مجموعة خطب للشيخ محمّد الشّاذلي شلبي

[font="]الجمعة 20 رمضان 1432 [/font][font="]الخطبة الأولى: الثبات على الطّاعة. [/font]
[font="]20 أوت 2011 [/font]

[font="]الحمد لله الذي جعل شهر رمضان غُرَّةَ وجهِ العام، وجعل الصيام جُنَّةً من العذاب و كفّارةً للآثام، و شرّف أوقاته على سائر الأوقات، و فضّل أيامه على سائر الأيام، و خصّ نصفه الأخير بمزيد فضلٍ و إحسانٍ و إكرام، و أنزل كتابه فيه الفارق وبيّن الحلال و الحرام، و فتح به أبواب رحمته و ضاعف فيه الإنعام..[/font]
[font="]و أحمده و أشكره المحمود على كل حال، المعبود بالغدوّ و الآصال، وفّق للخير من اصطفاه من النساء و الرجال، و تعبّدنا بالصيام والقيام وزكاة الفطر وزكاة المال،وجعل الجنّة للقادمين عليه بصالح الأعمال، و النار لأهل الزيغ والضلال الذين لا يستجيبون داعي الله في رمضان و لا شوّال.. " و من لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض و ليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين "..[/font]
[font="]و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له شهادة مخلصة من العابد للمعبود، مقرّة بالتفرّد لواجب الوجود، عمدتُنا في هذه الدنيا ومدّخرنا لليوم الموعود.. اللهم اجعلها حليفة القلب و اللسان عند النزع، و يوم تعرض الخلائق عليك فإنك واسع الكرم وعظيم الجود..[/font]
[font="]و أشهد أنّ سيدنا محمدا عبده و رسوله، أكرمه الله فنلنا بمقامه رفعة و وصولا، و عرج به ربّه إلى مقامات القربى رضا و قبولا.. [/font]
[font="]أيها الناس، لقد انقضى ثلثي موسم عظيم للطّاعة، ألا وهو شهر رمضان، لقد مرّت هذه الأيام الكريمة سريعا وهكذا يمرّ الكرام.. انقضت تلك الليالي الشريفة المباركة التي استودعنا فيها أعمالا نحتسبها عند الله و نستودعها عند من لا تضيع عنده الودائع..[/font]
[font="]اجتهد البعض في الطّاعات، وعاد البعض الآخر إلى ربّه، و تاب في هذا الشهر، لكن الخطأ أنّ الكثير من الناس إذا انتهى شهر رمضان انقطع عن الطّاعات التي كان يعملها فيه، فمثلا ترى من قد حافظ على الصلوات الخمس في رمضان بعد أن كان مفرّطا في بعضها أو حافظ على صلاة الوتر بعد أن كان متهاونا فيها.. و يترك ذلك كلّه. بل و نرى ذلك الذي كان قبل رمضان تاركا للصلاة و تاب في رمضان و حافظ على الصلاة، تراه بعد شهر الصيام يعود إلى ما كان عليه قبل الشهر الكريم فيترك مرّة أخرى، و قس على ذلك كثيرا من الناس، و إنّما الاختلاف في أنواع الطّاعات من صدقة أو قراءة قرآن أو غيرها..[/font]
[font="]والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا هذا التراجع وعدم المداومة على الطّاعات ؟..[/font]
[font="]قد يقال إنّه من الطبيعي أن يزداد نشاط الإنسان و يزداد اجتهاده و يستكثر من الطّاعات و يجتهد في القربات، لكن يكون ذلك في حدود المستحبّات، فيزيد أمورا مستحبّة قد كان مفرطا فيها في غير رمضان..[/font]
[font="]أما الواجبات فلا يكون ذلك فيها لأنّ الأصل أنّ المسلم يحافظ على الواجبات سوى في رمضان أو في غير رمضان.. إنّ هناك حدودا للتفريط و التقصير يجب أن لا يتعدّاها العبد..[/font]
[font="]تلك الحدود هي الواجبات:" تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يَتَعَدَ حدود اللهِ فأولئك هُمُ الظّالمون " [/font][font="]البقرة 229[/font][font="] . فيقال للعبد: قف عند ذلك، و إيّاك و التجاوز فإنّ هذه المنطقة محظورة لا يجوز المساس بها.[/font]
[font="]إنّ المحافظة على الصلوات الخمس في المساجد مثلا من هذه الأمور التي يجب أن تبقى ثابتة طوال العام، في شهر رمضان و في غيره، أمّا الحضور المبكّر للمسجد و المحافظة على الصفّ الأول، فهذا الذي قد يزيد في شهر رمضان – اجتهادا من العبد – و قد يقلّ في غير شهر رمضان تكاسلا و تراجعا في غير الشهر المبارك، ومع ذلك يقال في هذه الحالة، داوم على هذه الطاعة العظيمة التي هي التبكير للصلوات و المحافظة على الصف الأول حتى في غير الشهر..[/font]
[font="]عباد الله، إنّ الله تبارك وتعالى هو الخالق المعبود في كلّ وقت وحين، و لا يجوز لا عقلا و لا شرعا أن يخصّص له شهر واحد في السنة كلّها، فهو يرعانا و يرزقنا و يحفظنا من كل سوء طوال السنة، و لو تركنا طرفة عين لهلكنا، فكيف يترك البعض عبادته أحد عشر شهرا في كلّ سنة.[/font]
[font="]لا يليق بمسلم مؤمن بيوم الحساب أن يترك الصلاة بعد شهر الصيام، فيكون كما قال تبارك وتعالى: " كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا ".. و بئس العبد الذي لا يعرف ربّه إلاّ في شهر رمضان..[/font]
[font="]أيّها الناس، اعلموا أنّ فرائض الله فرضت على الدوام إلاّ ما ندر، كالحجّ مرّة واحدة في العمر للمستطيع، و إنّ من هدي النبيّ صلى الله عليه و سلم المداومة على الأعمال الصالحة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا عمل عملا أثبته. و كان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة " رواه مسلم . يعني أنّه عليه الصلاة و السلام كان يقضي صلاة الليل في النهار إن فاتته بعذر المرض أو النوم..[/font]
[font="]و اعلموا رحمني الله و إيّاكم أنّ الأعمال التي يداوم عليها صاحبها أحبّ الأعمال إلى الله، قال صلوات ربّي و سلامه عليه: " أحبّ الأعمال إلى الله أدومها و إن قلّ " البخاري و مسلم ..[/font]
[font="]واعلموا ثبّتني الله و إيّاكم على طاعته أنّ للمداومة على الطّاعات آثارا حميدة منها:[/font]
