لكم الله يا أهلنا في جدة الشيخ ناصر العمر
ناقلة خير
1432/02/24 - 2011/01/28 17:05PM
الحمد لله على أقداره والشكر له على توفيقه وامتنانه، أما بعد،
فقد رأينا ما حل بكم معاشر الإخوة والأخوات في جدة، (للمرة الثانية)، وليست ثمة أية ضمانات بشرية لأن تكون الأخيرة إلا بمعالجة الأسباب الحقيقية،
وحتى ندرك عظم هذه الكارثة وما ينبغي أن تقابل به من الحسم فيكفي أن نعلم بأن مجموع عدد الجرحى والإصابات والقتلى والأموال المتلفة يربو على عدد حصيلة بعض الحوادث الإرهابية الكبرى التي وقعت في البلاد!
وهذا وفقاً لحصاد أرقام المأساة الماضية وحدها دون الحاضرة! فمن المسؤول عن هذا المصاب؟ وهل حوسبوا حساباً يوازي ما تسببوا به من كوارث؟ وهل قام أصحاب الولايات العليا بواجبهم بعد الكارثة الأولى؟ إن أول خطوة لعلاج القضية هي الشعور بالمسؤولية، أما إن كانت الكارثة تمر وتمضي ثم لا يشعر بعض المسؤولين بأدنى لوم أو حرج أو مسؤولية تقع على عواتقهم إزاء ما حدث، فهذا لا يبشر بخير، بل من الطبيعي عندها أن تتكرر المأساة، وذلك مؤذن بهلاك ودمار (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) [التوبة: 126]!
ومن العجيب في هذا الصدد أنَّه قد تكرر صدام قطارين في بلد قريب فأدى ذلك إلى استقالة وزير النقل! وفي بلد آخر وقع حريق في مستشفى مات فيه مريضان فاستقالت وزيرة الصحة، أما في اليابان فقد استقال وزير العدل إثر زلة لسان، بل استقال رئيس الوزراء الياباني بعد سقوط طائرة مدنية قبل سنوات، والأمثلة في هذا المضمار لا تحصى! ونحن أمة في تاريخ خلفائنا ما يغنينا عن استجرار الشواهد الغربية والشرقية، فأين في هؤلاء من قائلنا: (لوعثرت بغلة في شط الفرات لخشيت أن يحاسبني الله عليها)! وعندنا في هذه البلاد استقال أو أقيل المسؤول الأول في الرئاسة العامة لرعاية الشباب إثر تكرر هزيمة فريق كرة !
أما في جدة حيث تكررت المأساة وراحت ضحيتها حتى هذه اللحظة أنفس الله أعلم بعددها، وأموال كانت كفيلة بحل كثير من مشكلات الشباب، بل المجتمع، بالإضافة إلى طاقات وجهود، وآمال وأحلام، مع ذلك لم نشعر بوجود أدنى رغبة حتى الآن لأحد من الوزراء أو الأمراء في تقديم استقالتهم، فهل الكرة أغلى من الأرواح والممتلكات، التي هي من الضرورات الخمس التي أجمعت الشرائع على وجوب المحافظة عليها ؟ أو أن جدة غير؟!! وهذا وربي لايؤذن بخير!
إن مما يضاعف المصيبة أن يرى المباشرون للمسئولية في جدة أن من يقع عليه اللوم في ما حدث هم أناس آخرون ، فيحملون غيرهم من الأحياء والأموات جريرة ماحدث ! والحق أن كل من تبوأ منصبا وباشر المسئولية وكان مكلفا بأداء الواجب فلم يقم به على الوجه المطلوب فهو مسئول عما حصل ويحصل في المستقبل ، مسئول أمام الله تعالى ثم أمام من ولاة المسئولية من ولاة الأمر ، سواء أكان ذا منصب صغير أو كبير ، وسواء أكان من القائمين على الأمر الآن أو ممن مضى وارتحل . إن من الأسباب المادية الملموسة والمشهودة لهذه المأساة أسباب ناجمة عن الفساد المالي والإداري، وهذه يجب أن يدان فيها المتسببون وأن يتحملوا تبعات جرائمهم، والناس ينتظرون من ولاة الأمر علاجاً حازماً، وقرارت تحسم الفساد وتؤدب المفسدين، نسأل الله أن يوفقهم لمافيه صلاحهم وصلاح البلاد والعباد.
ختاماً: أهلنا في جدة: إن العزاء لكم موصول وإن كان العزاء لا يكفي، والدعاء مبذول، ووصيتنا لكم بتجديد الإنابة والتوبة، والتضرع إلى الله وسؤاله الاستصحاء، فإن ذلك سنة، ثبت في البخاري أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مطروا أسبوعاً فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: "اللهم حوالينا، ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر"، قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس)
فالهجوا بدعاء ربكم، وسلوه أن لا يؤاخذكم بما فعله المفسدون في أرضكم، وبعد ذلك تعاونوا على البر والتقوى، فإن من خصال البر التي يوفق الله تعالى بها العبد، إغاثة الملهوف، وإكساب المعدوم، والإعانة على نوائب الحق، كل حسب قدرته، وعليكم بعد ذلك بذل الجهد في متابعة طلب الإنصاف من المفسدين ليعلم المسؤول أنه مسؤول عن تبعات إهماله، وانشغاله عن مسؤوليته الكبرى بأمور تعجل العقوبة، وقد قال أصدق القائلين: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) [الإسراء: 16.
أسأل الله أن يعين أهلنا في جدة وأن يلطف بهم، وأن يجعل ما أصاب المصابين كفارة لهم ورفعة في درجاتهم. والحمد لله الذي لا يحمد على أقداره سواه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وحتى ندرك عظم هذه الكارثة وما ينبغي أن تقابل به من الحسم فيكفي أن نعلم بأن مجموع عدد الجرحى والإصابات والقتلى والأموال المتلفة يربو على عدد حصيلة بعض الحوادث الإرهابية الكبرى التي وقعت في البلاد!
وهذا وفقاً لحصاد أرقام المأساة الماضية وحدها دون الحاضرة! فمن المسؤول عن هذا المصاب؟ وهل حوسبوا حساباً يوازي ما تسببوا به من كوارث؟ وهل قام أصحاب الولايات العليا بواجبهم بعد الكارثة الأولى؟ إن أول خطوة لعلاج القضية هي الشعور بالمسؤولية، أما إن كانت الكارثة تمر وتمضي ثم لا يشعر بعض المسؤولين بأدنى لوم أو حرج أو مسؤولية تقع على عواتقهم إزاء ما حدث، فهذا لا يبشر بخير، بل من الطبيعي عندها أن تتكرر المأساة، وذلك مؤذن بهلاك ودمار (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) [التوبة: 126]!
ومن العجيب في هذا الصدد أنَّه قد تكرر صدام قطارين في بلد قريب فأدى ذلك إلى استقالة وزير النقل! وفي بلد آخر وقع حريق في مستشفى مات فيه مريضان فاستقالت وزيرة الصحة، أما في اليابان فقد استقال وزير العدل إثر زلة لسان، بل استقال رئيس الوزراء الياباني بعد سقوط طائرة مدنية قبل سنوات، والأمثلة في هذا المضمار لا تحصى! ونحن أمة في تاريخ خلفائنا ما يغنينا عن استجرار الشواهد الغربية والشرقية، فأين في هؤلاء من قائلنا: (لوعثرت بغلة في شط الفرات لخشيت أن يحاسبني الله عليها)! وعندنا في هذه البلاد استقال أو أقيل المسؤول الأول في الرئاسة العامة لرعاية الشباب إثر تكرر هزيمة فريق كرة !
أما في جدة حيث تكررت المأساة وراحت ضحيتها حتى هذه اللحظة أنفس الله أعلم بعددها، وأموال كانت كفيلة بحل كثير من مشكلات الشباب، بل المجتمع، بالإضافة إلى طاقات وجهود، وآمال وأحلام، مع ذلك لم نشعر بوجود أدنى رغبة حتى الآن لأحد من الوزراء أو الأمراء في تقديم استقالتهم، فهل الكرة أغلى من الأرواح والممتلكات، التي هي من الضرورات الخمس التي أجمعت الشرائع على وجوب المحافظة عليها ؟ أو أن جدة غير؟!! وهذا وربي لايؤذن بخير!
إن مما يضاعف المصيبة أن يرى المباشرون للمسئولية في جدة أن من يقع عليه اللوم في ما حدث هم أناس آخرون ، فيحملون غيرهم من الأحياء والأموات جريرة ماحدث ! والحق أن كل من تبوأ منصبا وباشر المسئولية وكان مكلفا بأداء الواجب فلم يقم به على الوجه المطلوب فهو مسئول عما حصل ويحصل في المستقبل ، مسئول أمام الله تعالى ثم أمام من ولاة المسئولية من ولاة الأمر ، سواء أكان ذا منصب صغير أو كبير ، وسواء أكان من القائمين على الأمر الآن أو ممن مضى وارتحل . إن من الأسباب المادية الملموسة والمشهودة لهذه المأساة أسباب ناجمة عن الفساد المالي والإداري، وهذه يجب أن يدان فيها المتسببون وأن يتحملوا تبعات جرائمهم، والناس ينتظرون من ولاة الأمر علاجاً حازماً، وقرارت تحسم الفساد وتؤدب المفسدين، نسأل الله أن يوفقهم لمافيه صلاحهم وصلاح البلاد والعباد.
ختاماً: أهلنا في جدة: إن العزاء لكم موصول وإن كان العزاء لا يكفي، والدعاء مبذول، ووصيتنا لكم بتجديد الإنابة والتوبة، والتضرع إلى الله وسؤاله الاستصحاء، فإن ذلك سنة، ثبت في البخاري أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مطروا أسبوعاً فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: "اللهم حوالينا، ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر"، قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس)
فالهجوا بدعاء ربكم، وسلوه أن لا يؤاخذكم بما فعله المفسدون في أرضكم، وبعد ذلك تعاونوا على البر والتقوى، فإن من خصال البر التي يوفق الله تعالى بها العبد، إغاثة الملهوف، وإكساب المعدوم، والإعانة على نوائب الحق، كل حسب قدرته، وعليكم بعد ذلك بذل الجهد في متابعة طلب الإنصاف من المفسدين ليعلم المسؤول أنه مسؤول عن تبعات إهماله، وانشغاله عن مسؤوليته الكبرى بأمور تعجل العقوبة، وقد قال أصدق القائلين: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) [الإسراء: 16.
أسأل الله أن يعين أهلنا في جدة وأن يلطف بهم، وأن يجعل ما أصاب المصابين كفارة لهم ورفعة في درجاتهم. والحمد لله الذي لا يحمد على أقداره سواه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أخت الخطباء
اليوم يا شعب جئت تبكي، وقد حاول المصلحون والحقوقيون الوقوف معك في مرات كثيرة، فأبيت تأييدهم أو حتى كلمة شكر لهم.
اليوم جئتم تندبون حظكم!!
من رضي الهوان، فعليه أن يحتمل العذاب، أنتم رضيتم الصمت، والعيش في اللاحياة، فجاءكم العذاب من فوقكم ومن أسفل منكم..
حتى وأنتم تصرخون لا تعرفون كيف تبكون، تلومون عادل فقيه وبعض المسؤولين المتفرعين من شجرة الظلم !!...
في مرات كثيرة، سمعت من ندم على وقوفه مع الناس،، لأنهم خذلوه .
لأنه لم يفهم حتى الآن أن الشعب السعودي وهم ضحايا يصرون على البقاء في ثياب العبودية والاستسلام.
هم كما صورهم "لابواسيه" في العبودية المختارة قد اعتادوا شرب السموم، فلا يؤثر فيهم لدغ الثعابين، لقد اعتادوا على من يدوسهم في التراب، ثم يقولون له ما قصرت زدنا زادك الله طغياناً..
في هذه الأزمة، سوف تسمعون من الفقراء والمهمشين وممن فقدوا أبناءهم يتحدثون لكم في الجرائد عن حكومتنا الرشيدة التي لولاها لفقدنا كل العائلة!!
فالحمد لله أننا ما فقدنا إلا ثلاثة أولاد،، نحن أحسن من غيرنا، ولو كنا في بلد آخر كان فقدنا كل شيء!!
بهذا المنطق يعيش المواطن السعودي..
بمجرد أن يعلم أن الحكومة حاضرة في أي موضوع، تتعطل كل قواه العقلية والجسدية ويصبح مشلولاً، كأنما تخبطه الشيطان من المس..بهذا المنطق سوف يبقى عبداً، لأنه ببساطة تبرع بكرامته وبقي في أخلاق العبيد وقانون العبيد يحارب الأحرار وينحاز للأسياد..
ليست هذه شماتة وأعوذ بالله أن تكون شتيمة، بل لطالما تأرقت عيون المصلحين وعُذبوا رحمة بالضعفاء، لكنهم للأسف كانوا يدافعون عن مستسلمين لشهوة الاستعباد!
من يصدق أن الاستعباد صار شهوة، يقف أنصاره ضد من يسجن لأجل حريتهم
كل هؤلاء العبيد الذين تراهم حولك هم الذين يقفون ضدك لو أردت مساعدتهم فكرياً، يرون أن الواعظ الذي ينسب الفضل للحكام، ويُحمَل ذنب الفقير، مسؤولية وقوع الكوارث، لأنه اشترى في المخططات العشوائية، حيث لا يستطيع مقاربة البرجوازيين المتحالفين مع الرأس ماليين والإقطاعيين الكبار، هو الأقرب إلى روحهم وعقلهم..
هذه أحوال المنطق الذهني للمواطن البسيط..
هو يعيش في عصر ما قبل الدولة، ويرى أنه أكثر حظاً من غيره..
معاشر المصلحين:
إن أي إصلاح في وسط هذا المحيط المشبوه، وأي دفاع عن حقوق الإنسان، سيكون باهظ الثمن، ليس بسبب شراسة النظام السياسي وسطوته اللا محدودة، بل في الوسط المتخلف دينياً وفكرياً!
زد على ذلك، فإن خريجي مدرسة الإيجابية والفاعلية والتفاؤل، فهؤلاء، لا يقل بلاؤهم عن وعاظ الشرهة والدعاة "المخمليين"، فما من نقد إلا وحرفوه عن مواضعه، وصاروا معولاً على رؤوس من ينتقد ولا يقدم حلاً، وكأنهم الآن في كارثة جدة قد قاموا بواجب التفاؤل.
أتدرون عن مخرجات مدرسة التفاؤل والإيجابية وحب العمل: هذه المدرسة ترى أن النهضة تبدأ من "صفصفة" الجزم ـ أجلكم الله ـ بشكل لائق عند المساجد..
وإذا استطعت أن تنظف دورات المياه في الطرق العامة، فأنت على وشك أن تكون في مصاف الدول الكبرى، أما إذا حضنت زوجتك خمسة عشر مرة في اليوم والليلة بعد حصولك على ثلاثين دورة تدريبية، فسنكون ضمن الدول الخمس صاحبة الفيتو..
بالله عليكم شعب سعودي يقوده فكره هؤلاء المهووسين بالشهرة وحب المال والثراء والوعظ المخملي والتفكك الفكري بين دعاته..
شعب لم يعد يفرق بين المجرم والضحية.. شعب يتنكر لمن يقف معه ضد من يذيقه البأس الشديد.. أليس اليأس والتشاؤم في استصلاحه، والتفاؤل باستصلاح طاعون يبيده عن بكرة أبيه، ومن ثم ينشئ جيلا آخر، جيل لم يتربى في أحضان العبودية أولى وأحفظ للوقت!!
إنه فقط تساؤل وليس حلاً،
أما الحل فهو الاستكثار من مفسري الأحلام لعلنا ندخل القدس بـ"المثلوثة"!
بقلم د.محمد العبدالكريم فك الله أسره
تعديل التعليق