مُدَمِراتُ العُقُول ــ المُخَدِرات ــ 15 ــ 10 ــ 1444هـ
عبدالعزيز بن محمد
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أيها المسلمون: بِالعَقْلِ والفِكْرِ وَحُسْنِ التَّدْبِيْر.. يُبْصِرُ المرءُ طَرِيْقَهُ، وَيَحْفَظُ حُقُوْقَهُ، ويَلْزَمُ حُدُودَه. بِالعَقْلِ.. يُدْرِكُ المَرْءُ بُغْيَتَهُ، ويُثْبِتُ حُجَّتَه، ويُصْيبُ سَبْيلَهُ. وَعَلَى قَدْرِ عَقْلِ المَرْءِ يَعْلُو مَقامُهُ.. وَعَقْلُ المَرْءِ مِيزانُ الرَّشَادِ.
العَقْلُ مِيْزَانٌ قَوِيْمٌ.. إِنْ سَلِمَ مِنْ الآفَاتِ والعَاهَاتِ وَقَبِيْحِ المُؤَثِرَات. يُرفَعُ المرءُ بِرَجَاحَةِ العَقْلِ، وَبِطَيْشِ العَقْلِ يُخفَضُ. العَقْلُ السَلِيْم.. هُوَ المُخَاطَبُ بالتكالِيفِ، وهوَ المُؤَاخذُ بالأَفعال. وما عَلَى فاقِدِ العَقْلِ مِن لَومٍ ولا حَرَج.
بِسَلامَةِ العَقْلِ.. يُقْبَلُ مِنَ المَرْءِ بَيْعُهُ وَشِرَاءُه، وأَخْذُهُ وَعَطَاؤُه، وعَقْدُهُ وإِقرارُه، فَإِذَا مَا غَابَ العَقْلُ أَو ضَعُفْ. نُزِعَتْ الوِلايَةُ مِنْه. بالعَقْلِ كُرِّمَ الإِنْسانُ على كَثِيْرٍ مِنَ المَخْلُوقَات {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} ولَولا العَقْلُ.. لَما خُوطِبَ الإِنسانُ بالكتابِ المُبِين، ولَما أُرْسِلَ إِليهِ الرُسُلُ مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِين. وفي القُرآنِ قال اللهُ: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
هُوَ العَقْلُ.. زَيْنَةُ الإِنسانِ وبَهاؤُه، بِكَمالِ العَقْلِ يَتَمايَزُ الرِجالُ، وبَوَفْرَتِهِ يَتَفاضَلُون. فلا تُغِنِي الأَناقَةُ والجَسَامَةُ والرَّشاقَةُ.. عَن إِنسانِ حَلَّ في عَقْلِهِ خَلَل.
يَزِيْنُ الفَتَى في النــاسِ صِحَّةُ عَقْلِهِ ** وإنْ كانَ مَحْظُوْرَاً عَلَيْـهِ مَكَاسِـُبـه
يَشِيْنُ الفَتَى في النــــاسِ قِلَّةُ عَقْلِـِه ** وإنْ كَرُمَتْ أعـــــراقُــــهُ ومَنَاسِبُه
يَعِيْشُ الفَتَى فِي النَّاسِ بِالعَقْـلِ إِنَّهُ ** عَلَى العَقْلِ يَجْرِيْ عِلْمُهُ وَتَجَارُبُــه
وأَفْضَلُ قَسْــــمِ اللهِ لِلْمَـْرءِ عَقْـلُـهُ ** فَـلَـيْـسَ مِـنَ الأشـيـاءِ شَـيءٌ يُقارِبُه
إِذَا أكْمَلَ الـرَّحْـَمـــــنُ لِلْمَرْءِ عَـقْـلُــهُ ** فَقَدْ كَمُلَتْ أَفضالُهُ ومَــآرِبـُـــه
وَحِيْنَ تَعْتَرِيْ المَرْءَ نَوباتٌ يَزُولُ فيها عَقْلُهُ، أَوَ يَغِيْبُ فيها إدراكُهُ، فَيَخْتَلَّ فيها تَوازُنُهُ في المَنْطِقِ أَو الحدِيْثِ، أَو الهيئةِ أَو التَفْكِيْر. أَو يَفْقِدَ مَعها الوَعيَ والإحساسْ. نَوباتٌ تَلِمُّ بِهِ خارِجاً عَن إرادَتِه.. لَمْ يَكُنْ لَهُ يَدٌ بِحُدُوثِها. فإِنَّما ذاكَ نَوعٌ مِن أَنواعِ الابْتِلاءِ الذِي يُنْزِلُهُ اللهُ بِمَنْ شَاءَ مِنْ عِبادِه. فَهِو للْمُبْتَلَى كَفَّارَةُ، تُمْحَى لَهُ بِه الذُّنُوبُ. وتُرفَعُ لَهُ بِه الدَّرَجَات. وَلا يَلْحَقُ المُبْتَلَى بِهِ لَوْمٌ ولا عَارٌ، ولا تَبِعَةٌ ولا شَماتَةٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عباسٍ رَضْيَ اللهُ عنه لِعَطَاءِ بنِ أَبِيْ رَباحٍ: أَلا أُرِيكَ امْرأةً مِنْ أهْلِ الجنّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هذِهِ الْمرْأةُ السّوْداءُ، أَتَتْ النّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالتْ: إِنِّي أُصْرعُ، وإِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّه لِي. قَالَ: (إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجنّةُ، وإِنْ شِئْتِ دَعْوْتُ اللّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ) فَقَالتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّهَ لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفْ، فَدَعَا لَها. متفق عليه تُصابُ بِصَرَعٍ يَزُولُ معهُ عقلُها. فتسقُطُ أمامَ الناسِ وتتكشفُ، ولأنها مؤمنةٌ صالحةٌ.. رَضِيَتْ بالصَبرِ عَلَى البَلاءِ طَلَباً لِعَظِيمِ الثَوابِ. ولَكنَّ تَكَشُّفَها حالَ زوالِ عَقْلِها، كانَ أَقٍسى عَلَى قَلْبِها مِن الصَّرَع.. فسأَلتْ أَنْ لا تَتَكَشَّفْ. لَمْ تَرْضَ أَن يَغِيبَ سِترُها حِينَ يَغِيبُ عَقْلُها. فَتَباً لِمَن رَضِيَتْ بِغِيابِ سِتْرِها وعَقْلُها والوَعْيُ حاضِر.
عِبادَ الله: العَبَثُ بالعَقْلِ جَرِيْمَة. وحِمايَةُ العَقْلِ.. حِمايَةٌ للدِّيْنِ والرُّوحِ والعَرْضِ والمالِ. حِمايَةُ العَقْلِ.. حِمايَةٌ لمَصالِحِ الدُنْيا والآخِرَة. يَخْتَلُّ العَقْلُ بجِنايَةٍ يَجْنِيْها الإِنسانُ علَى نَفْسِه، يَتَجَاسَرُ فيها عَلى جُرُعاتٍ من المُخدِّراتِ أَو المُسْكِرات.. فَتَتَهاوىَ كَرامَتُهُ تِباعاً. جُرُعاتٌ.. تُعَطِلُ في العَقْلِ دَورَهُ السَّامِي، وَتُضْعِفُ فِيهِ قِوَمَتَهُ المَتِيْنَة. فَلا يَعِيْ المرءُ حِيْنَها ولا يُدْرِك. لا يَعْقِلُ حَالَهُ، ولا يُمَيِّزُ أَفْعَالَه.
يُغَيِّبُ الإِنْسانُ عَقْلَه بإِرادَتِه.. فلا تَسَلْ عَنْ المَخاطِرِ التي تُحِيْطُ بِه. كَوارِثُ يَجُرُّها، وجَرائِرُ يُحْدِثُها. يَعُقُّ والِدَيْهِ، يُؤْذي نَفسَهُ ومَنْ حَولَه. يَفْقِدُ كَرامَتَه. يَهدِمُ إِنْسانِيَّتَه. يَعْتَدِيْ على أَنْفُسٍ وأَعراضٍ وأَموالٍ وحُرُمات. يَنْصَرِفُ عَن عُبودِيتِهِ لِرَبِه، ويَتَجَرَّدُ مِنْ أَردِيةِ الإِيمانِ والتَّقْوى. وَكَمْ وَقَعَتْ وَقائِعُ مُؤْلِمَةٌ.. مِمَّنْ سَلَبَتْ المُخَدِّراتُ عُقُولَهُم، ودَمَرَتْ خَلايا المُخِّ والأَعصابِ فِيهم.
ومُؤَامراتُ الأَعْدَاءِ في حَرْبِ العُقُولِ تُؤْذِنُ بِخَطَر. عُقُولُ أَبناءِ المسلمينَ وبَناتِهِم تُسْتَهدَفُ بأَشَدِ وأَفْتَكِ أَنواعِ المُخدِراتِ وأَبْشَعِها.
فَلَذاتُ أَكبادِ المسلمينَ.. يُسْتَدْرَجُونَ إِلى المُخَدِّراتِ بِشَتَى الوسائِلِ والطُرُق. ولا يَقَعُ في وَحَلُ المُخِدِراتِ إِلا مَن خَطا قَبلها خُطُواتٌ نَحوَها.. جَلِيْسُ السُّوءِ ذَاكَ أَبُ المَخاطِر. جَلِيْسُ السوءِ ذَاكَ السُّمُ حاضِر. يُزَيِّنُ دَرْبَ الرَّدى. فَلا تَكادُ تَرَى مَن انْجَرَفَ في هاوِيةِ المُخدِّراتِ.. إِلا وللجليسِ يَدٌ في انْجِرافِه. صَدِيقٌ في مَدْرَسَةٍ، أَو حَيٍّ، أَو نادٍ، أَو عَمَل. ولا تَكادُ تَسْمَعُ بِوالِغٍ في تلك المخاطِرِ.. إلا وكانْت لَه قَبَلَ وُلُوغِهِ عَلاقَةٌ بِسِيجارةٍ. الفَراغُ يَهْزِمُ. والفَقْرُ يُضْعِفْ، وضَعْفُ الإِيمانِ يُوهِن. وحُبُّ الاسْتِطْلاعِ والمغامَرَةِ في نُفوْسِ الشبابِ.. أَوَّلُ خُطُواتٍ نَحو الانْحِراف. والتَّشَتُّتُ الأُسَرِيُّ.. يُسْلِمُ الأَبناءَ والبَناتِ لِأَيْدِي المُتَسَلِّلِين. وبُعْدُ الأَولياءِ عَن البُيوتِ.. يُدْنِي لها كُلَّ دَنِيِّ، ويُغْرِي بالأُسْرَةِ كُلَّ عَابِث {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ} بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ...
الخطبة الثانية
الحَمدُ اللهِ ربِّ العالَمين، وأَشهدُ أَن لا إله إلا اللهُ وليُ الصالحين، وأشهدُ أَن محمداً عبدهُ ورَسولُه النبي الأَمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِه أجمعين وسلم تَسْلِيْماً. أما بعد: فاتَّقوا الله عبادَ الله لعلكم ترحمون.
أيها المسلمون: إِنَّ حِمايَةَ العَقْلِ مِن أَوجَبِ الواجِباتِ.. وإِنَّ العَبَثَ بالعقولِ وتَغْيِيْبِها مِنْ أَكْبَرِ الكَبائِرِ وأَعظَمِ المُحَرَّمات.. عَنِ عبداللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ) رواه مسلم
والخَمْرُ.. هُو ما خَامَر العَقْلَ وعَطَّلَهُ وغَطَّاه، سَواءً كَانَ مِشْروباً أَو مأَكولاً. قَالَ شَيخُ الإٍسلامُ ابنُ تَيْمِيةَ رَحِمَهُ الله: (وكُلُّ ما يُغَيِّبُ العَقلَ فإنَّه حَرَامٌ، وإِنْ لَمْ تَحْصُلْ بِهِ نَشوةٌ ولا طَرَبٌ؛ فإنَّ تَغييبَ العَقلِ حرامٌ بإجماعِ المُسلِمينَ) ا.هـ
وأَكْمَلُ النَّاسِ وأَفْضَلُهُم، وأَهْدَاهُمْ وأَبْصَرُهُم.. من حفِظَ عقلَه وصانَه، وارتقى به إِلى الفَضَائِلِ وَزَانَه. يُنَمِّيْ عَقْلَه وَيَصْنَعُ مِنْ عُقُوْلِ الجِيْلِ عُقُوْلا.
يُقابِلُ مُؤامَراتِ الأَعداءِ.. بِتَشْيِيِدِ حُصُوْنِ مَناعةٍ وقِلاعِ وِقَايَة، يُبَصِّرُ الشبابَ ويُذَكِّرُهُم، ويُبَيِّنُ لهم ويُحَذِرُهُم. وَيُهَيِّئُ لهم مَحَاضِنَ صَالحةً يَعِيْشُوْنَ في أَكْنَافِها مُغْتَبِطِيْن.. يَحْفَظُوْنَ بِها وَقْتاً، ويَكْسِبُونَ بها تربيةً، ويَلْقَونَ فيها أَكرَمَ صُحبَة.
وما حُفِظَت عُقُولُ الشبابِ والفَتَياتِ بِمِثلِ تَرْبِيَتِها عَلى القُرآن.. يَنْهَلُونَ مِنْ قِيَمِهِ ويَنْطَلِقُونَ مِنْ تَعالِيْمِه، يُحِلُّونَ حَلالَهُ ويُحَرِمَونَ حَرامَه، يَتَأَدَبُونَ بآدابِهِ ويَتَخَلَّقُونَ بأَخلاقِه. والقَائِمُونَ عَلَى مُكافَحِةِ أَهلِ التروِيجِ ومُجابَهَةِ أَهلِ الشَّرِ والفَساد.. مُجاهِدونَ في سَبِيْلِ اللهِ، فليُخْلِصُوا للهِ في عَمَلِهِم. فَلَولا جُهودٌ لَهُم مَشْكُورَةٌ ــ بَعْدَ تَوفِيقِ اللهِ لَهُم ــ لَمَا كَانَ الرَّجُلُ وأَهلُهُ.. مِنْ أَهْلِ الفَسادِ في مأَمَن.
رِجالٌ أَوْفِياءَ.. قَائِمُونَ على الثُّغُورِ العَصِيَّةِ، يُواجِهُونَ شِرارِ أَهلِ الفسادِ. يُقاوِمُونَ غِلاظَ الطِباعِ. في سَهَرٍ ومُراقَبَةٍ، ومواجَهَةٍ وصِدام. كانَ اللهُ لُهم في كُلِّ مَوقِفٍ ناصِرٌ ومُعين.
وفي لَفْتَةٍ مُهِمَّةٍ.. يُخاطَبُ فيها الشبابُ والفَتياتُ، والآباءُ والأُمهات، والمُعَلِمُونَ والمُعَلِمات.. وكُلُّ مُصْلِحٍ وكُلُّ غَيُور.. الحَذَرُ مِن الخطواتِ الأُولى لِفسادِ العُقولِ، ومُدَمِراتِ الأَخلاق.. فَإِنها إِن أُهْمِلَتْ.. تَداعت تَبِعاتُها عَلى دِينِ الشَّابِ وعَقْلِهِ.. كما يَتَدَاعَى البِناءُ إِذا انْهَدَّ رُكْنُه.
الاسْتهانَةُ بالشِيْشَةِ والتَّدْخِين. والتَّهْوِينُ مِنْ أَثَرِ السَّجَائِرُ الإلكترونيةُ التي شاعَتْ بَينَ حُدَثاءِ الأَسْنان. تُوجِبُ دَوامَ النُّصْحَ والتوجِيه، وتَقْتَضِيْ الأَخذَ على أَيدِيهِم لِدَرْبِ السلامةِ والصلاح.
وأَنْ لا يُغَضَّ الطَرْفُ عَمن يَنْشُرُ الشَّرَ بين الفِتْيَةِ بَخَفاءَ. فَإِن دَفْعَ الضَرَرِ لازِمٌ، وحِمايَةَ الجِيلِ واجِبَةٌ. مَعَ الأَخذِ بأَنْفَعِ الأَسبابِ وأَفضَلِ السُبُلِ للإِصلاح.
اللهم احفظ علينا ديننا..
المرفقات
1683203181_مُدَمِراتُ العُقُول ـ المخدرات ـ 15ــ 10 ــ 1444هـ.docx