ماذا قالت العجوز الراهبة

عبدالله حمود الحبيشي
1437/05/02 - 2016/02/11 15:44PM
الخطبة الأولى ..

أَمَّا بَعْدُ .. عباد الله .. لما رجع مهاجرة الحبشة إلى المدينة قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ تُحَدِّثُونِى بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ".
النبي صلى الله عليه وسلم جالس معهم ويطلب منهم أن يحدثوه .. إنه يجد وقتا للحديث والاستئناس .. وهذه همسة لكل أب ومربي ومسؤول فمهما كانت مشاغلك فلن تكن أكثر من مشاغل النبي صلى الله عليه وسلم ومهما عظمت مسؤولياتك فلن تكون أعظم من مسؤوليات النبي صلى الله عليه وسلم ومع هذه وجد وقتا للحديث مع أصحابه ..
"أَلاَ تُحَدِّثُونِى بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ". قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ،.
هذه الملاطفة واللين من النبي صلى الله عليه وسلم جعلت شباب الصحابة قبل كبارهم يتحدثون ونبسطون بالحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم .. وكم والله يحتاج شبابنا لمثل هذه المجالس التي يجدون فيها الفرصة للحديث والكلام .
قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ،. بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ،..
هل تأملتم إلى هذا التفصيل والبيان والدقة في الوصف .. إنه تأكيد على فرح الفتى بحديثه مع رسول الله وارتياحه له مما جعله يطيل الحديث ويكثر من الكلمات ..
فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ،.. فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِىَّ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِى وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِى وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : "صَدَقَتْ، صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ"
إن هذه المرأة الراهبة العجوز ضعيفة، لا يهابها أحد، ولا يخشى منها، وهي مع ضعفها تحمل جرة الماء على رأسها، فيأتي ذلك الفتى وهو في عنفوان شبابه وقوته وبأسه، يستمتع بالإيذاء، فيدفع العجوز ويسقطها، فتخر على ركبتيها، وتنكسر جرة الماء التي كانت على رأسها.. هل انتهى الأمر إلى هنا .. هل للعابث أو المؤذي أو الظالم أن يتسلط على غيره دون رقيب ولا حسيب ولا جزاء .. لا والله وليس هذا من عدل الله .. فترفع رأسها العجوز وتنطق بكلمات ترتجف منها القلوب الحية، تناديه يا غُدر مبالغة في وصفه بالغدر، وتذكره بأنه سيعلم وينال ويلقى جزاء فعلته هذه، وتصف ذلك المشهد العظيم المهيب، عندما يضع الله الكرسي، ويجمع الأولين والآخرين، إنها ذات المشاهد التي جاءت في القرآن الكريم (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) .
وتصف المزيد من مشاهد ذلك اليوم فتقول : وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِى وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، وهذا ما أخبرنا الله عز وجل به {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} .
عندها فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِى وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، فحرف الفاء للتعقيب، وقولها: غداً، إيماناً منها بقرب ذلك اليوم، وهذا المشهد.
ثم يعلق الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا المشهد، وعلى هذه الكلمات العظيمة، فيقول: "صَدَقَتْ، صَدَقَتْ".
ويسأل عليه الصلاة والسلام سؤال استخبار فيه إنكار، وتعجب فيه تأكيد "كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟ أي: أخبروني كيف يُطهر الله قوماً لا ينصرون العاجز الضعيف على الظالم القوي مع تمكنهم من ذلك، إنها أمة لا تستحق التقديس!
والتقديس أي الطهارة من الآثام والدنس، أي لا يُطهرهم الله أبداً .. وهذه سنة تكون على الأمم والمجتمعات بل وعلى الأفراد .
وجاء في رواية أخرى: " إنه لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ ، لا يأخذُ الضعيفُ فيها حقَّه غيرَ مُتَعْتَعٍ"، أي: من غير أن يصيبه تعتعة أو خشية أو تردد في أخذ حقه والمطالبة به.
إن من دلالات هذه الحديث أن القضية ليست أن تفعل ما تشاء دون رقيب ولا حسيب قل أو كثر .. إن القضية حساب على مثقال الذرة وبعده جزاء ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ .
لا يظن ظان أن ما يفعله يخفى أو يُنسى .. والأدهى من ذلك حين يستسهل تجاوزه في حق الآخرين .. قد يبرر الإنسان ظلمه وأخذه لحق غيره أو تعديه على غيره بمبررات كثيرة .. فهذا عبث ، وهذا أمره يسير ، وهذا بسيط ، هذا يغفره الله ، وهذا لم أقصده ، والأمر ليس بالتبرير ولا بما تراه أنت فقد تكون مظلمه أو تعدي أو ظلم فيه هلاكك في الدنيا والآخرة ..
روى الذهبي في كتابه الكبائر قصة عجيبة أن رجلا من المتنفذين مقطوع اليد من الكتف وينادي من رآني فلا يظلمن أحدا فسُئل عن قصته فقال : إني رأيت يوما صيادا وقد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني فضربته و أخذتها منه قهرا ومضيت بها ، فبينا أنا أمشي بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي ضربت على إبهامي وآلمتني ألما شديدا حتى لم أنم من شدة الوجع والألم ، وورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم فقال : هذه بدء الآكلة أقطعها وإلا تقطع يدك فقطعت إبهامي ثم ضربت على يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم فقيل لي : إقطع كفك فقطعته وانتشر الألم إلى الساعد وآلمني ألما شديدا .. وما زال يقطع جزأ جزأ حتى قطع اليد من الكتف .. فقال لي بعض الناس : ما سبب ألمك ؟ فذكرت قصة السمكة فقال لي : لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضوا فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك قال : فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على رجليه وأبكي وقلت له : سألتك بالله إلا عفوت عني فقال لي : ومن أنت ؟ قلت : أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا وذكرت ما جرى وأريته يدي فبكى حين رآها ثم قال : يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء .
إنه الظلم وإن كان الأمر يسيرا كسمكة أو حتى أقل فالظلم ظلم .. ولعل هذه القصة نُقلت لنا وغيرها لا نعلم به ، ولا يعلم به إلا من وقعت لهم ، ومنهم من تقع عليه المصائب تلو المصائب وهو لا يعلم من أين يأتيه البلاء ، فلعلها مظلمة غفل عنها ونسيها .. لعله حق أخذه وما زال صاحبه يطلبه ويدعو الله ..
لما حبس خالد بن برمك وولده قال : يا أبتي بعد العز صرنا في القيد والحبس فقال : يا بني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها و لم يغفل الله عنها .
نسأل الله أن يحفظنا أن نَظلم أو نُظلم ويبعدنا عن الظلم وأهله أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبة الثانية ..

عباد الله .. من وصايا جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد أعمل ما شئت فإنك مجزي به .. يا محمد .. يا رسول الله .. يا أيها النبي يا أنا وأنت يا كل أحد أعمل ما شئت فإنك مجزي به ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ .
إنه الحساب يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة ولهذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم ناصحا ومبينا (مَن كانت لِأَخِيه عنده مَظْلِمَةٌ من عِرْضٍ أو مالٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْه اليومَ ، قبل أن يُؤْخَذَ منه يومَ لا دينارَ ولا دِرْهَمَ ، فإن كان له عملٌ صالحٌ ، أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلِمَتِه ، وإن لم يكن له عملٌ ، أُخِذَ من سيئاتِ صاحبِه فجُعِلَتْ عليه) .
هذا قوله عليه الصلاة والسلام وكان حاله أعجب فقد وطئ رَجل على رِجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه النبي صلى الله عليه وسلم بسوط كان بيده وقال بسمِ اللهِ أوجعْتني فقال الرجل فبتُّ لنفسي لائمًا أقولُ أوجعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فبتُّ بليلةٍ كما يعلم اللهُ فلما أصبحْنا إذا رجلٌ يقول أين فلانٌ ، قلتُ هذا واللهِ الذي كان مني بالأمسِ قال فانطلقتُ وأنا مُتخوِّفٌ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنك وطِئتَ بنعلِكَ على رجلي بالأمسِ فأوجعْتَني فنفحتُك بالسَّوطِ فهذه ثمانون نعجةً فخُذْها بها .
وفي يوم بدر تلك المعركة العظيمة والخطب الجلل وقف النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف أصحابه وفي يدِه قدحٌ يعدِّلُ به القومَ فمرَّ بسوادِ بنِ غَزيَّةَ وهو مُسْتنتِلٌ من الصفِّ فطعن في بطنِه بالقدحِ وقال استوِ يا سوادُ فقال يا رسولَ اللهِ أوجَعْتَني وقد بعثك اللهُ بالحقِّ والعدلِ فأقِدْني قال فكشف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن بطنِه وقال استقِدْ .
ويقول عليه الصلاة والسلام (لتُؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلِها يومَ القيامةِ . حتَّى يُقادَ للشَّاةِ الجلْحاءِ من الشَّاةِ القرْناءِ) إذا كان هذا في حق الشاة البهيمة التي لا قرون لها يأخذ الله بعدله لها الحق من الشاة التي لها قرون .. فما بالكم ما يكون بين البشر ..
قد تفعل ما تشاء وتُجرم كيف تشاء وتظلم من تشاء وقد لا يكتشف الأمر أو قد لا يستطيع أحد أخذ الحق منك .. ولكن الأمر لن ينتهي عند هذا فلن تزول قدما عبد حتى يسأل .. إننا سنقف وسنسأل .
فهذا زوج يتساهل في حق زوجته
وهذا ابن يقصر في حق والديه
وهذا أب يظلم أبناءه
وهذه زوجه تظلم زوجها أو أهله
وهذا شاب يظلم الناس في أعراضهم ويؤذيهم في أهلهم وبناتهم
وذلك طائش متهور قد يؤذي الناس بقيادته ويزعجهم بتصرفاته
هذه بعض الصور وغيرها لا تحصى وكلها تعد مظالم وسوف يسأل عنها الإنسان يوم القيامة ولا ينفع حينها أعذار ولا اعتذار (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ) .
المشاهدات 4148 | التعليقات 2

الشيخ عبدالله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "

خطبة رائعة

استفدت منها وعدلت عليها تعديلات يسيرة وبعض الاضافات ، وقد خطبت بها هذا اليوم

واسمح لك أن ادرجها هنا بعد التعديل :




الخطبة الأولى:

الحمد لله العلي الأعلم ، علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، الحمد الله الذي حرم الظلم ، ومَنَعَ الحقوق أن تهضم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الأعظم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبيَ الأكرم ، دعا إلى المحبة والسلم ، ونهى عن القهر والظلم ، صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وأصحابه أهل الشِيم والكرم ، والتابعين ومن تبعهم.
أَمَّا بَعْدُ : فأُوصيكمْ ونفسيَ بتقوى اللهِ تعالى ، فاتَّقُوا اللهَ أيها المؤمنون { وابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ وجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

عباد الله .. لما رجع المهاجرون من الحبشة إلى المدينة ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ تُحَدِّثُونِى بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ".
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم جالسٌ معهم يؤانسهم ويطلبُ منهم أن يحدثوه .. إنه يجد وقتا للحديث والاستئناس ..
وهذه همسة لكل أب ولكل مرب بل ولكل مسئول فمهما كانت مشاغلك ، فلن تكن أكثر من مشاغل النبي صلى الله عليه وسلم ومهما عظمت مسؤولياتك فلن تكون أعظم من مسؤوليات النبي صلى الله عليه وسلم ومع هذه وجد وقتا للحديث مع أصحابه ..
"أَلاَ تُحَدِّثُونِى بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
هذه الملاطفة واللين من النبي صلى الله عليه وسلم جعلت شباب الصحابة وفتيانَهم قبل كبارِهم يتحدثون وينبسطون بالحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم .. وكم والله يحتاج شبابنا لمثل هذه المجالس التي يجدون فيها الفرصة للحديث والكلام .
قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ،. بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ،..
هل تأملتم إلى هذا التفصيل والبيان والدقة في الوصف .. إنه تأكيد على فرح الفتى بحديثه مع رسول الله (ص) وارتياحه له مما جعله يطيل الحديث ويكثر من الكلمات.

فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِىَّ ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِى وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِى وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- معلقا على القصة : "صَدَقَتْ ، صَدَقَتْ ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ" رواه ابن ماجه وغيره وحسنه الألباني.

إن هذه المرأةَ الراهبةَ العجوزَ ضعيفةٌ ، لا يهابها ولا يخشى منها أحد ، وهي مع ضعفها تحمل جرة الماء على رأسها ، فيأتي ذلك الفتى وهو في عنفوان شبابه وقوته وبأسه ، يستمتع بالإيذاء ، فيدفع العجوز ويسقطها ، فتخر على ركبتيها ، وتنكسر جرة الماء التي كانت على رأسها.. هل انتهى الأمر إلى هنا .. هل للعابث أو المؤذي أو الظالم أن يتسلط على غيره دون رقيب ولا حسيب ولا جزاء .. لا والله وليس هذا من عدل الله .. فترفع رأسها العجوز وتنطق بكلمات ترتجف منها القلوب الحية ، تناديه يا غُدَرُ مبالغة في وصفه بالغدر ، وتذكره بأنه سيعلم وينال جزاء فعلته هذه ، وتصف ذلك المشهد العظيم المهيب ، عندما يضع الله الكرسي ، ويجمع الأولين والآخرين ، وعجبا ! إنها ذات المشاهد التي جاءت في القرآن الكريم (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) .

وتصف تلك العجوز المزيد من مشاهد ذلك اليوم فتقول : وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِى وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، وهذا ما أخبرنا الله عز وجل به {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} .
ثم يعلق الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا المشهد ، وعلى هذه الكلمات العظيمة ، فيقول: "صَدَقَتْ ، صَدَقَتْ".
ويسأل عليه الصلاة والسلام سؤال استخبار فيه إنكار ، وتعجب فيه تأكيد :"كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟ أي: أخبروني كيف يُطهر الله قوماً لا ينصرون العاجز الضعيف على الظالم القوي مع تمكنهم من ذلك ، إنها أمة لا تستحق التقديس! والتقديس أي الطهارة من الآثام والدنس ، أي لا يُطهرهم الله أبداً .. وهذه سنة تكون على الأمم والمجتمعات بل وحتى على الأفراد .
وجاء في رواية أخرى: " إنه لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ ، لا يأخذُ الضعيفُ فيها حقَّه غيرَ مُتَعْتَعٍ" ، أي: من غير أن يصيبه تعتعة أو خشية أو تردد في أخذ حقه والمطالبة به.

إن من دلالات هذه الحديث أن القضية ليست أن تفعل ما تشاء دون رقيب ولا حسيب قل أو كثر .. بل إن هناك حساب على مثقال الذرة وبعده جزاء ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ .
لا يظن ظان أن ما يفعله يخفى أو يُنسى .. والأدهى من ذلك حين يتساهل تجاوزه في حق الآخرين .. ويبرر ظلمه وأخذه لحق غيره أو تعديه على غيره بمبررات كثيرة نسمعها .. فهذا عبث ، وهذا أمره يسير ، وهذا بسيط ، هذا يغفره الله ، وهذا لم أقصده ، وهذا حلال الحكومة ، وغير ذلك من التبريرات .. والأمر ليس بالتبرير ولا بما تراه أنت ، فقد تكون مظلمة أو تعدي أو ظلم فيه هلاكك في الدنيا والآخرة.

روى الذهبي في كتابه الكبائر قصة عجيبة أن رجلا من المتنفذين مقطوع اليد من الكتف وينادي من رآني فلا يظلمن أحدا فسُئل عن قصته فقال : إني رأيت يوما صيادا وقد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني ، فضربته و أخذتها منه قهرا ومضيت بها ، فبينا أنا أمشي بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية ، فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي أوجعتني إبهامي وآلمتني ألما شديدا حتى لم أنم من شدة الوجع والألم ، وورمت يدي ، فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم فقال : هذه بدء الآكلة ، أقطع ابهامك وإلا سوف تأكل يدك ، فقطعت إبهامي ثم أوجعتمي يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم فقيل لي : اقطع كفك فقطعته ، وانتشر الألم إلى الساعد وآلمني ألما شديدا .. وما زال يقطع جزأ جزأ حتى قطع اليد من الكتف .. فقال لي بعض الناس : ما سبب ألمك ؟ فذكرت قصة السمكة فقال لي : لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضوا ، فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى كل بدنك قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته ، فوقعت على رجليه وأبكي وقلت له : سألتك بالله إلا عفوت عني فقال لي : ومن أنت ؟ قلت : أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا ، وذكرت ما جرى وأريته يدي ، فبكى حين رآها ثم قال : يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء.

إنه الظلم حتى وإن كان الأمر يسيرا كسمكة أو حتى أقل فالظلم ظلم .. هذه قصة رويت وأمثالها كثير ربما لم ينقل ، ولا يعلم بها إلا من وقعت لهم ، ومن الناس من تقع عليه المصائب تلو المصائب وهو لا يعلم من أين يأتيه البلاء ، فلعلها مظلمة غفل عنها ونسيها .. لعله حق أخذه وما زال صاحبه يطلبه ويدعو الله ..
فهذا يحيى البرمكي لما حبس هو وولده قال الولد : يا أبتي أبعد العز صرنا في هذا القيد والحبس فقال : يا بني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها و لم يغفل الله عنها.

نسأل الله أن يحفظنا أن نَظلم أو نُظلم ويبعدنا عن الظلم وأهله أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .  


الخطبة الثانية ..

الحمدُ لله ِالَّذي أكرمَ بالإسلامِ أولياءَهُ ، وشرَّفَ بالإيمانِ أصفياءَهُ ، وأقامَ بالميزانِ والعدْلِ أرضَهُ وسماءَهُ ، أحمدُ ربِّي حمداً كثيراً طيِّباً مُباركاًفيهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لاشريكَ لهُ شهادةً أدَّخِرُها ليومِ لقائِهِ ، وأشهدُ أنَّ نبيَّنَا محمداً عبدُاللهِ ورسولُه ، صلَّى اللهُ وسلَّم عليهِ وعلى آلِهِ وأزواجِهِ وأصحابِهِ الذين اصطفاهمُ اللهُ لنُصْرَةِ نبيِّهِ واقتفائِهِ .

عباد الله .. من وصايا جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد أعمل ما شئت فإنك مجزي به .. هذا نداء لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو نداء لكل واحد منا .. اعمل ما شئت فإنك مجزي به ، قال تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ .
إنه الحساب يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة ( لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا ) ، ولهذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم ناصحا ومبينا فقال : (مَن كانت لِأَخِيه عنده مَظْلِمَةٌ من عِرْضٍ أو مالٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْه اليومَ ، قبل أن يُؤْخَذَ منه ، يومَ لا دينارَ ولا دِرْهَمَ ، فإن كان له عملٌ صالحٌ ، أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلِمَتِه ، وإن لم يكن له عملٌ ، أُخِذَ من سيئاتِ صاحبِه فجُعِلَتْ عليه) رواه البخاري.

هذا قوله عليه الصلاة والسلام ، وحاله عليه الصلاة والسلام كان أعجب ، اسمعوا هذه القصة : قال رجل من العرب : زحمت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، وفي رجلي نعل كثيفة ، فوَطِئْتُ على رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنفحني نفحة بسوط في يده وقال :«بسم الله ، أوجعتني» . قال : فبت لنفسي لائماً أقول : أوجعتُ رسول صلى الله عليه وسلم . فلما أصبحنا إذا رجل يقول : أين فلان ؟ قال : قلت : هذا والله الذي كان مني بالأمس . قال : فانطلقت وأنا متخوِّف . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إنك وطئت بنعلك على رجلي بالأمس ، فأوجعتني ، فنفحتك نفحة بالسوط ، فهذه ثمانون نعجةً فخذها بها »
هذا الحديث فيه كثير من الفوائد وحسبي منه فائدة واحدة : هذه الثمانون نعجة أعطاها للرجل من أجل نفحة بالسوط أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحلل منها ، فماذا نقول فيمن يأكل مال المسلمين بالباطل صباح مساء.

وفي يوم بدر تلك المعركة العظيمة والخطب الجلل وقف النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف أصحابه وفي يدِه قدحٌ يعدِّلُ به القومَ فمرَّ بسَوَاد بنِ غَزيَّةَ وهو متقدم من الصفِّ فطعن في بطنِه بالقدحِ وقال استوِ يا سوادُ فقال يا رسولَ اللهِ أوجَعْتَني وقد بعثك اللهُ بالحقِّ والعدلِ فأقِدْني ، قال فكشف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن بطنِه وقال استقِدْ . قال : فاعتنقه سواد فقبل بطنه ، فقال: " ما حملك على هذا يا سواد ؟ " قال : يا رسول الله ! حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك : أن يمس جلدي جلدك !
ويقول عليه الصلاة والسلام (لتُؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلِها يومَ القيامةِ . حتَّى يُقادَ للشَّاةِ الجلْحاءِ من الشَّاةِ القرْناءِ) إذا كان هذا في حق الشاة البهيمة التي لا قرون لها يأخذ الله بعدله لها الحق من الشاة التي لها قرون .. فما بالكم ما يكون بين البشر ..
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :«وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ » (مسلم)

لا تَظْلِمَـــــنَّ إذَا مَـا كُنْتَ مُقْتَدِراً...... فالظُّلْمُ آخِـرُهُ يُفْضـــي إلى النَّــدَمِ
واحْذَرْ أُخَيَّ مِنَ المَظْلُومِ دَعْوَتَهُ...... لاتَأْخُذَنْكَ سِـهَامُ الليلِ فِي الظُّلَمِ
تَنَـامُ عَيْنَاكَ وَالـمَظْلُـــــومُ مُنْتَبِهٌ...... يَدْعُــــــو عَلَيْـكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ
لا شَكَّ دعوةُ مظلومٍ تَحِـــــلُّ بِهَا ...... دارَ الهَـــــــوانِ ودارَ الذُّلِ والنِّقَـمِ

قد تفعل ما تشاء وتُجرم كيف تشاء وتظلم من تشاء وقد لا يكتشف الأمر أو قد لا يستطيع أحدٌ أخذ الحق منك .. ولكن الأمر لن ينتهي عند هذا فلن تزول قدما عبد حتى يسأل .. إننا سنقف وسنسأل .
فهذا زوج يتساهل في حق زوجته ، وهذا ابن يقصر في حق والديه ، وهذا أب يظلم أبناءه . وهذه زوجه تظلم زوجها أو أهله أو أبنائه من غيرها ، وهذا شاب يظلم الناس في أعراضهم ويؤذيهم في أهلهم وبناتهم ، وذلك طائش متهور قد يؤذي الناس بقيادته أو تفحيطه ويزعجهم بتصرفاته ... هذه بعض الصور وغيرها كثير وكلها تعد مظالم وسوف يسأل عنها الإنسان يوم القيامة ولا ينفع حينها أعذار ولا اعتذار ، (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ) .

يا أخا الاسلام .. حاسب نفسك ، إن كنت ظلمت أحدا ، مظلمة صغيرة أو كبيرة ، فاعزم قبل أن تخرج من هذا المسجد أن تتحلل منه وتنقذ نفسك .

هذا وصلوا وسلموا على النذير البشير ، والسراج المنير ، فقد أمركم بذلك الحكيم الخبير ، فقال العلي الكبير : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ، اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبي الهدى ، والرسول المصطفى ، خير الورى ، محمد المجتبى ، وعلى آله وأصحابه مصابيح الدجى ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً ، وعملاً صالحاً ، وقلباً ناصعاً ، ورزقاً حلالاً طيباً ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، اللهم هيئ له بطانة صالحة ناصحة ، تدله على الخير وتعينه عليه يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، برحمتك يا عزيز يا غفار
عباد الله : اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .


نسأل الله أن ينفع بها

كما أسأله سبحانه أن يجزيك خيرا على الإضافات والتصحيح والتعديل

فلا حرمك الله الأجر وبارك فيك وفي علمك