( مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ )

مبارك العشوان 1
1445/07/27 - 2024/02/08 04:26AM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ  وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ ... )  

وَلَمَّا خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ وَصَلَّى بِالنَّاسِ وَخَطَبَ؛ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: ( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ  وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ  يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا  ) [ رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ]

وَفِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ؛ عَنِ المُغِيرَةَ بنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلمَ، فَقَالَ: ( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي ).

عِبَادَ اللهِ: الغَيْرَةُ عَلَى الأَعْرَاضِ مَكْرُمَةٌ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ؛ وَشِيمَةٌ مِنْ شِيَمِ الرِّجَالِ؛ بَلْ إِنَّهَا فِطْرَةٌ فُطِرَ عَلَيْهَا العُقَلَاءُ الأَسْوِيَاءُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؛ تَغَارُ المَرَأَةُ عَلَى عِرْضِهَا، وَيَغَارُ عَلَيْهَا وَلِيُّهَا، بَلْ يَغَارُ المُسْلِمُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمَةٍ أَنْ يُدَنَّسَ عِرْضُهَا.

وحَتَّى فِي الجَاهِلِيَّةِ؛ قَبْلَ الإِسْلَامِ؛ كَانُوا يَغَارُونَ عَلَى أَعْرَاضِهِمْ، وَيَدْفَعُونَ نُحُورَهُمْ دُونَ حُرُمَاتِهِمْ.

وَجَاءَ الإِسْلَامُ بِإِتْمَامِ هَذَا الخُلُقِ الكَرِيمِ، وَأَعْلَى شَأْنَهُ  وَأَثْنَى عَلَى أَهْلِهِ، وَذَمَّ أَشَدَّ الذَّمِّ مَنْ لَا غَيْرَةَ لَهُ، وَمَنْ يَرْضَى الخَبَثَ فِي أَهْلِهِ.

جَاءَ الإِسْلَامُ بِكُلِّ مَا فِيهِ حِفْظٌ لِلْمَحَارِمِ؛ وَوِقَايَةٌ لَهُمْ مِنَ الفَوَاحِشِ وَالرَّذَائِلِ.

فَأَمَرَ المَرْأَةَ بِالقَرَارِ فِي بَيتِهَا، وَأَوْجَبَ الحِجَابَ عَلَيهَا  وَقَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [ الأحزاب  59- 60]

جَاءَ الإِسْلَامُ بِالتَّحْذِيرِ مِنْ دُخُولِ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ   فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ ). [ رَوْاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ  ]

جَاءَ الإِسْلَامُ بِالنَّهْيِ عَنْ خَلْوَةِ الرَّجُلِ بِالمَرْأَةِ؛ وَبَيَّنَ أَنَّهُ مَا خَلَا رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثُهُمَا.

جَاءَ الإِسْلَامُ فَنَهَى المَرْأَةَ أَنْ تُسَافِرَ مِنْ غَيْرِ مَحْرَمٍ.

جَاءَ الإِسْلَامُ بِغَضِّ البَصَرِ، وَنَهَى عَنْ إِطْلَاقِهِ فِيمَا يَحْرُمُ.

كُلُّ هَذَا وَغَيْرُهُ؛ حِفْظًا لِلْفَضِيْلَةِ، وَتَجَنُّبًا لِلسُّوءِ وَالرَّذِيلَةِ.

ثُمَّ اعْلَمُوا - عِبَادَ اللهِ – أّنَّ غَيْرَةَ الرَّجُلِ عَلَى المَرْأَةِ؛ مِنْ أَعْظَمِ الإِحْسَانِ إِلَيهَا؛ لَا كَمَا يُصَوِّرُهَا أَهْلُ البَاطِلِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَقَنَوَاتٍ؛ بِأَنَّهَا تَضْيِيقٌ عَلَى المَرَأَةِ، وَتَحَكُّمٌ فِي تَصَرُّفَاتِهَا، وَشَكٌّ فِيهَا، وَتَخْويِنٌ لَهَا.

وَكَذَبُوا - وَاللهِ - وَافْتَرَوا، فَغَيْرَةُ الرَّجُلِ عَلَى المَرْأَةِ لَا تَعْنِي الشَّكَّ فِيهَا وَإِسَاءَةَ الظَّنِّ بِهَا، بَلْ هِيَ تَكْرِيمٌ لَهَا، وَقِيَامٌ بِأَمَانَتِهِ وَمَسْؤُولِيَّتِهِ التِي تَحَمَّلَهَا.

غَيْرَةُ الرَّجُلِ عَلَى المَرْأَةِ؛ حِمَايَةٌ لَهَا، وَصِيَانَةٌ لِعِرْضِهَا.

غَيْرَةُ الرَّجُلِ عَلَى المَرْأَةِ؛ مِنْ تَمَامِ نُصْحِهِ، وَمِنْ كَمَالِ مَحَبَّتِهِ، وَمِنْ حُسْنِ عِشْرَتِهِ.

عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ تَمَامِ غَيْرَةِ الرَّجُلِ أَلَّا يُعَرِّضَ مَحَارِمَهُ لِلْفِتَنِ؛ يَفْتِنَّ أَوْ يُفْتَنَّ، وَأَلَّا يَتَسَاهَلَ أَبَدًا فِيمَا يَخْدِشُ حَيَاءَهَنَّ، وَيُفْسِدُ شَرَفَهُنَّ، وَيُطْمِعُ مَرْضَى القُلُوبِ فِيهِنَّ.

لَا يَرْضَى أَبَدًا أَنْ يَتَبَرَّجْنَ، وَلَا أَنْ يَتَسَاهَلْنَ بِالحِجَابِ، وَلَا أَنْ يَخْضَعْنَ لِلرِّجَالِ بِالقَولِ.

مِنْ تَمَامِ غَيْرَةِ الرَّجُلِ، وَكَمَالِ قَوَامَتِهِ: تَرْبِيَةُ أَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ مُنْذُ الصِّغَرِ عَلَى الحِشْمَةِ وَالحَيَاءِ وَلُزُومِ الأَدَبِ فِي أَقْوَلِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ.

تَرْبِيَتُهُمْ عَلَى النُّفْرَةِ مِنَ الفَوَاحِشِ، وَإِبْعَادُهْمْ عَنْ أَصْحَابِ السُّوءِ، وَالتَّجَمُعَاتِ المَشْبُوهَةِ، وَتَحْذِيْرُهُمْ وَالحَذَرُ عَلَيْهِمْ مِنَ القُدُوَاتِ السَّيِّئَةِ؛ مِنْ صُحْبَتِهِمْ أَوْ مُتَابَعَتِهِمْ عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ.

يُرَبِّي أَوْلَادَهُ عَلَى التَّأَسِّي بِالصَّالِحِينَ، وَبَنَاتَهُ عَلَى التَّأَسِّي بِالصَّالِحِات؛ مِنْ نِسَاءِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى يَوْمِنَا؛ وَلَا يَزَالُ الخَيْرُ فِي النَّاسِ بَاقٍ، وَالصَّالِحُونَ وَالصَّالِحَاتُ كَثِيرٌ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أمَّا بَعدُ: وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الغَيْرَةَ فِطْرَةٌ فُطِرَ الإِنْسَانُ عَلَيْهَا  إِلَّا أَنَّهَا قَدْ تَضْعُفُ أَوْ تَزُولُ.

وَلِذَلِكَ أَسْبَابٌ يَجِبُ الحَذَرُ مِنْهَا.

مِنْ أَشَدِّهَا: كَثْرَةُ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّهَا تُمِيتُ القُلُوبَ وَتُغَطِّيهَا فَلَا يَعْرِفُ صَاحِبُهَا مُعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا.

وَمِنْهَا: مُخَالَطَةُ أَهْلِ الفِسْقِ وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُمْ، وَذَهَبَتْ غَيْرَتُهُمْ؛ فَالجَلِيسُ يُؤَثِّرُ فِي جَلِيسِهِ وَلَا شَكَّ.

وَمِنْ ذَلِكَ: الجَهْلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ وَتَعَالِيمِهَا؛ فِيمَا يَخُصُّ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ، وَفِيمَا يَخُصُّ اللِّبَاسَ وَالزِّينَةَ وَنَحْوِ ذَلِكَ.

وَالجَهْلُ بِخُطُورَةِ مَوْتِ الغَيْرَةِ، وَمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ المُنَكَرَاتِ وَالعَوَاقِبِ الوَخِيمَةِ.

أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ - رَحِمَكُمُ اللهُ - وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مَسْؤُولُونَ أَمَامَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَمَّا تَحَمَّلْتُمْ مِنَ الأَمَانَةِ فِي أَهْلِكُمْ.

يَقُوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  )وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) [ رَوْاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ  ]

وَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ ، إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) [ رَوْاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ  ]

المَسْؤُولِيَّةُ - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَظِيمَةٌ؛ وَقَدْ تَكُونُ فِي زَمَانِنَا هَذَا أَعْظَمُ مِنْهَا قَبْلَهُ.

وَأَبْشِرُوا يَا مَنْ رَبَّيْتُمْ فَأَحْسَنْتُمُ التَّرْبِيَةَ؛ أَبْشِرُوا يَا مَنْ رَبَّيْتُمْ عَلَى العِفَّةِ وَالحَيَاءِ وَالأَخْلَاقِ الفَاضِلَةِ؛ أَبْشِرُوا يَا مَنْ اِجْتَهَدْتُمْ  وَصَبَرْتُمْ وَصَابَرْتُمْ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1707355547_مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ.pdf

1707355564_مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ.docx

المشاهدات 905 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا