(مجدد الأمة) خطبة الشيخ د.صالح العصيمي الجمعة القادمة 28/1/1436 هـ بإذن الله
أبوبصير الحازمي
1436/01/26 - 2014/11/19 18:56PM
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
إنَّ الْحَمْدَ للهِ،نَحْمَدُهُ،وَنَسْتَعِينُهُ،وَنَسْتَغْفِرُهُ،ونعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنفسِنَا وسَيئاتِ أعمالِنَا،مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ،وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ،وأشهدُ ألَّا إلهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ،تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ،وَخَلِيلُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ،وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛وَاِعْلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ،وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا،وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ،وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ،وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
عبادَ اللهِ،لقدْ كانَ تحطيمُ الرسولِ للأصنامِ،وتكسيرُهُ للأوثَانِ؛أكبرَ ضربةٍ للوثنيةِ،في أرجاءِ الجزيرةِ العربيةِ, وأرسَلَ ، رُسُلَهُ لتحطيمِ بقيةِ الأصنامِ، والأوثانِ، المنتشرةِ في أنحاءِ الجزيرةِ :
يا عُزُّ كُفرانَكِ لا سُبْحانَكِ *** إنِي رأيتُ اللهَ قدْ أهانَكِ
ومَعَ تقادُمِ الزمنِ، وانتشَارِ الْجَهْلِ؛عَادَتْ بعضُ صورِ الجاهليةِ، في بعضِ أنحَاءِ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ، فانتشَرَ الشِّرْكُ في بعضِ بُلْدَانِهَا :
أعادُوا بهَا معنَى سُواعٍ ومثلِهُ *** يغوثُ وَوَدُّ وليسَ ذلك ودِّي
عَاكِفُونَ علَى القبَائِحِ والفَضَائِحِ،يُنَادُونَ منْ لا َيمْلِكُ لنفسِهِ نفعًا وَلَاضرًّا،وَلا موتًا،ولَا حياةً،وَلا نُشورًا،فأعْطُوا لأصحَابِ القبورِ من أنواعِ العباداتِ والاستغاثاتِ،مَا يُندِي الجبينَ،ويُبكِي قُلُبَ الموحِدينَ،بطلبِ المَدَدِ،وَالعَوْنِ،والفَرَجِ،والغَوْثِ،والنَّصْرِ،بِندَاءَاتٍ، وابتهالاتٍ، وتضرُّعَاتٍ شِرْكِيَّــةٍ .
وقدْ هَتَفُوا عندَ الشَّدائِدِ باسمِهَا *** كمَا يهتِفُ المضطَرُّ بالصَّمَدِ الفردِ
فَلَا يُريدُونَ مَنْ يكَدِّرُ عليهِمْ صَفْوَهمْ،فَابتُلِيتْ بَعْضُ الْبُلْدَانِ بِثُلةٍ مِنَ المفسدِينَ، زيــــَّــــــنُوا لهمْ الشركَ،فتجدُ أولَئِكَ الذينَ يوجِّهونَ الشكَاوَى لِأَصْحَابِ الأضرحَةِ؛ زاعِمِينَ أَنَّ صاحِبَ الضريحِ يفصِلُ فيهَا،وَيُبْدِيءُ وَيُعِيدُ،وَبِيَدِهِ حَلُّهُا ورَبْطُهُا، ولرُبَّمَا قدَّمُوا مَعَ هذِهِ الخطَابَاتِ نقودًا منْ أجلِ تحفيزِهِ،فَيُلْقُونَ إِلى الميتِ الذِي لا يملكُ لنفسِهِ نفعًا ولاضرًّا،ولامَوْتاً ولا حياةً وَلَا نُشُورًا، شَكَاوَى، وكأنَّهُ حيُّ يسمعُ،ويقرأُ خِطَاباتِهِمْ، وبينَ أيديهِمْ واقفٌ، يحكمُ بَيْنَهُمْ ويفصلُ ، يُخاطِبونَ الميِّتَ الذِي لوْ ملكَ نفعًا لغيرِهِ، لبادَرَ بنفعِ نفسِهِ،ولَمَنَعَ عنهَا الموتَ؛ خِطَابَ الواثقِ بنصرِهِ،ويخلَعُونَ علَى هَذَا المسكينِ الضعيفِ،صفاتِ التبجيلِ،وأَلقَابَ التعظيمِ،وخطاباتِ التفخِيمِ،وكأَنَّهُ عظيمٌ مِنْ العُظَمَاءِ أو سلطانٌ من السَّلاطينِ، يقفُ بينهمْ،يُنادونَهُ وكأَنَّهُ ذُو قُدرةٍ تَخْرِقُ الحُجُبَ،فتجدُ في رسائلِ هؤلاءِ القُبُوريِيِنَ، الكلماتِ الكفريَةَ،والنداءاتِ الشركيَّةَ، تجدُ منْ هؤلاءِ منْ يتوسلُ بصاحِبِ الضريحِ ،إلَى اللهِ -جلَّ وعلَا - أَو يتوسلُ بهَا إلَى رسولِ اللهِ،بَلْ تَجِدُ مِنهُمْ منْ يتوسَّلُ بربـِّــهِ إِلَى صَاحبِ الضرِيحِ ،أو بِنَبيهِ كقولِ بعضِهمْ : يَا إِمامُ وسطُّتُ اللهَ عليكَ ، أَو كقولِ بعضِهمِ : يا صاحِبَ الضريحِ ،أتوسَّلُ إليكَ بِالنبيِّ ؛ فأنزَلُوا صَاحبَ الضرِيحِ منزلةَ ربِّه - عزَّ وجَلَّ،وَيُرَدِّدُونَ: (مَدَدَ يَا سِيدِي، مدَدَ)،و تجدُ المغلوبِينَ على أمرهِمْ ،المُغَرَّرَ بهِمْ يأتونَ بالقرابِينِ والنذورِ والهباتِ،لتُرْمَى عندَ الضَّريحِ وحَوْلَهُ، رَجَاءَ تفريجِ الكُرُبَاتِ ، فيتلقَّاهَا السَّدَنَةُ الأفَّاكُونَ،ويُعطونَهُمْ وعودًا بأنَّ مطالِبَهُمْ ستتحقَّقُ، ورسائِلَهُمْ وحوائِجَهُمْ إلى صاحبِ المقامِ والضريحِ سترفَعُ، ليعكُفُوا عندَهُ، ويطوفُوا حولَهُ، فيطوفُونَ بهِ كَطوَافِ القُدُومِ ،عَلَى نحوِ مَا يفعَلُ القاصِدُونُ لِبيتِ اللهِ الْعَتِيقِ،ويتمسَّحُونَ بحوائِطِهِ وجدرانِه،يدعُون مَنْ لَا يمْلِكُ لنفسِهِ نَـــفْــعًا،ولا ضرًا ، ولا موتًا،ولا حياةً،ولا نُشورًا،وهم لا يقصِدُونَ المشاهِدَ والقبورَ،إلا طلباً للبركَةِ أو الاستغاثَةِ،أو الدعاَءِ فيذبَحُونَ لهَا،ويطوفونَ بهَا،ويُمَرِّغُونَ الخُدُودَ على أعتَابِهَا، مُحَادَاةً للهِ،ولِرسولِهِ،وَفِعْلُهُمْ هَذَا مُنَافٍ لكلمةِ التوحيدِ؛فَالعبادَةَ لا تكُونُ إلا للهِ -عزَّ وجلَّ -ومن صَرَفَ نوعًا مِنْ أنواعِهَا لغيرِ اللهِ عزَّ وجلَّ ،فقدْ وقعَ فيمَا يـُناقِضُ( لَا إلهَ إلَّا اللهِ) ،فَلَقدْ أَنْزَلُوا أصحَابَ الأضرحةِ منزلةَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ،ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، بلْ وأقامُوا المَوالِدَ السنويَّةَ كقولهِمْ : هذَا مَولِدُ الولِيِّ الفلانِيِّ أو العالمِ الفلانِيِّ، فعندَ المشهدِ الحسينِيِّ المزعُومِ يَقَعُ مَا يُندِيِ الجبينَ ،ويقرِّحُ قلوبَ الموحدِينَ ؛ حيثُ يبدَأُ الاستعدادُ قبلَ المَوْلِدِ بأسبوعٍ،بِنَصْبِ السُّرادِقِ فِي السَّاحَاتِ المُحِيطَةِ حولَ المسْجِدِ ،لاستقبالِ جُمُوعِ النَّاسِ المتوافدِينَ لزيَارَةِ الضَّريحِ المزعُومِ،حيثُ يبدأُ مشايخُ الطرقِ الصوفيَّةِ بالانتشارِ في هذهِ الساحاتِ،وحولَهُمْ الاتباعُ، ويبدؤُونهُ بالرقصِ والطَّرَبِ ،ويَصِلُونَ إِلَى مراحلَ مِنَ السُّكْرِ والهَيَجَانِ والإغْمَاءِ ،حتَّى آذانَ الفجرِ، لا يُوقفُهُمْ عَنْ غِيِّهِـِمْ أذَانٌ،ولا صَلاةٌ ، وَتجدُ المغلوبِينَ على أمرهِمْ ،المغرَّرَ بهِمْ،وَهُمْ يَطُوفُونَ حَوْلَ الضَّريحِ، رَجَاءَ تفريجِ الكُرُبَاتِ،وَالسَّدَنَةُ الأفَّاكُونَ،يُعْطُونَهُمْ وعُودًا بأنَّ مطالِبَهُمْ ستتحقَّقُ ،وِبِأَنَّ رسائِلَهُمْ وحوائِجَهُمْ إلى صَاحِبِ المَقامِ والضريحِ سَتُرفَعُ ، وهكَذَا يتكرَّرُ هَذَا العيدُ الشِّرْكِيُّ فِي كُلِّ عَامٍ،أَمَّا العيدُ الأسبوعِيُّ؛فحدِّثْ عَنْهُ وَلا حرَجْ، فَعندَ الصنَمِ الذي يُعبدُ في طنطَا -المُسمَّى بضريحِ أو مقامِ البدوِيِّ- ما يُفتِّتُ الكبودَ، حيثُ يتوافدُ في صبيحةِ كلِّ يومِ جمعةٍ،من كلِّ أسبوعٍ،إِلَى هَذَا الصَّنَمِ الآلافُ؛ ليعكُفُوا عندَهُ، ويطوفُوا حولَهُ، ويتمسحُوا بحوائِطِهِ وجدرانِهِ،وَهَذِهِ صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ اِتِّخَاذِ الْقُبُورِ أَعْيَادًا ،يَقُولُ أَحَدُ الدُّعَاةِ: شاهدتُ امرأَةً تَقِفُ أمامَ الضريحِ ، وتتضرَّعُ إليهِ وتتوسَّلُ،وترجُوهُ رجاءَ الخائفِ ، وتدعُوهُ دعاءَ المذْنِبِ الذليلِ،وقدْ أَبْكَتِ القلوبَ من شدَّةِ بُكَائِهَا،وهِيَ تَرْجُوهُ أن يُفَرِّجَ همَّهَا،ومَا علِمَتْ أنَّهَا تدعُو مَنْ لَا يمْلِكُ لنفسِهِ نفعًا ولا ضرًا،ولا موتًا،ولا حياةً،ولا نُشورًا،إِنَّ هذِهِ المنكراتِ لا تُرضِي عَاقِلاً من العقلاَءِ؛فَضْلًا عَنْ مُوَحِّدٍ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ؛يتحلَّقُ حولَ الصنَمِ،أهلُ الفُسوقِ،وكبارُ العُصَاةِ،والمجرمونَ،وَالمُدمِنُونَ للخُمورِ،وينخرطُ هؤلاءِ في كُلِّ لَيْلَةٍ فِي مجالسُ الذكْرِ الَّتِي يَزْعُمُونَهَا،وَهِيَ أَشْبَهُ مَا تَكُونُ بِحَفَلَاتِ الرَّقْصِ.
