مالكم لاترجون لله وقارا

محسن الشامي
1433/06/24 - 2012/05/15 11:04AM
الحمد لله حمد الشاكرين وأثني عليه ثناء الذاكرين أحمده تبارك وتعالى وأثني عليه الخير كله لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه وجه أكرم الوجوه وجاه أعظم الجاه العزيز من أعز والذليل من أذل والكريم من أكرم والمهين من أهان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تعظيمٍ لجنابه وإيمانٍ بعظمته وجلاله وكبريائه وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله الداعي إلى صراط الله المستقيم ودينه القويم صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
عباد الله فَأُوصِيكُم ـوَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "
إخوة الايمان :إنَّ ديننا الإسلامي دينٌ عظيم مبني على التعظيم لله عزَّ وجل والتعظيم لشرعه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }وكلما قويَ التعظيمُ في القلب أذعنَ وانقادَ واستسلمَ وأطاعَ ، وإذا انحلَّ القلبُ من التعظيم تمرَّدَ على هذا الدين بل وتحوَّلَ عبداً ساخراً مستهزئاً متهكما قال صلى الله عليه وسلم ((أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ؛ أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ))
وإذا كان تعظيم الله عز وجل ـ هو سبيل المرسلين فقد ظهر في الآونة الأخيرة ما ينقض ذلك؛ إذ استفحل التطاول على ربنا ـ عز وجل ـ والانتقاص من جناب مقام نبينا الأكرم ـ صلى الله عليه وسلم ـوالاستخفاف بالدين وشعائره وحرماته، وصارت هذه «الردة المغلَّظة» في مؤلفات وروايات وعبر مواقع شبكات المعلومات. وتولّى كبر ذلك فئام من منافقي هذه الأمة وزنادقتها
أيها المسلمون تطاول أقزامُ الدنمارك والنرويج على مقام المطصفى صلى الله عليه وسلم، وما وربي عجبنا من تطاولهم لأنهم قوم ما عرفوا الله ساعة ، ولكن العجب أن يتطاول من ينتسبون الى الاسلام ومن أبناء بلاد الحرمين على المقام الأعظم ، على مقامِ عظيمِ الأكوان كلها ألا وهو الله الله جل جلاله ما أعظمَ الاسم وما أجلَّ المسمى فنقول لهؤلاء ويحكم مالكم { مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته؟ { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} مالكم لا تعظمون الله الذي اذا اضطربت الأوراحُ فلا تسكن إلا بحبه وفزعت القلوبُ فلا تطمئن إلا بذكره واختلطت العقول فلا تزكو إلا بمعرفته ، وماتت القلوبُ فلا تحيا إلا بنسيم لطفه وقربه ، وأحاطت مكارهُ الحوادث فلا نجاةَ إلا برحمته وتواترتِ المخاوفُ والمتالفُ فلا حفظَ إلا بكلاءته{ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ}نعم يا أمة محمد تتطاول كاتبة من أبناء هذا البلد وقد سبقها منهم على شاكلتها من أحفاد الزنادقة ومنافقي هذه الأمة تطاولت تلك الكاتبة وكتبت بيدها ألفاظاً خطيرةً، تجاوزت فيها حُدودَ الأدبِ مع اللهِ تعالى لقد أساءة إساءةً بالغةً في حقِّ الله، من خلال تلك التغريدة التي نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ومن ذلك:تشبيهها صوتَ مغنٍّ بصوت الله جل جلاله تعالى الله عما تقولُ علواً كبيراً. نستغفر الله نستغفر الله نستغفر الله عما يقولون ونبرأ إلى الله عما يتفوهون ونعوذ بالله مما يمكرون أمة لااله الا الله بعض الناس والله لو سُب في نفسه وطُعن في عرضه لأنكر بمراتب الإنكار الثلاثة، بقلبه ولسانه ويده، لكن أن يُطعنَ في الدِّين، وأن يُسبَ اللهُ ربُّ العالمين، ويُسبَ رسوله الأمين ، ويُسبَ كتابه المبين فلا يتمعَّرَ له وجه ، ولا يتفطر له قلب فلا اله الا الله بل والله إنني أخشى أن تحل علينا عقوبة عاجلة ، لما نراه من التساهل في جناب الله وجناب رسوله صلى الله عليه وسلم . فاللهم سلم إخوة الدين والعقيدة :إن النيل من ذات الله تعالى، جريمةٌ آثمة وخطبٌ جلل قال تعالى{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً}يقول ابن تيمية رحمه الله:"إن سبَّ الله أو سبَّ رسوله كفرٌ ظاهرًا و باطنًا وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل".
معاشر المسلمين : إنَّ الاستهزاءُ بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بشيءٍ من شرائع الإسلام وأحكام الدين ردةٌ عن الإسلام وجريمةٌ عظمى ومصيبةٌ كبرى لا تصدُر من قلبٍ مؤمن ، فوجود هذا الاستهزاء دليلٌ على الكفر وذهاب الإيمان ولهذا قال الله تعالى في سورة التوبة التي تسمى الفاضحة لأن الله سبحانه وتعالى فضح فيها المنافقين وهتك أستارهم وكشف عن مخازيهم يقول عز وجل : { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ }إنَّه الإجرام الفظيع والتعدي الشنيع أن يتطاولَ إنسانٌ خَلَقه اللهُ عز وجل ومنَّ عليه بالسمع والبصر والفؤاد والحواس فيتلفظ لسانه او تكتب أنامله تطاولاً على الجبار جل جلاله ، أو تطاولاً على شرع الله عزَّ وجل ، أو تهكماً واستهزاءً برسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم ، أو تعدِّياً على شيءٍ من شرع الله وأحكام الله دون أن يستشعر ذلك المنافق قول الحبيب عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري وغيره (( وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ )) .
أيها المؤمنون: وفي ظل وجود مثل هذه الآفة وصدور مثل هذه الأقاويل في كلماتٍ تُكتب وألفاظٍ تسطَّر من أناسٍ هم من بني جلدتنا ومن أبناء المسلمين وفي ديار المسلمين تتأكد المسئولية ويعظم الواجب في صيانة الأبناء وحفظ النشء ، وقد قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } إنه أيها المؤمنون خطرٌ عظيم يداهم أبناء المسلمين من هنا وهناك من خلال وسائل انفتحت على الناس فجرَّت بلاءً عظيما وشراً مستطيرا ؛ يجلس الواحد من أبناء المسلمين مع ضعفٍ في العلم وقلةٍ في الفهم وعدم بصيرةٍ بالاعتقاد يجلس أمام قنوات فضائية مسمومة ومواقع في الشبكة العنكبوتية موبوءة يسمع لهذا ويقرأ لذاك ، ثم مع الاستماع والقراءة يحصل مثل هذا التمرد والانحلال ؛ مما يتطلب عباد الله منَّا أجمعين أن نحرص على صيانة أنفسنا وأبناءنا وبناتنا بتسليحهم بالاعتقادِ الصحيحِ والإيمانِ الراسخِ والصلةِ العظيمة بالله تبارك وتعالى ، وأن نحذِّرهم أشدَّ الحذرِ من تلك المواقع وتلك القنوات التي تبثُّ السمومَ وتنشرُ المجونَ والكفرَ والإلحاد ، الا فأتقوا الله عباد الله وأعلموا أن من تذكر وقوفه بين يدي الله وأنَّ الله عزَّ وجل سائله في ذلك اليوم العظيم عن سمعه وبصره وفؤاده فإن هذا التذكر ينفع العبد نفعاً عظيماً في صيانة هذه الحواس وإبعادِها عن كلِّ ما يُسخط الله جل وعلا ويُغضبه ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم






الحمد لله على حلمه وعفوه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد: فاتقوا الله تعالى أيها المؤمنون: واعلموا أن النجاة في التمسك بكتابه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. أَمَّا بَعدُ فَاتَّقُوا اللهَ أيها الناس وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ ، وَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ .
معاشر المسلمين: لا يَشُكُّ مَن لَهُ أَدنى عِلمٍ أَنَّ الاستِهزَاءَ بِاللهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، أَو بِرَسُولِهِ النَّبيِّ الصَّادِقِ الأَمِينِ أَو بِكَلامِ اللهِ أَو كَلامِ رَسُولِهِ ، لا يَشُكُّ أَحَدٌ وَلا يُنَازِعُ أَنَّهُ كُفرٌ صَرِيحٌ قَالَ تَعَالى ـ : " وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِئُونَ . لا تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمَانِكُم "
أيها المسلمون:صدر عن اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية بيان أكدت فيه أن الاستهزاء بالله ورسوله وآياته وشرعه وأحكامه من أعظم أنواع الكفر وهو ردة عن دين الله. وأشارت اللجنة في البيان إلى أن مَن استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من دينه فقد تنقصَّه واحتقَره، واحتقارُ شيءٍ من ذلك وتنقصُّه كفرٌ ظاهرٌ وعداءٌ لرب العالمين وكفرٌ برسوله الأمين، وأن الواجب على ولاة الأمر محاكمته شرعاً، كما أن الواجب على عموم المسلمين الحذر من مثل ذلك سواء بالقول أو بالكتابة أو بالفعل، حذراً من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر وَإِنَّنَا لَنَبرَأُ إِلى اللهِ مِن كُلِّ من استهزأ بالله ورسوله وآياته وَنُشهِدُ الله أَنَّنَا قَد أَنكَرنَا بِقُلُوبِنَا وَأَلسِنَتِنَا وَحَذَّرنَا عَلَى قَدرِ استِطَاعَتِنَا فاللَّهُمَّ فَاشهَدْ فَإِنَّا إِلَيكَ رَاجِعُونَ ، وَبِلِقَائِكَ مُؤمِنُونَ ، وَلأَمرِكَ مُمتَثِلُونَ وَلِنَهيِكَ مُجتَنِبُونَ " وَسَيَعلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ " نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من شر هؤلاء، وأن يبصرنا بأمر ديننا ودنيانا، وأن يمن علينا بنعمة الإيمان والثبات على صراط الله المستقيم. هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
المشاهدات 2589 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا