مستقبل الإسلام في أوروبا (برنامج الحياة كلمة)

مستقبل الإسلام في أوروبا (برنامج الحياة كلمة)


مقدم البرنامج : بسم الله الرحمن الرحيم أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته مشاهدينا في الحلقة الثانية من برنامج الحياة كلمة وأرحب بفضيلة الدكتور سلمان العودة حياك الله يا شيخ .

الشيخ سلمان: حياك الله مقدم البرنامج حلقتنا اليوم عن الإسلام في أوربا بعد أن تحدثنا عن تاريخ الإسلام في أوربا .

مقدم البرنامج : فضيلة الدكتور تحدثنا في الحلقة الماضية عن التاريخ ، والتاريخ فيه نصائع في المد الإسلامي في البداية ، ثم فيه بعض من الهنات ، وبعد ذلك كثير من الهنات ، وبعد ذلك استحال الأمر إلى ما نرى الآن ، ثم تحدثنا عن الواقع وطرحنا بعض الأفكار عن فكرة الحوار والتعايش وكيف يمكن أن تطرح هذه الأفكار وترشد بمعيار جميل لكي نسعى سويا إلى أن ننصر دين الله الخالد في أوساط أوربا . الآن الحديث عن المستقبل كيف نستشرف مستقبل الإسلام . دعني أنطلق من التاريخ بعد أن تحدثنا عن التاريخ ومقوماته ، كيف يسندنا التاريخ كقيمة أن نستشرف مستقبل أفضل؟

الشيخ سلمان: نعم ، الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين -صلى الله عليه وسلم- ، لعلنا نجمع شتات ما قيل ، على سبيل المثال في جانب الانفجار السكاني في العالم السكاني في الدول المغربية أو المشرقية أو تركيا ، وأثر ذلك على الوجود الإسلامي في تركيا ، وتفاوت الإحصائيات ما بين 16 مليون مسلم في أوربا إلى 26 مليون إلى 36 مليون بسبب وجود غبش أو ضبابية وتعمد بعض الجهات إلى تعمد عدم إظهار الرقم الصحيح في هذا الإطار ، دعنا نتحدث عن قضية الدوافع التي حملت المسلمين إلى الهجرة إلى أوربا لأن العدد الأكبر من المسلمين الذين نزحوا إلى أوربا هم نزحوا إليها من أصول مشرقية أو مغربية إسلامية ، يعني في الجملة أكثر المسلمين جاءوا إلى أوربا تحت وطأة الضرورة ، إما أن يكونوا هاربين وفارين بدينهم كما حدث في أيام الاتحاد السوفيتي أو بعض الضغوط السياسية التي تضطر المسلمين إلى الهجرة ، وهؤلاء أتوا بغير اختيارهم ، ولذلك تجد أن عطاءهم في الغالب أقل ، بينما هناك أناس أتوا تحت ضغط الظروف الاقتصادية ، فروا من الفقر والعيش وشظف البطالة وظنوا أنهم سيجدون في أوربا جنة ، وهذا يحدث أحيانا أن يجدوا فرص العيش الكريم ، الفئة الثالثة ولعلها الأكثر تأثيرا في نظري هي الفئة التي جاءت مختارة كالمبتعثين مثلا ، أو الذين جاءوا من أجل مقاصد ثقافية أو اقتصادية أيضا ، ولذلك هم في الغالب لهم تأثير وحضور وقيمة في المجتمعات التي يعيشون فيها ، أيا الجانب المتألق والتذكير به أن الإسلام في أوربا أصبح حقيقة واقعة برغم من الظروف والضغوط التي سبقت وظروف الصدام أو ظروف الاستعمار أو ظروف الحاجة المتبادلة كحاجة أوربا إلى العمال وإلى الشباب ، فهي قرة عجوز كما يقال ، يعني نسبة الوفيات أكثر من نسبة السكان في عام 2005 إذا هناك تناقص لذلك فهناك حاجة ماسة ، فالحاجة ليست فقط حاجة المسلمين إلى العيش في أوربا بل حاجة أوربا إلى اليد العاملة والشباب أيضا ، فهناك حاجة متبادلة بين المسلمين والمجتمعات الأوربية التي يهاجرون وينتقلون إليها ، فلا شك أن هذا أمر فيه اعتبار وتأثير .

مقدم البرنامج : طيب إذا أنت تتحدث فضيلة الدكتور ليس من جانبنا نحن كمسلمين وارتياحنا إلى هذه الهجرة سواء الهجرة من منطلق الحاجة أو من منطلق التأثير.
وأنت تتحدث بحاجة أوربا نفسها إلى هذا الكم من المهاجرين ، وبالتالي هناك حاجتان التقتا ، وبالتالي فيما أفهم أن التاريخ أفضل من حيث المد الكمي للمسلمين في أوربا .

الشيخ سلمان: نعم يعني أوربا كان يعتقد مثلا أن الانفتاح على أوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي أنه قد يسد الحاجة للعمال ، لكن الذي حدث أنه تبين أن أوربا الشرقية تعاني جزئيا من المشكلة ذاتها وأن عدد غير قليل من العمال الذين جاءوا إلى بريطانيا أو إلى غيرها لم يستطيعوا أن يقوموا بالدور بل بالعكس كان وجودهم سببا في انتشار عدد من الجرائم وتغير عدد من الأخلاقيات التي اعتاد الناس عليها ، وبالتالي يظل القول بأن أوربا بحاجة إلى دعم وإسلام من المسلمين في بلاد كثيرة جدا وأن من الخطورة بمكان النظر إلى هذا الأمر بعين التوجس كما تطرح كثير من وسائل الإعلام التي تبدي التخوف من المسلمين ، أوربا عبر تاريخها الطويل كما هو معروف ومشهود شهدت هجرات كثيرة من مختلف الأجناس وشهدت هجرات من أماكن شتى من العالم ، وبالتالي المسلمين الذين يأتون إلى أوربا ويعملون ويستوطنون فيها والذين يولدون فيها الآن هم أوربيون منشأً ومولداً وتعليماً وحاجةً .

مقدم البرنامج : طيب هذا التخوف الذي ذكرته كنت بالضبط سأسألك عنه فضيلة الدكتور، هناك من يأمل وعنده فأل كبير جدا إن هذه الحاجة اللي تفضلت فيها ، حاجة أوربا لأيدي عاملة واستشراف المسلمين لان يعيشوا في أوربا إنه سيحدث تلاقح جيد يعطي صورة أفضل للإسلام ، لكن هنالك أمر يجعل مثقفين الغرب يتخوفون من الإسلام إنه فيه بؤر سببت مشاكل كثيرة جدا وما زالت تسبب ، ولذلك هم يطالبون المدن الأوربية الكبرى على الأقل بان يبعدوا عنها العمالة المسلمة ويستبدلونها بعمالة من شرق آسيا . إن كنت ذكرت أن هذا مجرد آمال منهم لكن لم يتحقق ، لكن ألا يخفف من الفأل نوعاً ما ؟

الشيخ سلمان: هو أولاً يجب أن ندرك أننا حينما نتحدث عن أوربا نتحدث عن 27 دولة داخل الاتحاد الأوربي ودول أخرى لم تدخل في الاتحاد الأوربي . أن نتحدث عن دول أوربية هي دول مسلمة بالطبيعة ، يعني البوسنة والهرسك هي دولة أوربية ، قد تدخل في الاتحاد الأوربي عما قريب هي دولة مسلمة ، ألبانيا أيضا دولة مسلمة ، تركيا أيضا على فرض دخولها في الاتحاد الأوربي وهي تحاول ذلك بخطى حثيثة ، لو دخلت تركيا إلى أوربا ستكون هي أكبر دولة أوربية من حيث النمو السكاني ، ومن حيث القدرة على تمويل الاحتياج للعمالة وهذا بدون ش سوف يحدث تأثيرا إيجابيا لصالح الوجود الإسلامي في أوربا ولصالح التعايش مع الإسلام في أوربا .

أيضا علينا ألا ننسى أن هناك دول أوربية ليست إسلامية مثل بلجيكا تتعرف بالإسلام كدين ، والمجر كذلك والنمس وأسبانيا ، بل في عدد من هذه الدول تعليم إسلامي رسمي ، يعني الإسلام دين رسمي يعلم في المدارس الرسمية ويصرف عليه مبالغ مجزية لتعليم الإسلام . هناك في بروكسل وحدها أكثر من 115 مسجد مثلا ، عادة الشرطة ما تمشي إلى ويكون معهم مجموعة من المسلمين الموظفين بسبب ارتفاع عدد المسلمين في هذه البلاد ، إذا هناك كثير من البلاد الأوربية تتعامل مع الإسلام والمسلمين بكثير من الاحترام والواقعية والاعتدال .

مقدم البرنامج : أنا أستأذنك آخد أول اتصال أو مداخلة معنا ، الدكتور شكيب مخلفو رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا ، حياك الله فضيلة الدكتور .

مداخلة: أهلا وسهلا بك

الشيخ سلمان: مرحبا دكتور

مقدم البرنامج : الحلقة الماضية دكتور كنا نتحدث عن الواقع المعاش للمسلمين في أوربا والواقع أو المفهوم الاعتباري للدين الإسلامي كواقع في أوربا ، الآن دكتور شكيب نتحدث عن المستقبل بصفتكم رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا كيف ترى مستقبل الدين الإسلامي في أوربا بصفة مجملة ؟

المداخلة: بسم الله الرحمن الرحيم ، تحيتي للدكتور سلمان العودة وكل المشاركين .

الشيخ سلمان: بارك الله فيك دكتور .

