محرمات استهان بها كثير من الناس (1)التاريخ 28 / 6/1431هـ

بدر راشد الدوسري
1431/06/28 - 2010/06/11 10:58AM
محرمات استهان بها كثير من الناس (1)التاريخ 28 / 6/1431هـ
أيها المسلمون: إن الله سبحانه وتعالى فرض فرائض لا يجوز تضييعها ، وحد حدودا لا يجوز تعديها ، وحرم أشياء لا يجوز انتهاكها . وقد قال النبي r ( ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله العافية ، فإن الله لم يكن نسيا ثم تلا هذه الآية )وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (مريم:64 ) رواه الحاكم 0والمحرمات هي حدود الله عز وجل )وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ (الطَّلاق:1 وقد هدد الله من يتعدى حدوده وينتهك حرماته فقال سبحانه : ) وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (النساء:14 واجتناب المحرمات واجب لقوله r ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم ) رواه مسلم 0ومن المشاهد أن بعض متبعي الهوى ، ضعفاء النفوس ، قليلي العلم إذا سمع بالمحرمات متوالية يتضجر ويتأفف ويقول : كل شيء حرام ، ما تركتم شيئا إلا حرمتموه ، أسأمتمونا حياتنا ، وأضجرتم عيشتنا ، وضيقتم صدورنا ، وما عندكم إلا الحرام والتحريم ، الدين يسر، والأمر واسع ، والله غفور رحيم . فنقول لهولاء: إن الله جل وعلا يحكم ما يشاء لا معقب لحكمه وهو الحكيم الخبير فهو يحل ما يشاء ويحرم ما يشاء سبحانه ، ومن قواعد عبوديتنا لله عز وجل أن نرضى بما حكم ونسلم تسليما . وأحكامه سبحانه صادرة عن علمه وحكمته وعدله ليست عبثا ولا لعبا كما قال الله : ) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (الأنعام وقد بين لنا عز وجل الضابط الذي عليه مدار الحل والحرمة فقال تعالى : )وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ (الأعراف
فالطيب حلال والخبيث حرام . والتحليل والتحريم حق لله وحده فمن ادعاه لنفسه أو أقر به لغيره فهو كافر كفرا أكبر مخرجا عن الملة) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ (الشُّورى:ثم إنه لا يجوز لأي أحد أن يتكلم في الحلال والحرام إلا أهل العلم العالمين بالكتاب والسنة وقد ورد التحذير الشديد فيمن يحلل ويحرم دون علم فقال تعالى : )وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ(النحل: 116 والمحرمات المقطوع بها مذكورة في القرآن وفي السنة كقوله تعالى : )قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ (الأنعام : 151 الاية .وفي السنة كذلك ذكر لكثير من المحرمات كقوله r ( إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام). رواه أبوداود وقوله r: ( إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه ) . رواه الدارقطني ثم إن الله الرحيم بعباده قد أحل لنا من الطيبات مالا يحصى كثرة وتنوعا ولذلك لم يفصل المباحات لأنها كثيرة لا تحصر وإنما فصل المحرمات لانحصارها وحتى نعرفها فنجتنبها فقال عز وجل : )وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ (الأنعام : 119
أما الحلال فأباحه على وجه الإجمال مادام طيبا فقال )يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا (البقرة : 168 فكان من رحمته أن جعل الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم ، وهذا من كرمه سبحانه وتعالى ومن توسعته على عباده فعلينا الطاعة والحمد والشكر .
وبالإضافة لما تقدم فينبغي أن يعلم المسلم بأن في تحريم المحرمات حكما منها : أن الله يبتلي عباده بهذه المحرمات فينظر كيف يعملون ومن أسباب تميز أهل الجنة عن أهل النار أن أهل النار قد انغمسوا في الشهوات التي حفت بها النار وأهل الجنة صبروا على المكاره التي حفت بها الجنة ، ولولا هذا الابتلاء ما تبين العاصي من المطيع . وأهل الإيمان ينظرون إلى مشقة التكليف بعين احتساب الأجر وامتثال أمر الله لنيل رضاه فتهون عليهم المشقة وأهل النفاق ينظرون إلى مشقة التكليف بعين الألم والتوجع والحرمان فتكون الوطأة عليهم شديدة والطاعة عسيرة . وبترك المحرمات يذوق المطيع حلاوة : من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ويجد لذة الإيمان في قلبه . وهذه المحظورات مما شاع فعلها وعم ارتكابها بين كثير من المسلمين ، أسأل الله لي ولإخواني المسلمين الهداية والتوفيق والوقوف عند حدوده سبحانه وأن يجنبنا المحرمات ويقينا السيئات والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين 0
ــ وأعظم المحرمات الشرك ومن مظاهر الشرك الأكبر الذبح لغير الله والله يقول : )فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (الكوثر: 2 أي انحر لله وعلى اسم الله وقال النبي r : ( لعن الله من ذبح لغير الله ) رواه الإمام مسلم وقد يجتمع في الذبيحة محرمان وهما الذبح لغير الله والذبح على غير اسم الله وكلاهما مانع للأكل منها ، ومن ذبائح الجاهلية - الشائعة في عصرنا - " ذبائح الجن " وهي أنهم كانوا إذا اشتروا دارا أو بنوها أو حفروا بئرا ذبحوا عندها أو على عتبتها ذبيحة خوفا من أذى الجن, وقد كانت منتشرة إلى عهد قريب ففي مكة وُجد من يفعل ذلك والعياذ بالله.
