للبيت رب يحميه [خطبة جمعة 1438/2/5]

[align=justify]للبيت رب يحميه
للكعبة عظمة لا تضاهى، وللحرم المكي مكانة لا تساوى، ولا يمكن أن تقارن بأي بقعة في العالم أجمع، فهي قبلة المسلمين، وقرة عيون الموحدين، ومهبط الوحي الأمين، ومنطلق الدعوة، والنور، والهداية للعالمين.
هذه العظمة، والمكانة لبيت الله الحرام لم تكن مستقرة في قلوب المسلمين فحسب، بل وجدنا أن التاريخ يحدثنا عن مكانة البيت الحرام في قلوب أهل الجاهلية، وقبل البعثة المحمدية، هذا تاريخنا يحدثنا وكأني به يقول لنا: أيغيب عن أذهانكم ما فعله الله عز وجل بأبرهة؟! أيعزب عن علمكم إبادة الله جلَّ في علاه جيش أبرهة بالطيور الأبابيل؟! ألا تذكروا قول جد النبي صلى الله عليه وسلم: (للبيت رب يحميه)؟! اقرأوا كتاب ربكم، وهو يخبر نبيكم عن حال القوم، وكيف أبادهم، وحمى الله بيته العتيق: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:1-5].
هذا التاريخ العظيم، وهذه الحادثة القوية، لامست قلوب أهل الجاهلية؛ حتى إنهم وجدوا رهبة شديدة لهدم البيت، وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم، لقد ترك هذا الحادث في قلوبهم رهبة قوية، وخوفًا شديدًا من بيت الله الحرام، غير أن أذناب إيران من الحوثية مجوس العصر لم يقيموا وزنًا لحرمة بيت، ولا قيمة لحرم، وبلغت بهم الجرأة على قصف مكة -قصف الله أجسادهم- بصاروخهم، وتعدوا الحدود، وجاوزوا الحرام، وارتكبوا منكرًا من الفعل، وجُرمًا شنيعًا، ولا يستغرب فعلهم، فهم على يسيرون على سنة سلفهم من القرامطة أعداء الأمة، والدين.
إخوة الإيمان، ماذا بقي؟! فرافضة العصر، يعيثون في الأرض فسادًا، استباحوا العراق، وسوريا، واليمن، فقتلوا، وسلبوا، واغتصبوا، وهدموا، وحرقوا، ومثَّلوا، وفعلوا ما يقشعر البدن من ذكره، وهاهم الآن يقصفون مكة بصاروخهم! أي جرأة وصلت بهم! وأي دين يعتقدون؟! وأي نهج ينتهجون؟! أهذا هو إسلامهم الذي يدَّعون؟! أهذه هي ديانتهم التي يلتزمون بها؟!
ماذا بقي؟! بعد جرأتهم على مكة! ماذا بقي؟! يامن تزعمون حب آل البيت كذبًا وزورًا! ماذا بقي؟! يامن تدَّعون العداوة لإسرائيل، وأمريكا!
أتظنون أن بلاد الحرمين بحكومتها، وشعبها لقمة سائغة لكم؟! أتفكرون أن أهل السنة، ومن يسعون لرفع شأن الأمة سيتركونكم؛ لتعيثوا في الأرض فسادًا، وتبثوا سمومكم الإرهابية، وأفكاركم الثورية، وأنكم على الحق، والخطى المحمدية، كلا والله، فنحرورنا، وأجسادنا، وأموالنا، فداء لديننا، وعقيدتنا، وأمننا، واستقرار كلمتنا، ووحدة صفنا. هذه البلاد ستظل آمنة عزيزة بإذن الله، وستظل شامخة بعون الله؛ لأنها رفعت كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلنت بوضوح حربكم، وأنها لن تتهاون في ردعكم، ودفع كيدكم.
إننا يا مجوس العصر يدًا واحدة، وقلبًا واحدًا مع قيادتنا، ورجال أمننا بكل ما أوتينا من قوة، لن تنهاون في فضح أفكاركم، وبيان اعتقاداتكم المبنية على الحقد، والكراهية، والدموية.
إخوة الإيمان، إننا مستهدفون في ديننا، مستهدفون في عقيدتنا، مستهدفون في أمننا، مستهدفون في استقرار وحدتنا، فهاهم أعداء الأمة من الرافضة وغيرهم أعلنوا لنا العداء صراحة، وهاهم يتربصون بنا، ويحاولون بشتى الطرق والوسائل زعزعة صفوفنا، وبث الفتنة فيما بيننا. فلا تتركوا لهم المجال، ولا تفسحوا لهم بحال، والنصر لكم آت بإذن الله، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم:4، 5].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ووفقنا للتمسك بديننا القويم، اقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، عباد الله، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
إن ما حدث في الأسبوع الماضي يدعونا لإعادة النظر في تمسكنا بديننا، وقوة صلتنا بربنا، وحسن التوكل عليه، فالله مولانا ولا مولى لهم، {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51].
ما حدث يعرفنا بعدونا، ويؤكد بوضوح أن قرار حربهم، صائب، وفي مكانه، فهؤلاء الرافضة لو تمكنوا -لاقدر الله- لاستباحوا الحرمات، وفعلوا المنكرات، وأحدثوا الفوضى والمشكلات.
إخوة الإيمان، إن علينا اليوم أن نوحد صفوننا، ونجمع كلمتنا، علينا أن نحفظ أولادنا، ونساءنا، من سموم الرافضة، فنبصرهم بأفكارهم، ونبين حالهم، وأنهم ناصبونا العداء، وأنهم أعداء السنة، والدين.
الله الله إخوة الإيمان بالدعاء، فهو سلاح المؤمن، ودرعه الحصين، فالله تعالى أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].
ولا ننسى إخواننا الجنود من الدعاء، هؤلاء الذين يرابطون على حدود البلاد، ويدفعون عن دينهم، وأوطانهم الفساد، تركوا الأهل، والأولاد، قدموا أنفسهم فداء في سبيل الله. سدد الله رميهم، ووحد صفهم، ونصرهم على عدونا، وعدوهم.
[/align]
المرفقات

للبيت رب يحميه.docx

للبيت رب يحميه.docx

المشاهدات 1568 | التعليقات 0