المداخلة: بالنسبة للإسلام الحمد لله الإسلام في أوربا أصبح ظاهرة ملحوظة بمعنى أن الكل سواءً كان مسلمين أو غير مسلمين أصبح لديهم قناعة أن الإسلام أصبح جزء من المجتمعات الأوربية التي نعيش فيها وتحول الوجود الإسلامي من وجود وافد إلى المسلمين الذين أصبحوا مقيمين في أوربا إقامة دائمة بل دخل في هذا الدين أيضا من السكان الأصليين أيضا العديد يعني مئات الآلاف ، وهذه العوامل كلها تؤثر على الوجود الإسلامي في أوربا ، المجتمعات الأوربية تتميز بالتعددية الثقافية والسياسية والدينية وهذه التعددية أوجدت فسحة لوجود الإسلام في أوربا ليأخذ موقعه الطبيعي ، طبعاً هذا الموقع الذي نراه اليوم ليس هو المطلوب ولا المأمول لكنه فيه تقدم إذا قارنا وضع الإسلام في أوربا اليوم بوجوده قبل عشرين سنة فهناك اختلاف كبير أصبح الإسلام له تواجد اجتماعي وسياسي وثقافي ، على المستوى الاجتماعي من خلال المصاهرة التي نراها بين المسلمين وغيرهم ، أصبح المسلم إذا تزوج من أهل البلد أصبحت له علاقة اجتماعية مع ما لا يقل من عشرين إلى أربعين إلى مائة من أهل البلد فهناك هذا التواجد الاجتماعي عامل إيجابي ومؤثر أيضا ، بالنسبة للتواجد السياسي أيضا هذا نراه في البلديات في بعض البرلمانات من خلال وجود المسلمين في هذه البرلمانات ، وأصبح هذا عامل مشجع .

مقدم البرنامج : دكتور تسمحلي أنت تحدثت عن العلاقة الاجتماعية وأنه فيه اتصال بين المسلمين وبين المجتمعات الأوربية وبالتالي فيه تداخل ، ثم تحدثت عن الناحية السياسية ، النواحي الثقافية دكتور هل هناك تواجد ثقافي قيمي للقيم والثقافات الإسلامية في المجتمعات الأوربية وترى هل هذا التواجد يتطور ؟

المداخلة : هذا التواجد هو موجود ولكن على استحياء لان المجال الثقافي كما تعلم هو من أكثر المجالات التي قصرنا فيها في شكل من الأشكال لأن هذا لم يكن موجود عندنا في فترة من الفترات ، ولم يكن من أولوياتنا لكن نرى اليوم أنه في كثير من الدول أصبح الكثير من أهل هذه الدول من ينادي بتواجد المسلمين لأنهم وجدوا أن الإسلام أصبح يثري للواقع الأوربي الثقافي وأصبح الآن من المسلمين من هم موجودين في القنوات الأوربية والمسرح ويؤدون دورهم على أكمل وجه ، طبعا هذا ليس على المستوى المطلوب ويحتاج إلى تطوير ، المستقبل هذا إن شاء الله مستقبل زاهر معناه في بعض الأحيان لعلكم لاحظتم بين الحين والآخر تظهر بعض الإشكالات مثل الرسومات وما إلى ذلك ، معنى هذا أن هذه الأشياء لا بد وألا تثنينا وأن هؤلاء لا يتحركون إلا عندما يحسون أن الإسلام في تقدم ، ويحاولون التأثير السلبي على الإسلامي ن وبالتالي نحتاج كمؤسسات إسلامية أن نطور من أساليبنا بشتى الطرق .

مقدم البرنامج : أنا أشكر لك هذه المداخلة ،و أشكر لك هذا الثراء المعلوماتي الجميل والحقيقة أنه أيضا ثراء يبعث ، شكرا لك دكتور شكيب مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا ، شكرا لمداخلتك .

فضيلة الدكتور تحدث عن أشياء يعني ما شاء الله يمكن أن تأخذ حلقتين ثلاثة ، لكن أول نقطة لفتت نظري إنه يقول إن تعددية المجتمعات الأوربية أتاحت التواجد الإسلامي بل أن كثيراً من المجتمعات الأوربية من ينادي بتواجد ثقافي وقيمي أكبر للمسلمين .

الشيخ سلمان: هذا صحيح لو نظرنا إلى أبرز ميزة في المجتمعات الأوربية لوجدنا أنها بعد عراك طويل مع الاستبداد والإقطاعية وصلت إلى درجة من مناخ الحرية والنظام والقانون والموجود والذي يعترف به الجميع سواء كانوا من المسلمين أو من غير المسلمين ، الدكتور شكيب بارك الله في وفيما قدمه يعني تكلم عن أن المسلمين أصبحوا جزء من المجتمع الأوربي ، يعني ربما في فترة من الفترات ينظر إليهم على أنهم من المجتمع منهم من هو مستوطن وهذا المستوطن معناه انه ينتمي إلى الإسلام وعراقة الإسلام أخلاق الإسلام وعقيدة الإسلام ولكنه أيضا يلتزم بالنظام الذي يعيش فيه ويلتزم بالقانون فيما لا يتصادم مع الشريعة الإسلامية ، فهو إنسان منضبط في المحافظة على الممتلكات ، على الحقوق ، على الأمن ، هذا من الجوانب المهمة أن المسلمين أصبحوا مواطنين ، وأيضا الكثير من سكان البلد الأصلي أصبحوا مسلمين ، وأصبحت هناك حركة دخول في الإسلام ليس على صعيد الناس العاديين فقط وإنما على صعيد المثقفين أحيانا وأساتذة الجامعات ، هذه التعددية الثقافية والسياسية والدينية في أوربا لا شك أن المسلمين انتفعوا بها انتفاعا كثيرا .