ومن أنواع الشرك المنتشرة السحر والكهانة والعرافة : أما السحر فإنه كفر ومن السبع الكبائر الموبقات وهو يضر ولا ينفع قال الله تعالى عن تعلمه) وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ( والجهال والظلمة وضعفاء الإيمان يذهبون إلى السحرة لعمل سحر يعتدون به على أشخاص أو ينتقمون منهم ومن الناس من يرتكب محرما بلجوئه إلى الساحر لفك السحر والواجب اللجوء إلى الله والاستشفاء بكلامه كالمعوذات وغيرها والحذر من الوقوع في الكفر .
أما الكاهن والعراف فكلاهما كافر بالله العظيم لادعائهما معرفة الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله وكثير من هؤلاء يستغفل السذج لأخذ أموالهم ويستعملون وسائل كثيرة من التخطيط في الرمل أو ضرب الودع أو قراءة الكف والفنجان أو كرة الكريستال والمرايا وغير ذلك حتى جاء العصر الحديث فاستخدموا التقنية الحديثة فتنبهوا . وإذا صدقوا مرة كذبوا تسعا وتسعين مرة ولكن المغفلين لا يتذكرون إلا المرة التي صدق فيها هؤلاء الأفاكون فيذهبون إليهم لمعرفة المستقبل والسعادة والشقاوة في زواج أو تجارة والبحث عن المفقودات ونحو ذلك وحكم الذي يذهب إليهم إن كان مصدقا بما يقولون فهو كافر خارج عن الملة والدليل قولهr : (من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه الإمام أحمد أما إن كان الذي يذهب إليهم غير مصدق بأنهم يعلمون الغيب ولكنه يذهب للتجربة ونحوها فإنه لا يكفر ولكن لا تقبل له صلاة أربعين يوما والدليل قوله r: ( من أتى عرافا فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) صحيح مسلم هذا مع وجوب الصلاة والتوبة عليه
ومن المحرمات اعتقاد التأثير في النجوم : وذلك باللجوء إلى أبراج الحظ في الجرائد والمجلات فإن اعتقد ما فيها من أثر النجوم والأفلاك فهو مشرك وإن قرأها للتسلية فهو عاص آثم لأنه لا يجوز التسلي بقراءة الشرك بالإضافة لما قد يلقي الشيطان في نفسه من الاعتقاد بها فتكون وسيلة للشرك . أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا وإياكم هذه الفواحش والآثام، وأن يرزقنا وإياكم الابتعاد عن هذه الكبائر والذنوب، ونسأله أن يسلمنا ويسلمكم من سائر أنواع الفحش والمعاصي وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ونفعني وإياك بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،واستغفر الله من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم 0


الخطبة الثانية :محرمات استهان بها كثير من الناس (1)
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرفنا باتباع محمد خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه. أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وخذوا بأسباب صلاح القلوب، وراقبوا مولاكم علام الغيوب0
أيها المسلمون : ومن الشرك اعتقاد النفع في أشياء لم يجعلها الخالق عز وجل كذلك كما يعتقد بعضهم في التمائم والعزائم الشركية وأنواع من الخرز أو الودع أو الحلق المعدنية وغيرها بناء على إشارة الكاهن أو الساحر أو اعتقاد متوارث فيعلقونها في رقابهم أو على أولادهم لدفع العين بزعمهم أو يربطونها على أجسادهم أو يعلقونها في سياراتهم وبيوتهم أو يلبسون خواتم بأنواع من الفصوص يعتقدون فيها أمورا معينة من رفع البلاء أو دفعه وهذا لاشك ينافي التوكل على الله ولا يزيد الإنسان إلا وهنا وهو من التداوي بالحرام وهذه التمائم التي تعلق في كثير منها شرك جلي واستغاثة ببعض الجن والشياطين أو رسوم غامضة أو كتابات غير مفهومة وبعض المشعوذين يكتبون آيات من القرآن ويخلطونها بغيرها من الشرك وبعضهم يكتب آيات القرآن بالنجاسات / وتعليق كل ما تقدم أو ربطه حرام لقوله r : ( من علق تميمة فقد أشرك ) رواه أحمد وفاعل ذلك إن اعتقد أن هذه الأشياء تنفع أو تضر من دون الله فهو مشرك شركا أكبر0وإن اعتقد أنها سبب للنفع أو الضرر ، والله لم يجعلها سببا ، فهو مشرك شركا أصغر وهذا يدخل في شرك الأسباب 0
