مَحَبَّة النَّبيُّ وَتَعظِيمَهُ هِيَ اتِّبَاعُهُ وَلَيسَ الاحْتِفَالِ بالمَولِدِ
محمد البدر
1442/03/04 - 2020/10/21 14:45PM
خُطْبَةِعَنْ (مَحَبَّة النَّبيُّ ﷺ وَتَعظِيمَهُ هِيَ اتِّبَاعُهُ وَلَيسَ فِي الاحْتِفَالِ بالمَولِدِ)
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللهِ:قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبونَ اللَّهَ فَاتَّبعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.قَالَ الشَّيخ العلَّامة مُحمَّد الْأمين الشِّنقيطي رَحِمَهُ اللهُ:يُؤْخَذُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ عَلَامَةَ الْمَحَبَّةِ الصَّادِقَةِ للَّه وَرَسُولِهِ ﷺهِيَ اتِّبَاعُهُ ﷺ، فَالَّذِي يُخَالِفُهُ وَيَدَّعِي أَنَّهُ يُحِبُّهُ فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ؛ إِذْ لَوْ كَانَ مُحِبًّا لَهُ لَأَطَاعَهُ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ عِنْدَ الْعَامَّةِ أَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتَجْلِبُ الطَّاعَةَ.إلخ.. إِنَّ مَحَبَّتَة النَّبيُّ ﷺ وَتَعظِيمَهُ هي مُتَابَعَتِهِ وَطَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِ أَمرِهِ وَإِحيَاءِ سُنَّتِهِ وَنَشْرِها والدعوة إلى اتباعها بالحكمة والموعظة الحسنة. وَقَالَ الإمام مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: وَمِنْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَلَفُهَا فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَانَ الدِّينَ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾. فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا، لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا.إلخ..
عِبَادَ اللهِ: إن الاحْتِفَالِ بالمَولِدِ النَّبَوِيِّ لم يحتفل به الصحابة رضي الله عنهم وهم أَشَدَّ مَحَبَّةً لِلنَّبيِّ ﷺ وَتَعظِيمًا لَهُ ، وَهُم أَحرَصُ عَلَى الخَيرِ مِنَّا ، كذلك لم يحتفل التابعون لهم ولاالقُرُونِ المُفَضَّلَةِ ولا الأئمة الأربعة ولا علماء السلف السابقين واللاحقين فيسعنا ما يسعهم ،أما ما نشاهده اليوم عبر وسائل الاعلام المختلفة جهراً في بعض الدول المجاورة وفي بلادنا سراً قَالَ ﷺ «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
من إقامة الاحْتِفَالات والولائم والأدعية الشركية والمبالغات والإعتقادات الفاسدة بزعمهم حباً في النَّبيُّ ﷺ وذكر مآثره وسيرته وهو بدعة لا أصل لها ،قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾.وَقَالَ ﷺ «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ: لم يثبت أن النَّبيُّ ﷺ ولد في ربيع الأول وإنما ثبت وفاته في هذا التاريخ فهل يُعقل أن نفرح بوفاته تقليداً لدَولَةُ العُبَيدِيِّينَ المُسَمَّاةُ زُورًا وَبُهتَانًا بِالدَّولَةِ الفَاطِمِيَّةِ والتي كانت تحتفل ابتهاجاً بوفاته النَّبيُّ ﷺ وتلبيس ذلك على الناس بانه احتفال بالمَولِدِ النَّبَوِيِّ ،وخير دليل على ذلك أن جميع الفرق الضالة والمخالفة للنَّبيُّ ﷺ تحتفل به،مثل الرَّافِضَةِ والنصيرية وَالصُّوفِيَّةِوغيرهم قَالَ تَعَالَى﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُستَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ﴾. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ : قَالَ تَعَالَى: ﴿قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لاَ تَغلُوا في دِينِكُم غَيرَ الحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهوَاءَ قَومٍ قَد ضَلُّوا مِن قَبلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾.اعلَمُوا أَنَّ مَا يَفعَلُهُ البَعضُ من الاحْتِفَالِ بمولِدِ النَّبيُّ ﷺ إنما هو غُلُوٍّ في أَهلِ البَيتِ عَامَّةً أَو في النَّبيُّ ﷺ خَاصَّةً ، لم يَأذَنْ بِهِ اللهُ وَلم يأمر به رَسُولُهُ ﷺ ، قَالَﷺ« لا تُطرُوني كَمَا أَطرَتِ النَّصَارَى ابنَ مَريم، فَإِنما أَنَا عَبدٌ، فَقُولُوا: عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فَاتَّقُوا اللهَ وَاحذَرُوا مِن ذَلِكَ ، وَأَخلِصُوا للهِ التَوحِيدَ. قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾وَقَالَ تَعَالَى﴿فَليَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾الا وصلوا ...
المرفقات
مَحَبَّتَة-النَّبيُّ-وَتَعظِيمَهُ-ه
مَحَبَّتَة-النَّبيُّ-وَتَعظِيمَهُ-ه
مَحَبَّة-النَّبيُّ-وَتَعظِيمَهُ-هِي
مَحَبَّة-النَّبيُّ-وَتَعظِيمَهُ-هِي