مقدم البرنامج : هو ذكر نقطة أن الإشكالات التي تحدث ما بين الحين والآخر مثل الرسومات وغيرها إنما هي دليل على أن الإسلام ينمو وبالتالي هناك بعض الإشكالات التي تحاول إيقاف هذا الزحف وبالتالي لها تأثير إيجابي .

الشيخ سلمان: ربما الآن في الإعلام الغربي كثيرا ما يتحدث عن ظواهر استثنائية شاذة يعني تجد إنه كثيرا من وسائل الإعلام في بريطانيا قد تظهر شخص أو شخصين أو ثلاثة كلما جاءت قضية الإسلام وكأن هؤلاء هم الرموز التي تمثل الإسلام ، بينما الجوانب الإيجابية من وجود مراكز إسلامية ومساجد وما إلى ذلك ، هناك الحقيقة وجود إسلامي واضح جدا تراه في الشاعر والمدرسة والمسجد والمتجر والباص وتراه في القطار وفي كل المجالات وكل المدن . وأيضا هناك تنظيمات مثل وثيقة استوكهولم للحوار مع كل الأطراف ، أحيانا مؤتمرات تعقد يحضرها مائة وخمسون ألف مسلم في فرنسا ، مائة ألف في لندن ومثل ذلك في ألمانيا ، الإعلام الغربي لا يتكلم عن هذه الظواهر الإيجابية وإنما يلتقط إنه فيه قصة إنه هناك شخص خطيب يتكلم أو هناك شاب متعجل يخطب أو هناك تهديدات من فئة معينة ويبرزها على أنها إعلاميا كأنما هي الظاهرة ، الأمر بالنسبة للمسلمين يقع أيضا الأمر ذاته فتجد أن الكثير من المسلمين في العالم الإسلامي قد ينظرون إلى ظاهرة استثنائية كظاهرة فيلم فتنة في هولندا ، أو الرسوم المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- أو ظاهرة وجود شخص متطرف في أمريكا ، فيتم التركيز الإعلامي عليها فتبدو كأنما هي الصورة النمطية الوحيدة ، وكما أن الأول خطأ فكذلك الثاني خطـأ ، ينبغي أن ننظر إلى الإسلام في أوربا وحتى تقبل الناس في أوربا للإسلام ، ليس من خلال وجود فئات عنصرية ، هي موجودة قطعا بل وتتنامى ، لكن هناك أيضا أكثرية من الناس ليس لديهم مشكلة ، وهناك أناس يتفهمون الوجود الإسلامي وهناك وجود إسلامي يفرض نفسه بغض النظر عمن يقبل أو لا يقبل ، وأنا أريد أن أتكلم عن أنه كما أنه كما أن هناك من المسلمين من هو متطرف في الأماني ويتحدث عن فتح أوربا ، كذلك هناك من خلال كثرة المسلمين وتحول أوربا إلى الإسلام فهذه نظرة غير أوربية ، وهناك الكثير من الأوربيين أنفسهم المتطرفون الذين يشعرون بالخوف من الإسلام فيتحدثون عن أنت انتشار الإسلام قنبلة موقوتة وقد يسيطر على أوربا وكلا الأمران هما وجهان لعملة واحدة ، والإسلام في أوربا له تأثير ولكن هناك عوائق كبيرة جدا تحول دون أن يتحول الإسلام إلى أن يكون هو المسيطر على أوربا كلها كما يتصور البعض .

مقدم البرنامج : تسمح لي فضيلة الدكتور أن آخد مداخلة أخرى مع الدكتور نوح الجدو مدير المركز الإسلامي في دبلن حياك الله يا دكتور .

المداخلة: حياك الله

مقدم البرنامج : أهلا وسهلا بك والحديث هنا عن الإسلام في أوربا في حلقته الثانية ، الآن نتحدث عن المستقبل ، دكتور نوح هل لو سألتك بصفتك مدير المركز الإسلامي في دبلن هل ثم فأل واضح لمستقبل أكثر نصاعة للإسلام في أوربا إن شاء الله ؟
المداخلة: أولاً السلام عليكم جميعا ، وفضيلة الشيخ ، وأنا سعيد جدا إن تكون لي هذه المداخلة مع فضيلة الشيخ .

الشيخ سلمان: أهلا وسهلا بك دكتور نوح .

المداخلة: أخي الحبيب بالتأكيد الوجود الإسلامي أصبح متجذرا داخل المجتمع الأوربي وأصبح له يعني مكانة وأصبح له تأثير ولكن هذا التأثير وهذا الوجود كم نستطيع أن نبني عليه يعني سمعت فقط آخر كلمات للشيخ وهي في الحقيقة جامعة في هذا الموضوع ، يعني عندنا نحن في أوربا من الفرص الكثير الكثير لو أحسنا استغلالها الاستغلال الصحيح يمكن أن يكون لهذا الإسلام قوة وتأثير ، وحينما نقول قوة وتأثير لا نتكلم عن حكم لكن نتكلم على أن يلعب الدور الإسلامي دوره في خدمة المجتمع وخدمة الدين والإسلام ، أنا أعتقد ومن خلال تجربتنا في الغرب وخاصة عندنا هنا في أيرلندا كما ذكرت فضيلة الشيخ هناك بعض العناصر التي لا تريد أن ترى الإسلام يقوى ويصبح عامل تأثير وهي ستلعب كل جهدها من أجل الإبقاء على هذه الحركة وإضعافها ، وإن كنا والحمد لله في أيرلندا وضعنا أفضل من غيرنا حيث أن هذه الحركات العنصرية محدودة التأثير جدا بل هناك تعاطف من داخل المجتمع مع الأقلية المسلمة ، لكن كيف نحن نحسن الاستفادة من هذه الفرصة ؟ المستقبل بإذن الله تعالى مشرق بالنسبة لنا إذا كما قلت أحسنا استغلال الفرص المتاحة إلينا.

مقدم البرنامج : جميل دكتور أنت تتحدث عن الناحية الشرطية المستقبل مشرق إذا أحسنا استغلال هذه الفرص ، دكتور أنت الآن في مكان تستشرف فيه العمل تماما أنت مدير المركز الإسلامي في دبلن هل ترى أنه الآن في تطور في استغلال هذه الفرص وبالتالي نتفاءل .

المداخلة: نعم وأعتقد أن الأقلية المسلمة أكثر وعيا الآن من السابق ، وأنا أعتقد أن المجتمع الآن فيه الكثير من أبناء الجيل الثاني داخل في العمل وفي مؤسسات الدولة والعمل فيها وأصبح البعض منهم يلعب دور قوي في التأثير في المجتمع وفي المؤسسات ، كذلك دورنا في المجتمع الآن أصبح مقبولا ، أزمة مثل الحجاب قد لا تكون موجودة عندنا في أيرلندا لكنها موجودة في دول أخرى فيه أزمات أخرى أعتقد أنها مصطنعة الإعلام يحاول أن يجعل منها قضية ، لكن اليوم فيه تطور ، يعني أنا أقارن اليوم بقبل ثمانية وعشرون سنة أول ما وصلت إلى بريطانيا ، الفارق كبير جدا ، اليوم نتحدث عن مسائل ما كنا نجدر نتحدث عنها في الماضي ، كنا نريد كيف نحافظ على وجودنا كمجموعة مسلمة ، نحافظ على أولادنا ، اليوم نتحدث عن أماني أكبر من ذلك ، كيف نتجذر في المجتمع ؟ كيف نستطيع أن نؤثر فيه ؟ كيف نستطيع أن نلعب دور حقيقي في خدمة هذا المجتمع ؟ وبالتالي في خدمة الإسلام والمسلمين ؟ ففيه تطور قوي إذا قورن بالماضي ن ولكن ننظر إلى مشكلتنا الآنية الحاضرة قد نرى أنفسنا لا زلنا في مأزق لا زلنا عندنا إشكاليات ومصاعب أنا أعتقد أن خمسين بالمائة أو ستين أو سبعين بالمائة من المصاعب هي عندنا نحن كأقلية مسلمة وليس في المجتمع الذي نعيش فيه .

مقدم البرنامج : شكراً جزيلاً دكتور نوح أشكرك وأشكرلك هذا الفأل وما رسمته لنا في هذه الدقائق من فأل جميل . شكرا دكتور .

