مجمل اعتقاد أهل السنة و الجماعة
فهد موفي الودعاني
1432/12/20 - 2011/11/16 15:37PM
خطبة الجمعة 22/12/1432هـ مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة
للشيخ محمد بن مبارك الشرافي
الحمدُ للهِ العليِّ القديرِ , السَميعِ البصيرِ, الذِي أحاطَ بكلِّ شيءٍ
عِلْماً , وَهَو اللَطِيفُ الخَبيرُ , علِمَ ما كاَنَ وما يَكُونُ , وخَلَقَ الموْتَ والحَيَاةَ لِيْبلُوكُمْ أيُّكُمْ أحَسَنُ عملاَ , وهوَ العَزِيزُ الغَفُورُ , وأشَّهَدُ أن لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شرِيكَ لهُ , وأشَّهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُهُ ورَسولُهُ , البشِيرُ النذيرُ , والسِّراجُ المُنيرُ , صَلّىَ الله علَيهِ وَعَلَى آلِهِ وأصَّحابَهِ وَمَنْ عَلَى طَرِيقَتِهمّ يَسِيرُ , وَسَلَّمَ تَسلِيماً كَثِيراً .
أمَّا بعدُ : فاتقُواْ الله أيَّهاَ المُسلِمونَ , واعلمواْ أنَّ العقيدةَ يُبْنَى عليَّها العَمَلُ , فهِيَ لهُ كالأسَاسِ للبِنَاءِ , فلا يُقْبَلُ العَمَلُ إلاَّ إذاَ كَانَ الاعْتِقَادُ صَحِيحاً , ولِهذاَ وجَبَ عليَّنَاَ الاهْتِمَامُ البالِغُ بِهَذِهِ المسْألَةِ ! وقَدْ مَكَثَ رَسُوُلنَاَ مُحَمَّدٌ r فِي مَكةَ عَشْرَ سِنِينَ لمْ يأَمرْ بِصَلاَةٍ ولاَ صِيَامٍ ولاَ حَج , وإنمَا كَانَ يُرَسِّخُ العَقِيدةَ الصحِيحَةَ في قُلُوبِ أصَّحَابَهِ رضِيَ الله عنهُمْ , ويَدعُوُ الَّناسَ إلىَ الاعتقادِ الصَّحِيحِ , فيَقولُ لَهم (اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلا تُشْرِكُوا , بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُم) رواهُ البُخَارِيُأيُهَاَ المُسلِمُونَ : هَذِهِ كَلِماتٌ يَسِيراتٌ فِي هذِهِ الخُطبةِ عَن مُجَّمَلِ الاعْتِقَادِ الصَحِيحِ : مُعْتَقَدِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ , المَبنِيِّ عَلَى القُرآنِ العَظيمِ وصَحِيحِ السُنَّةِ النَبَوَيَّةِ المُطَهَرَةِ !
فَإنَّنَا : نُؤْمِنُ باللهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ والَيُومِ الآخرِ والقَدرِ خَيرِهِ وشَّرِه.
فَنَشْهَدُ أنَّ اللهَ هوَ الربُ الإلهُ المعْبُودُ ، الواحِدُ المقصُودُ , المُتَفَرِّدُ بِكُلِ كمالٍ ، وَنَعْبُدُهُ وحدَهُ مُخلِصينَ لَهُ الدينَ .
وَنَقُولُ : إنَّ اللهَ هوَ الخالِقُ البارِئُ المُصَوِّرُ الرَّزَّاقُ المُعطِي المانِعُ المُدَبِرُ لجمِيعِ الأُموُر .
وأنَّهُ الأولُ الذي لَيْسَ قبلهُ شَيْءٌ ، الآخِرُ الذِي لَيْسَ بَعَدَهُ شَيْءٌ ، الظاهِرُ الذي ليسَ فوقَهُ شَيْءٌ ، الباطِنُ الذي ليسَ دونَهُ شَيْءٌ .
وَأَنهُ عَلَى العَرْشِ اسْتوَى ، استواءً يلِيقُ بجلالِهِ وعظمتِهِ ! قَالَ اللهُ تَعَالَى (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ) وَمَعْنَى اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ أَيْ : عَلا وَارْتَفَعَ عَلَى الْعَرْش .
ومعَ عُلُوِهِ المطلَقِ وفوقِيَتِهِ ، فَعِلْمُهُ مُحِيطٌ بالظَوَاهِرِ والبَوَاطنِ ، والعالَمِ العُلّويِّ والسُفْلِيِّ ، وهُوَ معَ العِبادِ بِعِلْمِهِ ، يَعْلَمُ جَمِيعَ أَحْوَالِهم ، وهوَ القرَيبُ الْمُجِيبُ .
وهو الرَؤوفُ الرَحِيمُ ، الذي مَا بالعِبادِ من نِعمَةٍ دينِيَةٍ ولا دُنْيَويَةٍ ولا دَفْعُ نِقمَةً إلا مِنْهُ سُبْحَانَه ، فَهُوَ الجَالِبُ للنِّعَمِ ، الدَافِعُ للنِّقَمِ .
ومن رَحمَتِهِ سُبْحَانَهُ : أنَّهُ يَنْزِلُ كُلَّ ليلَةٍ إلى السمَاءِ الدُنيَا يَسْتَعرِضُ حاَجَاتِ العِبادِ حينَ يَبَقى ثُلُثُ الليلِ الآخِرُ , فيَقُولُ : " لا أَسْأَلُ عن عِبَاديِ غَيْرِي ! من ذا الذِي يدْعُوني فأسَّتَجِيبَ لهُ ؟ مِنْ ذَا الذِي يَسْألُنِي فأُعْطِيَهُ ؟ من ذاَ الّذي يستَغْفِرُنِي فأغّفِرَ له ؟ حَتَى يَطْلعَ الفَجْرُ " ، فَهُوَ يَنْزِلُ كَمَا يَشَاءُ وَيَفْعُلُ مَا يُرِيدُ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَمِنْ عَقِيدِتِنَا , مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآَنِ , فَنَعْتَقِدُ : أَنَّ القُرْآَنَ كَلامَ اللهِ مُنَزَّلٌ غَيْرَ مَخْلُوق ، مِنْهُ بَدَأَ ، وَإِلَيْهِ يَعُودُ !!!
وَكَذَلِكَ مِنْ عَقِيدَتِنَا : أَنَّنَا نُؤْمِنُ بِمَا جَاءَ بِهِ الكِتَابَ , وَتَوَاتَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ : أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ تَعَالَى عَيَانَاً جَهْرَةً ، وَأَنَّ نَعِيمَ رُؤْيَتِهِ وَالْفَوْزَ بِرِضْوَانِهِ أَكْبَرُ النَّعِيمِ وَاللَّذَّةِ , قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أُنَاسًا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (نَعَمْ هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ ؟ ) قَالُوا : لا قَالَ (وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ ؟ ) قَالُوا : لا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وَنَعْتَقِدُ : أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ الإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ فَهُوَ مُخَلَّدٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ أَبَدَاً ، وَأَنَّ أَصْحَابَ الْكَبَائِرِ إِذَا مَاتُوا عَلَى غَيْرِ تَوْبَةٍ وَلا حَصَلَ لَهُمْ مُكَفِّرٌ لِذُنُوبِهِمْ وَلا شَفَاعَةٌ , فَإِنَّهُم وَإِنْ دَخَلُوا النَّارَ لا يُخَلَّدُونَ فِيهَا ، وَلا يَبْقَى فِي النَّارِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إِيمَانٍ إِلا خَرَجَ مِنْهَا .
وَأَنَّ الإِيمَانَ يَشْمَلُ : عَقَائِدَ القُلُوبِ وأَعْمَالَهَا ، وَأَعْمَالَ الْجَوَارِحِ وَأَقْوَالَ اللِّسَانِ ، وَأَنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَفِعْلِ الْخَيْرِ ، وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ وَالشَّرِّ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : وَمِنْ عَقِيدَتِنَا أَنَّنَا نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، بَعَثَهُ اللهُ إِلى الإِنْسِ وَالجِنِّ بَشِيرَاً وَنَذِيرَاً ، وَدَاعِيَاً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً ، فَنُعَظِّمُهُ وُنُحِبُّهُ ، وَنُقَدِّمُ مَحَبَّتَهُ عَلَى مَحَبِّةِ الْخَلْقِ كُلِّهِم ، وَنَتَّبِعُهُ فِي أُصُولِ دِينِنِا وَفُرُوعِهِ , وَنُقَدِّمُ قَوْلَهُ وَهَدْيَهُ عَلَى قَوْلِ كُلِّ أَحَدٍ وَهَدَيِهِ .
لَكِنَّنَا لا نَغْلُو فِيهِ وَلا نَرْفَعُهُ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ) رَوَاهُ الْبُخَارِيِّ
وَكَذَلِكَ نُؤْمِنُ بُكِلِّ- كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللهُ ، وَكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللهُ ، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ , الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَدٌ , وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى أَفْضِلِ الْمُصْطَفينَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ , وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِينِ .
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ الاعْتِقَادَ الصَّحِيحَ يُورِثُ الطُّمَأْنِينَةَ وَالرَّاحَةَ فِي الدُّنْيَا وَالنَّجَاةَ فِي الآَخِرِةَ , وَهَذَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ هُوَ مَا عَلَيه عُلَمَاؤُنَا قَدِيمَاً وَحَدِيثَاً , وَنَرْجُو اللهَ أَنْ نَكُونَ سَائِرَينَ عَلَى نَهْجِهِم !
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : وَمِنْ عَقَائِدِنَا -نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ - : أَنَّنَا نُؤْمِنُ بِالقَدَرِ كُلِّهِ ، وَأَنَّ جَمِيعَ أَعْمَالِ الْعِبَادِ - خَيْرِهَا وَشَرِّهَا - قَدْ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُ اللهِ ، وَجَرَى بِهَا قَلَمُهُ ، وَنَفَذَتْ فِيهَا مَشِيئَتُهُ ، وَتَعَلَّقَتْ بِهَا حِكْمَتُهُ ، حَيْثُ خَلَقَ لِلْعِبَادِ قُدْرَةً وَإِرَادَةً ، تَقَعُ بِهَا أَقْوَالُهُمْ وَأَفْعَالُهُمْ بِحَسْبِ مَشِيئَتِهِمْ ، لَمْ يُجْبِرْهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا بَلْ هُمْ مُخْتَارُونَ لَهَا ، وَخَصَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ حَبَّبَ إِلَيْهِم الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِهمْ ، وَكَرَّهَ إِلَيْهِمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ , بِعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَمِن الأُصُولِ التِي نَدِينُ اللهَ بِهَا : النَّصِيحَةُ للهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِم ، وَنَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ ، وَنَأْمُرُ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةِ الأَرْحَامِ , وَنَدْعُو إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ وَمَحَاسِنِهَا ، وَنَنْهَى عَنْ مَسَاوِئِ الأَخْلاقِ وَأَرَاذِلِهَا .
وَنَرَى الجِهَادَ في سَبِيلِ اللهِ مَاضِيَاً مَعَ الْبَرِّ وَالفَاجِرِ مِنْ الحُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنَّهُ ذَرْوَةُ سَنَامِ الدِينِ . جِهَادَ الْعِلْمِ وَالْحُجَّةِ . وَجِهَادَ السِّلاحِ . وَأَنَّهُ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ ُيدَافِعَ عَن الدِينِ بِكُلِّ مُمْكِنٍ وَمُسْتَطَاعٍ .
وَمِن أُصُولِنَا : الْحَثُّ عَلَى جَمْعِ كَلِمَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَالسَّعْيُ فِي تَقْرِيبِ قُلُوبِهِمْ وَتَأْلِيفِهَا ، وَالتَّحْذِيرُ مِن التَّفَرُقِ وَالتَّبَاغُضِ , وَالعَمَلُ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ تُوصِلُ إِلى هَذَا .
وَمِنْ أُصُولِنَا : النَّهْيُ عَنْ أَذِيَّةِ الْخَلْقِ فِي دِمَائِهِم وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ وَجَمِيع ِحُقُوقِهمْ ، وَالأَمْرُ بِالْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ فِي جَمِيعِ الْمُعَامَلاتِ ، وَالنَّدْبُ إِلَى الإِحْسَانِ وَالفَضْلِ فِيهَا .
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ أَفْضَلَ الأُمَمِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَفْضَلُهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُصُوصَاً الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ , وَالْعَشَرَةُ الْمَشْهُودُ لَهُم بِالْجَنِّةِ , وَأَهْلُ بَدْرٍ ، وَأَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ , وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِن الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ .
فَنُحِبُّ الصَّحَابَةَ كُلَّهُمْ وَنَنْشُرُ مَحَاسِنَهُمْ وَنَسْكُتُ عَمَّا قِيلَ فِي مَسَاوِئِهِمْ , بَلْ وَنُدَافِعُ عَنْهُم , وَنَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ بِذَلِكَ , ونَخُصُّ آلَ البَيْتِ بِمَزِيدِ مَحَبَّةٍ وَإِجْلال , لِقُرْبِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَكِنَّنَا لا نَغْلُوا فِيْهِمْ وَلا نَرْفَعُهُمْ فَوْقَ مَنَازِلِهِمْ أَوْ نَدَّعِي لَهُمُ العِصْمَةَ كَمَا يَفْعَلُ مَنْ قَلَّ عِلْمُهُ وأَضَاعَ دِينَه مِمَّنْ غَلا فِي آلِ البَيْتِ , حَتَّى دَعَوْهُم مِنْ دَونِ اللهِ , وِصَاحُوا بِأَعَلَى أَصْوَاتِهِمْ يُنَادُونَهُمْ فِي الشَّدَائِدِ , قال الله تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)
وَمِنْ أُصُولِنَا : أَنَّنَا َنَدِينُ للهِ بِاحْتَرَامِ الْعُلَمَاءِ الْهُدَاةِ وَأَئِمَّةِ الْعَدْلِ ، وَمَنْ لَهُمُ الْمَقَامَاتُ الْعَالِيَةُ فِي الدِّينِ وَالْفَضْلِ الْمُتَنَوِّعِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ .
هَذِهِ -أيها الإخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ- الأُصُولُ الْكُلِّيَّةُ الَّتِي بِهَا نُؤْمِنُ , وَلَهَا نَعْتَقِدُ ، وَإِلَيْهَا نَدْعُو , وَعَنْها نُدَافِع , مَأْخُوذَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَمِنْ صَحِيحِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ !!!
فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعِيذَنَا مِن الشَّكِّ والشِّرْكِ والشِّقَاقِ والنِّفَاقِ وَسُوءِ الأَخْلاقِ ، وَأَنْ يُثَبِّتَنَا عَلى دِينِ نَبِيِّهِم مُحَمِّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الْمَمَاتِ . اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِيننا اَلَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا , وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانا اَلَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا, وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنا اَلَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنا , وَاجْعَلِ اَلْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ, وَاجْعَلْ اَلْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلاةَ أُمُورِنَا وَأَصْلِحْ بِطَانَتَهُم وأَعْوَانَهَم يَارَبَّ العَالـَمِينَ , اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَال َالـُمسْلِمِينَ في كُلِّ مَكَانٍ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَاحِمِينَ , اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ , وَعَلَى آلِهِ وِصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ , وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ .
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ الاعْتِقَادَ الصَّحِيحَ يُورِثُ الطُّمَأْنِينَةَ وَالرَّاحَةَ فِي الدُّنْيَا وَالنَّجَاةَ فِي الآَخِرِةَ , وَهَذَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ هُوَ مَا عَلَيه عُلَمَاؤُنَا قَدِيمَاً وَحَدِيثَاً , وَنَرْجُو اللهَ أَنْ نَكُونَ سَائِرَينَ عَلَى نَهْجِهِم !
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : وَمِنْ عَقَائِدِنَا -نَحْنُ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ - : أَنَّنَا نُؤْمِنُ بِالقَدَرِ كُلِّهِ ، وَأَنَّ جَمِيعَ أَعْمَالِ الْعِبَادِ - خَيْرِهَا وَشَرِّهَا - قَدْ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُ اللهِ ، وَجَرَى بِهَا قَلَمُهُ ، وَنَفَذَتْ فِيهَا مَشِيئَتُهُ ، وَتَعَلَّقَتْ بِهَا حِكْمَتُهُ ، حَيْثُ خَلَقَ لِلْعِبَادِ قُدْرَةً وَإِرَادَةً ، تَقَعُ بِهَا أَقْوَالُهُمْ وَأَفْعَالُهُمْ بِحَسْبِ مَشِيئَتِهِمْ ، لَمْ يُجْبِرْهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا بَلْ هُمْ مُخْتَارُونَ لَهَا ، وَخَصَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ حَبَّبَ إِلَيْهِم الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِهمْ ، وَكَرَّهَ إِلَيْهِمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ , بِعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَمِن الأُصُولِ التِي نَدِينُ اللهَ بِهَا : النَّصِيحَةُ للهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِم ، وَنَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ ، وَنَأْمُرُ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةِ الأَرْحَامِ , وَنَدْعُو إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ وَمَحَاسِنِهَا ، وَنَنْهَى عَنْ مَسَاوِئِ الأَخْلاقِ وَأَرَاذِلِهَا .
