ماذا بعد رمضان الجمعة 1 / 10 / 1436هـ
فلاح مخلد الحربي
1436/09/29 - 2015/07/16 02:26AM
الحمد لله الذي تمت كلمته فلا يرد حكم قاضيها .. وعلت سلطنته فجلت تعاليها ودامت أزليته فمن ذا يضاهيها .. توحده الكائنات و نواحيها.. والسماوات و دراريها قدر الأعوام و الشهور و لياليها وفضل شهر رمضان وجعله معظما فيها وفتح فيه باب العزة و أنزل منه آيات جلت عن كلام يحاكيها فقال تعالى في محكم الآيات و مبانيها "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " تفضيلا لهذه الأمة إذ لا أمة تضاهيها
أحمده سبحانه وأشكره وأشهد ألا إله إلا الله مسد النعم ومهديها وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. المرسل إلى جميع الخلق فبلغ دانيها و قاصيها وبعد معاشر المسلمين فاتقوا الله فتقواه هي وصيته للأولين والآخرين "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "......
أيها المسلمون، إن الشهورَ واللياليَ والأعوام مقاديرُ للآجال ومواقيتُ للأعمال، تنقضي حثيثًا وتمضي جميعًا، والموت يطوف بالليل والنهار، لا يؤخّر من حضرت ساعته وفرغت أيامه، والأيام خزائن حافظةٌ لأعمالكم، تُدعَون بها يوم القيامة، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ، ينادي ربكم: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه)) رواه مسلم.
عباد الله إن استدامةَ أمر الطاعة وامتدادَ زمانها زادُ الصالحين وتحقيق أمل المحسنين، وليس للطاعة زمنٌ محدود، ولا للعبادة أجل معدود، بل هي حقّ لله على العباد، يعمرون بها الأكوان على مرّ الأزمان، وشهر رمضان ميدانٌ لتنافس الصالحين وتسابق المحسنين، يعملون بأرواحهم إلى الفضائل، ويمنعون عنها الرذائل، ويجب أن تسير النفوس على نهج الهدى والرشاد بعد رمضان، فعبادة ربِّ العالمين ليست مقصورة على رمضان، وليس للعبد منتهى من العبادة دون الموت، وبئس القوم يعبدون الزمان لا يعرفون الله إلا في رمضان.لا ترجعوا بعد رمضان إلى الغفلة والعصيان فتنقضوا ما أبرمتموه وتفسدوا ما أصلحتموه يقول سبحانه " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " وهذا مثل ضربه الله في القرآن لامرأة خرقاء يقال لها ريطة بنت عمر بن مرة وكانت مختلة العقل ، وقد اتخذت مغزلا قدر ذراع وصنارة مثل أصبع وفلكة عظيمة على قدر ذلك ، فكانت تغزل من الغداة(الصباح) إلى الظهر فإذا تم غزلها وزان للناظرين نقضت ما غزلته خيطاً خيطا وهكذا تفعل كل يوم ، فكان حالها غزل ونقض جهدٌ مضاع وعملٌ بلا خلف فلا يكن حالكم كحالها وأعلموا من علامة قبول الحسنة فعلَ الحسنة بعدها، ومن علامة ردها عمل السيئة بعدها، فأتبعوا الحسنات [بالحسنات] تكن علامةً على قبولها، وأتبعوا السيئاتِ بالحسنات تكن كفارة لها ووقايةً من خطرها"إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ"، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنةَ تمحُها، وخالق الناسَ بخلق حسن)) رواه الترمذي عباد الله ـ من تعطر فمه بتلاوة كلام ربه وأمضى ساعات طويلة خلال رمضان يتلو كتاب الله حتى سهلت عليه القراءة واطمأنّ قلبه بذكر الله والتأمّل في معاني القرآن الكريم، فهذا كتاب الله تعالى معه في كل وقت وزمان، فليكن له ورد يومي من القرآن الكريم، فقد كان هذا هدي السلف رحمهم الله، ومن قرأ في كل يوم جزءًا فسيختم القرآن في شهر، ومن قرأ في كل يوم عشر صفحات فسيختم في شهرين، ومن مضت أيامه ولياليه بلا تلاوة للقرآن فقد حرم نفسه خيرًا كثيرًا، فالحرف الواحد من القرآن يقابله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وهكذا، ومن أراد كثرة حسناته فعليه بكتاب الله، ومن أراد أن يكون القرآن شفيعًا له عند الله فعليه بالقرآن، ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه)).
