لماذا سوريا؟؟ وما السبيل إلى النصر؟؟
مريزيق بن فليح السواط
إن الحمد لله ....
أيها الناس:
إن المتأمل في أحوال المسلمين اليوم، يرى ظلما وعدوانا، وقتلا وتشريداً،ومن المؤسف حقا أن تكون أرض الشام المباركة أكثر بقاع الارض تعرضا للظلم والعدوان، والكبرياء والطغيان، فأرض فلسطين حيث المسجد الاقصى أولى القبلتين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهد الحضارة والاصفياء، وأرض الكرامة والانبياء، تدنسها طغمة من اليهود، شُذاذُ الأفاق، وخونة العهود، قتلا لأهلها، وإهلاكا لخيراتها، وتنديسا لمسجدها، وفي أكناف بيت المقدس ومن حوله، وعلى ثرى أرض سوريا الباسلة، يبلغ الظلم مداه على يد عصابة نصيرية حاقدة، تُزهق أرواح برئية، وتغتال البسمة من شفاة الأطفال، وتنتهك أعراض الشريفات، وتدمر الممتلكات، حرقا للأرض وسعيا للفساد.
ومن سنة الله في كونه أن الظلم إذا بلغ حده، تهدمت عروش الظالمين، وكانت بداية سقوطهم، وعلامة ذهابهم ونهايتهم، قال تعالى: "وكأين من قرية أهلكنها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد" لقد أهلك الله أمما عظيمة، وأخذ قرونا طويلة، دارت عليهم السنن الربانية، حين تمادوا في ظلمهم، وأغتروا بقوتهم، لقد أهلك الله: "عادا الأولى. وثمود فما أبقى. وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى. والمؤتفكت أهوى. فغشاها ماغشى. فبأي ألاء ربك تتمارى".
أرض الشام أرض المحشر والمنشر، مهد الحضارة الاسلامية، ومكان التزكية النبوية، ونزول ملائكة الرحمن القدسية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ياطوبى للشام، ياطوبى للشام، ياطوبى للشام" فقيل بم يارسول الله؟؟ فقال: "تلك الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام" صلاحها عز للإسلام، ورفعة للمسلمين، وفسادها ذهاب للبركة، وقلة الخير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لاتزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعه" لأنها أرض الإسلام، وأهلها خيرة الناس، تألمنا لألمهم، وحزنا لحزنهم، وأصابنا ما أصابهم، فدمائهم دمائنا، وأعراضهم أعراضنا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلمون تتكافأُ دمائهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم" كم قرآنا في كتاب الله "إنما المؤمنون أخوة" وكم سمعنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا" فأين أثر هذه النصوص الشرعية؟؟ وأين الأخوة الإسلامية؟؟ وأين حق المسلم على المسلم؟؟ وكيف لايكون ذلك وقد أجتمع عليهم أهل الشر، وأعداء الاسلام والمسلمين، من المجوس والصليبيين، يريدون القضاء على الاسلام، ويبتغون تصفية المسلمين، تساعدهم في ذلك منظماتهم الطاغوتية، ومجالس خوفهم الفرعونية، وهئيات أمم الكفر والضلال، دون ذنب إقترفوه، أو فعل أكتسبوه، ألا أنهم أمنوا بالله وصدقوا المرسلين "ومانقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد"
أيها المسلمون:
ولائُنا لأهل الشام، ودفاعنا عنهم، ودعمنا لقضيتهم، والبرآة من عدوهم، دين ندين لله به، وعقيدة نجرم بها، فالولاء للمؤمنين، والبرآة من الكافرين، أصل من أصول الدين، ولازم من لوازم كلمة التوحيد، قال تعالى: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين" ولما بايع جابر بن عبد اللة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام قال له: "أن تنصح لكل مسلم، وتتبرأ من الكافر" قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمة الله: فأما صفة الكفر بالطاغوت: فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها وتبغضها وتُكفّر أهلها وتُعاديهم.
عباد الله:
كم نحزن ونحن نرى الحصار الخانق على أخواننا بسوريا قتلا وتجويعا، ونطالع عبر وسائل الإعلام لتلك الصور الموجعة، والضربات المتتابعة التي يتعرضون لها، ولكن من رحمة الله بهذه الأمة، وعِظم فضله عليها أنه جعل تسليط الاعداء ليس تسليط استئصال وإبادة، وإنما تسليط إيذاء وعقوبة، قدم النبي صلى الله عليه وسلم من العالية حتى آتى مسجد بن معاوية، بطن من الأوس فدخل مسجدهم، وصلى صلاة طويلة، ثم دعا دعاء طويلا، ثم أنصرف إلى الناس بوجهه وقال: "إني سألت ربي ثلاثا فأعطاني أثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يُهلك أمتي بسنة فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يُظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي ألا يُذيق أمتي بعضها بأس بعض فمنعنيها" فـأكثر مايستطيع الأعداء نيله منا هو الأذى قال تعالى: "لن يضروكم إلا أذى" وهذا الأذى ليس شرا محضا، بل فيه خيرا كثيرا، قال تعالى: "وعسى أن تكرهوا شئيا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" بسببه يرجع المسلمون من غفلتهم، ويتوبوا من سيئاتهم، ويعودوا إلى ربهم، وتتميز صفوفهم، ويُعلم الصادق والكاذب منهم "ما كان الله ليذر المؤمنين على مأنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليُطلعكم على الغيب ولكن يجتبي من رسله من يشاء" كم في هذه المحنة من المنح والعطايا، والخير والهدايا "أم حسبتم أن تدخلو ا الجنة ولما يعلم اللهُ الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" خرج رجل من عامة المسلمين فإذا الحجاج قد قتل أحد الصالحين، وصلبه في قارعة الطريق، فحزن ذلك الرجل، وضاق صدره، لأنه لا يعلم سنة الله في الإبتلاء، وما فيه من خير، فرفع رأسه إلى السماء وقال: يارب صبرُك على الظالمين، أضر بالمظلومين!!! ثم ذهب إلى بيته ونام فرآى في المنام ذلك الرجل الصالح، الذي قُتل وصلب، في أعلى عليين، يتقلب في نعيم الجنة، وإذا بصوت هاتف يقول له: صبري على الظالمين لأكرم المظلمومين.
الحمد الله على إحسانه ...
عباد الله:
كل ما سبق فهو جواب لسؤال يطرحه البعض لماذا الحديث عن سوريا؟؟ ومالفائدة من ذلك؟؟ وهل من منح في طيات هذه المحن؟؟ ولكن السؤال الأهم الذي به صلاح الامة، وسعادة الناس، والرفعة والسؤدد، هو كيف تنتصر الامة؟؟ ومتى تثأر لقتلاها؟؟ وتأُدب المعتدين على حياضها؟؟ هذا السؤال العريض، جوابه سهل وبسيط، عرفه جوابه سلف هذه الامة علما وعملا، فكانت لهم القيادة والريادة، والنصر والسيادة، فسنة الله في أسباب النصر والهزيمة معروفة معلومة، فمتى استقام الناس على دينهم، وامتثلوا شرع ربهم، وأخذوا بأسباب القوة عزُّوا وانتصروا، ومتى تنكبوا الصراط المستقيم، وضلوا عن سواء السبيل، وارتموا في حضن عدوهم، وابتعدوا عن مصدر عزهم، أُستبيحت بيضتهم، وتسلط الأعداء عليهم.
تمسكنا بديننا هو عزنا بين الناس، ورقينا بين الامم، وسعادتنا بين البشر، طبقه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجا، وواقع حياة، فكانت فتوحاتهم ضربا من الخيال، وانتشارهم في الأرض أسرع من الريح إذا أستدبرته السحاب، مع أنهم لم يتدربوا تدريبا عسكريا، ولم يكن عندهم من السلاح والقوة مثل ماكان عند غيرهم، لكن بقوة الإيمان فتحوا البلاد، وأخضعوا لأوامر القرآن ونواهيه العباد، "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" فالنصر والعلو والتمكين، لعباد الله المؤمنين، "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" هذا وعد الله لنا، حين نحقق الإيمان صدقا، ونعمل بما جاء في شرعنا حقا، انظروا الي صفات أهل الايمان، التي متى حققنها لم يكن للكافرين علينا سلطان، وحصل لنا الأمن، وانتصرنا على عدونا، قال تعالى: "إنما المؤمنون اللذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آيآته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنين حقا " هذه الصفات الخمس لأهل الإيمان، كيف حالنا معها؟؟ وهل طبقناها في واقع حياتنا؟؟ هل ترق القلوب، وتدمع العيون، وتنسكر الجواراح، إذا ذكر الله؟؟ وهل يزداد إيماننا، عند سماع كلام ربنا؟؟ وهل نحن معتمدون على الله في كل شؤننا، مفوضون له كل أمورنا؟؟ هل نحن نقيم الصلاة كما أراد الله، ونحافظ على أوقاتها مع جماعة المسلمين؟؟ وهل إستطعنا أن نُخرج الدنيا من قلوبنا بإخراج زكاة مالنا، والتصدق على إخواننا، ومواساة المنكوبين منا؟؟ إذا طبقنا هذه الصفات في حياتنا، كنا أهل الإيمان حقا وصدقا، وتحقق وعد الله لنا، "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" لكننا غيرنا فغير الله علينا، وانحرفنا عن ديننا فضِعنا وأضَعنا، وأصبحنا كغثاء السيل لاينتفع به "إن الله لا يغيرمابقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال" أزاح الصحابة أعتى دولتين حين حققوا الإيمان في نفوسهم، والتزموه بقلوبهم وأعمالهم، مُلك فارس مضى عليه أربعة ألاف سنة، ونار المجوس لم تطفأ، حتى سلط الله عليها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسقطوا ملكهم، وأطفئوا نارهم، واستباحوا بلادهم، كتب رستم إلى ملك الصين يقول له: إن شرذمة قليلة دهمت بلادنا، واستباحت أموالنا، وانتهكت حرماتنا، فالغوثَ الغوث قبل أن يصلوا إليك!!! فبعث بالكتاب إلى ملك الصين، فلما قرأ الكتاب فزِع، ودعا بمن جاء بالكتاب، وخلا به، وقال: ويحك!! أخبرني عن هذه الشرذمة القليلة من العرب التي دهمت بلاد فارس وقد مضى لها في الملك أكثر من أربعة آلاف سنة، قال رسول رستم عن أي شيء تسأل أيها الملك؟ قال: ماذا يقولون لكم؟ قال: يقولون لنا: اعبدوا الله وحده لا شريك له وينهوننا عن عبادة الأوثان ويأمروننا بصلة الأرحام والعفاف، قال: إذا أعطيتموهم ما طلبوا؟ قال: ذهبوا وتركونا، قال: هل يغدرون إذا عاهدوا؟ قال: لا، قال: هل يفون إذا وعدوا؟ قال: نعم، قال: وما عبادتهم؟ قال: خمس صلوات في اليوم والليلة إذا حضرت قاموا يؤدّونها منتظمين صفوفا خلف إمامهم، هي أحب إليهم من أنفسهم ونسائهم وأبنائهم، فقال ملك الصين: ارجع إلى رستم فقل له: صالح القوم، فإنه والله لا طاقة لي ولا له بهم، والله لو حاربوا الجبال لزحزحوها من أمكنتها.
ثم صلوا وسلموا رحمكم الله .....
المشاهدات 3469 | التعليقات 3
شكرا اخي منير العجلة وما تفعل؟؟
غفر الله لي ولك وجزاك خير الجزاء
هذه ادعية جمعتها مناسبة في القنوت لاخواننا، تقبل الله دعائنا:
اللهم انا نشكوا اليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهوننَا على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تكل اخواننا الى بعيد يتجهم ام الى عدو ملكته امرهم اللهم لا نصير لهم الا انت فانصرهم والطف بهم وارحمهم وانزل السكينة على قلوبهم يا ارحم الراحمين
اللهم ضعف الناصر الا بك وقلة الحيلة الا منك وانقطعت حبال الرجاء الا فيك اللهم انهم اخواننا فيك نستنصرك وانت النصير ونستعين بك يا نعم المولى ونعم النصير اللهم انصرهم نصرا عزيزا وافتح لهم فتحا مبينا وعجل بفرجهم يا رب العالمين.
اللهم انت الله لا اله الا انت اله الاولين والاخرين ورب الخليقة اجمعين اليك فزعنا اليك ضرعنا وانت ربنا ومولنا منتهى كل شكوى وسامع كل نجوى وكاشف كل بلوى اللهم اجعل لاخواننا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية اللهم ارفع البلاء عن اخوننا وانزل رحمتك عليهم واكشف الضر عنهم يا ارحم الراحمين.
اللهم كن لاخواننا مؤيدا ونصيرا ومعينا وظهيرا اللهم اعنهم ولا تعن عليهم وامكر لهم ولا تمكر بهم واجعل دائرة السؤ تدور على من بغى عليهم اللهم ارحم موتاهم واشف مرضاهم وفك اسراهم يا ذا الجلال والاكرام اللهم ارفع شانهم وقوي شأوهم ةاجبر كسرهم وامن خوفهم وامددهم بمدد من عندك يا حي يا قيوم.
اللهم ان باخوننا من الشدة والبلاء وتسلط الاعداء ما لا يشتكى الا اليك ولا يعول الا عليك يامن يجيب دعوة المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ارحم ضعف اخوننا واحقن دمائهم وصن اعراض نسائهم وانصرهم على عدوك وعدوهم.
اللهم رافع السموات مجيب الدعوات كاشف الكربات انج المستضعفين من المؤمنين واكشف كربهم وقو عزائمهم وثبت اقدامهم واربط على قلوبهم وانصرهم على النصيريين يا ذا الجلال والاكرام.
اللهم بعزتك التي لا ترام وملك الذي لا يضام ونور وجهك الذي ملاء اركان عرشك نسالك ان تهلك طاغية الشام يا ذا الجلال والاكرام اللهم عليك به وباعوانه اشدد عليهم وطئتك وانزل عليهم رجزك واسلب عنهم عافيتك زلزل اقدامهم وهدم بنيانهم يا قوي يا متين
اللهم احصرهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا اللهم امنح اخوننا اكتافهم ومكنهم من رقابهم واشف صدور قوم مؤمنين.
اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الاحزاب اهزم النصيريين وانصر اخوننا عليهم اللهم اخضد شوكتهم ونكس رياتهم وشتت شملهم وفرق جمعهم واجعلهم غنيمة للاسلام والمسلمين اللهم اجعل كيدهم في ضلال وسعيهم في سفال وعاقبة امرهم الى خزي ووبال يا كبير يا متعال.
اللهم انهم قد أذونا في اخوننا وأدموا قلوبنا بهتك اعراض حرائرنا اللهم احنهم الغداة وعجل بهلاكهم يا قوي يا متين.
منير عبد الله
جزاك الله خير
خطبة رائعة
تصحيح ... في ذكرك لقوله تعالى : (فكأين من قرية أهلكنها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها)
كتبت بدل الفاء واوا
تعديل التعليق