محبطات الأعمال
رمضان صالح العجرمي
محبطات الأعمال
.
■ إن مصيبة المصائب والطامة الكبري، والتي تهون عندها كل مصيبة أن يتعب المرء بأنواع من القربات والطاعات، وأصناف من الأعمال والعبادات، وهو يظن أنه يحسن عملا، ويحسب أنه سيجد ذلك فى الحسنات؛ فإذا بهذه الطاعات والحسنات التي أفنى فيها عمره قد ذهبت أدراج الرياح، وحبط ما صنع وما قدّم من أعمال
👈وصارت كلها: {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب}
👌إنها أعمال {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}
👌إنه الهباء المنثور الذي ذكره الله تعالى بقوله: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}
.
■ فإن فعل الطاعات وأداء العبادات فيه كُلْفة؛ فقد يلاقي العبدُ بعضَ المشقة في أدائها
■ لكن الأهم من ذلك كله هو المحافَظة على هذه الطاعات، والحرص على هذه العبادات حتى لا تذهب هباء، ولا تضيع سُدًى
■ فقد ترى العبدَ يحافظ على الصلوات الخمس مع المسلمين في جماعة، ويصوم ويحج ويعتمر ويزكي ويصل الرحم، ويعمل أعمال الخير والبر، ثم يستحوذ عليه الشيطان فيُوقِعُه في المحبِطات والمبطِلات، فيذهب تعبه، ويخسر آخرته عياذا بالله.
.
■ فما هى هذه المحبطات؟
.
📁 أخطر ما يحبط العمل؛ هو الشرك
👈قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُون}
👈وتأملوا هذا الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين}
👈وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
👌فالشرك والعياذ بالله يحبط جميع الأعمال مهما كانت كثيرة وكبيرة
.
📁 ومن المحبطات الشرك الخفى، الرياء
👈كما روى الإمام أحمد من حديث محمود بن لبيد الأنصارى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصْغَرُ، قالوا: وما الشِّركُ الأصْغَرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرِّياءُ، يقولُ اللهُ يومَ القيامةِ إذا جَزَى النَّاسَ بأعمالِهم: اذهَبوا إلى الذينَ كنتم تُراؤونَ في الدُّنيا، فانظُروا هل تَجِدونَ عِندَهم جزاءٍ)
👈وفى المسند أيضا عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: خرج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ونحنُ نتذاكرُ المسيحَ الدجالَ فقال: (ألَا أُخبركم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ؟ قالوا: بلى! قال: الشركُ الخفيُّ، أن يقومَ الرجلُ فيُصلي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرى من نظرِ رجلٍ)
👈وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَه)
👈وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيتَ رجلًا غَزَا يلتمس الأجرَ والذِّكْرَ. ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيءَ له، فأعادها ثلاثَ مراتٍ، ثم قال: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغي به وجهه) (رواه أبو داود، والترمذي)
● ولنتأمل هذا الحديث فى بيان أول من تسعر بهم النار
👈فهذا قارئ للقرآن يقول: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
👈وهذا متصدق يقول: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
👈وهذا مجاهد يقول: أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
👈قال الله جل فى علاه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
.
📁 ومن المحبطات ذنوب الخلوات
👈روى ابن ماجة عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: (أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا!)
👈قال الله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا
👈يقول ابن القيم رحمه الله: أجمَع العارفون أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن طاعة السر هي أصل الثبات.
👈قال سحنون: إياك أن تكون عدوا لإبليس في العلانية صديقا له في السر.
👈وقال وهيب بن الورد: اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك
.
📁 ومن المحبطات الغيبة
👈عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له مظلمةٌ لأخيه من عرضه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)
● تأمل .. حسناتك التي جمعتها من أعمال الخير وفيها بعض الجهد والتعب؛ فلا تضيعها بلسانك بكل سهولة وتهديها لمن تكره
👈ولذلك يعلمنا ابن المبارك رحمه الله فقها عجيبا فيقول: لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والداي؛ لأنهما أحق الناس بحسناتى!
👈قال ابن القيم: وإنَّ العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله.
.
📁 ومن المحبطات الحسد
👈عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ.) (أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.)
.
📁 الأذى للغير بظلمهم والاعتداء عليهم بالقول أو بالفعل
👈روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. فَقَالَ: (إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا؛ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)
👈وروى الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ، دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ. وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ)
.
📁 ومن المحبِطات التكذيب بالقَدَر
👈جاء في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لو كان لكَ مثل أُحُد ذهبًا، أو مثل جبل أُحُد ذَهَبًا تُنفِقُه في سبيل الله ما قَبِلَه اللهُ منكَ حتى تؤمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ) (رواه أحمد، وابن ماجه).
.
📁 ومن المحبِطات إتيان الكهان والسحرة والعرَّافين والمنجِّمين
👈ففي الحديث الصحيح: (مَنْ أتى عرَّافا فصدَّقَه بما يقول فقد كفَر بما أُنزِلَ على محمد صلى الله عليه وسلم) (رواه أحمد)
👈وفي الحديث الآخَر: (مَنْ أتى عرَّافًا فسأله عن شيء لم تُقبَل له صلاةٌ أربعينَ ليلةً) (رواه مسلم)
👈قال العلماء: سؤال الكهان يَمنَع قبولَ الصلاة أربعينَ ليلةً، وتصديقهم بما يقولون يُوقِع في الكفر
.
📁 ومن المحبِطات قطيعة الرحم
👈فقد جاء في الحديثٍ الحسنِ: (إن الأعمال تُعرَض كل خميس وليلة الجمعة، فلا يَقبَل اللهُ عملَ قاطعِ رحمٍ)
👈وقاطعُ الرحمِ مستحِقٌّ لِلَّعنِ كما قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ
👈وفي حديث جبير بن مطعم عند مسلم: (لا يَدْخُل الجنةَ قاطعُ )
.
📁 ومن المحبِطات ترك صلاة العصر
👈فقد أمر الله عز وجل بالمحافظة على الصلوات الخمس عمومًا
👈وأكد على صلاة العصر خصوصًا لأهميتها فقال عز وجل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ.}
👈وفى صحيح البخارى عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله.)
👈وفى الصحيحين عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله)
.
📁 ومن المحبطات أيضاً التألي على الله تعالى
👈ففي صحيح مسلمأبى ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك.)
.
📁 ومن المحبطات أيضا المنان الذى يمن بعطيته
■ والمن هو: ذكر النعمة على معنى التعديد لها والتقريع بها، مثل أن يقول المرء لآخر: قد أحسنت إليك وأعطيتك وما قصرت معك، أو يتحدث مع الناس بما أعطى لفلان حتى يبلغ ذلك المُعطى فيؤذيه.
■ وترجع خطورة المن أنه ينقص المال ولا ينال صاحبه أجرا ولا حمدا على ذلك، ولذا فقد ذم الله تعالى هذا الفعل وأخبرنا أنه يحبط العمل
👈فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
👈وروي عن ابن عباس أن المراد بالمن: المن على الله تعالى، والأذى: الأذى للفقير.
👈قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: قال جمهور العلماء في هذه الآية: إن الصدقة التي يعلم الله من صاحبها أنه يمن أو يؤذى بها فإنها لا تقبل.
👌وقالوا: أكثر الناس خسارةً هو المَنّان؛ لأنه يُقَدِّم لك ويَخْسَر، ثم يَمُنُّ عليك ويَخْسَرُك، ولا يبقَى معه سوى الخسران!
■ وقد مدح الله سبحانه وتعالى وأثنى على المنفقين الذين يبذلون الخير ولا يمنون على من أحسنوا إليهم، وينسون معروفهم في الدنيا راجين من الله الأجر والثواب
👈{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون
.
نسأل الله العظيم أن يحفظ لنا أعمالنا
.