عبادَ اللهِ، لقدْ كانتْ بعضُ هذهِ المشاهِدِ في بَعْضِ مُدُنِ بِلَادِنَا،وإن اختلفتْ فِي الصُّورةِ، فقدِ اتفقَتْ في المضمونِ والجوهرِ، قبلَ أن يتفِقَ الإمامُ المجدِّدُ محمدٌ بنُ عبدِ الوهابِ- رحمهُ اللهُ - معَ الإِمَامِ الحاكِمِ المُصْلِحِ ،محمدٍ بِنِ سعودٍ - رحمهُ اللهُ - عَلَى هدمِهَا ،وتقويضِ أركانِهَا ؛ حَيْثُ قَامُوا بِقطْعِ الأشجَارِ،التِي تُعْبَدُ منْ دونِ الواحدِ القهارِ،وقامُوا بهدْمِ القِبَابِ،والمساجِدِ المبنيَةِ على قبورِ الصحابةِ،فَهَدَمُوا القُبِّةَ الَّتِي على قبْرِ زيدِ بنِ الخطابِ،رضي اللهُ عَنْهُ، هذهِ القبةُ التي وُضعتْ على الباطلِ، وضلَّ بهَا الناسُ عَنِ الهُدَى، وَالإمامُ محمدَ بنَ عبدِ الوهابِ-رحمهُ اللهُ- مَا جَاءَ بِجَدِيدٍ،بَلْ جاءَ مُجدِّدًا ومُحيِيًا لمَا دعَا لهُ رسولُ اللهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،منَ التوحيدِ الخالِصِ، ونَفْيِ الشركِ بِجَمِيعِ صُورِهِ,ولَقَدْ ذُمَّ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ أَعْدَاءِ التَّوْحِيدِ،كَمَا ذُمَّ مَنْ سَبَقَهُ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ وَالصَّلَاحِ، وَسَبَبُ عَدَاوَتِهِمْ لَهُ؛لِأَنَّهُ هَدَمَ أَسْباَبَ الشركِ،وخرَّبَ بُنْيَانَ الباطلِ،ودَعَا إلَى التوحيدِ ، وكتابُ التوحيدِ لَهُ خَيْرُ شاهدٍ علَى ذلِكَ،وكلامُ الأعداءِ فيهِ غيرُ مقْبُولٍ . فَالإمامَ محمدَ بنَ عبدِ الوهابِ -رحمَهُ اللهُ - جدَّدَ ما اندرَسَ من أمورِ الدِّينِ ،فِي مجتمَعِهِ، وَحَاربَ كُلَّ صورِ الشركِ من عبَادَةِ الأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛فالَّذِينَ لَهُمْ مَذْهَبٌ جَدِيدٌ؛تَجِدْ لَهُمْ تَعَالِيمَ،وَإِرْشَادَاتٍ، وَأَفْكَارًا،وَكُتُبًا خَاصَّةً؛يَنْشُرُونَ مِنْ خِلَالِهَا تَعَالِيمَهُمْ،أَمَّا شَيْخُنَا فَلَيْسَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ؛بَلْ كُتُبُهُ لَا تَجِدُ فِيهَا غَيْرَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ،وَقَالَ رَسُولُهُ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وَآثَارَ الصَّحَابَةِ،وَسَلَفِ الْأُمَّةِ . وقدْ واصلَ - رَحِمَهُ اللهُ- دعوَتَهُ حَتَّى وَصلَتِ الأخبارُ ألى الإمَامِ الصنعَانِي - رحمَهُ اللهُ- تَتَحَدَّثُ عن جُهُودِ الإمامِ محمدٍ بنِ عبدِ الوهابِ رحمَهُ اللهُ ؛ فتَاقتْ نفسُهُ إلى لِقَائِهِ،فرحًا بصنِيعِهِ فقالَ : الأَبْيَاتِ التي سَارتْ بهَا الركبَانُ ومنهَا :
سـَلاَمِـي عَـلَـى نَـجْــدٍ وَمَـــنْ حـَــلَّ فِـــيِ نـَجْــدِ وَإِنْ كَـانَ تَسْـلِـيـمِـيِ عـَـلَى الـبــُعْــدِ لَا يـُـجْــدِي
قِـفِي واِســْأَلِي عـَــــنْ عـَـالِـمٍ حـَــــلَّ سـُوحـَـهـَا بـِهِ يهـتَـِدي مــَنْ ضَــلَّ عــَـنْ مـنْهـجِ الـُّرشْــدِ
مُـحــَــمَّــدُ الــهـَـادِي لـــسُـــــــنَّـةِ أَحْــمَــدَ فَــيـَا حــبـَّـذَا الـهــَادِي ويـــَا حـبـَّــذَا الـمـَـهْـدِي
وَقَـــدْ جـــــَـاءَتِ الأْخْــبـــَـــارُ عــَــنْـهُ بـــأَنَّــهُ يـُعـِيدُ لَـنَا الـشَّـرْعَ الـشَّـرِيـفَ بــِمَا يـُـبْدِي
وَيـَـنْـشُـرُ جـَهـْـرًا مــَــا طــَــوَى كـُـلُّ جـَاهِــلٍ وَمـُـبـْـتـَـدِعٍ مـِنـْهُ ،فـَوَافـَقَ مـَا عـِنـْدِي
وَيـَعـْمُرُ أَرْكَانَ الشَّرِيعَةِ هـَادِمـًا مَشَاهـِدَ ضـَـلَّ الـنـَّاسُ فـِيهـَا عَـنِ الـرُّشـْـدِ
أَعــَـادُوا بـِهـَا مَعــْـنـَى سـُـوَاعٍ وَمِثْـلـِـهِ يـَـغُـوثَ وَوَدَّ ، بـِـئْـسَ ذَلِـكَ مـِـنْ وِدِّ
وَقَـدْ هَتَـفـُوا عـِــنـْـدَ الـشَّـدَائـِـدِ بِاسـْـمِهـَا كـَمَا يـَهْـتِـفُ الـمُـضْـطَـرَّ بـِالصَّـمَـدِ الـْـفَـرْدِ
وَكَمْ عـَـقَرُوا فـِـي ِسُوحِهَا مـِـنْ عَـقِـيـرَةٍ أُهِـلَّتْ لـِغَـيْـرِ اللهِ جـَهـْـرًا عـَـلَى عـَمـْـدٍ
وَكَمْ طـَائـِفٍ حـَـوْلَ القُـبُـورِ مُـقــْبِـلٍ وَمُـسْـتَـلـِـمِ الْأَرْكَانِ مِـنْهـُنَّ بِالـْـيَـدِ
