مخالفة قول الخطيب فعله

علي القرعاني
1430/12/30 - 2009/12/17 08:57AM
[font="]مخالفة قول الخطيب فعله [/font]



[font="]د. سعود بن إبراهيم الشريم[/font]


[font="]مما لا شك فيه أن مخالفة القول العمل أمر خطير ، وهو سبب مقت الله لمن يوصف بذلك كما قال الله جل شأنه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (45) وقال سبحانه ذامّاً ما وقع فيه بنو إسرائيل بقوله: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (46).[/font]


[font="]بل قد جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على خطورة ذلك حتى على الخطباء الذين يعتلون المنابر ويعظون الناس ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو نعيم في الحلية وأبو يعلى(47) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض(48) من نار ، قال: قلت: منْ هؤلاء ؟ قال: خطباء من أهل الدنيا ، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟ )) قال الهيثمي: " وأحد أسانيد أبي رجاله رجال الصحيح (49). اهـ.[/font]


[font="]وفي الصحيحين (50) من حديث أسامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كما يطحن الحمار برحاه ، فيطيف به أهل النار (51) فيقولون: أي فلان ، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله ، وأنهى عن المنكر وأفعله )).[/font]
[font="]بل إن الوعظ والتوجيه والقصص ونحوه ذلك مما يقال على المنابر أو غيرها يعدُّ ولا شك من مظان الزلل وحصول العجب أو الرياء والسمعة ، ويدل على ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود من حديث عوف بن مالك الأشجعي مرفوعاً (( لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال )) (52). اهـ.[/font]


[font="]قال ابن الأثير: لا يقُصُّ تكسباً ، أو يكون القاص مختالاً يفعل ذلك تكبراً على الناس ، أو مرائياً يرائي الناس بقوله وعمله ، لا يكون وعظه وكلامه حقيقة (53). اهـ.[/font]
[font="]بل إن مما يزيد هذا الأمر تأكيداً أن ابن الأثير أشار إلى أن المراد بهذا الحديث خطبة الجمعة على أحد الأقوال ، حيث يقول: " وقيل أراد الخطبة؛ لأن الأمراء كانوا يلونها في الأول.." (54). اهـ.[/font]


[font="]قال النخعي رحمه الله: " ثلاث آيات منعتني أن أقص على الناس (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) ، ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)." (55).[/font]


[font="]وقال الخطابي: وقد قيل: إن المتكلمين على الناس ثلاثة أصناف: مذكِّر ، وواعظ ، وقاصّ. فالمذكِّر: الذي يذكِّر الناس آلاء الله ومنته ونعماءه ، ويبعثهم به على الشكر له ، والواعظ: يخوفهم بالله وينذرهم عقوبته فيردعهم به عن المعاصي ، والقاص: وهو الذي يروي لهم أخبار الماضين ، ويسرد عليهم القصص ، فلا يأمن أن يزيد فيها أو ينقص ، والمذكِّر والواعظ مأمون عليهما هذا المعنى(56). اهـ.[/font]


[font="]فهذه الأدلة بمجموعها تدل على شدة النكير على من علم فلم يعمل بما علمه ، وهذه صفة من صفات اليهود وهم المغضوب عليهم الذين علموا فلم يعملوا.[/font]


[font="]قال ابن قدامة رحمه الله: " ويستحب أن يكون في خطبته متعظاً بما يعظ الناس به ؛ لأنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( عُرض عليَّ قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار. فقيل لي: هؤلاء خطباء أمتك يقولون ما لا يفعلون )) (57).[/font]


[font="]قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " يا حملة العلم ، اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، فوافق عمله علمه ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره (58).[/font]


[font="]وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن علامة الجهل ثلاث: العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن ينهى عن شيء ويأتيه. اهـ (59).[/font]

[font="]وقال جندب بن عبدالله البجلي عن حديث ذكره: " إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كالمصباح يحرق نفسه ويضيء لغيره ". اهـ.[/font]

[font="]قال ابن عبدالبر معلقاً على هذا الكلام: أخذه بعض الحكماء فقال:[/font]

