لماذا أدعو..لك..يا غزة؟
الأستاذ الدكتور عدنان خطاطبة
1435/09/16 - 2014/07/13 04:55AM
[font="]لماذا أدعو..لك..يا غزة؟[/font]
[font="]يبقى الدعاء السلاح الثابت لكل مؤمن ومؤمنة مهما تغير الأسلحة الأخرى في يديه، ويبقى الدعاء هو السلاح المستمر لكل مؤمن ومؤمنة الذي لا يتوقف حتى لو وجدت أقوى الأسلحة في يديه أو فقدت أبسط الأسلحة من بين يديه، ويبقى الدعاء هو نداء التوحيد ونور الإيمان وتضرع العبودية الذي يتصل به كل مؤمن ومؤمنة برب السموات والأرض في كل وقت وحين، وفي كل حالة كرب وشدة ورغد ورخاء.[/font]
[font="]يبقى الدعاء هو يد المؤمن التي يمدها إلى كل المؤمنين والمؤمنات في أوقات المحن والشدائد مهما قربت منهم المسافة ومهما بعدت.[/font]
[font="]ويبقى الدعاء للمؤمنين والمؤمنات المكروبين هو العلامة التي تشهد على صدق إيمانك، وصحة عقيدتك، وسلامة عبوديتك لله رب العالمين. [/font]
[font="]أيها الأخوة المؤمنون، أيتها الأخوات المؤمنات:[/font]
[font="]تعيش اليوم غزة نازلة عظيمة وفاجعة قاسية، تعيش أيامها ولياليها بكل دقائقها خوفا ورعبا ونزيفا للدماء، وتدميرا للبيوت، وفقرا وجوعا، وهلعا وشتاتا، بسبب عدوان بني يهود المجرمين عليها، وهذا استثناء مؤلم من واقع أصلا بئيس. ويبقى السلاح المشترك بين كل المؤمنين الذي يستطيع كل واحد منا أن يفعله به شيئا لهم هو سلاح الدعاء. فهل نبخل به عليهم؟ أم نطلق له العنان ليرتفع إلى السماء بكل إخلاص وقوة. فهم أحق من يدعى لهم، وهم أولى يستغاث لهم.[/font]
[font="]ولكن، حتى يكون هذا الدعاء في محله، وحتى نعطيه حقه، وحتى نصحح نظرتنا إليه، واعتقادنا به، ومفهومنا له، وحتى ندرك استحقاق غزة منا للدعاء، نطرح هذا السؤال ونجيب عليه، فنقول:[/font]
[font="]لماذا أدعو لك يا غزة، لماذا أدعو لكم يا أهل غزة؟[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة: لأنكم مؤمنون:[/font]
[font="]نعم، لأنكم مؤمنون: [/font][font="]فقد قال ربك سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، قال السعدي:"[/font][font="](وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ)، أي: ذكورهم وإناثهم (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) في المحبة والموالاة، والانتماء والنصرة".[/font][font="] [/font][font="]ووصف الله العلاقة بين المؤمنين بقوله سبحانه: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) وببقوله سبحانه: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) قال الطبري: " يعني تعالى ذكره بقوله:"أذلة على المؤمنين"، أرقَّاء عليهم، رحماءَ بهم". وقال الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)، قال السعدي في معنى الآية: "[/font][font="]هذا عقد، عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي شخص كان، في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فإنه أخ للمؤمنين، أخوّة توجب أن يحب له المؤمنون، ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون له، ما يكرهون لأنفسهم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آمرًا بحقوق الأخوة الإيمانية: (وكونوا عباد الله إخوانًا، المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره). وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن، كالبنيان يشد بعضه بعضًا)،وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه. ولقد أمر الله تعالى بالقيام بحقوق المؤمنين، بعضهم لبعض، وبما به يحصل التآلف والتوادد، والتواصل بينهم، كل هذا، تأييد لحقوق بعضهم على بعض". فالدعاء لأهل غزة المؤمنين، هو تطبيق لعقد الإيمان بيننا وبينهم، هو دليل على صحة عقيدتك بالله، وشاهد على أن إيمانك لا يدعك تتخلى عن أخيك المؤمن مهما ابتعد عنك، فرابط الإيمان أقوى وأقرب. ومن فقد الدعاء لهم فقد خرجت من حياته كل معاني الإيمان وثمرات العقيدة.[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة؛ لأنكم مستضعفون:[/font]
[font="]نعم، لأنكم مستضعفون:[/font][font="] [/font][font="]وقد قال الله تعالى في حق المستضعفين: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ)، وقال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)، وقال تعالى:(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)، وقال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[/font][font="] [/font][font="]ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخصّ المستضعفين بالدعاء الخالص لله تعالى، فكان يدعو لهم قائلا، كما في الحديث الصحيح: ([/font][font="]اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). وغزة كلها مستضعفة، وأهلها المؤمنون كلهم مستضعفون، يتعرضون لآلة البطش اليهودية بأبشع صورها الدموية. فهم أحق من يدعى لهم.[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة؛ لأنكم مظلومون:[/font]