الشيخ سلمان: أنا كنت عند الإخوة في دبلن يمكن قبل ستة شهور تقريبا وشاركت عندهم في مؤتمر ، وفعلا أشهد إنه ضمن مجموعة كبيرة من المناشط في أوربا والتي يراها الإنسان في بريطانيا وفي ألمانيا وفرنسا ، وأيرلندا وغيرها من الدول كان هناك نموذج فعلا لمراكز إسلامية نشطة يستمع إليها المسلمون ، روح ويقظة عالية ، مدارس على سبيل المثال تعتبر مراكز حضارية ، يعني مثل ما ذكر الدكتور لما يقول إنه في الماضي فقط كنا نفكر كيف نحافظ على أنفسنا ، الآن بعد خمس وعشرين سنة أصبحنا نفكر الآن كيف نجدد أنفسنا ونستثمر الفرص ؟ وكيف نؤثر في الآخرين ؟ وكيف نرسم الصورة الإيجابية ؟ يعني هذا تقدم ينبغي أن يسجل ، مثلاً هناك في دبلن مدارس قمت بزيارتها يعني مدرسة ابتدائية ، متوسطة ، ثانوية ، هناك التفاف للمسلمين ، هناك مساجد ، حتى بناؤها بناء حديث وراقي ، هناك أيضا مناشط على سبيل المثال مجلس المفتى الأوربي في دبلن ويدار بكفاءة ، إذا هناك تقدم كبير ، والدكتور نوح يقول أن هناك فرص كبيرة وأعتقد أن هذا محل اتفاق ، في أوربا فرص ليست كثيرة فقط بل أقول فرص متبرجة تقول هيت لك ، فرص هائلة وضخمة ، أيضاً الدكتور وفق حينما قال أن سبعين بالمائة من المشكلات الموجودة هي مشكلات ذاتية ، أنا أقول يسمكن ثمانين بالمائة أو أكثر هي مشكلات ذاتية ، على سبيل المثال قضية نقل المسلمين أمراضهم الموجودة في بلادهم إلى أوربا ، ففي كثير من البلاد وأنا رأيت شباب يتحدثون عن قضية الاختلاف ، والاختلاف موجود ، وإنما أن تظن أن هذا التنوع سواء الاجتماعي أو الثقافي أو الديني.. أن تكون مشاركاً ضمن هذا الوعاء والإطار العام ، بينما تجد بعض المسلمين يعيش ضمن إطار خاص وعقلية محدودة وآراء يريدون أن يعسفوا عليها الآخرين ،وربما من قام بمخالفتهم قاموا بمصادرته وأقاموا الحرب عليه حتى وإن كان من داخل الإطار الإسلامي . نقل أمراض الاختلاف ، نقل أمراض حتى الاستبداد والأحادية في الرأي والاجتهاد والتبعية لشخص أو حزب أو لطائفة ، بل لا أبالغ إذا قلت أنها أكبر المشكلات . الحاجة ماسة اليوم إلى الانعتاق من تلك الظروف الخاصة ومن تلك الأطر الخاصة أيضا لتأسيس أوعية أكثر استيعابا للمسلمين ، يعني مثلا في فرنسا أعداد كبيرة من المغاربيين ، في ألمانيا أعداد كبيرة من الأتراك ، في بريطانيا أعداد كبيرة من العراقيين ومن كل الجنسيات ، طيب هنا لماذا لا يكون هناك استيعاب لكل هذه الأطراف ؟ ليس فقط للمتدينين أو للشباب أو للمتحمسين وإنما للمجموعات الإسلامية كلها ن ومن هنا أؤكد الحاجة الماسة إلى وجود قيادات إسلامية في كل بلد ، هذه القيادات لا بد على المسلمين أن يتوقعوا عدم وجود قيادات خارقة أو أن هناك قيادات تاريخية تحقق لهم الأحلام التي عجزوا عن تحقيقها هم وإنما تكون قيادات شعبية واقعية مؤثرة ومقبولة ، وأن يتدرب المسلمون على عدم الإطاحة بتلك القيادات أو عدم السعي في إسقاطها .

مقدم البرنامج : طيب فضيلة الدكتور نحاول أن نتحدث الآن عن المستقبل بما أن الواقع تحدثنا عنه باستفاضة ، وسأستغل الدقائق المتبقية بالحديث عن المستقبل من خلال نافذة الدكتور محمد الهواري عضو الأمانة العامة للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث وكذلك عضو الاتحاد العالمي ، وهو الآن معنا على الخط ، حياك الله يا دكتور .

الدكتور : مرحبا بك يا أخي أهلا وسهلا بكم .

مقدم البرنامج : سعداء أن تكون معنا في هذه المداخلة السريعة ، وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن واقع الإسلام والمسلمين في أوربا ، نتحدث الآن وبالذات في بقية الدقائق عن مستقبل الإسلام في أوربا ، دكتور ببساطة لو قدر لنا أن نلتقي نحن وإياك على هذه الطاولة بعد عشرين سنة من الآن في ذلك الحين تعتقد أن الأمر سيكون متغيراً جدا من الناحية الإيجابية في وجود الإسلام في أوربا .

