ماذا بعد رمضان؟
عنان عنان
1436/10/01 - 2015/07/17 06:54AM
" الخطبة الأولى "
1- معاشر المؤمنين: بالأمس ودعنا شهر رمضان وقلوب المؤمنين تنزف حُزناً على فِراق رمضان تنزف حزناً على فِراقِ صلاة التروايح والقيام والصيام وحلاوة الإيمان تنزف حزناً على مضاعفة الثواب من ربِّ الأرباب
يا عين جودي بالدموعِ وودعي***شهرَ رمضان تشوقاً وحناناً
شهرٌ به غفر الكريمُ ذنوبَنا***وبه استجاب الله كُلَّ دعانا
قد كان شهراً طيباً ومباركاً***ومبشراً بالعفوِ من مولانا.
أما قلوب المنافقين فهي تفرح بإنتهاء شهر رمضان لكي تعود إلى شهواتها وملذاتها فقد خاب هؤلاء وخسروا
لأن هؤلاء لا يحبون الإيمان ولا يحبون الناس أن يملئوا المساجد ويعمروها بالطاعات وهؤلاء لهم عذاب أليم لإنهم يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع وفي بلاد المسلمين
قال سبحانه: " إنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذاب أليم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ".
2- معاشر المؤمنين: علينا أن نتوجه إلى الله-عز وجل-بالشكر والحمد على إتمام نعمة الصيام والقيام
لأن هناك أناساً كثيراً حرموا من هذه الفضائل العظيمة إما حرموا بسبب المرض أو بسبب عدم توفيق الله-عز وجل-لهم
فالمريض وإن كان معذوراً فهو يتحسر لأنه لم يستطع أن يقوم بالأعمال التي قمتها في شهر رمضان مع أنه معذور واجره يكتب مرتين إلا أنه يتحسر قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " إذا سافر العبد أو مرض كتب له من الأجر ما كان صحيحاً مُقيماً " [رواه البخاري].
لهذا قال-عليه الصلاة والسلام-لرجلٍ وهو يعظه اغتنم خمساً قبل خمس وذكر منها " شبابَك قبل هرمِك وصحتك قبل سقمك ".
علينا أن نشكر الله على إتمام نعمة قرءاة القرءان في شهر رمضان فهناك أناس أيضا حرموا من هذه النعمة بسبب غفلتهم ولهوهم وقد قال ابن القيم-رحمه الله-: " حُبُّ القرءان وحبُّ الألحانِ في قلبِ عبدٍ لا يجتمعانِ ".
وعلينا أن نسأل الله-تعالى-تمام الفوز لكي ننالَ غايةَ المُنى ووسامَ الفرحة التي وعدنا الله بها على لسان نبيه محمد-صلى الله عليه وسلم-الذي قال: " للصائمِ فرحتانِ إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقيَ ربَّه فرح بصومه " [رواه البخاري]
وعلينا أن نسأل الله-تعالى- القبول لكي ينعم علينا بالمغفرة التي وعدنا بها على لسان نبيه محمد-صلى الله عليه وسلم-الذي قال: " من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه " [رواه البخاري].
3- معاشر المؤمنين: لقد شرع الله-عز وجل-الصوم لغايةٍ ساميةٍ وهدفٍ عظيمٍ ألا وهي التقوى كما قال سبحانه: " يايها الذين آمنوا كُتِبَ عليكمُ الصيامُ كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلَّكم تتقون ". فغاية الصوم حصول التقوى
بعد أن وفقنا الله للعبادات من صلاة وصيام وقيام وزكاة وقرءاة للقرءان هل تحققت التقوى عندنا؟
ينبغي أن نسأل أنفسنا ما الذي تركه شهر رمضان لنا من أثار إيمانية؟
هل رمضان جعلنا نترك الفواحش والمنكرات؟ هل رمضان جعلنا نترك النظر إلى المحرمات والكلام المحرم؟
هل رمضان جعلنا نحافظ على الصلاة والنوافل وصيام النافلة والقيام وقرءاة القرءان والإحسان إلى الناس؟
إن كان ذلك فقد وُفِقت لتحقيق التقوى وإن كان غيرُ ذلك فقد خبت وخسرت وانسلخ منك رمضان ولم تكسب منه شيئاً
وكان حظك من صيامك الجوع والعطش فقط وحظك من قيامك السهر والتعب فقط.
4- معاشر المؤمنين: بعد أن بنى كُلُّ أحد منا إيماناً شامخاً يحذرنا الله-عز وجل-أن نخدش هذا البناء بعد تعميره فالذي يطيع الله في رمضان فقط كالذي يبني قصراً ثم يهدمه
قال سبحانه: " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعدِ قوةٍ أنكاثاً ". وهذا المثل ضربه الله في امرأة حمقاءَ في مكة كانت تغزل طوال اليوم وفي آخر النهار تنقضه. فينبغي علينا أن نحافظ على العمل الصالح وندوامَ عليه
فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انتهى ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت
وقال أحد السلف: " بئس القوم الذين لا يعرفون اللهَ إلا في رمضان ".
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " إن أحب الأعمال عند الله أدومُها وإن قلَّ " [متفق عليه].
وهذه دعوة لكل من عرف طريق الخير أن يلتزمه فهذا هو سبيل الإستقامة
قال سبحانه: " فاستقيموا إليه واستغفروه ". وورد في الحديث أن رجلاً جاء إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال له يا رسول الله: قل لي في الإسلام خيراً لا أسأل عنه أحدا بعدك قال:قل: آمنتُ بالله ثم استقمْ ".
فإذا أردت النجاة فالزمِ الإستقامة واعلم بأنها أعظم الكرامة.
5- معاشر المؤمنين: ودع المسلمون شهر رمضان المبارك وودعوا الأعمال الصالحة التي قدومها في الشهر الفضيل هذه الأعمال قد تنساها بعد يوم أو يومين أو أسبوع أو شهر ولكن الله-عز وجل-أحصى هذا العمل وستلقى هذا العمل يوم القيامة في صحيفتك
قال سبحانه: " يوم تجد كلُّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ مُحضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أنَّ بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم اللهُ نفسه والله رؤوف بالعباد ". وقال الله في الحديث القدسي: " يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمدِ الله ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه " [رواه البخاري].
فإن القلب بين الخوف والرجاء الخوف مما قصر وأن يرد عليه عمله والرجاء أن ينال الفوز والرضا من الله
قال سبحانه: " أمن هو قانتٌ أناءَ الليلِ ساجداً وقائماً يحذر الآخرةَ ويرجو رحمةَ ربه قل هو يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ".
وجاء في الحديث عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-أن النبي-صلى الله عليه وسلم- دخل على شابٍ وهو في الموت فقال كيف تجدك؟ فقال: واللهِ يا رسول الله إني أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " لا يجتمعان في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف " [رواه الترمذي].
6- معاشر المؤمنين: ينبغي علينا أن نكثر من الإستغفار
قال بعض العلماء: " الإستغفار ختام الأعمال الصالحة كلِّها فتختم به الصلاة والحج وقيام الليل وتختم به المجالس فإن كان ذكراً كان كالطابعِ عليها وإن كانت لغواً كان كفارةً لها " فلذلك ينبغي أن تختم صيام رمضان بالإستغفار.
كتب عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-إلى الأمصار يأمرهم بختام رمضان بالإستغفار وصدقةِ الفطرِ فإن صدقة الفطر طهرةٌ للصائم من اللغو والرفث والإستغفار يرفع ما تخرَّق من الصيام من اللغو والرفث وكتب في كتابه قولوا كما قال أبوكم آدم-عليه السلام-: " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين ". وقولوا كما قال نوح-عليه السلام-: " وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ". وكما قال موسى-عليه السلام-: " ربِّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي ".
" الخطبة الثانية "
1- معاشر المؤمنين: في شهر رمضان المبارك تعمقت أواصر المحبة بين الناس والألفة والمحبة والتكافل الإجتماعي بين الناس وما أجمل أن تبقى الأمة على هذه الحالة التي كانت عليها في رمضان
ما أحوجنا أن يبقى روح المحبة والألفة يسري في أجسادنا وأن نتمثل قول الله-تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ". وأن نحذر مما حذر الله منه فقال: " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ".
وقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويُشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعِرضه " [رواه مسلم].
2- معاشر المؤمنين: بعد أن أدى المسلمون طاعة الصيام والقيام فانهم يتمثلون قول الله-تعالى-بالفرح والسرور
فترى السعادة تغمرهم وترى السنتهم تلهج بالتكبير والتحميد والتهليل
قال سبحانه: " ولتكملوا العدةَ وليتكبِّروا اللهَ على ما هداكم ولعلَّكم تشكرون ".
3-: " للعيد معانٍ عظميةً وغاياتٍ كريمةً عندما صام المسلمون رمضان أنعم الله عليهم بالعيد والفرح والسرور
ليوازنَ بين حاجات الإنسان الجسديةِ والروحية وليوكدَ أن الإعتدالَ في العبادة مطلبٌ شرعيٌ
قال سبحانه: " وابتغِ في ما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا ".
4- معاشر المؤمنين: العيد فرصة كبيرة للتسامح والعفو قال سبحانه: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ".
العيد فرصة كبيرة للتصافح قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفِرَ لهما قبل أن يفترقا ".
وقال-عليه الصلاة والسلام-: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يتلقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام " [متفق عليه].
العيد فرصة لصلة الرحم والتواصل مع الأقارب والأصدقاء والأحباب
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله " [رواه البخاري].
5- معاشر المؤمنين: العيد يدعو للتفاؤل والأمل لأن الناس يتزوارون والأرحام توصل والقلوب تصفو والأيدي تتصافح والرحمة تنزل فيتعمق في النفوس التفاؤل وينبعث الأمل خاصةً أن المسلمين يعيشون أجواء تدعو إلى الحزن والكآبة
يقول الإمام الشافعي: " محن الزمان كثيرة لا تنقضي وسروه يأتيك كالأعيادِ
هل تعلمون ماذا يذكرنا العيد؟ يذكرنا العيد أن الفرج بعد الشدة وأن اليسر بعد العسر وأن البشارة بعد التعب والنصب
1- معاشر المؤمنين: بالأمس ودعنا شهر رمضان وقلوب المؤمنين تنزف حُزناً على فِراق رمضان تنزف حزناً على فِراقِ صلاة التروايح والقيام والصيام وحلاوة الإيمان تنزف حزناً على مضاعفة الثواب من ربِّ الأرباب
يا عين جودي بالدموعِ وودعي***شهرَ رمضان تشوقاً وحناناً
شهرٌ به غفر الكريمُ ذنوبَنا***وبه استجاب الله كُلَّ دعانا
قد كان شهراً طيباً ومباركاً***ومبشراً بالعفوِ من مولانا.
أما قلوب المنافقين فهي تفرح بإنتهاء شهر رمضان لكي تعود إلى شهواتها وملذاتها فقد خاب هؤلاء وخسروا
لأن هؤلاء لا يحبون الإيمان ولا يحبون الناس أن يملئوا المساجد ويعمروها بالطاعات وهؤلاء لهم عذاب أليم لإنهم يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع وفي بلاد المسلمين
قال سبحانه: " إنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذاب أليم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ".
2- معاشر المؤمنين: علينا أن نتوجه إلى الله-عز وجل-بالشكر والحمد على إتمام نعمة الصيام والقيام
لأن هناك أناساً كثيراً حرموا من هذه الفضائل العظيمة إما حرموا بسبب المرض أو بسبب عدم توفيق الله-عز وجل-لهم
فالمريض وإن كان معذوراً فهو يتحسر لأنه لم يستطع أن يقوم بالأعمال التي قمتها في شهر رمضان مع أنه معذور واجره يكتب مرتين إلا أنه يتحسر قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " إذا سافر العبد أو مرض كتب له من الأجر ما كان صحيحاً مُقيماً " [رواه البخاري].
لهذا قال-عليه الصلاة والسلام-لرجلٍ وهو يعظه اغتنم خمساً قبل خمس وذكر منها " شبابَك قبل هرمِك وصحتك قبل سقمك ".
علينا أن نشكر الله على إتمام نعمة قرءاة القرءان في شهر رمضان فهناك أناس أيضا حرموا من هذه النعمة بسبب غفلتهم ولهوهم وقد قال ابن القيم-رحمه الله-: " حُبُّ القرءان وحبُّ الألحانِ في قلبِ عبدٍ لا يجتمعانِ ".
وعلينا أن نسأل الله-تعالى-تمام الفوز لكي ننالَ غايةَ المُنى ووسامَ الفرحة التي وعدنا الله بها على لسان نبيه محمد-صلى الله عليه وسلم-الذي قال: " للصائمِ فرحتانِ إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقيَ ربَّه فرح بصومه " [رواه البخاري]
وعلينا أن نسأل الله-تعالى- القبول لكي ينعم علينا بالمغفرة التي وعدنا بها على لسان نبيه محمد-صلى الله عليه وسلم-الذي قال: " من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه " [رواه البخاري].
3- معاشر المؤمنين: لقد شرع الله-عز وجل-الصوم لغايةٍ ساميةٍ وهدفٍ عظيمٍ ألا وهي التقوى كما قال سبحانه: " يايها الذين آمنوا كُتِبَ عليكمُ الصيامُ كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلَّكم تتقون ". فغاية الصوم حصول التقوى
بعد أن وفقنا الله للعبادات من صلاة وصيام وقيام وزكاة وقرءاة للقرءان هل تحققت التقوى عندنا؟
ينبغي أن نسأل أنفسنا ما الذي تركه شهر رمضان لنا من أثار إيمانية؟
هل رمضان جعلنا نترك الفواحش والمنكرات؟ هل رمضان جعلنا نترك النظر إلى المحرمات والكلام المحرم؟
هل رمضان جعلنا نحافظ على الصلاة والنوافل وصيام النافلة والقيام وقرءاة القرءان والإحسان إلى الناس؟
إن كان ذلك فقد وُفِقت لتحقيق التقوى وإن كان غيرُ ذلك فقد خبت وخسرت وانسلخ منك رمضان ولم تكسب منه شيئاً
وكان حظك من صيامك الجوع والعطش فقط وحظك من قيامك السهر والتعب فقط.
4- معاشر المؤمنين: بعد أن بنى كُلُّ أحد منا إيماناً شامخاً يحذرنا الله-عز وجل-أن نخدش هذا البناء بعد تعميره فالذي يطيع الله في رمضان فقط كالذي يبني قصراً ثم يهدمه
قال سبحانه: " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعدِ قوةٍ أنكاثاً ". وهذا المثل ضربه الله في امرأة حمقاءَ في مكة كانت تغزل طوال اليوم وفي آخر النهار تنقضه. فينبغي علينا أن نحافظ على العمل الصالح وندوامَ عليه
فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انتهى ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت
وقال أحد السلف: " بئس القوم الذين لا يعرفون اللهَ إلا في رمضان ".
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " إن أحب الأعمال عند الله أدومُها وإن قلَّ " [متفق عليه].
وهذه دعوة لكل من عرف طريق الخير أن يلتزمه فهذا هو سبيل الإستقامة
قال سبحانه: " فاستقيموا إليه واستغفروه ". وورد في الحديث أن رجلاً جاء إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال له يا رسول الله: قل لي في الإسلام خيراً لا أسأل عنه أحدا بعدك قال:قل: آمنتُ بالله ثم استقمْ ".
فإذا أردت النجاة فالزمِ الإستقامة واعلم بأنها أعظم الكرامة.
5- معاشر المؤمنين: ودع المسلمون شهر رمضان المبارك وودعوا الأعمال الصالحة التي قدومها في الشهر الفضيل هذه الأعمال قد تنساها بعد يوم أو يومين أو أسبوع أو شهر ولكن الله-عز وجل-أحصى هذا العمل وستلقى هذا العمل يوم القيامة في صحيفتك
قال سبحانه: " يوم تجد كلُّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ مُحضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أنَّ بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم اللهُ نفسه والله رؤوف بالعباد ". وقال الله في الحديث القدسي: " يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمدِ الله ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه " [رواه البخاري].
فإن القلب بين الخوف والرجاء الخوف مما قصر وأن يرد عليه عمله والرجاء أن ينال الفوز والرضا من الله
قال سبحانه: " أمن هو قانتٌ أناءَ الليلِ ساجداً وقائماً يحذر الآخرةَ ويرجو رحمةَ ربه قل هو يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ".
وجاء في الحديث عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-أن النبي-صلى الله عليه وسلم- دخل على شابٍ وهو في الموت فقال كيف تجدك؟ فقال: واللهِ يا رسول الله إني أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " لا يجتمعان في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف " [رواه الترمذي].
6- معاشر المؤمنين: ينبغي علينا أن نكثر من الإستغفار
قال بعض العلماء: " الإستغفار ختام الأعمال الصالحة كلِّها فتختم به الصلاة والحج وقيام الليل وتختم به المجالس فإن كان ذكراً كان كالطابعِ عليها وإن كانت لغواً كان كفارةً لها " فلذلك ينبغي أن تختم صيام رمضان بالإستغفار.
كتب عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-إلى الأمصار يأمرهم بختام رمضان بالإستغفار وصدقةِ الفطرِ فإن صدقة الفطر طهرةٌ للصائم من اللغو والرفث والإستغفار يرفع ما تخرَّق من الصيام من اللغو والرفث وكتب في كتابه قولوا كما قال أبوكم آدم-عليه السلام-: " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين ". وقولوا كما قال نوح-عليه السلام-: " وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ". وكما قال موسى-عليه السلام-: " ربِّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي ".
" الخطبة الثانية "
1- معاشر المؤمنين: في شهر رمضان المبارك تعمقت أواصر المحبة بين الناس والألفة والمحبة والتكافل الإجتماعي بين الناس وما أجمل أن تبقى الأمة على هذه الحالة التي كانت عليها في رمضان
ما أحوجنا أن يبقى روح المحبة والألفة يسري في أجسادنا وأن نتمثل قول الله-تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ". وأن نحذر مما حذر الله منه فقال: " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ".
وقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويُشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعِرضه " [رواه مسلم].
2- معاشر المؤمنين: بعد أن أدى المسلمون طاعة الصيام والقيام فانهم يتمثلون قول الله-تعالى-بالفرح والسرور
فترى السعادة تغمرهم وترى السنتهم تلهج بالتكبير والتحميد والتهليل
قال سبحانه: " ولتكملوا العدةَ وليتكبِّروا اللهَ على ما هداكم ولعلَّكم تشكرون ".
3-: " للعيد معانٍ عظميةً وغاياتٍ كريمةً عندما صام المسلمون رمضان أنعم الله عليهم بالعيد والفرح والسرور
ليوازنَ بين حاجات الإنسان الجسديةِ والروحية وليوكدَ أن الإعتدالَ في العبادة مطلبٌ شرعيٌ
قال سبحانه: " وابتغِ في ما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا ".
4- معاشر المؤمنين: العيد فرصة كبيرة للتسامح والعفو قال سبحانه: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ".
العيد فرصة كبيرة للتصافح قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفِرَ لهما قبل أن يفترقا ".
وقال-عليه الصلاة والسلام-: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يتلقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام " [متفق عليه].
العيد فرصة لصلة الرحم والتواصل مع الأقارب والأصدقاء والأحباب
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله " [رواه البخاري].
5- معاشر المؤمنين: العيد يدعو للتفاؤل والأمل لأن الناس يتزوارون والأرحام توصل والقلوب تصفو والأيدي تتصافح والرحمة تنزل فيتعمق في النفوس التفاؤل وينبعث الأمل خاصةً أن المسلمين يعيشون أجواء تدعو إلى الحزن والكآبة
يقول الإمام الشافعي: " محن الزمان كثيرة لا تنقضي وسروه يأتيك كالأعيادِ
هل تعلمون ماذا يذكرنا العيد؟ يذكرنا العيد أن الفرج بعد الشدة وأن اليسر بعد العسر وأن البشارة بعد التعب والنصب