[font="]نعم، لأنكم مظلومون: [/font][font="]نعم، مظلومون أشدّ الظلم وأقهره وأعتاه، وواقعكم لا يحتاج إلى شاهد ودليل، والمسلم المظلوم لا يسلمه أخوه المسلم للظالم، ولا يتركه لأيدي الظالمين تقهره وتسلب ماله، وتنتهك عرضه، وتقتله، وتدمر حياته. بل يقف معه ويدعو له إلى أن تُفكّ مظلمته، ففي صحيح البخاري: [/font][font="]عَنْ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ[/font][font="])، فنصرة المظلوم واجب أوجبه علينا رسولنا صلى الله عليه وسلم. والمؤمن المظلوم له شأنه عند الله، فكما جاء عند الترمذي وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم[/font][font="] [/font][font="]يرفعها فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنّك ولو بعد حين[/font][font="]).[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة؛ لأنكم من أعظم المبتلين في هذا الزمان:[/font]
[font="]نعم، لأنكم من أعظم المبتلين في هذا الزمان. حصار من جارٍ عربي يزعم أنه مسلم.ومكر من عربي آخر يدعي أنه مؤمن. وعداء مقيت من يهودي حاقد يرى أنه إنسان. نعم، والله إنهم في كرب عظيم، وشدة وغمة قلّ أن ترى العين مثلها. ولذلك دعاؤك لهم هو دعاء لمسلم مكروب ولمؤمن مبتلى، ولمجتمع ضاقت به سبل حياته وتكدرت طرق عيشه، وصارت الوحدة وتخلي القريب والبعيد عنه عنوان أيامه ولياليه، والخوف والفزع شعوره ونبضات قلبه. نعم، إن دعاءك لأهل غزة، [/font][font="]هو تفريج لكرب عظيم يعانون منه، فأيّ كرب أشد من سطوة المستبدين ومن قهر المجرمين ومن تعدي الظالمين، فدعاؤك هذا شعور بمعاناتهم وبأحزانهم وبأوقاتهم العصيبة وبآلامهم، هو تعاطف معهم، هو استجابة لاستغاثاتهم التي لعظمها ولحرقتها ولشدتها سجلها الله تعالى في القرآن. نعم سجل القرآن لنا استغاثات المستضعفين فقال ربنا سبحانه فيهم:(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا).[/font][font="]نعم، إن دعاءك لأهل غزة، [/font][font="]هو تثبيت لهم وتقوية لشوكتهم، هو تصبير لهم، هو مساندة ودعم لهم، هو شدّ من أزرهم في وجه العتاة والمستبدين والظلمة، وهذا ما كان يفعله نبينا صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال لأبي جندل رضي الله عنه أحد المستضعفين الذين كانوا بين أيدي قريش: (أبا جندل، اصبر واحتسب، فإنّ الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا).[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة؛ لأنكم من أعظم المجاهدين في هذا الزمان:[/font]
[font="]لأنكم من أعظم المجاهدين في هذا الزمان، ليسوا إرهابيين، ليسوا ممن يستحل الدماء، ليسوا ممن يقتل المسلمين، ليسوا ممن يفجر نفسه بالأبرياء من المسلمين، إنهم قوم مؤمنون يجاهدون دفاعا عن أنفسهم وعن المؤمنين المستضعفين والمؤمنات المستضعفات، وعن أرض الإسلام، أمام عدوان بني يهود، إنهم يقاتلون يهود أولئك أخبث البشر وألعن الناس أمكر الماكرين، أولئك قتلة الأنبياء، أولئك الذين نقضوا العهد مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحاولوا قتله، أولئك الذين يملكون اليوم أقوة آلات القتل والتدمير في العالم. أدعو اليوم على من يظلم أهل غزة من اليهود ومن العرب الخونة، أدعو على كل من يظلمهم ويمكر بهم، ويقف ضد هؤلاء المجاهدين الصابرين المحتسبين، اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يدعو على القتلة والظلمة وأعداء المجاهدين من أصحابه، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: [/font][font="](اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى قريش، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِى يُوسُفَ). نعم، النبي صلى الله عليه وسلم هنا في هذا الدعاء يعلمنا أن لا نكتفي بأن ندعو للمستضعفين من المؤمنين بالنجاة والنصرة، بل علينا أن نتبع ذلك بالدعاء على من يستضعف المؤمنين ويستبدّ بهم ويؤذيهم ويعذبهم، هذا هو منهج نبينا صلى الله عليه وسلم، تأمّل معي دعاء نبي الله صلى الله عليه وسلم حينما يقول: ( اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى قريش اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِى يُوسُفَ) اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ: وأصل الوطء: الدوس بالقدم: أي:ا للهم شدد عقوبتك وأهلكهم غاية الإهلاك. اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِى يُوسُفَ: أي في الشدة والقحط والبلاء. فالنبي يعلمك أيها المؤمن إذا دعوت على من يظلم عباد الله، ومنهم أهلنا في غزة، أن تشدد عليهم في الدعاء. فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على بعض أعداء الله بقوله: (مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَاراً)، وبقوله: (مَلأ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا).ودعا على آخرين بقوله: "اللَّهُمَّ مَزِّقْهُم كُلّ مُمَزَّق"، ودعا على قبائل وأحياء معينة بقوله:"اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِى لِحْيَانَ وَرِعْلاً وَذَكْوَانَ"، ودعا على أشخاص مجرمين باسمائهم بقوله: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِى جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِى مُعَيْطٍ". ولك أيها المؤمن وأيتها المؤمنة في رسولكم صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة.[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة؛ لأنني مؤمن قدوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/font]
[font="]نعم، لأنني مؤمن قدوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. [/font][font="]وقد خصّ [/font][font="]رسول الله صلى الله عليه وسلم[/font][font="] [/font][font="]المستضعفين والمجاهدين بدعائه لهم، كما دعا على من ظلمهم وقهرهم وقتلهم، ففي الحديث الصحيح، الثابت في الصحيحين والسنن، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى صَلاَةِ العتمة وفي رواية في صلاة الفجر شَهْرًا يَقُولُ فِى قُنُوتِهِ بعد الركوع: ( اللَّهُمَّ أَنْجِ(نَجِّ)(خَلّص) الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِى رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ(قريش) اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِى يُوسُفَ). ولذلك أدعو لك يا غزة، أدعو لكم أيها المستضعفون في غزة، يا من تعانون من الاحتلال والقهر والتضييق والقتل، أدعو لكم اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي دعا للمستضعفين من المؤمنين، وأدعو على من يستضعفكم ويقهركم ويظلمكم من بني يهود ومن الخونة العرب من بني جلتنا كذلك اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة؛ لأنني مؤمن أعرف الله: [/font]
[font="]نعم، لأنني مؤمن أعرف الله، نعم، أعرف الله الذي يحب عباده المؤمنين، أعرف الله الذي يحب الدعاء من عباده المؤمنين، أعرف الله الذي يجب أن يدعو المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب، أعرف الله الذي جعل الدعاء من أكرم الأشياء إليه، أعرف الله الذي جعل من يدعوه كمن يعبده[/font][font="]، فكما في الحديث الحسن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الدعاء هو العبادة). فالدعاء لكم يا أهل غزة يا أهل الإيمان والصبر والجهاد هو عبادة أتعبد الله بها، ورجاء أرجو به الكريم، وتوسل أتوسل به إلى الرحمن الرحيم، وطلبا أطلبه من الحكيم القدير.[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة؛ لأن دعائي هو أقوى سلاحي:[/font]
[font="]نعم، لأن دعائي هو أقوى سلاحي: فدعاء المؤمن ربَّه سبحانه سلاح لا يخطئ، ودعاء المؤمن لأمته قوة لا تلين، ووعاء لا ينضب. نعم [/font][font="]تذكّر، أيها المؤمن، وأنت تدعو لأهل غزة بأنك تدعو الكريم سبحانه الذي لا يخيب ظنك فيه سبحانه، ففي الحديث الصحيح عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ ربَّكُم تبارك وتعالى حييُّ كَرِيمٌ يستَحي مِنْ عبدهِ إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صِفراً). تذكّر، أيها المؤمن، وأنت تدعو لأهل غزة بأنك [/font][font="]تمتلك السبب القوي، والحبل المتين، والسلاح الفتاك، والسرّ بينك وبين الله الذي يفتقده عدوك وعدوّ أهل غزة، فقد قال نبيك محمد صلى الله عليه وسلم كما[/font][font="] [/font][font="]في الحديث الصحيح: ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعوتهم و إخلاصهم)، وجاء أيضا في الحديث الصحيح: (إنما تنصر هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم). [/font][font="][/font]
[font="]أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.[/font]
[font="]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:[/font]
[font="]أدعو لك يا غزة، أدعو لكم يا أهل غزة[/font][font="]: [/font]
[font="]لأنني أنتمي إلى هذه الأمة: [/font][font="]ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع نداءه إلى ربه سبحانه وتعالى، قائلا: اللهم أمتي أمتي. وأنا أرفع يدي إلى ربي القوي العزيز وأقول: يا ربي غزة، يا ربي غزة.[/font]
[font="]اللهم اجعل أعمالنا صالحه، ولوجهك خالصة.[/font]
المرفقات
لماذا أدعو لك يا غزة.docx
لماذا أدعو لك يا غزة.docx