[font="]وبخَّت غيرك بالعمى فأفدته***كفتيلة المصباح تحرق نفسها[/font]
[font="]بصراً وأنت محسِّنٌ لعماكا***وتنير موقدها وأنت كذاكا (60)[/font]

[font="]بل لقد وصف بعض أهل العلم من يقول ولا يفعل بالجنون ؛ لأن الله يقول: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ).[/font]

[font="]ولقد أحسن منصور الفقيه حين قال:[/font]
[font="]إن قوماً يأمرونا[/font]
[font="]لمجانين وإن هم[/font]
[font="]بالذي لا يفعلونا[/font]
[font="]لم يكونوا يصدعونا(61)[/font]

[font="]ولقد أحسن من قال:[/font]
[font="]وعالم بعلمه لم يعملن***معذب من قبل عباد الوثن[/font]


[font="]وقد ذكر الحافظ ابن عبدالبر عن بعض السلف مقولات في هذا الشأن منها:[/font]
[font="]1. " من حجب الله عنه العلم عذَّبه على الجهل ، وأشد منه عذاباً من أقبل عليه العلم فأدبر عنه ، ومن أهدى الله إليه علماً فلم يعمل به ".[/font]
[font="]وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن علامة الجهل ثلاث: العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن ينهى عن شيء ويأتيه. اهـ (59).[/font]
[font="]وقال جندب بن عبدالله البجلي عن حديث ذكره: " إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كالمصباح يحرق نفسه ويضيء لغيره ". اهـ.[/font]

[font="]2. عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "تعلموا العلم واعملوا به ، ولا تتعلموه لتتجملوا به ، فإنه يوشك إن طال بكم زمان أن يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه ".[/font]
[font="]3. عن عبدالله بن مسعود قال: " إن الناس أحسنوا القول كلهم ؛ فمن وافق فعله قوله فذلك الذي أصاب حظه ، ومن خالف قوله فعله فإنما يوبِّخ بنفسه ".[/font]
[font="]4. عن الحسن البصري قال: " اعتبروا الناس بأعمالهم ، ودعوا أقوالهم ؛ فإن الله لم يدع قولاً إلا جعل عليه دليلاً من عمل يصدقه أو يكذبه ، فإذا سمعت قولاً حسناً فرويداً بصاحبه ، فإن وافق قولُه فعله فنعم ونعمة عين ".[/font]
[font="]5. ذكر مالك أنه بلغه عن القاسم بن محمد قال: " أدركت الناس وما يعجبهم القول ، إنما يعجبهم العمل (62) ".[/font]
[font="]6. وقال أبو الدرداء: ويل لمن يعلم ولم يعمل مرة، وويل لمن علم ولم يعمل سبعين مرة(63)[/font]
[font="]ومما لا شك فيه أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر إنما هو كالطبيب الذي يداوي الناس ، فمن العيب أن يصف الطبيب للناس الدواء وطرق الوقاية ثم هو لا يفعل ذلك.[/font]
[font="]ولقد أحسن أبو عثمان الحيري الزاهد حين قال:[/font]

[font="]وغير تقي يأمر الناس بالتقى***طبيب يداوي والطبيب مريض[/font]

[font="]وقد كان سفيان الثوري ينشد متمثلاً وهي لسابق البربري في شعر له مطول:[/font]
[font="]إذا العلم لم تعمل به كان حجة[/font]
[font="]فإن كنت قد أوتيت علماً فإنما[/font]
[font="]عليك ولم تعذر بما أنت جاهله[/font]
[font="]يصدق قول المرء ما هو فاعله (64)[/font]

[font="]وقال أبو العتاهية:[/font]
[font="]يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً كملبس الثوب من عريٍّ وعورتُه[/font]
[font="]إذ عبت منهم أموراً أنت تأتيها[/font]
[font="]للناس بادية ما أن يواريها (65)[/font]

[font="]وقال أيضاً:[/font]
[font="]وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى[/font]
[font="]وريح الخطايا من ثيابك تسطع (66)[/font]