[font="]1) دوام اتّصال القلب بخالقه، ممّا يعطيه قوّة و ثباتا و تعلّقا بالله عزّ وجلّ و توكّلا عليه، و من ثَمَّ يكفيه الله همّه، قال تعالى: " و من يتوكّل على الله فهو حسبه "..[/font]
[font="]2) تعهّد النفس من الغفلة و تدريبها على لزوم الخيرات حتى تسهل عليها و تصبح بعد ذلك ديدنا لها لا تنقطع عنها..[/font]
[font="]3) إنّ المداومة على الطّاعة سبب للنجاة من الشدائد، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أحفظ الله يحفظك " الترمذي . و هذا يعني أن تحفظ الله بحفظ حدوده و عدم تعدّيها وحفظ أوامره بفعلها، فيحفظك الله في نفسك و مالك و أهلك و دينك..[/font]
[font="]4) المداومة على الطّاعات تنهي صاحبها عن الفواحش، قال تعالى: " اتل ما أوحي إليك من الكتاب و أقم الصلاة إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر "..[/font]
[font="]5) المداومة على الطّاعات سبب لمحو الخطايا والذنوب، و الأدلّة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى: " إنّ الحسنات يذهبن السيّئات " و في الحديث قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أرأيتم لو أنّ نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كلّ يوم خمس مرّات هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا: لا. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا " أخرجه البخاري.[/font]
[font="]6) المداومة على الطّاعات سبب لحسن الختام، وذلك أنّ المؤمن يصبر على أداء الطّاعات كما يصبر عن المعاصي و السيّئات محتسبا الأجر على الله عزّ وجلّ، فيقوى قلبه على هذا وتشتدّ عزيمته على نيل الخيرات، فلا يزال يجاهد نفسه فيها وفي الكفّ عن السيّئات، فيوفّقه الله عزّ و جلّ لحسن الخاتمة. قال تبارك و تعالى: " و الذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا و إنّ الله لمع المحسنين " ، وقال سبحانه: " يثبّت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ..[/font]
[font="]7) المداومة على الأعمال الصالحة سبب لطهارة القلب من النفاق والنجاة من النار، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من صلّى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار و براءة من النفاق " [/font][font="]أخرجه الترمذي[/font][font="] ..[/font]
[font="]8) وهذا كلّه سبب لمحبّة الله تعالى للعبد وولاية العبد له. قال تعالى: " إنّ الله يحبّ التوّابين و يحبّ المتطهّرين "..[/font]
[font="]ثمّ اعلموا عباد الله أنّ مَنْ دَاوَمَ على عملٍ صالحٍ ثمّ انقطع عنه بسبب مرض أو سفر أو عذر شرعيّ، كتب له أجر ذلك العمل و كأنّه قد عمله، فقد أخرج البخاريّ من حديث أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا "..[/font]
[font="]ثمّ اعلموا وفقني الله وإياكم أنّ هناك أسبابا تعين على المداومة على الطّاعات منها:[/font]
[font="]أ – العزيمة الصادقة و الصدق مع الله.[/font]
[font="]ب- الاقتصاد في العمل و عدم تحميل النفس ما لا تطيق.[/font]
[font="]ت- الدعـاء.[/font]
[font="]أيها المسلم، شهر رمضان كالغرّة المحجّلة في شهور السنة، فوا أسفا عليك إن خرجت من رمضان و أنت، أنت لم تتغيّر و لم ينقلب منك شيء و لم يرفع منك توبة إلى الله عزّ و جلّ، يقول الحقّ تبارك و تعالى: " ففرّوا إلى الله إنّي لكم منه نذير مبين "، و لكن متى الفرار إلى الله إن لم يكن في هذه الأيام، متى الفرار إن لم يكن في هذا الشهر..؟[/font]
[font="]أقول قولي هذا و استغفر الله العليّ العظيم لي و لكم و للمسلمين من كل ذنب فاستغفروه و توبوا إليه إنه هو التواب الرحيم..[/font]
[font="]* * * [/font]
[font="]خطبة النعت: اغتنم الفرصة[/font]
[font="]الحمد لله غافر الذنب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلاّ هو إليه المصير، الحمد لله على نعمائه الجزيلة والشكر له على فضله ورحمته وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله النبيّ الأميّ الذي بعثه للعالمين شاهدا ومبشّرا ونذيرا. اللهم فصلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه و عترته وحزبه تسليما كثيرا..[/font]
[font="]أخي المسلم، تب إلى الله توبة نصوحا، و حدّثني بالله عليك متى التوبة إن لم تكن في هذه الأيام، ومتى دفع المهور للحور العين في الجنان إذا لم تكن في هذه الأيام، أما تشتاق إلى جنّة عرضها السماوات و الأرض؟ ألا تحبّ أن تمتلك ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر..[/font]
[font="]إنّ أبواب الجنّة قد فتحت لك أيها التائب الصائم المطيع، فلماذا هذا الجفاء لمن يقابلك بالإحسان؟ لماذا هذا الإعراض لمن يقابلك بالغفران؟ ألا تحبّون أن يغفر الله لكم و الله غفور رحيم؟ لماذا هذا الإصرار على متاع الدنيا الزائل في ظلّ المعاصي؟ فاترك عنك الأماني الكاذبة و أخلص إلى ربّك التوبة، فإنّ الجل قصيرٌ، قصير مهما اغتررت بطول الأمل: " ليس بأمانيكم و لا أمانيَ أهل الكتاب من يعمل سوءً يجز به و لا يجد له من دون الله وليّا و لا نصيرا "..[/font]
[font="]فيا أيها السامع لما أقول دع عنك الغفلة الغرور، و اجعل من شهر الصوم هذا بداية لحياة مليئة بالطّاعة مفعمة بالخير.. اجعل من هذا اليوم نقطة البداية للحفظ على الصلاة في بيوت الله، اعزم من الآن على أن لا تترك صلاة واحدة تفوتك، انس من اليوم أنّك ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يستيقظ لصلاة الصبح في جماعة، زكّ قلبك بالقرآن، اسكب الدموع و العبرات على ما جنت يداك في الأيام الماضية، فعسى الله أن يبدّل سيّئاتك حسنات، و لا مقارنة بين ما ارتكبت من المعاصي و سعة رحمة الله عزّ و جلّ، فرحمته وسعت كل شيء..[/font]
