُوءٍ فَعَلَيْكَ بِهِ , اللّهُمَّ رُدَّ كَيْدَ أَعَدَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي نُحُورِهِمْ , اللّهُمَّ وَفِّقْ رِجَالَ أَمْنِنَا لِلتَصَدِّي لِكُلِّ غَادِرٍ وَخَائِنٍ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ وَالضَّلالِ , اللّهُمَّ احْفَظْ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَوَفِّقْهُمْ لِرَضَاكَ وَاهْدِهُمْ بِهُدَاكَ , وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْحَقِّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ. اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان ، اللهم انصرهم في فلسطين وسوريا يا رب العالمين ، اللهم عليك بطاغية الشام ، اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر ، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين ، اللهم أتبعه بصاحبه فرعون ليبيا ، اللهم عليك به وأعوانه وجنده فإنهم لا يعجزونك ، يا ذا القوة المتين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، ربنا ظلمن أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ,سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.
أشكر القائمين على هذا المنتدى ، وإخواني الخطباء وغيرهم الذين ينزلون الخطب جاهزة مساعدة لإخوانهم ، وتواصيا على البر والتقوى ، وهذا بالا شك من أفضل الأعمال ، التي تجري أجورها لأصحابها أحياء وأمواتا ، ورغبة في ذلك فقد جمعت خطبة عن ( الأضحية والغلاء ) مستفيدا من طرح إخواني ، وكان دوري هو الصياغة والترتيب فقط،
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ للهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ،اللَّطِيفِ الْمَنَّانِ ,أَحْمَدُهُسُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ , وَأتوب إليه وأَسْتَغْفِرُهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْوَلمْ يُولَدْ وَلمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَدٌ ,
إنه الواحد الذي لا يضاهى في معاني أسمائه والصفات
وله الكبرياء هل من ولي غيره قد أباد كل الولاة
يا رحيما بعبده يا عفوّاً يا محل الآمال والمكرمات
أُمْحُ عنّي صحائفاً من ذنوبٍ واعف عنّي يا غافر السيّئات
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ,وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهوَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاًكَثِيرَاً .أَمَّا بَعْدُفَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ, وَاسْتَعِدُّوا لِلِقَائِهِ , فإنكم تعيشون أياما فاضلة ، ولئن ذهب أكثرها فلقد بقي أفضلها ،فاجتهدوا فيها بالطاعات ، واغتنموها قبل الفوات ، فإنكم محاسبون ، وعلى عملكم مجزيون (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
أَيُّهَاالإِخْوَةُ : الأُضْحِيَةُسُنَّةُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ، وَهَدْيِ نَبِيِّنَامُحَمَّدٍعليهما الصلاة والسلام , وَهِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عَلَى الْمُسْتَطِيعِ ،لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنه أَنَّرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌوَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا) .
وهي مَشْرُوعَةٌ فِي حَقِّ مَنْ لَهُ مَسْكَنٌ مُسْتَقِلٌ , أَمَّا مَنْ كَانَ يَعِيشُ مَعَ أهله فأضحيتهم تكفي عنهم وعنه ، إلا إن كان قادرا ورغب أن يضحي، والأصل فيها أنها عن الأحياء فيضحي الرجل عن نفسه وأهل بيته الأحياء منهم والأموات، لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهاأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَـَّا ذَبَحَأُضْحِيَتَهُ قَالَ (بِاسْم اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِمُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِهِ) فَقَوْلُهُ :وَآلِ مُحَمَّدٍ يَدْخُلُ فِيهِ آلُهُ الأَمْوَاتُكَخديجةَ وحمْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما . وأما تخصيص الميت بأضحية من غير وصية منه فهذا خلاف الأفضل لأنه لم ترد به السنة.
عباد الله : الأضحية من أفضل القربات، وأعظم الشعائر التي يتعبد بهاالمسلم في أيام العيد الأكبر ، إعلانا بشكر نعمة الله ،وامتثالاً لأمره ( فصللربك وانحر) ولما كانت الأضحيةُ قربةً إلى الله تعالى ،فإنه ينبغيللمسلم أن يختار لها أفضلَ الأضاحي ،وأسمنَها، وأغلاها ،وأنفسَها ، وهو ما فعله النبيُّصلي الله عليه وسلم كما بينه أنس رضي الله عنه حيث قال : ( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر) وهو صلي الله عليه وسلم إنما يفعل ذلك تعليما للأمة ، حتىتتعلم التقرب إلى الله بأفضلِ ما تملك ، فإن الله عز وجل لا يناله من الأضاحي لحومُهاولا دماؤها ، ولكنها عنوان تقوى المؤمن لربه ، وعلامة صدقه في إيمانه وتقربه .