وَنَرَى الجِهَادَ في سَبِيلِ اللهِ مَاضِيَاً مَعَ الْبَرِّ وَالفَاجِرِ مِنْ الحُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنَّهُ ذَرْوَةُ سَنَامِ الدِينِ . جِهَادَ الْعِلْمِ وَالْحُجَّةِ . وَجِهَادَ السِّلاحِ . وَأَنَّهُ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ ُيدَافِعَ عَن الدِينِ بِكُلِّ مُمْكِنٍ وَمُسْتَطَاعٍ .
وَمِن أُصُولِنَا : الْحَثُّ عَلَى جَمْعِ كَلِمَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَالسَّعْيُ فِي تَقْرِيبِ قُلُوبِهِمْ وَتَأْلِيفِهَا ، وَالتَّحْذِيرُ مِن التَّفَرُقِ وَالتَّبَاغُضِ , وَالعَمَلُ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ تُوصِلُ إِلى هَذَا .
وَمِنْ أُصُولِنَا : النَّهْيُ عَنْ أَذِيَّةِ الْخَلْقِ فِي دِمَائِهِم وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ وَجَمِيع ِحُقُوقِهمْ ، وَالأَمْرُ بِالْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ فِي جَمِيعِ الْمُعَامَلاتِ ، وَالنَّدْبُ إِلَى الإِحْسَانِ وَالفَضْلِ فِيهَا .
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ أَفْضَلَ الأُمَمِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَفْضَلُهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُصُوصَاً الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ , وَالْعَشَرَةُ الْمَشْهُودُ لَهُم بِالْجَنِّةِ , وَأَهْلُ بَدْرٍ ، وَأَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ , وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِن الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ .
فَنُحِبُّ الصَّحَابَةَ كُلَّهُمْ وَنَنْشُرُ مَحَاسِنَهُمْ وَنَسْكُتُ عَمَّا قِيلَ فِي مَسَاوِئِهِمْ , بَلْ وَنُدَافِعُ عَنْهُم , وَنَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ بِذَلِكَ , ونَخُصُّ آلَ البَيْتِ بِمَزِيدِ مَحَبَّةٍ وَإِجْلال , لِقُرْبِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَكِنَّنَا لا نَغْلُوا فِيْهِمْ وَلا نَرْفَعُهُمْ فَوْقَ مَنَازِلِهِمْ أَوْ نَدَّعِي لَهُمُ العِصْمَةَ كَمَا يَفْعَلُ مَنْ قَلَّ عِلْمُهُ وأَضَاعَ دِينَه مِمَّنْ غَلا فِي آلِ البَيْتِ , حَتَّى دَعَوْهُم مِنْ دَونِ اللهِ , وِصَاحُوا بِأَعَلَى أَصْوَاتِهِمْ يُنَادُونَهُمْ فِي الشَّدَائِدِ , قال الله تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)
وَمِنْ أُصُولِنَا : أَنَّنَا َنَدِينُ للهِ بِاحْتَرَامِ الْعُلَمَاءِ الْهُدَاةِ وَأَئِمَّةِ الْعَدْلِ ، وَمَنْ لَهُمُ الْمَقَامَاتُ الْعَالِيَةُ فِي الدِّينِ وَالْفَضْلِ الْمُتَنَوِّعِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ .
هَذِهِ -أيها الإخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ- الأُصُولُ الْكُلِّيَّةُ الَّتِي بِهَا نُؤْمِنُ , وَلَهَا نَعْتَقِدُ ، وَإِلَيْهَا نَدْعُو , وَعَنْها نُدَافِع , مَأْخُوذَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَمِنْ صَحِيحِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ !!!
فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعِيذَنَا مِن الشَّكِّ والشِّرْكِ والشِّقَاقِ والنِّفَاقِ وَسُوءِ الأَخْلاقِ ، وَأَنْ يُثَبِّتَنَا عَلى دِينِ نَبِيِّهِم مُحَمِّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الْمَمَاتِ . اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِيننا اَلَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا , وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانا اَلَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا, وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنا اَلَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنا , وَاجْعَلِ اَلْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ, وَاجْعَلْ اَلْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلاةَ أُمُورِنَا وَأَصْلِحْ بِطَانَتَهُم وأَعْوَانَهَم يَارَبَّ العَالـَمِينَ , اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَال َالـُمسْلِمِينَ في كُلِّ مَكَانٍ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَاحِمِينَ , اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ , وَعَلَى آلِهِ وِصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ , وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ .
المرفقات
مجمل اعتقاد أهل السنة A4.doc
مجمل اعتقاد أهل السنة A4.doc
مجمل اعتقاد أهل السنة.doc
مجمل اعتقاد أهل السنة.doc