عبادَ اللهِ:إنَّ الحملَةَ الشَّعْوَاءَ التي شنَّهَا الأعداءُ،علَى الإمَام المجدِّدِ،محمدٍ بنِ عبدِ الوهابِ - أنارَ اللهُ عَلَيهِ قبرَهُ،وفِي الفرْدوسِ الأعلَى جعلَ مثواهُ ومنزَلَهُ- ماهِيَ إلا حملةٌ علَى جَنَابِ التوحيدِ ، يروجُ لهَا أولئكَ الذينَ فُتنُوا بدعَاءِ الموتَى . إِنَّهَا سُنَّةُ اللهِ،جَلَّ وَعَلَا،فِي أَصْحَابِ الْمَنْهَجِ الْحَقِّ،وَالدَّعْوَةِ الصَّحِيحَةِ؛فَلَابُدَّ أَنْ يَتَلَقَّى أَصْحَابُهَا الْأَذَى،وَلَابُدَّ مِنْ صَبْرٍ،وَمُجَاهَدَةٍ وَتَحَمُّلٍ لِلْأَذَى،فَهُوَ الطَّرِيقُ الْحَقُّ الَّذِي لَا طَرِيقَ غَيْرُهُ،قَالَ تَعَالَى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)،وَاللهِ كَمْ يُحْزِنُنَا ذَمُّهُمْ لِدَعْوَةِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ،رَحِمَهُ اللهُ! أَسَفًا وَحُزْنًا عَلَيْهِمء؛لِأَنَّهُمْ ضَلَّوا عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ،بَلْ وَحَارَبُوهُ،وَأَسَفًا وَحُزْنًا لِإِمَامِنَا وَشَيخِنَا؛الَّذِي ظُلِمَ وَبُهِتَ؛إِلَّا أَنَّنَا فِي نَفْسِ الْوَقْتِ نَسْتَبْشِرُ بِهَذّا الذَّمِّ؛حَيْثُ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ مِنْ تَلَقِّينَا هَذَا الْأَذَى الْكَثِيرِ بِذَمِّهِمْ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُبَارَكَةِ،وَلَكِنَّ اللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ،وَهُوَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ،وَلِكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ،وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ). هَذَا هُوَ الْمَنْهَجُ الَّذِي سَارَ عَلَيْهِ شيخُ الإسلامِ محمدُ بنُ عبدِ الوهابِ -رحِمَهُ الله-،وتلامذتُهُ مِنْ بعدِهِ،والأئمةُ المُصلِحُونَ، وعلَى رأسِهِمْ الإمامُ محمدُ بنُ سعودٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَأَحْفَادُهُ مِنْ بَعْدِهِ،وستَظلُّ هَذِهِ الدَّعْوةُ منصُورةً إلى قيامِ السَّاعَةِ،بحولِ اللهِ وقوتِهِ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ..
================================
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ،وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ،وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ،تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ،وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.أمَّا بَعْدُ .. فَاِتَّقُوا اللهَ-عِبَادَ اللهِ-حَقَّ التَّقْوَى،وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى،وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى .
عبادَ اللهِ،دَعْوَةُ شيْخُ الإِسْلَامِ محمدٌ بن عبدِ الوهابِ-رَحِمَهُ الله- سُرَّ بِهَا العُقَلَاءُ،وَاِغْتَمَّ مِنْهَا الْجُهَلَاءُ؛فَحَارَبُوهُ؛فَصِرَاعُ الْحَقِّ والْبَاطِلِ مُستَمِرٌ حَتَّى يرثَ اللهُ الأَرْضَ ومنْ عليهَا،فَرَحِمَهُ اللهُ مِن إمَامٍ قَامَ بِحقِّ الإِسْلامِ خيرَ قيامٍ ،فلنْ تضُرَّهُ حَمْلَةُ أَعْدَائِهِ،ولنْ تُوقِفَ أتبَاعَهُ الَّذِينَ سَارُوا مِثْلَهُ علَى نهجِ النبِيِّ- - منْ مواصَلةِ الدعْوةِ،وهدمِ الْبِدعةِ،حملَاتُ الذينَ يُريدونَ أنْ يَتَحَوَّلَ عَالَمُنَا الْإِسْلَامِيُّ إِلَى مُرتَعٍ للجَاهِليةِ،وَمَلاعِبَ للوثَنِيَّةِ،وَلَكِنَّ اللهَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ؛فَهُوَ حَامِي دِينَهُ،وَسَتَسْتَمِرُّ هذِهِ البلَادُ - بإذنِ اللهِ - معْقِلاً لِلْتَوْحِيدِ بفضلِ اللهِ ورحْمَتِهِ،ثم بِفَضلِ جهودِ هذهِ الدولةِ المباركَةِ،مهمَا تَعَاقَبَ الْمُلُوكُ،فالمنهَجُ بفضلِ اللهِ وَاحِدٌ ،والهدَفُ وَاحِدٌ، اللهمَّ اِجْعَلْنَا مِمنْ خَافَكَ واتَّــقَاكَ،واتَّــبَعَ رضْوَنَكَ،وسَارَ عَلَى نهجِ خليلِكَ ومُصْطَفَاكَ، اللهمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ والمُسْلِمِينَ ،وأَذِّلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ،اللهمَّ اِرْفَعْ عَلَمَ الجِهَادِ واقْمَعْ أَهْلَ الشِّرْكِ والعِنَادِ،يَا مَنْ إليهِ المُرتَجَى،و إليهِ المعادُ،اللهمَّ نجِّ عبَادَكَ المُسْتَـضْعَــفِينَ مِنَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ،وَاُنْصُرْ كُلَّ مَنْ حَمَلَ رايةَ التوحِيدِ وجاهَدَ أَعْدَاءَهُ،اللهمَّ اِهْدِ وُلَاةَ أمورِ المسلمينَ عامةً، وَولَاةَ أمورِنَا خاصَّةً لما تُحبُّ وترضَى,اللهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى،وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى،وَأَعِنْهُ عَلَى الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، وَاِجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ،اللهمَّ أمِّنَّا يومَ الفزعِ الأكبرِ،واجْعَلْنَا ممنْ يُبشرُونَ بِروْحٍ وريحَانٍ،وربٍّ راضٍ غَيرِ غضبانَ،رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً،وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً،وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . سُبْحَانَكَ رَبَّنَا رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ والْحَمْدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ، وَأَقِمِ الصَّلاةَ .