ومما يجدر التنبيه إليه في الأضاحي ،أن السنة أن يذبحها المضحي بيده بحضور أهل بيته، لأن في ذبحه إياها تقرب إلى الله عز وجل بإراقة هذا الدم، كما أن في حضور الأهل والأولاد إشعاراً لهم بالعيد ومعنى العيد ، وتربيةً لهم على هذه الشعيرة العظيمة ، وقدوتُنا محمدٌ عليه الصلاة والسلام على شرفه ذبحَ أضحيَته بنفسه كما جاء في حديث أنسٍ رضي الله عنه ( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر). وأما ما يفعله البعض من ذبحها في المسالخ بدعوى النظافة أو المشقة ،فهذا خطأ كبير، لأن السنة أن يتولى ذبحها بيده ، فإن كان المضحي لا يعرف الذبح ،أو لا يستطيع فعليه أن يوكل من يذبحها بحضوره وأهلِ بيته ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة: رضي الله عنها ( إذا لم تستطيعي ذبحَ أضحيتك فاحضُرِيها).
إخوة الإيمان: غلاءُ الأضاحي في السنوات الأخيرة ،أظهر سلوكياتٍ متفاوتةً من الناس نحو هذه الشعيرة ، فمن الناس من تركها ، وصار لا يضحي معللا ذلك بغلائها ، وعدم قدرته على شرائها ، ولو تأملت في حال هؤلاء لرأيت عجبا ، فهم يدفعون مبالغ أكثر منها في شراء جوال ، أو تغيير أثاث ونحوهما ، ويعجزون عن توفير قيمة أضحية لا تذبح إلا مرة واحدة في السنة ، ولا شك أن هذا من تلبيس الشيطان ومكره،( الشيطان يعدكم الفقر ، ) فالشَّيطَانُ يَضَعُ في طريق المؤمنين العَوَائِقِ لئلا يفعلوا الطاعات، ويزين لهم ما يَضمَنُ بِهِ وُقُوعَهُم في الشُّحِّ وَالبُخلِ، الذي هو سبب خسارتهم في الدنيا والاخرة ، وَقَد بَيَّنَ المَولى - جَلَّ وَعَلا - في كِتَابِهِ أَنَّ مَن وُقِيَ شُحَّ نَفسِهِ فَقَد أَفلَحَ، قَالَ - سُبحَانَهُ - : " وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ " ،وَإِنَّ المُسلِمَ حِينَ يضحي يَتَغلب عَلَى الشَّيطانِ وَيَقهَرُهَ، وَيُخَالِفُهَ فِيمَا يسَوِّلُ لَهُ وَيُملِيهِ عَلَيهِ، وهذا من علامات الإيمان .
ومن الناس - عباد الله – من صار بعد الغلاء يبحث عن الأضحية الرخيصة ، ولو كانت من أنواع غير جيدة ،متناسين أنهم يقدمونها لرب العالمين ، فكيف رضي هؤلاء بتقديم الأقل لربهم الذي تفضل عليهم بالمال والعطاء ، إنهم بصنيعهم هذا يخالفون أوامر الرحيم الرحمن ، الذي حثنا على إخراج الطيب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبتُم وَمِمَّا أَخرَجنَا لَكُم مِنَ الأَرضِ وَلا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنهُ تُنفِقُونَ وَلَستُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغمِضُوا فِيهِ وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنيٌّ حَمِيدٌ.) إن الواحد منهم لا يرضى أن يقدم لضيوفه إلا السمين الطيب من بهيمة الأنعام ، فكيف يبخل عن تقديم الطيب للملك الديان.
وثمة صنف اخر – إخوة الإيمان –يدفع قيمة الأضحية للمؤسسات الخيرية ،لتذبح في بلدان أخرى ، من أجل إطعام المساكين والفقراء ، وهذا حسن لمن كان لديه أكثر من أضحية ، أما من عنده أضحية واحدة ، فالأفضل له أن يضحي في بيته لأن هذا منسك -)وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا(-. قال الشيخ العلامة صالح الفوزان – حفظه الله-: (وأما ما أحدثه بعض الناس من دفعثمن الأضحية للجمعياتالخيرية لتذبح خارج البلد وبعيداً عن بيت المضحي ،فهذا خلاف السنة وهو تغيير للعبادة ، فالواجب ترك هذا التصرف وأن تذبح الأضاحي في البيوت وفي بلد المضحي كما دلت عليه السنة، وكما عليه عمل المسلمين من عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن أراد أن يتصدق على المحتاجين فباب الصدقة مفتوح ،ولا تغير العبادة عن وجهها الشرعي باسم الصدقة) انتهى كلامه –حفظه الله - .
فاتقوا الله أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم،واذْبَحُوا أَضَاِحيكُمْ طَيَّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ،رَاضِيَةً بِهَا قُلُوبُكُمْ ،واعْلَمُوا أَنَّكُمْ تَتَقَرَّبُونَ إِلى رِبِّكِمْ،وَتَقْتَدُونَ بِنَبِيِّكُمْ مَحَمَّدٍ وَأَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَاالصَلَاةُ وَالسَّلَامُ.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ، إن شانئك هو الأبتر).
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا كَمَا أَمَرَ،وَنَشْكُرُهُ فَقَدْ تَأَذَّنَ بِالزِّيَادَةِ لِمَنْ شَكَرَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاإِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحَدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًاعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِوَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَلازِمُوا طَاعَتَهُ وَلا تَترُكُوهَا، وَاعلَمُوا أَنَّكُم في أَيَّامٍ مُبَارَكَةٍ فَاقدُرُوهَا حَقَّ قَدرِهَا وَعَظِّمُوهَا، وَاغتَنِمُوا مَا بَقِيَ مِن أَيَّامٍ مَعلُومَاتٍ وَمَا بَعدَهَا مِن أَيَّامٍ مَعدُودَاتٍ.
لَقَد بَقِيَ يَومُ عَرَفَةَ وَيَومُ العِيدِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ، أَمَّا يَومُ عَرَفَةَ فَإِنَّهُ يَومُ إِكمَالِ الدِّينِ وَإِتمَامِ النِّعمَةِ عَلَى الأُمَّةِ، اليَومُ المَشهُودُ، الَّذِي يُعتِقُ اللهُ فِيهِ مَن قَبِلَهُ مِنَ الحُجَّاجِ وَيُجِيبُ دُعَاءَهُم، قَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - : " مَا مِن يَومٍ أَكثَرَ مِن أَن يُعتِقَ اللهُ فِيهِ عَبدًا أَو أَمَةً مِنَ النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدنُو ثم يُبَاهِي بِهِمُ المَلائِكَةَ فَيَقُولُ : مَاذَا أَرَادَ هَؤُلاءِ ؟ " رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ.
وَلَئِنْ فَاتَكُمْ شَرَفُ الحَجِّ هَذَا الْعَامِ، فَقَدْ شَرَّعَاللهُ تَعَالَى لَكُمْ صِيَامَ يَوْمِ غَدٍ؛ فَإِنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُسَنَتَيْنِ، فَضْلًا مِنَ اللهِ تَعَالَى لَكُمْ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِيقَتَادَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ- قَالَ :«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَالسَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»؛ رَوَاهُمُسْلِمٌ. وفي يوم عرفة يُستَحَبُّ َالتَّكبِيرُ بَعدَ الصَّلَوَاتِ مِن فَجرِهِ إِلى صَلاةِ العَصرِ مِن آخِرِ أَيَّامِ التَّشرِيقِ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَصُومُوا يَومَ عَرَفَةَ، وَاحضُرُوا صَلاةَ العِيدِ وَالبَسُوا الجَدِيدَ، وَضَحُّوا وَكُلُوا وَاشرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا وَأَهدُوا، وَ" اركَعُوا وَاسجُدُوا وَاعبُدُوا رَبَّكُم وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ "
أَسْأَلُ اللهَ عزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعِيدَ هَذِهِ الأَيَّامَ عَلَيْنَا أَعْوَاماً عَدِيدَةُ وَأَعْمَاراً مَدِيدَةً وَنَحْنُ وَالْمُسْلِمُونَ بِأَحْسَنِ حَالٍ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا , اللّهُمَّ أعَزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ , وَأَذِلَّ الشِّرْكَ والْمُشْرِكِينَ , اللّهُمَّ اجْمَعْ كَلِمَةَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الحَقِّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ , اللّهُمَّ وَفِّقْ مَنَ قَصَدَ بَيتَكَ لِحَجٍ مَبْرُورٍ وَسَعْيٍ مَشْكُورٍ , اللّهُمَّ جَنِّبْ الحُجَّاجَ الفِتَنَ وَالزَّلَلَ , اللّهُمَّ مَنْ أَرَادَهُمْ بِسُوءٍ فَعَلَيْكَ بِهِ , اللّهُمَّ رُدَّ كَيْدَ أَعَدَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي نُحُورِهِمْ , اللّهُمَّ وَفِّقْ رِجَالَ أَمْنِنَا لِلتَصَدِّي لِكُلِّ غَادِرٍ وَخَائِنٍ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ وَالضَّلالِ , اللّهُمَّ احْفَظْ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَوَفِّقْهُمْ لِرَضَاكَ وَاهْدِهُمْ بِهُدَاكَ , وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْحَقِّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ. اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان ، اللهم انصرهم في فلسطين وسوريا يا رب العالمين ، اللهم عليك بطاغية الشام ، اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر ، اللهم اشف صدور قوم مؤمنين ، اللهم أتبعه بصاحبه فرعون ليبيا ، اللهم عليك به وأعوانه وجنده فإنهم لا يعجزونك ، يا ذا القوة المتين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، ربنا ظلمن أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ,سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.