المداخلة: والله يا أخي أنا من الأشخاص الذين عاصروا أوربا منذ خمسين عاما ، نعم وطأت قدماي أوربا عام 1958 وعاصرت هذا التطور الذي حدث للمسلمين منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا ، لا شك أنا بطبيعتي متفائل ، لكن ليس معنى هذا ألا نعرف الواقع بشكل صحيح ، لا بد أن نعرف الواقع وأن نطور هذا الواقع لما يخدم الوجود الإسلامي .
أولا أقول يا أخي الإسلام في الغرب أصبح حقيقة واقعة وأصبح أحد مكونات العالم الغربي ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتصور أن الغرب يمكن أن يكون منفصلا عن الإسلام أو بعيدا عنه ، أو أن الإسلام سيرحل في يوم من الأيام عن الغرب ، هذه نقطة ، النقطة الثانية تطور الوجود الإسلامي مرتبطا ارتباطا وثيقا بالمركز الاجتماعي والثقافي والاجتماعي الذي يحتله المسلمون في هذا المجتمع ، الواقع الحالي في الواقع الآن أن هذا الواقع غير كافي لأن المسلمين يحتاجون إلى مؤسسات إسلامية ترعى شئونهم ،ثم هذه المؤسسات من جهة أخرى لا بد أن تكون واقفة مع المجتمع ليكون ما بين الطرفين حوار بناء وإيجابي ، لا شك أن المؤسسات القائمة حاليا تقوم بدور مشكور ولكنه غير كافي ، والسبب في ذلك هذه القيادات أو هذه الدعاة الموجودون الآن على رأس العمل الإسلامي متمتعون برصيد إسلامي جيد ولكنهم على معرفة ضعيفة بالواقع الغربي من حيث التاريخ ، ومن حيث الثقافة وحتى أيضا من حيث اللغة ، إذا كيف نستطيع أن نخاطب المجتمع ولا نعرف لغته ، وكثير من أئمتنا ودعاتنا لا يعرفون لغة المجتمع الذي يعيشون فيه ، وهذه تعتبر أيضا في الحقيقة نقيصة .

الشيء الثاني التفت المسلمون في الماضي إلى إيجاد مؤسسات عبادية وغاب عنهم إيجاد المؤسسات الثقافية والاقتصادية ، أقول أنه في يومنا هذا نشهد أن هناك تطورا واضحا في أن هناك بدأت معاهد ومدارس وجامعات ولكنها ليست بالحد الكافي الذي يخرج الأئمة والدعاة اللازمين لهذا المجتمع ، الشيء الآخر مجتمعنا الإسلامي الآن قسم منه كبير بدأ يتفلت عن الإسلام وهذا واضح جدا ، صحيح إنه عندنا صحوة إسلامية لكن مقابل لهذه الصحوة نجد مجتمع من الجيل الثاني والثالث بعيد كل البعد وقد يرى أن نجاته في الواقع في البعد عن الإسلام ففقد اللغة وفقد معرفة التاريخ الإسلامي والثقافة الإسلامية وهذا ليس بالقليل ، لا بد أن نفتح أعيننا على هذا وألا نغلق أعيننا عنه ، ونحن نحتاج في الحقيقة إلى قيادة واعية ولديها إمكانات كبيرة من حيث الثقافة واللغة ومعرفة التاريخ وكل شيء ، والمسلمون الآن في الغرب عندهم مؤسسات ولكن هذه المؤسسات لا تزال ضعيفة التمويل ، ولذلك المشاريع التي يمكن أن تقدمها للمستقبل ضعيفة وقليلة ، ولا يمكن أن تفي بالحاجة .

مقدم البرنامج : دكتور إذا نحتاج إلى إجابة مختصرة ، إذا أنت متفاءل ؟

الدكتور : نعم

مقدم البرنامج : إلى حد كبير دكتور ؟

المداخلة: نعم نعم

مقدم البرنامج : شكرا دكتور ، إذاً هذا ما نحتاجه فقط لختام مداخلتك ، شكرا لك دكتور محمد الهواري .

المداخلة: بارك الله فيك

الشيخ سلمان: بارك الله فيك دكتور

مقدم البرنامج : دكتور في نقطته الأخيرة يؤكد ما ذكرته أنت نحتاج إلى قيادة واعية شمولية في ثقافتها وفي معرفتها لتكون أكثر تأثيرا .

الشيخ سلمان: بالضبط يعني لاحظ إن الدكاترة الثلاثة وهم جزء من العالم الإسلامي في نخبويته ورقيه وإدارته تقريبا أجمعوا على أن الإسلام في أوربا حقيقة واقعة ، وهذه الحقيقة مهم تقريرها ، لأن فعلا قضية أن الإسلام حقيقة واضحة أصبحت تشهدها ، يعني أنت لما تتجول في الشوارع الآن دعك من أي شيء آخر ، انظر إلى الحجاب والمظاهر الإسلامية ، بل بالأمس أنا كنت أمشي في إحدى الشوارع وقابلتني إحدى الأخوات في لندن ووجدتها تستوقفني وتسألني عن رؤيا رأتها ، فقلت لها ما الخبر ؟ قالت إني يعني كنت قبل بضعة أيام كنت أقول لمن حولي إنه من صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة في ليلة زاحمه على منكبه على باب الجنة هي طبعا سمعت هذا الكلام فتقول : صليت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة ثم نمت ، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم بدأت تصف لي شكله فإذا هو الوصف المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في بياض وجهه وجماله وشعره واقتران حاجبيه وشفتيه وشعر لحيته وطول جسد جسمه إلى غير ذلك من الأوصاف . وتقول : أنا كنت مأخوذة جدا بهذا المشهد وأصيح للناس أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد ظهر وأمي جاءت مبتهجة ، والناس قد جاءوا من كل مكان لهذا الحدث الجميل الفريد ، ثم صحوت وأنا في غاية السرور ن تقول : سبحان الله من يتصور أن امرأة تسير في إحدى شوارع لندن وقد يراها الإنسان ولا يلتفت بينما يدرك مثل هذا المعنى الجميل الذي يعبر عن انتماء عميق وحب صادق للنبي -صلى الله عليه وسلم- وعن رغبه في رؤيته وتطلع إلى ذلك وشغل الوقت بالاقتداء به والصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- ، والنماذج كثيرة جدا ، المقصود هنا أنه كون الإسلام حقيقة واقعة يعني ليس محل خلاف ، ومن هنا يؤكد على المسلمين أن يحزموا أمرهم أن وجودهم هنا سيستغرق وقتا طويلا ولن تتغير الأوضاع بهذه السرعة ، لذلك ينبغي أن تكون هناك مؤسسات مثلما ذكر الدكتور محمد الهواري ، مؤسسات ثقافية أن يتعلم المسلمون لغة البلد ، وثقافة البلد فعلا هذه من أخطر القضايا ، بل أخطر القضايا أن تجد من شباب البلد تجد القليل من شباب المسلمين من يتقن ثقافة البلد وأن يعرف المدارس الثقافية الموجودة فيها كي يستطيع أن ينقبها أو يستفيد منها .

مقدم البرنامج : دكتور في هنالك نقطة دار حولها مداخلات الدكاترة الثلاثة ، وهي أنه أصبح المسلم مقبولا . إذا كنا نتكلم عن جيل ماضي ثم جيل واقعي ، إذا أصبح المسلم أن يكون مقبولاً في الحياة ، حتى يكون المسلم مؤثراً في الحياة الغربية كما ينادون هم في المستقبل ، هل يتطلب ذلك أن نكسر حاجز الانتماء ؟ بمعنى أن يكون الانتماء جغرافي للبلد ويحس بهذا الانتماء .

الشيخ سلمان: يجب أن يكون للمسلم انتماء وطني للبد الذي يعيش فيه وأن يؤدي الواجبات في مقابل أن يأخذ الحقوق التي له ، والدكتور الهواري أشار إلى هذه النقطة حينما أشار إلى قضية المسلم يحتل مركز جيد بدل من أن يكون المسلمون فقط عمالة ، أو أن يعيشون بطالة بسبب ضعف التعليم عندهم أو بسبب حاجز اللغة أو بسبب العنصرية الموجودة أو بسبب عدم حصولهم على الجنسية ، أن يكون للمسلمين موقع ، وهذا لن يكون إلا بوجود مراكز تخدمهم وأنا أضيف إلى كلام الدكتور الهواري بأهمية المركز ، أهمية ارتباط أوضاع المسلمين في أوربا بأوضاع المسلمين في العالم الإسلامي نفسه ، يعني التقدم الذي يحصل عليه المسلمين هنا ، الرقي المادي ، النموذج الحضاري الذي يحولونه ، يعني لا يمكن فصل المسلمين المغاربة مثلا في أوربا كلها عن وضع المغرب ، أو فصل المسلمين الأتراك عن وضع تركيا ، من هنا يجب أن يكون هناك تواصل والحكومات العربية والإسلامية عليها أن تؤدي دورها على أكمل وجه في هذا الجانب يعني رعاية المسلمين في العالم الغربي.

مقدم البرنامج : باقي عندي نصف دقيقة وسؤال يحتاج إلى إجابة سريعة فضيلة الدكتور ، هل تتوقع كما ذكرت على الدكتور محمد بعد عشرين سنة أن يكون حديث أي وسط ثقافي إسلامي أن يبدأ الحديث عن المسلمين في الغرب ليس بالمشكلات وإنما عما حققوه من إنجازات .

الشيخ سلمان: والله على الأقل هذا هو الذي يجب أن يكون ، وأنا أقول إذا سلم المسلمون من المفاجآت التي قد يسعى إليه المتطرفون من الغربيين أو من المسلمين فأتوقع أنه سيكون هناك إنجازات كبيرة جدا وسيزداد عدد المسلمين وسيزداد تأثير المسلمين في هذه البلاد ، وسيكون لهم حضور سياسي وثقافي واجتماعي .

مقدم البرنامج : ونحن معك على هذا الفأل إن شاء الله . وسنزداد فألا مع مرور الأيام ، كنا بصحبتكم مع الحلقة الثانية عن الإسلام في أوربا وكنا نتحدث عن المستقبل وعقبات المستقبل ، الذي سيكون ناصع البياض إن شاء الله كدين له اعتبار في أوربا ، حلقتنا القادمة ستكون عن ساعة من الصفاء عنوانها "الصفاء" إلى ذلك الحين دمتم بخير وسلام الله عليكم.
المشاهدات 2945 | التعليقات 0