[font="] إن كنت ممّن يشرب الخمر فاهجرها و اتركها، فإنّها حرام، و إن كنت ممّن يأكل الربا فذرها، إن كنت ممّن يأخذ الرشوة فاتركها و اكتف بالحلال فإنّه خير لك و أبرّ لك من وراءك بأولادك، ونقّ مالك من الحرام و لا تخش من ذي العرش إقلالا فإنّه سيعوّضك خيرا منها: " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القويّ العزيز "، و إن كنت منّاعا للخير صادّا عن سبيل الله، فتب إلى الله تبارك وتعالى، فلا يكن أحدنا شيطانا يصرف الناس عن الخير و عن السير في ركبٍ المستقيم بعد أن صفّدت مردة الشياطين، و روّض نفسك في هذا الشهر على المسابقة إلى الخيرات، فما أجمل أن تتصف بصفات الأنبياء الذين قال الله عز وجل فيهم: " إنّهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رَغَبًا و رَهَبًا وكانوا لنا خاشعين "..[/font]
[font="]أيها الناس اتّقوا الله تعالى حقّ تقواه، و راقبوه مراقبة من يعلم أنّه يسمعه و يراه، و اعملوا ليوم ترجعون فيه إلى الله، " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً و ما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها و بينه أمدا بعيدا " وهل ينفع المجرم ما يتمنّاه، يوم يبعثر ما في القبور، و يحصل ما في الصدور، و ينشر المكتوب و المسطور، يوم ينظر المرء ما قدّمت يداه، يوم يكشف للعبد غطاء عينيه، ويعرف محصول عمله و ما لديه. يومئذ يعضّ الظالم على يديه أسفا على ما اقترفه وجناه..[/font]
[font="] واعلموا عباد الله، أنّ الحق تبارك وتعالى أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بالملائكة المسبّحة بقدسه فقال سبحانه:" إنّ الله و ملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ".. اللهم فصلّ و سلم على عبدك و رسولك محمد النبيّ الهاشمي العربي الأوفى.. و ارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، و السادة الحنفاء، أبي بكر و عمر و عثمان و علي و عن سائر الصحابة أهل الصدق و الوفاء، و عن التابعين ومن تبعهم بإحسان و لطريقتهم اقتفى، و عنّا معهم بعفوك و كرمك و إحسانك يا خير من تجاوز و عفا.. اللهم أعزّ الإسلام و المسلمين، و أذلّ الشرك و المشركين، و احم حوزة الدين، و اجعل هذا البلد آمنا مطمئنّا و سائر بلاد المسلمين يا ربّ العالمين.. اللهم انشر رحمتك على هذه البلاد، و اقمع أهل الشرك و الريب و الفساد، يا من له الدنيا و الآخرة و إليه المعاد..اللهم إننا جئنا إلى بيتك نرجو ثوابك و فضلك و نخاف عذابك، اللهم حقّق لنا ما نرجو و أمنّا مما نخاف، اللهم تقبل منا و اغفر لنا و ارحمنا، اللهم انصرنا على عدوّنا و اجمع كلمتنا على الحقّ، و يسرنا لليسرى، و جنبنا العسرى، و اغفر لنا في الآخرة و الأولى إنّك كريم جواد..آمين و صل و سلم على سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين.. عباد الله إن الله يأمر بالعدل و الإحسان..[/font]

[font="] الشيخ محمد الشاذلي شلبي الإمام الخطيب[/font]





[font="]الخطبة الأولى : الحجّ غايات و أهداف[/font]

[font="]الحمد لله الذي ندبنا إلى حج بيته الحرام، و شوّقنا إليه بالآيات القرآنية و أحاديث سيد الأنام، ثمّ جعله ركنا أساسيا من أركان الإسلام، فهو على الغنيّ المستطيع فريضة كفريضة الصلاة و الصيام، فمن أجاب داعي الله إليه فقد فاز بالأجر العظيم و مغفرة الآثام، و من أعرض فقد فاته الخير و الوقوف بين يدي الملك العلاّم..[/font]
[font="]أحمده على ما هدانا إليه من مستقيم التشريع، و على ما فصّله من بيان كامل بديع، تبارك ربّنا، وهو البصير السميع..[/font]
[font="]و نشكره تعالى وهو القائل: و أتمّوا الحج و العمرة لله.. [/font]
[font="]ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وهو القائل: إنّ الصفا و المروة من شعائر الله، شهادة هي الحق الواضح الذي لا يخفى و النبع الفيّاض بالكمال الأصفى. اللهم ثبّتنا على توحيدك ثباتا يلازمنا في الحياة و عند حضور الأجل..اللهم نوّر بها قلوبنا، و فرّج بها كروبنا و همومنا..[/font]
[font="]و نشهد أنّ سيّدنا محمدا عبدك و رسولك وهو القائل: جهاد الكبير و الضعيف و المرأة الحجّ المبرور.. بعثته معلّما فعلّم و بيّن المسالك القويمة و أرشد و قوّم.. فاللهم صلّ و سلّم و بارك على محمد بن عبد الله أفضل قانت و أوّاه، و على آله و صحبه و التابعين لهم بإحسان ما عظّم الحاج ربّه بالتكبير و لبّاه..[/font]
[font="] * * *[/font]
[font="]أمّا بعد، فيا أيها الذين آمنوا، لقد مكث الرسول صلى الله عليه و يسلم تسع سنين بالمدينة لم يحجّ فيها، و السنة العاشرة من الهجرة أذّن في الناس، و أعلم عشائر العرب المترامية في أرجاء الجزيرة العربية، و نشر الخبر، أنّه صلى الله عليه و سلّم عازم على الحج. فتوافد المسلمون ليشهدوا أوّل موسم للحج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، و تجمّع مائة ألف من أصحابه الأخيار الأبرار، و طهّر الحرم من المشركين و من لآثارهم. و تقرّر من تلكم السنة ألن يحج البيت مشرك، ولن يدخلها مستقبلا مشرك.. و نقل أصحابه طريقة أداء مناسك الحج، و بقيت صفته و أركانه و أحكامه ثابتة في النفوس ينقلها الأخلاف عن الأسلاف إلى أن بلغتنا. فجزاهم الله أفضل الجزاء على أمانة التبليغ..[/font]
[font="]و أول ما ننبّه إليه حجّاجنا، الميامين، أنّ الشرط الأول لقبول كل عبادة، و إجزائها، أن تنفّذ تامة الأركان على الصفة التي أمر بها الحقّ تبارك و تعالى، و أبرزها للوجود سيّد المرسلين. و كثيرا ما نسمع من الجهّل أنّ العبرة بالنيّة،، و أنّ الله يقبل برحمته و فضله عن عبيده الأعمال إذا ما أخلصوا النية فقط.. و إنّما الأعمال بالنيّات.. و هذه كلّها من أباطيل الشيطان يجري بها على ألسنة الجهلة لتضليلهم، فما بعث الله نبيّه و ما أظهر على لسانه و بفعله من تشريع إلاّ ليطبّق شرعه، و ينفّذ وحيه. و كل عمل لم يحدث كامل الأركان، كل عمل مختلّ في تنفيذه هو عمل باطل مردود على صاحبه غير مجزئ، و لا مطمع له في ثواب بل إنه قد عصى ربّه.. فكم من حاج يذهب إلى البقاع المقدّسة طمعا في الثواب، و يعود مثقلا بالذنوب و الآثام، تضاف إلى ما يرزح تحته من أوزار.. إنّ الدين الإسلامي هو دين يقدّر العلم و المعرفة، و لا يعتبر الجهل مبرّرا، و لن تفيد النية الصالحة إذا لم يصحبها تطبيق لشرع الله.. إنّه على كل من عزم على الحج أن يستعدّ كما يجب لأداء الركن بمعرفة مناسكه، و طريقة أدائها.. و اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون..[/font]
[font="]إنّ هذا الدين عام لجميع البشر، في كل ناحية من نواحي الدنيا، الأبيض، و الأسود، و الأحمر، و الأصفر، و الغنيّ و الفقير، و العالم و الجاهل، و إنهم ينقلبون بهذه العقيدة وحدة مترابطة، لا يفرّق بينهم تباعد الديار، واختلاف الأوطان، وتنوّع اللغات، لماذا ؟ لأن مناسكه تؤدّى في وقت واحد، و في أمكنة واحدة، وفي مرّة واحدة تتجدد كل عام. [/font]
[font="]و الحج له أهداف و غايات، ذكرها يزيدنا يقينا بأنّ الإسلام دين جاء من عند الله، و أنّه أفضل تنظيم إجتماعي يهدي الناس إلى ما يساعدهم على تحمّل أعباء أمانة الاستخلاف في الأرض بما يحقّق الخير و الفلاح في تسيير الكون.. ولا سبيل إلى تحقيق ذلك ما لم يتوفّر شرطان جوهريان: الأول، التلاقي المولّد للتعارف و ما يتبعه من تناصر.. الثاني: أن لا تطغى الأنانية الفردية أو الإنتمائية الضيّقة على هذه النظرة الشاملة للأخوة الإيمانية، و أن لا تداس بالسلوك المشبوه، و الحج يمتاز عن بقية العبادات بأنّه الضامن لتحقيق الشرطين في آن واحد..يقول الحق تبارك و تعالى مخاطبا إبراهيم عليه السلام بعد أن فرغ من بناء الكعبة: و أذّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فجّ عميق.. بمعنى أنه مناسبة ليتطوّر هذا الملتقى الكبير، و تتمّ الإستفادة منه بلقاءات تتطور مع تطوّر المفاهيم الحضارية و المدنية لأهله من المؤمنين و المؤمنات.. وهو بعض ما يشير إليه الحقّ تعالى بقوله: "يأتين من كل فجّ عميق، ليشهدوا منافع لهم ".. و إننا لا نرى أيّ تنظيم من التنظيمات الإجتماعية بلغ هذا المبلغ في حثّ أهله على التلاقي حثّا جعله ركنا من أركان البناء الإيماني من ناحية، و رتّب عليه المثوبة، و حذّر من التراخي عن القيام به كما فعل الإسلام.. روى بن مردويه عن علي رضي الله عنه و كرّم وجهه أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من ملك زادا و راحلة و لم يحج بيت الله فلا يضرّه مات يهوديا أو نصرانيا "، من ذلك قولهتعالى: " ومن كفر فإنّ الله غنيّ عن العالمين "..[/font]
[font="]إنّه تحضير كبير و تهديد للقادرين المتكاسلين بهذا الركن لما في هذا التراخي و التكاسل من عدم المسارعة إلى تنفيذ الواجبات، و لما يترتّب عليه من ضياع و إهمال لعامل أساسي من عوامل التآخي و الترابط و الوحدة.. و يمكن القول أنّ هذا التجمّع وضع في إطار من نبذ الذات و حبّ الظهور، و تحصينه من الإذاية.. فما نعلم تشريعا إعتنى بهذه الجوانب كما إعتنى بها الإسلام.. [/font]
[font="]1 ) [/font][font="]شرّع للحجّاج سلاما خاصا بهم، و ذكرا واحدا يتردد على ألسنتهم كلّما لاقى الحاج رفيقه و أخاه، و كلّما صعد أو نزل.. في مسيره و في مبيته.. هذا الذكر هو التلبية بما فيها من إشراق الإخلاص، و جمال القصد، و شفافية التصوّر..كل حاج يقول و يكرر و يذكر نفسه و يعمّق شعوره بأنّه ما جاء إلى هذه البقاع إلاّ استجابة لدعوة إبراهيم و طاعة لنداء رب السماوات والأرض، و خضوعا لأمره( لبيّك اللهم لبيّك ) كل فرد يذكّر نفسه و أخاه أنّه ما بلغ ذلكم المكان و ما حضر هذا الإجتماع بقوّة ماله ولا بحزم رأيه، ولا بإعتبار مركزه الإجتماعي، و إنما بلغه بفضل الله ( إنّ الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك )..[/font]
[font="]2 ) [/font][font="]إنّ الحجّاج من الرجال جميعهم يظهرون في مظهر واحد، يترجم البساطة و الجمال و الوحدة.. تزول بفضله الفوارق.. لباس أبيض يتركّب من إزار و رداء..[/font]
[font="]3 ) مطلوب من كل فرد أن يعدّل سلوكه و مواقفه تعديل يساعد على بلوغ أهداف هذا الإجتماع الإيماني الضخم، من الصفاء الباطني الروحي، و من بحث دقيق لمشاكل العالم الإسلامي في هدوء لا غوغائية و لا صخب معه، قال تعالى: " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ "..[/font]
[font="]إنّها أمور ثلاثة كانت و ما تزال سبب الإنحراف و إجهاض اللقاءات، إذ تنحرف عن الإتجاه السويّ، فتكون النتائج تبعا لذلك عكسية و سيئة.. هذا ما سنتعرّف عليه في الخطبة الثانية إن شاء الله..[/font]
[font="]أقول ما تسمعون فإن كان حسن فمن الله وحده، و إن كان غير ذلك فمن الشيطان و من نفسي، واستغفر الله العلي العظيم لي و لكم و لوالدي و لوالديكم و لكافة المسلمين و المسلمات، من كل ذنب فاستغفروه و توبوا إليه ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم..[/font]
[font="]
[/font]








[font="]خطبة النعت: الحج غايات و أهداف[/font]




[font="]الحمد لله الذي جعل البيت مثابة للناس و أمنا، و أفاض عليهم من سحائب جوده مددا و عونا. و كفى به كريما فقد أعطى و أغنى و أقنى.[/font]
[font="]و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة تقيّ من الشرك و النفاق. هادية لمنهج السلام و الوفاق. جعلها الله خاتمة قولنا في الدنيا و يوم تلتفّ الساق بالساق.[/font]
[font="]و أشهد أنّ سيدنا محمد عبده و رسوله، نبيّ توالت عليه فيوض العناية الإلاهية، فكان رحمته و أمين وحيه للإنسانية. اللهم فصلّ و سلّم و بارك عليه و على آله و صحبه ما نفر لبيت الله حاج، و لا تحرمنا يا ربّنا شفاعته و لا فرحة النظر إلى نور وجهه الوهّاج.[/font]
[font="]أمّا بعد، فيا أيّها الذين آمنوا، هذا شهر تنطلق فيه وفود الله إلى حرمه الأمين.. هذا شهر تلتهب فيه الأشواق إلى مهبط الوحي، إلى تلك البقاع التي قدّسها الله برسالاته و أكرمها بنبيّه فكانت له مولدا و مربى..[/font]
[font="]قلنا بأنّ الرفث و الفسوق و الجدال، أمور ثلاثة كانت و لا تزال سبب الإنحراف و إجهاض اللقاءات، و يمكن أن نستخلص الآتي :[/font]
[font="]1 ) قضية الجنس : تفكير الرجل في الجنس، و تفكير المرأة كذلك، ففي هذا الجمع الحاشد المختلط من الرجال و النساء، التحصين الأول هو أن كل مشارك ملتزم بقطع التفكير في قضايا الجنس و أحاديث الشهوة.. و أن لا يقوم بأي عمل فيه استجابة لداعيها. فهو لا ينظر نظر شهوة، و لا يباشر زوجته و لا غيرها، و لا يغمز بعينيه، و لا ينطق بكلمة فيها تورية أو وعد، و لا يعقد زواجه و لا زواج غيره.. كل مشارك يوطّن نفسه على الخلاص من ضغط الغريزة الجنسية أيام الملتقى العام..[/font]
[font="]2 ) الإستقامة في السلوك إستقامة تامة، فلا ينتهك ما حرمه الله في الحج أو في غيره. و لا فسوق. و الفسق يكون بالجوارح. فالعين لها فسقها، و كذلك اليد، و الرجل و اللسان، و السمع، و حتى القلب.. فاليقظة على تصرّف الجوارح و الحواس و القلب يقظة كاملة، و الرقابة رقابة حازمة من الفرد نفسه، فالإنسان على نفسه بصيرة..[/font]
[font="]3 ) المهاترات الكلامية و الجدال و الصخب و محاولة الفرد أن يظهر على غيره بقوّة حجته و وفرة ما أتاه الله من عقل و بيان. فكل جدال محرّم تعلّق بأمر دنيوي أو أمر أخروي.[/font]
[font="]إنّ من لم يلتزم هذا المنهج هو مرفوض من جماعة الحجّاج،مطرود من هذه الزمرة المباركة التي يباهي ربّ العالمين بها ملائكته.. و من استقام سلوكا و عقيدة، ظاهرا و باطنا، حقّ له أن يسعد بهذه البشارة التي رواها أصحاب الصحيح و اللفظ للبخاري عن أبي هريرة أنّه سمع الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: من حجّ لله فلم يرفث و لم يفسق، رجع كيوم ولدته أمّه..[/font]
[font="]عباد الله، من اشتاق إلى الحج وهو مستطيع فليبادر بالذهاب، و من كان عاجزا فقيرا فلا يكلّف نفسه المشاق و الأتعاب، و من عزم على الرحيل فليستعدّ بما يحتاج إليه من طعام و شراب و مركوب و ثياب، ممتثلا قول الله جل ذكره: " و تزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى و اتقّون يا أولي الألباب ".. و ما ينبغي لعبد يريد الوقوف بذلكم الباب، أن يحتاج إلى أحد من الناس وهو بين يدي ربّ الأرباب، و من وسّع الله عليه رزقه فلا ينبغي له الإعراض و التشاغل عن هذه العبادة التي دعي إليها بآيات الكتاب، و بها يتعارف المسلمون و يتصل بعضهم ببعض ليشهدوا منافع لهم و تتوثّق بينهم روابط الدين و الآداب.. أمّا أنت أيها الفقير فحجّك أن تتوجه إلى الله بالإنابة و تسأله الرزق و المعونة و التوفيق للصواب، و ربّ فقير يريد الحج فلا يستطيع يكتبه الله من الواقفين الفائزين و يعظم له الأجر و الثواب..[/font]
[font="]فاتقوا الله و صلوا و سلموا على سيد رسله و خاتم أنبيائه، و الشافع المشفّع عند الله يوم نلقاه، المنزل عليه إرشادا و تعليما و تشريفا له و تعظيما: " إنّ الله و ملائكته يصلّون على النبيّ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما..[/font]
[font="] اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد شجرة الأصل النورانية، و لمعة القبضة الرحمانية، و أفضل الخليقة الإنسانية، و أشرف الصورة الجسمانية، و معدن الأسرار الربّانية، و خزائن العلوم الإصطفائية،، صاحب البهجة السنية، و الرتبة العلية، و صل و بارك عليه و على آله و صحبه عدد ما خلقت و أمت و أحييت إلى يوم تبعث من أفنيت..[/font]
[font="]اللهم أعز الإسلام و أتباعه، و أذل الشرك و أصهاره، اللهم أصلح من كان في إصلاحه صلاح للإسلام، و أهلك اللهم من كان في هلاكه صلاح للإسلام و المسلمين.. و اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين..[/font]
[font="]اللهم اجمعنا بنبيّك على كوثره و في جنّات النعيم.. اللهم اكتب لنا بركة توصلنا إليه، و تجمعنا عليه، و تقرّبنا إلى حضرته، و تمتّعنا برؤيته.. اللهم اجمعنا معه في أعلى مقام، و ارزقنا يا ربّنا في جواره حسن الختام، نشهدك يا ربّنا أنه قد بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، و نصح الأمة، و كشف الغمّة، و محى الظلمة.. اللهم كما أمنّا به و لم نره فلا تفرّق بيننا و بينه حتى تدخلنا مدخله برحمتك يا أرحم الراحمين، يا ربّ العرش العظيم، يا مالك الملك، يا حيّ يا قيّوم، يا ذا الجلال و الإكرام، يا من فتحت بالباقيات الصالحات لنا جنّاتك.. يا من أغلقت برحمتك في وجوهنا أبواب نيرانك..[/font]
[font="]اللهم أهدنا بالهدى و نقّنا بالتقوى، اللهم أبسط علينا من بركاتك و رحمتك و فضلك و رزقك. اللهم إنّا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول و لا يزول أبدا..[/font]
[font="]اللهم يا عالم الخفيّات، و يا قاضي الحاجات، و يا مجيب الدعوات، و يا سامع الأصوات، و يا باعث الأموات، و يا خالق الأرض و السماوات، نسألك أن تروقنا علما نافعا، و رزقا واسعا، و قلبا خاشعا، و لسانا ذاكرا، و عملا زكياّ و إيمانا خالصا و هب لنا أعمال الصالحين و يقين الصادقين و سعادة المتقين و درجات الفائزين،، يا أفضل من قصد و أكرم من سئل، و أحلم من أعطى.. لا مهديّ إلاّ من هديت، و لا ضال إلاّ من ضللت، و لا غنيّ إلاّ من أغنيت، و لا فقير إلاّ من أفقرت، و لا معصوم إلاّ من عصمت و لا مستور إلاّ من سترت.. نسألك في مقامنا هذا و في جمعنا هذا و ساعتنا هذه أن تهب لنا جزيل عطائك و تسعدنا بلقائك و المزيد من ألائك..[/font]
[font="]اللهم اغفر لأبائنا و أمّهاتنا الذين حملوا لنا دينك، و لم يكلّفون الضياع في متاهات العقائد.. اللهم ارحمهم و ارحم أبائهم و أمهاتهم إلى أولهم في الإسلام يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.. آمين و صلي اللهم و سلم وبارك على سيد الأولين و الآخرين و على آله و صحبه و على من تبع نهجهم إلى يوم الدين ..[/font]
[font="]عباد الله إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعذكم لعلكم تذكرون اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون.[/font]

[font="]الشيخ محمّد الشاذلي شلبي [/font]

[font="] الإمام الخطيب[/font]
[font="] جامع الطيران بالزهــــور - تونس[/font]








[font="]الخطبة الأولى : فــي الحج[/font]


[font="]الحمد لله رب السماوات و الأرض و رب البيت العتيق، هو الوليّ و النصير في الرخاء و السعة و الشدّة و الضيق. أحمده حمد من حج لله و اعتمر، و تقبّل عمله فسبّح بحمد ربّه و شكر، شكر المعترف بنعمه التي جلّت أن تحصى، أو أن يبلغها حدّ فتستسقى، فله الشكر خالصا كما علّم و أوصى.[/font]
[font="]و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تقيّ من الشرك و النفاق، جامعة لأصول الخير، هادية لمنهج السلام و الوفاق، هي خير ما أوتيه الإنسان من فضائل و أرزاق، جعلها الله خاتمة قولنا في الدنيا و يوم تلتفّ الساق بالساق..اللهم تقبل منا الصلاة و العبادات، و الركوع و السجود و التسليمات، و اجعلنا يا مولانا في يومنا هذا من عتقائك من النار، و اجعلنا يا مولانا من المقبولين إليك..استر العورات.. و آمن الروعات.. و بلّغن مما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات الباقيات أعمالنا.. نعوذ بك من شماتة الأعداء و خيبة الرجاء و من السلب بعد العطاء..[/font]
[font="]و نشهد أنّ سيدنا محمد عبده و رسوله نبيّ قام بأمر ربّه ليلا و نهارا، و عمل بهدي وحيه سرّا و جهارا، و كان المثل الأعلى للبشرية حكمة و كمالا و وقارا، فصلّى الله عليه و على أهله و صحبه صلاة دائمة إلى يوم الدين، تؤته الوسيلة و الدرجة الرفيعة على سائر العالمين، و تجمعنا بع مع أصحابه الميامين في أعلى علّيين..[/font]
[font="]أمّا بعد، في هذا الشهر تنطلق وفود الله إلى حرمه الأمين.. هذا شهر تلتهب فيه الأشواق إلى مهبط الوحي، إلى تلك البقاع التي قدّسها الله برسالته و أكرمها بنبيّه فكانت له مولدا و مربى.. و الحج أوجبه الله في السنة السادسة للهجرة، وهو كعبادة فيها قصد مكان مخصوص و القيام بجملة من المناسك، عبادة قارنت هداية الله في جميع الأزمان و على لسان جميع الرسل.. فما من رسالة و هداية إلهية إلاّ جاءت بفريضة الحج كمكان يقصده المؤمن بالله عبادة و تقرّب إليه. قال تعالى:[/font][font="]و لكلّ أمّة جعلنا منسكا ليذكروا إسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام..[/font][font="]و قد كان من الكرامات التي أكرم الله بها هذه الأمة أن جعل حجّها إلى البيت العتيق إلى مكة المكرّمة، فوصلنا بأبينا إبراهيم و ابنه إسماعيل.. فقد جعل الله الكعبة أوّل بيت تقام فيه العبادة لله وحده.. فجميع البقاع المقدسة الطاهرة هي بعد البيت في الوجود..[/font]
[font="]ليس ما أرويه لكم رجم بالغيب، و لاتلفيق أحاديث، و لكنّه خبر من علم السرّ و أخفى، و حفظ كل شيء من كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.. و كلام المتصرّف في الكون كلّه وهو أعلم:[/font][font="]إنّ أول بيت وضع للناس للذي ببكّة مباركا و هدى للعالمين..[/font]
[font="] يصطفي الله إبراهيم و يتخذه خليلا و كفاه بهذا شرفا ونبل مقدار ويبارك فيه و في ذرّيته، فيجعل في ذرّيته النبوّة و الكتاب، و يثني عليه الثناء الجمّ فيجعله للناس إماما متّبعا و هاديا مهديّا..[/font]
[font="]و يبني البيت مع ابنه إسماعيل، و يدعوان الله بلسان الضراعة أن يتقبّل عملهما. و يصوّر القرآن بعد القرون المتطاولة هذا المشهد الكريم فيقول تعالى:[/font][font="]و إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت و إسماعيل ربّنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم..[/font][font="]أي أنّك أنت السميع لدعائنا العليم بنوايانا و ما تنطوي عليه جوانحنا.. فهذا هو موقف العابد من المعبود، و هذا موقف الإنسان من الله.. و يتقبل الله الدعاء و يأمر هذا النبي الأوّاه الحليم، أن يأذن في الناس بالحج، و أن يدعو البشر كافة إلى حج بيت الله الحرام.. و يصعد فيؤذن و ينادي كما أمره ربّ العالمين دون أن يتوقف أو يسأل أو يستكشف من ينادي،، مع أنه في مكان قفر ليس به أنيس و لا سكّان.. و لكنه يسرع للإستجابة و يكرمه الله بكرامته فيجيبه كل من كتب له الحج ممن ولد و ممن هم في أصلاب الرجال و أرحام النساء،، و يكون قول المؤمنين في الحج : لبيك اللهم لبيك.. و لبيك معناها: إجابة لك بعد إجابة.. أي أجيبك ثم أجيبك عن الدعاء الذي دعانا به إبراهيم عليه السلام..يقول تعالى:[/font][font="]و أذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فجّ عميق..[/font]
[font="]و يعمر البيت بالحجاج في عهد إبراهيم و يرى بركة عمله و أثر القبول في سعيه، و يستمر الأمر زمنا ثم يدخل فيه من تحريف الجاهلية و يختلط الحق بالباطل و يلبس الشيطان بأضاليله على قلوب الناس.. فيتخذون الأصنام و تنصب حول الكعبة، و يهتزّ إبليس طربا إذ دنّس معلم الطّهر و أتى الناس في أكرم مكان فخلط عليهم، إلى أن أذن الله بظهور الإبن البار و النبي الكريم سيدنا محمد بن عبد الله فليهمه الحق ليبيّنه، و يرشده إلى الأصل فيجلّيه، و يزيل ما علق به من الباطل و ما ران عليه من الضلال.. فيوحي إليه أن البيت بيت الله، فليخلص البيت كما بني إلى عبادة الله وحده:[/font][font="]إنّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم و من دخله فهو آمنا و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإنّ الله غنيّ عن العالمين.. [/font]
[font="]فبهذا المدخل الأصيل الضارب في الإخلاص إلى إبراهيم عليه السلام، تبيّن الآية أنّ مكة هي مكان مخصوص لعبادة الله و ليس معبودا، و أنّ الكعبة لنطوف بها و نيتنا يجب أن تتجه إلى الله ربّ البيت، و السعي بين الصفا و المروة هو سعي لله في ذلك المكان المخصوص.. فالله، وهو المعبود، هو الذي أراد أن نسعى في ذلك المكان طاعة له، و لو حوّلنا إلى مكان آخر لأطعناه.. و هكذا كل مناسك الحج و أعماله يجب أن يستحضر الحاج أنها أمكنة للعبادة. قداستها في أنّ الله قد إختارها ظروفا و أمكنة للعبادة، و ليس هذا استنباط جديد.. يقول تبارك و تعالى:[/font][font="]و أتمّوا الحج و العمرة لله..[/font][font="] و الله يقول: و إذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألاّ تشرك بي شيئا..[/font][font="]فهو من أول يوم ينبّه إبراهيم و ذرّيته و كل من اتبع سنّته، أنّ البيت مكان لعبادة الله الذي يجب أن لا نشرك به شيئا في العبادة.. و هذا هو المعنى الذي تركّز في نفوس المؤمنين من أول يوم و هدوا فيه هداية لا شبهة فيها.. و قد روى البخاري عن عابس بن ربيعة عن عمر رضي الله عنه، أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبّله.. فقال: إنّي أعلم أنّك حجر لا تضرّ و لا تنفع و لولا أنّي رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبّلك ما قبّلتك.. و نستخلص من هذا، أنّه: قبّل الحجر إمتثالا لأمر الله و خضوعا له، و إتباعا لسنّة رسوله، ثم بعد أن أدّى الواجب ظهر عمر في مظهر العبد أمام الله المعبود أراد بعد هذا أن يبيّن للناس حقيقة الإيمان فقال لهم إنّه حجر يقبّل لا لذاته، بل لأن الله سنّ تقبيله.. فليس هذا الحجر يا عباد الله إلاها ولا حلّ فيه جزء من الله، و تعالى الله أن يتجزأ.[/font][font="]فعمر رضي الله عنه لم يزد شيئا على ما جاء في القرآن.. و لهذا إياكم يا من منّ الله عليكم بالتوجه إلى بيته و بزيارة قبر نبيّه صلى الله عليه و سلم، أن تعتقدوا في جزء من أجزاء المسجد النبوي أو الحرم المكي أنه يضرّ أو ينفع أو يؤثر في الوجود أثرا.. و لتكن العقيدة واضحة. أماكن كرّمها الله و قدّسها و شرّفها لعبادته وحده، جلّ الله أن يكون له شريك.. إيّاكم أن تقبّلوا بابا أو حلقة باب، أو أن تتمسّحوا بمكان أو أن تتلمّسوا الشبّاك أو السّارية.. الحج عبادة و العبادة سرّها في الإقتصار على ما جاء عن الله تبارك و تعالى و الزيادة على ذلك قد تحبط العمل.. و احذروا فتنة الشيطان، إنه يلبس على الناس فيقول مثلا: هذا منبر الرسول، و هذا مسّ جسده الشريف فلنتمسّح به.. هنالك الهلاك و العياذ بالله.. هذا هو الحج في سلسلته التاريخية فرضه الله على كل مكلّف، على الرجل و المرأة، إذا كان قادرا عليه مستطيعا لأدائه. و الحج يفترق عن أركان الإسلام بخصائصه:[/font]
[font="]* أولا : [/font][font="]إنّه واجب مرّة في العمر لا يجب على المؤمن أن يكرّر الحج. و ما كان بعد الحجة الأولى التامة هو نفل و قربة إلى الله، و النفل دون أجر الفرض..[/font]
[font="]* ثانيا : [/font][font="]الحج لا يجب إلاّ مع الإستطاعة، والإستطاعة تشمل أمر منها: صحة في البدن، فالعاجز الفاني كالشيخ، والعجوز المسنّة والمريض لا يجب الجج على واحد منهم..[/font]
[font="]* ثالثا : [/font][font="]وجود ما يكفيه من النفقة و المؤونة ذهابا و إيابا، و إقامة كامل وقت غيبته عن وطنه.. و الذي يدلّ على ذلك ما رواه البخاري عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: كان أهل اليمن يحجّون و لا يتزوّدون و يقولون: نحن المتوكّلون. فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الحقّ تبارك و تعالى: و تزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى و اتّقون يا أولي الألباب.. قالابن حجر:و اتقوا أذى الناس بسؤالكم، فهؤلاء فهموا فهما سقيما منحرفا معنى التوكّل، ظنّوه أن لا يتخذ الإنسان الأسباب و أن يعتمد على ما في أيدي الناس. فنهاهم الله عن ذلك لما فيه أولا من إراقة ماء الوجه و إذهاب العزّة و الكرامة التي كتبها الله للمؤمنين، و لما فيه ثانيا من التعرّض للناس و قد يتحرّجون من ردّ السائل خائبا، فيؤثرون على أنفسهم و يوقعهم هؤلاء السائلون في ضيق و حرج.[/font]
[font="]* رابعا : [/font][font="]أن يبقى لعياله نفقة تكفيهم مدّة غيابه عنهم لأنّ الإنفاق على العيال واجب عيني على الإنسان.[/font]
[font="]على المرأة أن تجد زوجا أو محرما يرافقها في حجّها. و المحرم هو الذي لا يحلّ له شرعا التزوج بها كالأب و الإبن و العم و الخال.. أمّا إبن العم و إبن الخال فأجانب عنها شرعا.. و رأى بعض العلماء أنّه يجوز لها أن تحجّ مع رفقة مأمونة.. و يعنون بالرفقة المأمونة: جماعة من أهل الصلاح و الخير و البركة، قد عرفوا بحسن سلوكهم و استقامة أخلاقهم و شدّة خوفهم من الله، و إنّ الواحد من هؤلاء لعزيز في هذا الزمان فضلا عن جماعة.. أمّا أن تذهب المرأة وحدها فإننا نخشى أن ترجع بأوزار كثيرة..[/font]
[font="]أقول ما تسمعون فإن كان حسن فمن الله وحده و إن كان غير ذلك فمن الشيطان و من نفسي و أستغفر الله العظيم لي و لوالديّ و لوالديكم و لجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه و توبوا إليه إنه هو التواب الرحيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.[/font]




[font="] خطبة النعت: في الحج[/font]

[font="]الحمد لله الذي فرض على عباده حجّ بيته الحرام، و نوّع العبادة فشرعه بعد الصيام، و جعله سببا لرفع الدرجات و محو الذنوب و الآثام. ألا له الخلق و الأمر تبارك الله ربّ العالمين. أحمده و أشكره أن جعل الحج في العمر مرّة واحدة من غير تكرار. و استغفره و أثني عليه الخير كلّه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الرحيم الغفّار. و أشهد أنّ سيدنا محمدا رسول الله أفضل من قلّد الهدي و سنّ الإشعار. اللهم فصل و سلم و بارك على سيّدنا محمد و على آله الأطهار الأخيار و على صحبه المنتقين الأبرار و على من نهج طريقهم إلى يوم الواقعة و القرار..[/font]
[font="]عباد الرحمان، على المؤمن أن يتدبر دينه و يتعلم أحكام شريعة الحق تبارك و تعالى، و أن يتدارس مفاهيم العبادات حتى يتمكن من القيام بفرائضه على النحو الذي يرضي الله عز و جل.. و عليه فإن العازم على أداء مناسك الحج أن يكون على علم مسبّق بأحكام و فرائض و سنن الركن الرابع من أركان الإسلام، ألا وهو الحجّ.. [/font]
[font="]* الحج لغة: [/font][font="]هو القصد إلى الشيء، أو كثرة قاصديه ( القصد هو الإرتحال أو الإتجاه )[/font]
[font="]* الحج شرعا : هو زيارة الكعبة، في موسم معيّن وفي وقت واحد، للجماعة، و فيه وقوف عرفة.. أو هو قصد مخصوص، إلى موضع مخصوص، في وقت مخصوص، على شرائط مخصوصة..[/font]
[font="]* حكمــــه : [/font][font="]هو فرض عين مرّة في العمر، على الفور، إذا توفرت الشروط الآتية، و دليل فرضيته: قوله تعالى: " و لله على الناس حجّ البيت من إستطاع إليه سبيلا و من كفر فإنّ الله غنيّ عن العالمين "..[/font][font="]آل عمران97[/font][font="]..[/font]
[font="]و وجه الإستدلال من الآية الكريمة، أنّ اللام في " لله " لام الإيجاب و الإلزام، ثم أكده بقوله تعالى: " على " التي هي من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب.. قال شيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور في التحرير و التنوير: " و يتجه أن تكون هذه الآية هي التي فرض بها الحج على المسلمين "..[/font]
[font="]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا.. فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله ؟ فسكت، حتى قال ثلاث.. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لو قلت نعم، لوجبت، و لما استطعتم، ثم قال: " ذروني ما أمرتكم بشيء فآتوا منه ما استطعتم، و إذا نهيتكم عن شيء فدعوه. "[/font][font="]أخرجه مسلم في الحج[/font][font="]..[/font]
[font="]و دليل وجوبه على الفور: [/font]
[font="]أ ) [/font][font="]قوله تبارك و تعالى: و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " و وجهالإستدلال من الآية أنّ الأمر فيها مطلق، و الأوامر المطلقة تقتضي الفور أي الإستجابة الفورية.. كما أنّ هذه الآية من سورة آل عمران، و قد نزلت عام أحد، سنة ثلاث للهجرة، فيكون الحج قد فرض قبل حج الرسول صلى الله عليه و سلم بسنين، فهو قد حج في سنة عشر من الهجرة.. [/font]
[font="]ب ) [/font][font="]عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: حجوا قبل أن لا تحجوا .. و هذا تأكيد يدلّ على وجوب الفور و إعتباره..[/font]
[font="]ت ) عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ صلى الله عليه و سلم قال: من أراد الحج فليتعجّل .. و هذا تأكيد صريح على الفور في تنفيذ الأمر.[/font]
[font="]* متى يقع الحج فرضا : [/font][font="]يقع الحج فرضا إذا كان المحرم وقت الإحرام حرّا مكلّفا أي بالغا عاقلا.. و لم ينو بحجّه نفلا، بأن ينوي به الفرض، أو لم ينو شيئا، بأن أطلق فإنه ينصرف للفرض.. و إذا نوى النفل لم يقع فرضا.. و حجّة الإسلام باقية عليه.. و ينوي الوليّ عن الصبيّ أو المجنون الحج، و يقع نفلا، و حجّة الإسلام باقية عليه، أي الصبي أو المجنون بعد البلوغ و الإفاقة.[/font]
[font="]* الحج بالدّيـن : لا يجب الحج على أحد إذا استطاعه بالدين، و لو من ولده إذا لم يرج الوفاء بالدين، أي إرجاعه أو بعطيّة من هبة أو صدقة إن لم يكن معتادا لذلك، و له ماله الخاص ما يكفيه و يكفي حجه و يكفي عياله مدّة غيابه..[/font]
[font="]* أركان الحج : [/font][font="]أيها الناس كلنا يعلم أنّ أركان الحج أربعة و لكن قبل أن نتعرّف عليها، لابدّ أن نفهم معن
المشاهدات 3068 | التعليقات 0