ــ ومن المحرمات التي استهان بها كثير من الناس الرياء بالعبادات : من شروط العمل الصالح أن يكون خالصا من الرياء مقيدا بالسنة والذي يقوم بعبادة ليراه الناس فهو مشرك وعمله حابط كمن صلى ليراه الناس ، قال الله تعالى : ) إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا( النساء: 142 وكذلك إذا عمل العمل لينتقل خبره ويتسامع به الناس فقد وقع في الشرك وقد ورد الوعيد لمن يفعل ذلك كما جاء في حديث ابن عباس رضي اله عنهما مرفوعا : (من سمّع سمّع الله به ومن راءى راءى الله به ) رواه مسلم. ومن عمل عبادة قصد بها الله والناس فعمله حابط كما جاء في الحديث القدسي :( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم ومن ابتدأ العمل لله ثم طرأ عليه الرياء فإن كَرِهَه وجاهده ودافعه صح عمله وإن استروح إليه وسكنت إليه نفسه فقد نص أكثر أهل العلم على بطلانه .
ــ ايها المؤمنون : ومن المحرمات الحلف بغير الله تعالى .وعن ابن عمر مرفوعا : ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) رواه الإمام أحمد. وقال النبي r: ( من حلف بالأمانة فليس منا ) رواه أبو داود
فلا يجوز الحلف بالكعبة ولا بالأمانة ولا بالشرف ولا بالعون ولا ببركة فلان ولا بحياة فلان ولا بجاه النبي ولا بجاه الولي ولا بالآباء والأمهات ولا برأس الأولاد ولايجوز الحلف بالطلاق كل ذلك حرام ومن وقع في شيء من هذا فكفارته أن يقول لا إله إلا الله كما جاء في الحديث الصحيح : ( من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله .. ) رواه البخاري
جعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين0
هذا وصلوا وسلموا على النبي المختار ، سيد الأبرار ، صادق الأخبار ، فقد أمركم الله بذلك الواحد القهار : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الأحزاب:56 اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار.ماتعاقب الليل والنهار0 اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، وأجعلنا في هذا البلد آمنين مطمئنين وسائربلاد المسلمين يارب العالمين0 اللهم أعزنا بالإسلام، وقوِّنا بالإيمان. اهدنا إلى صراطك المستقيم، واغفر لنا خطايانا يوم الدين. اللهم إنا نسألُك أن تجعل عاقبةَ كلِ دعوةٍ للإسلامِ عزا مبينا، ونصرا قريبا، يا من بيدِه كلُ شيء، يا من يجيرُ ولا يجارُ عليه، يا من إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون يا ربَ العالمين.اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ،اللهم آتي نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها ،أنت وليها ومولاها، وأنت على كل شيء قدير، اللهم ألبسنا لباس التقوى ، وألزمنا كلمة الحق والتقوى .واجعلنا من أولي النهى ، وأمتنا حين ترضى ، وأدخلنا جنة المأوى .واجعلنا ممّن بر واتقى ، وصدّق بالحسنى ، ونهى النفس عن الهوى .واجعلنا ممّن تُيسّره لليسرى ، وتجنّبه العسرى .واجعلنا ممّن يتذكر فتنفعه الذكرى0 اللهم أصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا، اللهم أهدي من وليتَه أمرنَا، اللهم أجعل ولايتَنا في من خافَك واتقاكَ واتبعَ رضاك يا ربَ العالمين ،اللهم بارك لنا في علمائنا وفي ولاة امرنا ، اللهم ارحم ضعفاءنا وفقراءنا ،ومرضانا يارب العالمين
﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ البقرة:201 ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ *وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾الصَّفات:180-182 ، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون0

مستفادة من مجموعة خطب ومنها خطب القنام
المشاهدات 3378 | التعليقات 0