عباد الله ليلة البارحة والتي قبلها بلا تراويح وقيام فللمحافظين عليها طوال الشهر هل صليتم الوتر وما كتب لكم ليلة البارحة هل دعوتم الله بقبول العمل أم أننا نمنا عن بعض الصلوات المفروضة بسبب السهر؟ والله إن من الخسران تضييع الصلوات والتخلف عنها في مساجد المسلمين
عباد الله روي في الحديث((يعجب ربنا من الشاب ليست له صبوة))أي ميل وانحراف إنه في حين انغماس بعض الشباب في الشهوات والمنكرات، وتقلّبهم في المعاصي والسيئات، ترى فتيةً من شبابنا قد سلكوا طرقَ الخيرات، وسعوا للتزوّد من الباقيات الصالحات، لزموا بيوت الله، وقطعوا العلائق عن الخلائق للاتصال بالخالق، جعلوا رضا الله فوقَ أهوائهم، وطاعتَه فوق رغباتهم، تراهم ما بين راكع وخاشع وساجد ودامع، يتلون كتاب ربهم، ويكثرون من ذكر خالقهم، بهم نفتخر، وبمثلهم نعتزّ، إنهم يعيدون الأملَ للأمة، والصلاح في أبناء الملة، فليُحذَ حذوهم في الاستقامة والنقاء، وليهنؤوا فهذا فعل النبلاء، "قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ" حازوا على شرف الدنيا والرفعة فيها "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"فكم هو جميل وأنت تنظر لتلك الوجوه المتوضئة الصائمة وهي تنطلق إلى المساجد لتشهد صلاة العشاء ومن ثم صلاة التراويح! وأجمل منها حينما تنطق تلك الأفواج الإيمانية إلى المساجد بعد منتصف الليل لتصلي ما كتب الله لها!وأجمل من ذلك كله حينما تذرف تلك الدمعات الحارة الخائفة من عقاب الله والفرحة بثواب الله! ما أجمل ذلك الجو الإيماني المليء بالخشية والإنابة والإخبات والخوف من الجليل! "مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله تتنزل الخيرات والبركات ، وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات ، والصلاة والسلام على خير البريات وأفضل المخلوقات صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد فاتقوا الله......
عباد الله إنّ من المؤسف أن يحصل عقب رمضان لكثير من المسلمين ضعف في الخير وشغل عن الطاعة وانصراف للَّعب والراحة، فلقد وهنت الهمم وفترت العزائم وإنه لمن الجهل بمكان أن يجتهد بعض الناس في رمضان، فيرى طائعًا صالحًا مبادرًا إلى الطاعات، ثم إذا انقضى رمضان شوهد مقصرا مفرطا، كدأبه قبل رمضان فهذا بلا ريب أنه غاشٌ لنفسه وماحٍ لحسناته وخيراته ،فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان وليعلم أنه ما يريد الله من صيامنا الجوع والظمأ وسائر عباداتنا الحركات والعمل والجهد والمشقة، بل طلب سبحانه ما وراء ذلك من التقوى والخشية له، قال تعالى " يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون " وقال تعالى "لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ"
واعلموا أن من الأعمال الصالحة بعد رمضان صيام ست من شوال، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال :قال رسول الله ((من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)) أخرجه مسلم
وهي مستحبة لا واجبة قال ابن قدامة في المغني : ((صوم ستة أيام من شوال مستحب عند كثير من أهل العلم)) احرصوا على صومها فصيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل ومن أحكام صيام الست من شوال أنه يجوز تفريقها في شهر شوال كاملاً ولا يلزم التتابع فيها كما يستحب المسارعة في صيامها أول الشهر لأنه من المسارعة إلى فعل الطاعات ومن أحكامها أن من صامها في عام لا يلزمه أن يصومها في كل عام ومن أحكامها أيضاً أنه يلزم في الست من شوال ونحوها من النفل المقيد من تبييت النية من الليل لقول النبي : ((من لم يبيت الصيام قبل الفجر، فلا صيام له)) رواه النسائي وصححه الألباني . ولا يلزم إتمام صيام الست من شوال ، فمن استطاع الإتمام فقد أحسن ومن لا فلا حرج عليه لقول النبي (( الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر)) (قال النووي في المجموع إسناده جيد ) والأولى لمن عليه قضاء من رمضان أن يبدأ بصيام القضاء أولاً لأنه أبرأ لذمته ؛ ولأن الفرض مقدم على النافلة هذا وصلوا رحمكم الله على خير البرية, أزكى البشرية صاحب الحوض والشفاعة كما أمركم ربكم ... إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
أحمده سبحانه وأشكره وأشهد ألا إله إلا الله مسد النعم ومهديها وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. المرسل إلى جميع الخلق فبلغ دانيها و قاصيها وبعد معاشر المسلمين فاتقوا الله فتقواه هي وصيته للأولين والآخرين "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "......
