متى تلين حجارتنا؟!
عاصم بن محمد الغامدي
1437/09/09 - 2016/06/14 21:28PM
[align=justify][align=justify]متى تلين حجارتنا؟!
الخطبة الأولى:
الحمدلله الذي جلّ وجهه، وعز ثناؤه، وتقدست ذاته، وتباركت أسماؤه، وعلت كلمته، وعظمت آلاؤه، أحمده تعالى على أن هدانا لدينه القويم، حمدًا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، وأشكره أن جعلنا من أتباع نبيه الكريم، شكرًا أستمد به مواد نفحاته المديدة، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، بالهدى ودين الحق أرسله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فاتقوه كما أمر، وانتهوا عما نهى عنه وزجر، واعلموا أنه مطلع على السرائر، يعلم مكنون الصدور وما تخفي الضمائر، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا}.
أيها المسلمون:
ينبغي للمؤمن كلما أحدث ذنبًا، أن يحدث توبة، فإن الذنوب لا تزال بصاحبها حتى تجعل قلبه قاسيًا، لا تؤثر فيه المواعظ، ولا تنفعه الآيات، عياذًا بالله.
وهذا شهر رمضان، خير شهور السنة، فيه ليلة القدر، شرع الله فيه من العبادات ما لم يشرعه في غيره، يكثر فيه ذكر الله، يزداد فيه القلب تعلقًا بالله، تقل فيه شهوات النفوس والأجسام، لا تنقطع تلاوة القرآن في المساجد والبيوت، تكثر فيه دواعي التوبة والإنابة، تتحقق فيه أسباب الانكسار والخشية، فإذا لم يكن في ذلك دواء لقسوة قلوبنا، فما الدواء؟ وإذا لم يشعر المرء برقة في هذا الشهر فلم لا يفتش عن سبب حرمانه؟ وإذا لم يقبل على الله سائلًا الرحمة، والخشية ورقة القلب فمتى يقبل؟ وإذا لم يُقَرّبه صيامه من الانكسار لله، والخضوع بين يديه، فما الذي سيفعل؟
عباد الله:
هل تتخيلون أن بعض القلوب أقسى من الحجارة؟
هل تتخيلون أن من الحجارة ما يتشقق ليسمح بمرور الماء والأنهار، وأن من القلوب ما لا يُمر آية لربه، ولا يفتح طريقًا لموعظة؟
قسوة القلوب داء خفي، يعاقب الله به المصرين على المعاصي والذنوب، {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}.
ومن آثار هذه القسوة، التعرض لعقاب الله: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}.
وحرمان المرء من التضرع لله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم}.
والهشاشة أمام الفتن: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم}.
وهذا التكرار القرآني، يسترعي الانتباه لهذه القضية الخطيرة، فلا يليق بالمؤمن بعد ذلك أن يتساهل في الأسباب التي تؤدي إلى قسوة قلبه، فإن آثارها خطيرة، في الدنيا والآخرة.
وليست قسوة القلوب طريقًا لارتكاب المعاصي فقط، بل قد تكون عقابًا من الله تعالى، لمرتكب المعصية، قال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}.
ومعاقبة الله تعالى على الذنب بالذنب، وتنكيله على الخطيئة بالخطيئة، له شواهد في كتابه جل جلاله، منها قوله سبحانه: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}، وقوله: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا}، وهكذا فقد يعاقب الله الإنسان على قسوة القلب إذا لم يداوها بمزيد منها، عياذًا بالله تعالى.
عباد الله:
إذا قسا القلب، خسر من القدرة على الاتصال بالله تعالى، ومناجاته، والاطراح بين يديه، بقدر قسوته، بل إن الله سبحانه قد يقدر على العباد كوارث كونية، ليدفعهم إلى التعلق به ومناجاته، والتضرع له، ولكن من ابتلي بقسوة القلب يعجز عن الوصول إلى هذا المكان الرفيع، قال الله سبحانه: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يصل الأمر بقساة القلوب إذا قصروا في طاعة الله، إلى التماس المخارج لأنفسهم بتأويل نصوص الوحي لتوافق أهواءهم، قال تعالى: {وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه}.
فأي شؤم لقسوة القلب أكبر من هذا؟
عباد الله:
إن تكرار المعاصي من أبرز أسباب قسوة القلب، وإن من المعاصي التي قد يُغفل عنها، البعد عن ذكر الله تعالى، يقول الله جل جلاله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}، فانظر كيف أورثهم بعد العهد عن كتاب الله قسوة في قلوبهم.
وفي الإشارة إلى هذه العلاقة بين نسيان الذكر وقسوة القلب تنبيه للمؤمنين، حتى لا تجرفهم بحار الغفلة، إلى غياهب الضياع.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
عباد الله:
إن قدر الدعاء مستقر في نفوس المؤمنين، وإذا عظم قدرُ الداعي، كان لدعائه مزيد اهتمام وعناية.
فما ظنكم بدعاء دعا به خير الملائكة عليهم السلام، وأمّن عليه خير البشر صلى الله عليه وسلم؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرَ فقال: "آمين، آمين، آمين"، فقيل: يا رسولَ الله، إنك صعدتَ المنبرَ فقلت: "آمين، آمين، آمين"! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ جبريلَ عليه السلام أتاني فقال: من أدركَ شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخلَ النار فأبعَدَه الله، قل: آمين، قلتُ: آمين". [أخرجه ابن خزيمة، وابن حبان، وصححه الألباني].
عباد الله:
هذا ثلث الشهر قد انقضى، وقد توافرت فيه أسباب عديدة لترق القلوب، فمن لم يرق قلبه فليفتش عن السبب، فربما استمر على تفريطه في الصلوات، أو انشغل عن مداواة قلبه بمتابعة المسلسلات، أو صام بطنه ولم تصم جوارحه، وكل ذلك يُخشى على صاحبه أن يشمله هذا الدعاء، نسأل الله السلامة والعافية.
عباد الله:
لقد أخبرنا كتاب الله عن فئام من الناس حين يحضرهم الموت يعلنون التوبة ويستغفرون الله، ولكن هل هذا هو وقت التوبة والاستغفار؟ يقول الله: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّـَئاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الانَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوَلئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} ونحن لا نزال في الفترة الممكنة، والتوبة إلى الله تحتاج قرارًا فوريًا عاجلاً، قرارًا لا يحتمل التأجيل ثانية واحدة، قرارًا يجب أن يدشن الآن، قبل أن تفوت الفرصة.
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا}.
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا.
اللهم اجعلنا ممن صام هذا الشهر وقامه إيمانًا واحتسابًا على الوجه الذي يرضيك عنا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها، علانيتها وسرها.
اللهم إنا نسألك الخشية منك، ونعوذ بك من قسوة القلب.
اللهم اجعلنا في هذا الشهر من عتقائك من النار.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك.
اللهم من أرادنا وديننا وبلادنا وبلاد المسلمين بسوء فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره يا قوي يا عزيز.[/align][/align]
الخطبة الأولى:
الحمدلله الذي جلّ وجهه، وعز ثناؤه، وتقدست ذاته، وتباركت أسماؤه، وعلت كلمته، وعظمت آلاؤه، أحمده تعالى على أن هدانا لدينه القويم، حمدًا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، وأشكره أن جعلنا من أتباع نبيه الكريم، شكرًا أستمد به مواد نفحاته المديدة، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، بالهدى ودين الحق أرسله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فاتقوه كما أمر، وانتهوا عما نهى عنه وزجر، واعلموا أنه مطلع على السرائر، يعلم مكنون الصدور وما تخفي الضمائر، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا}.
أيها المسلمون:
ينبغي للمؤمن كلما أحدث ذنبًا، أن يحدث توبة، فإن الذنوب لا تزال بصاحبها حتى تجعل قلبه قاسيًا، لا تؤثر فيه المواعظ، ولا تنفعه الآيات، عياذًا بالله.
وهذا شهر رمضان، خير شهور السنة، فيه ليلة القدر، شرع الله فيه من العبادات ما لم يشرعه في غيره، يكثر فيه ذكر الله، يزداد فيه القلب تعلقًا بالله، تقل فيه شهوات النفوس والأجسام، لا تنقطع تلاوة القرآن في المساجد والبيوت، تكثر فيه دواعي التوبة والإنابة، تتحقق فيه أسباب الانكسار والخشية، فإذا لم يكن في ذلك دواء لقسوة قلوبنا، فما الدواء؟ وإذا لم يشعر المرء برقة في هذا الشهر فلم لا يفتش عن سبب حرمانه؟ وإذا لم يقبل على الله سائلًا الرحمة، والخشية ورقة القلب فمتى يقبل؟ وإذا لم يُقَرّبه صيامه من الانكسار لله، والخضوع بين يديه، فما الذي سيفعل؟
عباد الله:
هل تتخيلون أن بعض القلوب أقسى من الحجارة؟
هل تتخيلون أن من الحجارة ما يتشقق ليسمح بمرور الماء والأنهار، وأن من القلوب ما لا يُمر آية لربه، ولا يفتح طريقًا لموعظة؟
قسوة القلوب داء خفي، يعاقب الله به المصرين على المعاصي والذنوب، {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}.
ومن آثار هذه القسوة، التعرض لعقاب الله: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}.
وحرمان المرء من التضرع لله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم}.
والهشاشة أمام الفتن: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم}.
وهذا التكرار القرآني، يسترعي الانتباه لهذه القضية الخطيرة، فلا يليق بالمؤمن بعد ذلك أن يتساهل في الأسباب التي تؤدي إلى قسوة قلبه، فإن آثارها خطيرة، في الدنيا والآخرة.
وليست قسوة القلوب طريقًا لارتكاب المعاصي فقط، بل قد تكون عقابًا من الله تعالى، لمرتكب المعصية، قال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}.
ومعاقبة الله تعالى على الذنب بالذنب، وتنكيله على الخطيئة بالخطيئة، له شواهد في كتابه جل جلاله، منها قوله سبحانه: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}، وقوله: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا}، وهكذا فقد يعاقب الله الإنسان على قسوة القلب إذا لم يداوها بمزيد منها، عياذًا بالله تعالى.
عباد الله:
إذا قسا القلب، خسر من القدرة على الاتصال بالله تعالى، ومناجاته، والاطراح بين يديه، بقدر قسوته، بل إن الله سبحانه قد يقدر على العباد كوارث كونية، ليدفعهم إلى التعلق به ومناجاته، والتضرع له، ولكن من ابتلي بقسوة القلب يعجز عن الوصول إلى هذا المكان الرفيع، قال الله سبحانه: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يصل الأمر بقساة القلوب إذا قصروا في طاعة الله، إلى التماس المخارج لأنفسهم بتأويل نصوص الوحي لتوافق أهواءهم، قال تعالى: {وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه}.
فأي شؤم لقسوة القلب أكبر من هذا؟
عباد الله:
إن تكرار المعاصي من أبرز أسباب قسوة القلب، وإن من المعاصي التي قد يُغفل عنها، البعد عن ذكر الله تعالى، يقول الله جل جلاله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}، فانظر كيف أورثهم بعد العهد عن كتاب الله قسوة في قلوبهم.
وفي الإشارة إلى هذه العلاقة بين نسيان الذكر وقسوة القلب تنبيه للمؤمنين، حتى لا تجرفهم بحار الغفلة، إلى غياهب الضياع.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
عباد الله:
إن قدر الدعاء مستقر في نفوس المؤمنين، وإذا عظم قدرُ الداعي، كان لدعائه مزيد اهتمام وعناية.
فما ظنكم بدعاء دعا به خير الملائكة عليهم السلام، وأمّن عليه خير البشر صلى الله عليه وسلم؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرَ فقال: "آمين، آمين، آمين"، فقيل: يا رسولَ الله، إنك صعدتَ المنبرَ فقلت: "آمين، آمين، آمين"! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ جبريلَ عليه السلام أتاني فقال: من أدركَ شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخلَ النار فأبعَدَه الله، قل: آمين، قلتُ: آمين". [أخرجه ابن خزيمة، وابن حبان، وصححه الألباني].
عباد الله:
هذا ثلث الشهر قد انقضى، وقد توافرت فيه أسباب عديدة لترق القلوب، فمن لم يرق قلبه فليفتش عن السبب، فربما استمر على تفريطه في الصلوات، أو انشغل عن مداواة قلبه بمتابعة المسلسلات، أو صام بطنه ولم تصم جوارحه، وكل ذلك يُخشى على صاحبه أن يشمله هذا الدعاء، نسأل الله السلامة والعافية.
عباد الله:
لقد أخبرنا كتاب الله عن فئام من الناس حين يحضرهم الموت يعلنون التوبة ويستغفرون الله، ولكن هل هذا هو وقت التوبة والاستغفار؟ يقول الله: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّـَئاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الانَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوَلئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} ونحن لا نزال في الفترة الممكنة، والتوبة إلى الله تحتاج قرارًا فوريًا عاجلاً، قرارًا لا يحتمل التأجيل ثانية واحدة، قرارًا يجب أن يدشن الآن، قبل أن تفوت الفرصة.
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا}.
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا.
اللهم اجعلنا ممن صام هذا الشهر وقامه إيمانًا واحتسابًا على الوجه الذي يرضيك عنا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها، علانيتها وسرها.
اللهم إنا نسألك الخشية منك، ونعوذ بك من قسوة القلب.
اللهم اجعلنا في هذا الشهر من عتقائك من النار.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك.
اللهم من أرادنا وديننا وبلادنا وبلاد المسلمين بسوء فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره يا قوي يا عزيز.[/align][/align]