ليلة القدر خير من ألف شهر

هلال الهاجري
1433/09/20 - 2012/08/08 19:15PM
[font="]الحمدُ للهِ .. وعدَ الصائمينَ عظيمَ الأجرِ .. وجعلَ لعبادِه ليلةً هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ .. وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ القائِلُ: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).[font="] اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سيدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .. أما بعد:[/font][/font]
[font="]
[/font]
[font="]فأوصيكم ونفسي بوصيةِ اللهِ تعالى للأولينَ والآخرين: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[/font]
[font="]
[/font]
[font="]عبادَ اللهِ ..[/font]
[font="]
[/font]
[font="]لو قيلَ لأحدِنا: ما رأيُكَ أن تعملَ عشرَ ليالٍ متواصلةٍ من المغربِ إلى الفجرِ وتأخذُ راتبَ ألفَ شهرٍ .. يعني بلغةِ الأرقام، لو كان راتبُه عشرةُ آلافِ ريالٍ، فإنه يُعطى عشرةُ ملايين ريالٍ.
[/font]
[font="]
[/font]
[font="]مَنْ يرفضُ هذا العرض؟ وما تقولونَ فيمن يعجزُ عن هذا؟[/font]
[font="]
[/font]
[font="]هذا العرضُ موجودٌ حقيقةً .. لكنه فيما هو خيرٌ وأبقى .. موجودٌ في قولِه تعالى: (لَيلَةُ الْقَدْرِ خَيرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) .. قالَ المفسرون [font="]معناه:[/font] [font="]عملٌ صالحٌ في ليلةِ القدرِ خيرٌ من عملِ ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ[/font][/font].

[font="]وأرجعُ إلى لغةِ الأرقامِ .. عبادةُ ليلةِ القدرِ خيرٌ من عبادةِ ثلاثٍ وثمانون سنةٍ وأربعةِ أشهرٍ ..
[/font]
[font="]ولو فرضنا أن الليلَ عشرَ ساعاتٍ كما هي ليالي الصيفِ .. فإن العبادةَ في ساعةٍ واحدةٍ خيرٌ من عبادةِ مائةِ شهرٍ أي ما يساوي عبادة ثمانِ سنواتٍ وأربعةِ أشهرٍ ..
[/font]
[font="]والعبادةُ في دقيقةٍ واحدةٍ خيرٌ من عبادةِ خمسينَ يوماً.[/font]
[font="]
[/font]
[font="]إذا عرفنا هذا .. علمنا قولَ النبي صلى اللهُ عليه وسلمَ: (إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلاَّ مَحْرُومٌ).[/font]
[font="]
[/font]
[font="]أيها الصائمون ..[/font]
[font="]
[/font]
[font="]قد أقبلت العشرُ الأواخرُ .. فماذا نحنُ فاعلون لإدراكِ ليلةِ القدر التي هي ليلةٌ من لياليها بلا شك.[/font]
[font="]
[/font]
[font="]كانَ النبيُ صلى اللهُ عليه وسلمَ يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، ما لا يجتهدُ في غيرِها.[/font]
[font="]
[/font]
[font="]كانَ إذا دخلَ العشرُ أحيا الليلَ وأيقظَ أهلَه وشدَ مئزرَه.[/font]
[font="]
[/font]
[font="]كان يعتكفُ العشرَ الأواخرِ مِنْ رمضانَ حتى توفاه اللهُ عزَّ وجلَّ .. كلُ ذلك يتحرى ليلةَ القدرِ.
[/font]
[font="]
[/font]
[font="]هذه كانت سنةُ نبينا عليه الصلاةُ والسلامُ وقد غُفرَ له ما تقدمَ من ذنبهِ وما تأخرَ.[/font]
[font="]
[/font]
[font="]بارك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفَعَني وإيَّاكم بما فيه مِن الآيات والذِّكر الحكيم، وتاب علينا إنَّه هو التوَّاب الرحيم.[/font]


[font="]
[/font]
[font="]الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ .. والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين .. أما بعد:[/font]
[font="]
[/font]
[font="]عَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ تعالى عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟ قَالَ: (تَقُولِينَ:[font="] اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)[/font][/font]
[font="]
[/font]
[font="]عبدَ اللهِ ..[/font]
[font="]
[/font]
[font="]لا تنسَ نفسكَ في هذه العشرِ .. اجعل ساعةً في صلاةٍ .. وساعةً في تلاوةِ القرآنِ .. وساعةً في الدعاءِ .. وساعةً في الذكرِ .. وساعةً في الصدقةَِ والإحسانِ .. وساعةً في البرِ والصلةِ .. فتمرُ الساعاتُ سريعاً .. ويُكتبُ الأجرُ عظيماً .. ويُوشكُ هلالُ شوالٍ أن يظهرَ .. ويذهبُ النصبُ والسهرُ .. ويبقى بإذنِ اللهِ تعالى الأجرُ.

[/font]
[font="]يا ليلةَ القدرِ للعابدينَ اشهدي ... يا ألسنةَ السائلينَ جدي في المسألةِ واجتهدي .. يا غيومَ الغفلةِ عن القلوبِ تقشّعي .. يا شموسَ التقوى والإيمانِ اطلعي .. يا صحائفَ أعمالِ الصالحينَ ارتفعي .. يا قلوبَ الصائمينَ اخشعي .. يا أقدامَ المجتهدين اسجدي لربِك واركعي .. يا عيونَ المتهجدينَ لا تهجعي .. يا ذنوبَ التائبينَ لا ترجعي .. يا أرضَ الهوى ابلعي ماءَك ويا سماءَ النفوسِ أقلعي .. يا بروقَ الأشواقِ للعشاقِ المعي .. يا خواطرَ العارفينَ ارتعي .. يا هممَ المحبينَ بغيرِ اللهِ لا تقنعي .. ويا هممَ المؤمنينَ أسرعي .. فطوبى لمن أجابَ فأصابَ وويلٌ لمن طُردَ عن البابِ وما دُعي.

[/font]
[font="]اللهم إنك عفوٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنا.[/font]
المشاهدات 3033 | التعليقات 2

قد يستفيد منها من لم يخطب بها العام الماضي.


جزاك الله خيرا ونفع بك