أيها المسلمون، إن الشهورَ واللياليَ والأعوام مقاديرُ للآجال ومواقيتُ للأعمال، تنقضي حثيثًا وتمضي جميعًا، والموت يطوف بالليل والنهار، لا يؤخّر من حضرت ساعته وفرغت أيامه، والأيام خزائن حافظةٌ لأعمالكم، تُدعَون بها يوم القيامة، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ، ينادي ربكم: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه)) رواه مسلم.
عباد الله إن استدامةَ أمر الطاعة وامتدادَ زمانها زادُ الصالحين وتحقيق أمل المحسنين، وليس للطاعة زمنٌ محدود، ولا للعبادة أجل معدود، بل هي حقّ لله على العباد، يعمرون بها الأكوان على مرّ الأزمان، وشهر رمضان ميدانٌ لتنافس الصالحين وتسابق المحسنين، يعملون بأرواحهم إلى الفضائل، ويمنعون عنها الرذائل، ويجب أن تسير النفوس على نهج الهدى والرشاد بعد رمضان، فعبادة ربِّ العالمين ليست مقصورة على رمضان، وليس للعبد منتهى من العبادة دون الموت، وبئس القوم يعبدون الزمان لا يعرفون الله إلا في رمضان.لا ترجعوا بعد رمضان إلى الغفلة والعصيان فتنقضوا ما أبرمتموه وتفسدوا ما أصلحتموه يقول سبحانه " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " وهذا مثل ضربه الله في القرآن لامرأة خرقاء يقال لها ريطة بنت عمر بن مرة وكانت مختلة العقل ، وقد اتخذت مغزلا قدر ذراع وصنارة مثل أصبع وفلكة عظيمة على قدر ذلك ، فكانت تغزل من الغداة(الصباح) إلى الظهر فإذا تم غزلها وزان للناظرين نقضت ما غزلته خيطاً خيطا وهكذا تفعل كل يوم ، فكان حالها غزل ونقض جهدٌ مضاع وعملٌ بلا خلف فلا يكن حالكم كحالها وأعلموا من علامة قبول الحسنة فعلَ الحسنة بعدها، ومن علامة ردها عمل السيئة بعدها، فأتبعوا الحسنات [بالحسنات] تكن علامةً على قبولها، وأتبعوا السيئاتِ بالحسنات تكن كفارة لها ووقايةً من خطرها"إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ"، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنةَ تمحُها، وخالق الناسَ بخلق حسن)) رواه الترمذي عباد الله ـ من تعطر فمه بتلاوة كلام ربه وأمضى ساعات طويلة خلال رمضان يتلو كتاب الله حتى سهلت عليه القراءة واطمأنّ قلبه بذكر الله والتأمّل في معاني القرآن الكريم، فهذا كتاب الله تعالى معه في كل وقت وزمان، فليكن له ورد يومي من القرآن الكريم، فقد كان هذا هدي السلف رحمهم الله، ومن قرأ في كل يوم جزءًا فسيختم القرآن في شهر، ومن قرأ في كل يوم عشر صفحات فسيختم في شهرين، ومن مضت أيامه ولياليه بلا تلاوة للقرآن فقد حرم نفسه خيرًا كثيرًا، فالحرف الواحد من القرآن يقابله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وهكذا، ومن أراد كثرة حسناته فعليه بكتاب الله، ومن أراد أن يكون القرآن شفيعًا له عند الله فعليه بالقرآن، ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه)).
عباد الله ليلة البارحة والتي قبلها بلا تراويح وقيام فللمحافظين عليها طوال الشهر هل صليتم الوتر وما كتب لكم ليلة البارحة هل دعوتم الله بقبول العمل أم أننا نمنا عن بعض الصلوات المفروضة بسبب السهر؟ والله إن من الخسران تضييع الصلوات والتخلف عنها في مساجد المسلمين
عباد الله روي في الحديث((يعجب ربنا من الشاب ليست له صبوة))أي ميل وانحراف إنه في حين انغماس بعض الشباب في الشهوات والمنكرات، وتقلّبهم في المعاصي والسيئات، ترى فتيةً من شبابنا قد سلكوا طرقَ الخيرات، وسعوا للتزوّد من الباقيات الصالحات، لزموا بيوت الله، وقطعوا العلائق عن الخلائق للاتصال بالخالق، جعلوا رضا الله فوقَ أهوائهم، وطاعتَه فوق رغباتهم، تراهم ما بين راكع وخاشع وساجد ودامع، يتلون كتاب ربهم، ويكثرون من ذكر خالقهم، بهم نفتخر، وبمثلهم نعتزّ، إنهم يعيدون الأملَ للأمة، والصلاح في أبناء الملة، فليُحذَ حذوهم في الاستقامة والنقاء، وليهنؤوا فهذا فعل النبلاء، "قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ" حازوا على شرف الدنيا والرفعة فيها "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"فكم هو جميل وأنت تنظر لتلك الوجوه المتوضئة الصائمة وهي تنطلق إلى المساجد لتشهد صلاة العشاء ومن ثم صلاة التراويح! وأجمل منها حينما تنطق تلك الأفواج الإيمانية إلى المساجد بعد منتصف الليل لتصلي ما كتب الله لها!وأجمل من ذلك كله حينما تذرف تلك الدمعات الحارة الخائفة من عقاب الله والفرحة بثواب الله! ما أجمل ذلك الجو الإيماني المليء بالخشية والإنابة والإخبات والخوف من الجليل! "مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله تتنزل الخيرات والبركات ، وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات ، والصلاة والسلام على خير البريات وأفضل المخلوقات صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد فاتقوا الله......
عباد الله إنّ من المؤسف أن يحصل عقب رمضان لكثير من المسلمين ضعف في الخير وشغل عن الطاعة وانصراف للَّعب والراحة، فلقد وهنت الهمم وفترت العزائم وإنه لمن الجهل بمكان أن يجتهد بعض الناس في رمضان، فيرى طائعًا صالحًا مبادرًا إلى الطاعات، ثم إذا انقضى رمضان شوهد مقصرا مفرطا، كدأبه قبل رمضان فهذا بلا ريب أنه غاشٌ لنفسه وماحٍ لحسناته وخيراته ،فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان وليعلم أنه ما يريد الله من صيامنا الجوع والظمأ وسائر عباداتنا الحركات والعمل والجهد والمشقة، بل طلب سبحانه ما وراء ذلك من التقوى والخشية له، قال تعالى " يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون " وقال تعالى "لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ"
واعلموا أن من الأعمال الصالحة بعد رمضان صيام ست من شوال، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال :قال رسول الله ((من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)) أخرجه مسلم
وهي مستحبة لا واجبة قال ابن قدامة في المغني : ((صوم ستة أيام من شوال مستحب عند كثير من أهل العلم)) احرصوا على صومها فصيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل ومن أحكام صيام الست من شوال أنه يجوز تفريقها في شهر شوال كاملاً ولا يلزم التتابع فيها كما يستحب المسارعة في صيامها أول الشهر لأنه من المسارعة إلى فعل الطاعات ومن أحكامها أن من صامها في عام لا يلزمه أن يصومها في كل عام ومن أحكامها أيضاً أنه يلزم في الست من شوال ونحوها من النفل المقيد من تبييت النية من الليل لقول النبي : ((من لم يبيت الصيام قبل الفجر، فلا صيام له)) رواه النسائي وصححه الألباني . ولا يلزم إتمام صيام الست من شوال ، فمن استطاع الإتمام فقد أحسن ومن لا فلا حرج عليه لقول النبي (( الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر)) (قال النووي في المجموع إسناده جيد ) والأولى لمن عليه قضاء من رمضان أن يبدأ بصيام القضاء أولاً لأنه أبرأ لذمته ؛ ولأن الفرض مقدم على النافلة هذا وصلوا رحمكم الله على خير البرية, أزكى البشرية صاحب الحوض والشفاعة كما أمركم ربكم ... إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
المرفقات
739.doc
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
نفع الله بك شيخ فلاح وزادك الله فضلا وعلما وخيرا وتقبل منا ومنكم وشكرا على كرم التواجد والنشر.
تعديل التعليق