إنَّ الْحَمْدَ للهِ،نَحْمَدُهُ،وَنَسْتَعِينُهُ،وَنَسْتَغْفِرُهُ،ونعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنفسِنَا وسَيئاتِ أعمالِنَا،مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ،وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ،وأشهدُ ألَّا إلهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ،تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ،وَخَلِيلُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ،وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛وَاِعْلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ،وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا،وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ،وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ،وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
عبادَ اللهِ،لقدْ كانَ تحطيمُ الرسولِ للأصنامِ،وتكسيرُهُ للأوثَانِ؛أكبرَ ضربةٍ للوثنيةِ،في أرجاءِ الجزيرةِ العربيةِ, وأرسَلَ ، رُسُلَهُ لتحطيمِ بقيةِ الأصنامِ، والأوثانِ، المنتشرةِ في أنحاءِ الجزيرةِ :
يا عُزُّ كُفرانَكِ لا سُبْحانَكِ *** إنِي رأيتُ اللهَ قدْ أهانَكِ
ومَعَ تقادُمِ الزمنِ، وانتشَارِ الْجَهْلِ؛عَادَتْ بعضُ صورِ الجاهليةِ، في بعضِ أنحَاءِ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ، فانتشَرَ الشِّرْكُ في بعضِ بُلْدَانِهَا :
أعادُوا بهَا معنَى سُواعٍ ومثلِهُ *** يغوثُ وَوَدُّ وليسَ ذلك ودِّي
عَاكِفُونَ علَى القبَائِحِ والفَضَائِحِ،يُنَادُونَ منْ لا َيمْلِكُ لنفسِهِ نفعًا وَلَاضرًّا،وَلا موتًا،ولَا حياةً،وَلا نُشورًا،فأعْطُوا لأصحَابِ القبورِ من أنواعِ العباداتِ والاستغاثاتِ،مَا يُندِي الجبينَ،ويُبكِي قُلُبَ الموحِدينَ،بطلبِ المَدَدِ،وَالعَوْنِ،والفَرَجِ،والغَوْثِ،والنَّصْرِ،بِندَاءَاتٍ، وابتهالاتٍ، وتضرُّعَاتٍ شِرْكِيَّــةٍ .
وقدْ هَتَفُوا عندَ الشَّدائِدِ باسمِهَا *** كمَا يهتِفُ المضطَرُّ بالصَّمَدِ الفردِ
فَلَا يُريدُونَ مَنْ يكَدِّرُ عليهِمْ صَفْوَهمْ،فَابتُلِيتْ بَعْضُ الْبُلْدَانِ بِثُلةٍ مِنَ المفسدِينَ، زيــــَّــــــنُوا لهمْ الشركَ،فتجدُ أولَئِكَ الذينَ يوجِّهونَ الشكَاوَى لِأَصْحَابِ الأضرحَةِ؛ زاعِمِينَ أَنَّ صاحِبَ الضريحِ يفصِلُ فيهَا،وَيُبْدِيءُ وَيُعِيدُ،وَبِيَدِهِ حَلُّهُا ورَبْطُهُا، ولرُبَّمَا قدَّمُوا مَعَ هذِهِ الخطَابَاتِ نقودًا منْ أجلِ تحفيزِهِ،فَيُلْقُونَ إِلى الميتِ الذِي لا يملكُ لنفسِهِ نفعًا ولاضرًّا،ولامَوْتاً ولا حياةً وَلَا نُشُورًا، شَكَاوَى، وكأنَّهُ حيُّ يسمعُ،ويقرأُ خِطَاباتِهِمْ، وبينَ أيديهِمْ واقفٌ، يحكمُ بَيْنَهُمْ ويفصلُ ، يُخاطِبونَ الميِّتَ الذِي لوْ ملكَ نفعًا لغيرِهِ، لبادَرَ بنفعِ نفسِهِ،ولَمَنَعَ عنهَا الموتَ؛ خِطَابَ الواثقِ بنصرِهِ،ويخلَعُونَ علَى هَذَا المسكينِ الضعيفِ،صفاتِ التبجيلِ،وأَلقَابَ التعظيمِ،وخطاباتِ التفخِيمِ،وكأَنَّهُ عظيمٌ مِنْ العُظَمَاءِ أو سلطانٌ من السَّلاطينِ، يقفُ بينهمْ،يُنادونَهُ وكأَنَّهُ ذُو قُدرةٍ تَخْرِقُ الحُجُبَ،فتجدُ في رسائلِ هؤلاءِ القُبُوريِيِنَ، الكلماتِ الكفريَةَ،والنداءاتِ الشركيَّةَ، تجدُ منْ هؤلاءِ منْ يتوسلُ بصاحِبِ الضريحِ ،إلَى اللهِ -جلَّ وعلَا - أَو يتوسلُ بهَا إلَى رسولِ اللهِ،بَلْ تَجِدُ مِنهُمْ منْ يتوسَّلُ بربـِّــهِ إِلَى صَاحبِ الضرِيحِ ،أو بِنَبيهِ كقولِ بعضِهمْ : يَا إِمامُ وسطُّتُ اللهَ عليكَ ، أَو كقولِ بعضِهمِ : يا صاحِبَ الضريحِ ،أتوسَّلُ إليكَ بِالنبيِّ ؛ فأنزَلُوا صَاحبَ الضرِيحِ منزلةَ ربِّه - عزَّ وجَلَّ،وَيُرَدِّدُونَ: (مَدَدَ يَا سِيدِي، مدَدَ)،و