[font="]وقال أبو حاتم البستي: " ليس الناصح بأولى بالنصيحة من المنصوح له " (67) اهـ.[/font]
[font="]فيتضح مما سبق ذكره خطورة هذا الأمر ، وأن على الخطيب أن يراعيه أشد المراعاة ؛ لأن الناس إذا علموا منه ذلك فإنهم يزدرونه ، ويكون عندهم محلاً للشماتة فضلاً عن عقوبة ذلك في الآخرة واشتداد إثمه ، والله المستعان.[/font]


يتبع >>








المشاهدات 3291 | التعليقات 1


[FONT=&quot]تـنـبـيـه:[/FONT]

[FONT=&quot]قد يقول قائل: هناك من الخطباء من قد يتوقف عن أمر بمعروف معين أو نهي عن منكر معين ؛ لأنه لا يفعل الأول ، أو أنه متلبس بالثاني ، فلذلك يترك مثل هذا خشية أن يكون ممن يقول ما لا يفعل.[/FONT]
[FONT=&quot]والجواب على هذا الإشكال أورده من خلال بعض النقولات عن بعض السلف. فمن ذلك:[/FONT]

[FONT=&quot]قول سعيد بن جبير: " إن لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر إلا من يكون فيه شيء ؛ لم يأمر أحد بشيء ، فأعجب مالكاً ذلك من سعيد بن جبير " (68).[/FONT]

[FONT=&quot]ومنه قول الحسن البصري لمطرف بن عبدالله بن الشخير: يا مطرف ، عظ أصحابك ، فقال مطرف: إني أخاف أن أقول ما لا أفعل. فقال الحسن: يرحمك الله ! وأينا يفعل ما يقول ؟ لودَّ الشيطان أنه ظفر بهذه منكم ، فلم يأمر أحد بمعروف ، ولم ينه عن منكر (69).[/FONT]

[FONT=&quot]ومن ذلك قول الحسن البصري أيضاً: " أيها الناس ، إني أعظكم ولست بخيركم ولا أصلحكم ، وإني لكثير الإسراف على نفسي ، غير محكم لها ولا حاملها على الواجب في طاعة ربها ، ولو كان المؤمن لا يعظ أخاه إلا بعد إحكام أمر نفسه لعدم الواعظون وقلَّ المذكرون... الخ " (70)[/FONT]


[FONT=&quot]وقد تحدث البيهقي جامعاً بين أدلة ذم الأمر بالشيء أو النهي عنه والآمر مخالف لما يأمر به ، فقال: " إن عدم الذم يكون فيمن الغالب عليه الطاعة ، وتكون المعصية منه نادرة ثم يتداركها بالتوبة ، والأول فيمن يكون الغالب عليه المعصية وتكون الطاعة منه نادرة ، والله أعلم.(71)[/FONT]


[FONT=&quot]وقال النووي: قال العلماء: ولا يشترط في الآمر والناهي أن يكون كامل الحال ممتثلاً ما يأمر به مجتنباً ما ينهى عنه ، بل عليه الأمر وإن كان مخلاً بما يأمر به ، والنهي وإن كان متلبساً بما ينهى عنه ، فإنه يجب عليه شيئان ، أن يأمر نفسه وينهاها ، ويأمر غيره وينهاه ، فإذا أخل بأحدهما كيف يباح له الإخلال بالآخر (72) ؟. اهـ.[/FONT]


[FONT=&quot]وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله ناقلاً قول بعض أهل العلم: " يجب الأمر بالمعروف لمن قدر عليه ولم يخف على نفسه منه ضرراً ولو كان الآمر متلبساً بالمعصية ؛ لأنه في الجملة يؤجر على الأمر بالمعروف ولاسيما إن كان مطاعاً ، وأما إثمه الخاصة به فقد يغفره الله له وقد يؤاخذه به ، وأما من قال: لا يأمر بالمعروف إلا من ليست فيه وصمة ، فإن أراد أنه الأولى فجيد ، وإلا فيلزم سدّ باب الأمر إذا لم يكن هناك غيره " (73). اهـ.[/FONT]


[FONT=&quot]وبما ذكرته سابقاً يزول الإشكال بإذن الله ، ولقد أحسن من قال:[/FONT]
[FONT=&quot]ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب *** فمن يعظ العاصين بعد محمد[/FONT]




[FONT=&quot]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/FONT]
[FONT=&quot](45) سورة الصف ، آية: 2 -3.[/FONT]
[FONT=&quot](46) سورة البقرة ، آية:44[/FONT]
[FONT=&quot](47) انظر: المسند ( 3 / 120 ) الحلية ( 2 / 386 ) مسند أبي يعلى ( 3992 ).[/FONT]
[FONT=&quot](48) القرْضُ: القطع. قرضه يقْرِضُه قرْضاً وقرَّضه: قطعه. والمقراضان: الجلمان: لسان العرب ( مادة قرض ).[/FONT]
[FONT=&quot](49) انظر: مجمع الزوائد ( 7 / 276 ).[/FONT]
[FONT=&quot](50) صحيح البخاري: كتاب الفتن ، باب (17رقم 7098 ) وصحيح مسلم ( 4/ 2290 رقم 2989 ).[/FONT]
[FONT=&quot](51) أي يجتمعون حوله ، يقال: أطاف به القوم إذا حلَّقوا حوله حلقة وإن لم يدوروا ، وطافوا إذا داروا حوله ( فتح الباري 13 / 52 ).[/FONT]
[FONT=&quot](52) انظر: مسند أحمد (6 / 23 ) ، سنن أبي داود ( 4 / 72 رقم 3665 ).[/FONT]
[FONT=&quot](53) انظر: النهاية ( 4 / 62 ).[/FONT]
[FONT=&quot](54) انظر: النهاية ( 4 / 62 ).[/FONT]
[FONT=&quot](55) انظر: تفسير القرطبي ( 18 / 72 ).[/FONT]
[FONT=&quot](56) انظر: معالم السنن ( 4/ 72 ).[/FONT]
[FONT=&quot](57) انظر: المغني ( 3/180 ) وقد تقدم تخريج الحديث أول المبحث.[/FONT]
[FONT=&quot](58) انظر: نحوه في الآداب الشرعية (2 / 53 ).[/FONT]
[FONT=&quot](59) انظر: جامع بيان العلم وفضله (1 / 143 ).[/FONT]
[FONT=&quot](60) انظر: المصدر السابق ( 1 / 195 ).[/FONT]
[FONT=&quot](61) انظر: انظر تفسير القرطبي ( 1 / 410 ).[/FONT]
[FONT=&quot](62) انظر: صحيح جامع بيان العلم وفضله. اختصار الزهيري ( 260 ).[/FONT]
[FONT=&quot](63) انظر: صيد الخاطر ص (50) إحياء علوم الدين ( 1 / 63 ).[/FONT]
[FONT=&quot](64) انظر: صحيح جامع بيان العلم وفضله. اختصار الزهيري ( 260 ).[/FONT]
[FONT=&quot](65) انظر: صحيح جامع بيان العلم وفضله. اختصار الزهيري ( 246 ) ، الآداب الشرعية (1 / 207 ).[/FONT]
[FONT=&quot](66) انظر: تفسير القرطبي ( 1 / 410 ).[/FONT]
[FONT=&quot](67) انظر: روضة العقلاء ص ( 195 ).[/FONT]
[FONT=&quot](68) انظر: إحياء علوم الدين ( 2 / 313 ). تفسير القرطبي ( 1 / 411 ).[/FONT]
[FONT=&quot](69) انظر: تفسير القرطبي ( 1 / 410 ).[/FONT]
[FONT=&quot](70) انظر: المصدر السابق.[/FONT]
[FONT=&quot](71) انظر: الجامع لشعب الإيمان ( 13 / 256 ).[/FONT]
[FONT=&quot](72) انظر: شرح النووي لمسلم ( 1 / 300 ).[/FONT]
[FONT=&quot](73) انظر: فتح الباري (14 / 554 ).[/FONT]



[FONT=&quot]موقع الشيخ الشريم[/FONT]