تجدُ المغلوبِينَ على أمرهِمْ ،المُغَرَّرَ بهِمْ يأتونَ بالقرابِينِ والنذورِ والهباتِ،لتُرْمَى عندَ الضَّريحِ وحَوْلَهُ، رَجَاءَ تفريجِ الكُرُبَاتِ ، فيتلقَّاهَا السَّدَنَةُ الأفَّاكُونَ،ويُعطونَهُمْ وعودًا بأنَّ مطالِبَهُمْ ستتحقَّقُ، ورسائِلَهُمْ وحوائِجَهُمْ إلى صاحبِ المقامِ والضريحِ سترفَعُ، ليعكُفُوا عندَهُ، ويطوفُوا حولَهُ، فيطوفُونَ بهِ كَطوَافِ القُدُومِ ،عَلَى نحوِ مَا يفعَلُ القاصِدُونُ لِبيتِ اللهِ الْعَتِيقِ،ويتمسَّحُونَ بحوائِطِهِ وجدرانِه،يدعُون مَنْ لَا يمْلِكُ لنفسِهِ نَـــفْــعًا،ولا ضرًا ، ولا موتًا،ولا حياةً،ولا نُشورًا،وهم لا يقصِدُونَ المشاهِدَ والقبورَ،إلا طلباً للبركَةِ أو الاستغاثَةِ،أو الدعاَءِ فيذبَحُونَ لهَا،ويطوفونَ بهَا،ويُمَرِّغُونَ الخُدُودَ على أعتَابِهَا، مُحَادَاةً للهِ،ولِرسولِهِ،وَفِعْلُهُمْ هَذَا مُنَافٍ لكلمةِ التوحيدِ؛فَالعبادَةَ لا تكُونُ إلا للهِ -عزَّ وجلَّ -ومن صَرَفَ نوعًا مِنْ أنواعِهَا لغيرِ اللهِ عزَّ وجلَّ ،فقدْ وقعَ فيمَا يـُناقِضُ( لَا إلهَ إلَّا اللهِ) ،فَلَقدْ أَنْزَلُوا أصحَابَ الأضرحةِ منزلةَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ،ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، بلْ وأقامُوا المَوالِدَ السنويَّةَ كقولهِمْ : هذَا مَولِدُ الولِيِّ الفلانِيِّ أو العالمِ الفلانِيِّ، فعندَ المشهدِ الحسينِيِّ المزعُومِ يَقَعُ مَا يُندِيِ الجبينَ ،ويقرِّحُ قلوبَ الموحدِينَ ؛ حيثُ يبدَأُ الاستعدادُ قبلَ المَوْلِدِ بأسبوعٍ،بِنَصْبِ السُّرادِقِ فِي السَّاحَاتِ المُحِيطَةِ حولَ المسْجِدِ ،لاستقبالِ جُمُوعِ النَّاسِ المتوافدِينَ لزيَارَةِ الضَّريحِ المزعُومِ،حيثُ يبدأُ مشايخُ الطرقِ الصوفيَّةِ بالانتشارِ في هذهِ الساحاتِ،وحولَهُمْ الاتباعُ، ويبدؤُونهُ بالرقصِ والطَّرَبِ ،ويَصِلُونَ إِلَى مراحلَ مِنَ السُّكْرِ والهَيَجَانِ والإغْمَاءِ ،حتَّى آذانَ الفجرِ، لا يُوقفُهُمْ عَنْ غِيِّهِـِمْ أذَانٌ،ولا صَلاةٌ ، وَتجدُ المغلوبِينَ على أمرهِمْ ،المغرَّرَ بهِمْ،وَهُمْ يَطُوفُونَ حَوْلَ الضَّريحِ، رَجَاءَ تفريجِ الكُرُبَاتِ،وَالسَّدَنَةُ الأفَّاكُونَ،يُعْطُونَهُمْ وعُودًا بأنَّ مطالِبَهُمْ ستتحقَّقُ ،وِبِأَنَّ رسائِلَهُمْ وحوائِجَهُمْ إلى صَاحِبِ المَقامِ والضريحِ سَتُرفَعُ ، وهكَذَا يتكرَّرُ هَذَا العيدُ الشِّرْكِيُّ فِي كُلِّ عَامٍ،أَمَّا العيدُ الأسبوعِيُّ؛فحدِّثْ عَنْهُ وَلا حرَجْ، فَعندَ الصنَمِ الذي يُعبدُ في طنطَا -المُسمَّى بضريحِ أو مقامِ البدوِيِّ- ما يُفتِّتُ الكبودَ، حيثُ يتوافدُ في صبيحةِ كلِّ يومِ جمعةٍ،من كلِّ أسبوعٍ،إِلَى هَذَا الصَّنَمِ الآلافُ؛ ليعكُفُوا عندَهُ، ويطوفُوا حولَهُ، ويتمسحُوا بحوائِطِهِ وجدرانِهِ،وَهَذِهِ صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ اِتِّخَاذِ الْقُبُورِ أَعْيَادًا ،يَقُولُ أَحَدُ الدُّعَاةِ: شاهدتُ امرأَةً تَقِفُ أمامَ الضريحِ ، وتتضرَّعُ إليهِ وتتوسَّلُ،وترجُوهُ رجاءَ الخائفِ ، وتدعُوهُ دعاءَ المذْنِبِ الذليلِ،وقدْ أَبْكَتِ القلوبَ من شدَّةِ بُكَائِهَا،وهِيَ تَرْجُوهُ أن يُفَرِّجَ همَّهَا،ومَا علِمَتْ أنَّهَا تدعُو مَنْ لَا يمْلِكُ لنفسِهِ نفعًا ولا ضرًا،ولا موتًا،ولا حياةً،ولا نُشورًا،إِنَّ هذِهِ المنكراتِ لا تُرضِي عَاقِلاً من العقلاَءِ؛فَضْلًا عَنْ مُوَحِّدٍ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ؛يتحلَّقُ حولَ الصنَمِ،أهلُ الفُسوقِ،وكبارُ العُصَاةِ،والمجرمونَ،وَالمُدمِنُونَ للخُمورِ،وينخرطُ هؤلاءِ في كُلِّ لَيْلَةٍ فِي مجالسُ الذكْرِ الَّتِي يَزْعُمُونَهَا،وَهِيَ أَشْبَهُ مَا تَكُونُ بِحَفَلَاتِ الرَّقْصِ.
عبادَ اللهِ، لقدْ كانتْ بعضُ هذهِ المشاهِدِ في بَعْضِ مُدُنِ بِلَادِنَا،وإن اختلفتْ فِي الصُّورةِ، فقدِ اتفقَتْ في المضمونِ والجوهرِ، قبلَ أن يتفِقَ الإمامُ المجدِّدُ محمدٌ بنُ عبدِ الوهابِ- رحمهُ اللهُ - معَ الإِمَامِ الحاكِمِ المُصْلِحِ ،محمدٍ بِنِ سعودٍ - رحمهُ اللهُ - عَلَى هدمِهَا ،وتقويضِ أركانِهَا ؛ حَيْثُ قَامُوا بِقطْعِ الأشجَارِ،التِي تُعْبَدُ منْ دونِ الواحدِ القهارِ،وقامُوا بهدْمِ القِبَابِ،والمساجِدِ المبنيَةِ على قبورِ الصحابةِ،فَهَدَمُوا القُبِّةَ الَّتِي على قبْرِ زيدِ بنِ الخطابِ،رضي اللهُ عَنْهُ، هذهِ القبةُ التي وُضعتْ على الباطلِ، وضلَّ بهَا الناسُ عَنِ الهُدَى، وَالإمامُ محمدَ بنَ عبدِ الوهابِ-رحمهُ اللهُ- مَا جَاءَ بِجَدِيدٍ،بَلْ جاءَ مُجدِّدًا ومُحيِيًا لمَا دعَا لهُ رسولُ اللهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،منَ التوحيدِ الخالِصِ، ونَفْيِ الشركِ بِجَمِيعِ صُورِهِ,ولَقَدْ ذُمَّ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ أَعْدَاءِ التَّوْحِيدِ،كَمَا ذُمَّ مَنْ سَبَقَهُ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ وَالصَّلَاحِ، وَسَبَبُ عَدَاوَتِهِمْ لَهُ؛لِأَنَّهُ هَدَمَ أَسْباَبَ الشركِ،وخرَّبَ بُنْيَانَ الباطلِ،ودَعَا إلَى التوحيدِ ، وكتابُ التوحيدِ لَهُ خَيْرُ شاهدٍ علَى ذلِكَ،وكلامُ الأعداءِ فيهِ غيرُ مقْبُولٍ . فَالإمامَ محمدَ بنَ عبدِ الوهابِ -رحمَهُ اللهُ - جدَّدَ ما اندرَسَ من أمورِ الدِّينِ ،فِي مجتمَعِهِ، وَحَاربَ كُلَّ صورِ الشركِ من عبَادَةِ الأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛فالَّذِينَ لَهُمْ مَذْهَبٌ جَدِيدٌ؛تَجِدْ لَهُمْ تَعَالِيمَ،وَإِرْشَادَاتٍ، وَأَفْكَارًا،وَكُتُبًا خَاصَّةً؛يَنْشُرُونَ مِنْ خِلَالِهَا تَعَالِيمَهُمْ،أَمَّا شَيْخُنَا فَلَيْسَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ؛بَلْ كُتُبُهُ لَا تَجِدُ فِيهَا غَيْرَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ،وَقَالَ رَسُولُهُ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وَآثَارَ الصَّحَابَةِ،وَسَلَفِ الْأُمَّةِ . وقدْ واصلَ - رَحِمَهُ اللهُ- دعوَتَهُ حَتَّى وَصلَتِ الأخبارُ ألى الإمَامِ الصنعَانِي - رحمَهُ اللهُ- تَتَحَدَّثُ عن جُهُودِ الإمامِ محمدٍ بنِ عبدِ الوهابِ رحمَهُ اللهُ ؛ فتَاقتْ نفسُهُ إلى لِقَائِهِ،فرحًا بصنِيعِهِ فقالَ : الأَبْيَاتِ التي سَارتْ بهَا الركبَانُ ومنهَا :
سـَلاَمِـي عَـلَـى نَـجْــدٍ وَمَـــنْ حـَــلَّ فِـــيِ نـَجْــدِ وَإِنْ كَـانَ تَسْـلِـيـمِـيِ عـَـلَى الـبــُعْــدِ لَا يـُـجْــدِي
قِـفِي واِســْأَلِي عـَــــنْ عـَـالِـمٍ حـَــــلَّ سـُوحـَـهـَا بـِهِ يهـتَـِدي مــَنْ ضَــلَّ عــَـنْ مـنْهـجِ الـُّرشْــدِ
مُـحــَــمَّــدُ الــهـَـادِي لـــسُـــــــنَّـةِ أَحْــمَــدَ فَــيـَا حــبـَّـذَا الـهــَادِي ويـــَا حـبـَّــذَا الـمـَـهْـدِي
وَقَـــدْ جـــــَـاءَتِ الأْخْــبـــَـــارُ عــَــنْـهُ بـــأَنَّــهُ يـُعـِيدُ لَـنَا الـشَّـرْعَ الـشَّـرِيـفَ بــِمَا يـُـبْدِي
وَيـَـنْـشُـرُ جـَهـْـرًا مــَــا طــَــوَى كـُـلُّ جـَاهِــلٍ وَمـُـبـْـتـَـدِعٍ مـِنـْهُ ،فـَوَافـَقَ مـَا عـِنـْدِي
وَيـَعـْمُرُ أَرْكَانَ الشَّرِيعَةِ هـَادِمـًا مَشَاهـِدَ ضـَـلَّ الـنـَّاسُ فـِيهـَا عَـنِ الـرُّشـْـدِ
أَعــَـادُوا بـِهـَا مَعــْـنـَى سـُـوَاعٍ وَمِثْـلـِـهِ يـَـغُـوثَ وَوَدَّ ، بـِـئْـسَ ذَلِـكَ مـِـنْ وِدِّ
وَقَـدْ هَتَـفـُوا عـِــنـْـدَ الـشَّـدَائـِـدِ بِاسـْـمِهـَا كـَمَا يـَهْـتِـفُ الـمُـضْـطَـرَّ بـِالصَّـمَـدِ الـْـفَـرْدِ
وَكَمْ عـَـقَرُوا فـِـي ِسُوحِهَا مـِـنْ عَـقِـيـرَةٍ أُهِـلَّتْ لـِغَـيْـرِ اللهِ جـَهـْـرًا عـَـلَى عـَمـْـدٍ
وَكَمْ طـَائـِفٍ حـَـوْلَ القُـبُـورِ مُـقــْبِـلٍ وَمُـسْـتَـلـِـمِ الْأَرْكَانِ مِـنْهـُنَّ بِالـْـيَـدِ
عبادَ اللهِ:إنَّ الحملَةَ الشَّعْوَاءَ التي شنَّهَا الأعداءُ،علَى الإمَام المجدِّدِ،محمدٍ بنِ عبدِ الوهابِ - أنارَ اللهُ عَلَيهِ قبرَهُ،وفِي الفرْدوسِ الأعلَى جعلَ مثواهُ ومنزَلَهُ- ماهِيَ إلا حملةٌ علَى جَنَابِ التوحيدِ ، يروجُ لهَا أولئكَ الذينَ فُتنُوا بدعَاءِ الموتَى . إِنَّهَا سُنَّةُ اللهِ،جَلَّ وَعَلَا،فِي أَصْحَابِ الْمَنْهَجِ الْحَقِّ،وَالدَّعْوَةِ الصَّحِيحَةِ؛فَلَابُدَّ أَنْ يَتَلَقَّى أَصْحَابُهَا الْأَذَى،وَلَابُدَّ مِنْ صَبْرٍ،وَمُجَاهَدَةٍ وَتَحَمُّلٍ لِلْأَذَى،فَهُوَ الطَّرِيقُ الْحَقُّ الَّذِي لَا طَرِيقَ غَيْرُهُ،قَالَ تَعَالَى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)،وَاللهِ كَمْ يُحْزِنُنَا ذَمُّهُمْ لِدَعْوَةِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ،رَحِمَهُ اللهُ! أَسَفًا وَحُزْنًا عَلَيْهِمء؛لِأَنَّهُمْ ضَلَّوا عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ،بَلْ وَحَارَبُوهُ،وَأَسَفًا وَحُزْنًا لِإِمَامِنَا وَشَيخِنَا؛الَّذِي ظُلِمَ وَبُهِتَ؛إِلَّا أَنَّنَا فِي نَفْسِ الْوَقْتِ نَسْتَبْشِرُ بِهَذّا الذَّمِّ؛حَيْثُ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ مِنْ تَلَقِّينَا هَذَا الْأَذَى الْكَثِيرِ بِذَمِّهِمْ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُبَارَكَةِ،وَلَكِنَّ اللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ،وَهُوَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ،وَلِكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ،وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ). هَذَا هُوَ الْمَنْهَجُ الَّذِي سَارَ عَلَيْهِ شيخُ الإسلامِ محمدُ بنُ عبدِ الوهابِ -رحِمَهُ الله-،وتلامذتُهُ مِنْ بعدِهِ،والأئمةُ المُصلِحُونَ، وعلَى رأسِهِمْ الإمامُ محمدُ بنُ سعودٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَأَحْفَادُهُ مِنْ بَعْدِهِ،وستَظلُّ هَذِهِ الدَّعْوةُ منصُورةً إلى قيامِ السَّاعَةِ،بحولِ اللهِ وقوتِهِ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ..
================================
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ،وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ،وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ،تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ،وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.أمَّا بَعْدُ .. فَاِتَّقُوا اللهَ-عِبَادَ اللهِ-حَقَّ التَّقْوَى،وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى،وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى .
عبادَ اللهِ،دَعْوَةُ شيْخُ الإِسْلَامِ محمدٌ بن عبدِ الوهابِ-رَحِمَهُ الله- سُرَّ بِهَا العُقَلَاءُ،وَاِغْتَمَّ مِنْهَا الْجُهَلَاءُ؛فَحَارَبُوهُ؛فَصِرَاعُ الْحَقِّ والْبَاطِلِ مُستَمِرٌ حَتَّى يرثَ اللهُ الأَرْضَ ومنْ عليهَا،فَرَحِمَهُ اللهُ مِن إمَامٍ قَامَ بِحقِّ الإِسْلامِ خيرَ قيامٍ ،فلنْ تضُرَّهُ حَمْلَةُ أَعْدَائِهِ،ولنْ تُوقِفَ أتبَاعَهُ الَّذِينَ سَارُوا مِثْلَهُ علَى نهجِ النبِيِّ- - منْ مواصَلةِ الدعْوةِ،وهدمِ الْبِدعةِ،حملَاتُ الذينَ يُريدونَ أنْ يَتَحَوَّلَ عَالَمُنَا الْإِسْلَامِيُّ إِلَى مُرتَعٍ للجَاهِليةِ،وَمَلاعِبَ للوثَنِيَّةِ،وَلَكِنَّ اللهَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ؛فَهُوَ حَامِي دِينَهُ،وَسَتَسْتَمِرُّ هذِهِ البلَادُ - بإذنِ اللهِ - معْقِلاً لِلْتَوْحِيدِ بفضلِ اللهِ ورحْمَتِهِ،ثم بِفَضلِ جهودِ هذهِ الدولةِ المباركَةِ،مهمَا تَعَاقَبَ الْمُلُوكُ،فالمنهَجُ بفضلِ اللهِ وَاحِدٌ ،والهدَفُ وَاحِدٌ، اللهمَّ اِجْعَلْنَا مِمنْ خَافَكَ واتَّــقَاكَ،واتَّــبَعَ رضْوَنَكَ،وسَارَ عَلَى نهجِ خليلِكَ ومُصْطَفَاكَ، اللهمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ والمُسْلِمِينَ ،وأَذِّلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ،اللهمَّ اِرْفَعْ عَلَمَ الجِهَادِ واقْمَعْ أَهْلَ الشِّرْكِ والعِنَادِ،يَا مَنْ إليهِ المُرتَجَى،و إليهِ المعادُ،اللهمَّ نجِّ عبَادَكَ المُسْتَـضْعَــفِينَ مِنَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ،وَاُنْصُرْ كُلَّ مَنْ حَمَلَ رايةَ التوحِيدِ وجاهَدَ أَعْدَاءَهُ،اللهمَّ اِهْدِ وُلَاةَ أمورِ المسلمينَ عامةً، وَولَاةَ أمورِنَا خاصَّةً لما تُحبُّ وترضَى,اللهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى،وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى،وَأَعِنْهُ عَلَى الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، وَاِجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ،اللهمَّ أمِّنَّا يومَ الفزعِ الأكبرِ،واجْعَلْنَا ممنْ يُبشرُونَ بِروْحٍ وريحَانٍ،وربٍّ راضٍ غَيرِ غضبانَ،رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً،وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً،وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . سُبْحَانَكَ رَبَّنَا رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ والْحَمْدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ، وَأَقِمِ الصَّلاةَ .
المرفقات
مجدد الأمة.pdf
مجدد الأمة.pdf
مجدد الأمة مشكولة.docx
مجدد الأمة مشكولة.docx
غير مشكولة مجدد الأمة.docx
غير مشكولة مجدد الأمة.docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق