لكل طيّاش وطيّاشة (لا تخرجوهن ، ولا يخرجن) للشيخ عصام بن صالح العويد
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
1431/08/10 - 2010/07/22 13:12PM
لكل طيّاش وطيّاشة
(لا تخرجوهن ، ولا يخرجن)
عصام بن صالح العويد
الحمد لله والصلاة والسلام على خير رسل الله ،، أما بعد :
فهذا مقال جواباً لسؤال ؛ كيف نقرأ سورة الطلاق ؟
فنحن نسمع ونرى كثيراً عند احتدام الخلاف بين الزوجين ؛
أن يطيش هو فيخرجها من بيتها ،
أو تطيش هي فتخرج غضبى إلى بيت أهلها ،
في مجاوزة ظاهرة لحكم الله (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ [الطلاق : 1]
وغفلة تامة عن وعيده (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) [الطلاق : 1] ،
وغياب آسر عن إدراك حكمته (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) [الطلاق : 1]
فأنزل الله عز وجل سورة كاملة هي "سورة النساء القصرى" "سورة الطلاق"
لبيان كيف يتعامل الزوجان عند حدوث الخلاف ، بل وبعد وقوع الطلقة الأولى ،
تكفل الله سبحانه ببيانها لعبادة .
فكيف نقرأ سورة الطلاق ؟
هذه السورة نزلت في أمرين :
1) بيان كيف يكون الطلاق ؟!
2) ما هي العواقب الوخيمة إذا خالفنا شرع الله في مسألة الطلاق .
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ
وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ
لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) )
قال الله عز وجل: (إذا طلقتم النساء".. ) وتعليق الطلاق بـ"إذا" الشرطية مشعر بأن الطلاق خلاف الأصل
فالأصل بقاء عقد النكاح ، فإذا انفلب الحال ليصبح الطلاق وكأنه هو الأصل لكثرته فهذه منابذة للفطرة
التي خلق الله الناس عليها .
ثم قال الله تعالى بعد ذلك:( فطلقوهن لعدتهن ) والتطليق للعدة هو طلاق المرأة في طهر لم يجامعها الزوج فيه
فلا بد حتى يكون الطلاق مباحا في الشرع بأن يتصف بهذين الوصفين :
الأول : أن يكون في طهر ، فالمرأة لا يجوز طلاقها في حال حيضها .
الثاني : أن لا يكون الزوج واقع زوجته في هذا الطهر ولو مرة واحدة فإذا واقع الزوج زوجته في هذا الطهر
لم يجز له أن يطلقها حتى تحيض ثم تطهر مرة ثانية وهكذا .
ثم قال الله عز وجل: ( وأحصوا العدة ) أي عدة الطلاق وهي ثلاث أطهار فإذا طلق الزوج زوجته في طهر
لم يجامعها فيه فلا يجوز له إلا أن يطلق مرة واحدة ، ثم إذا جاء الطهر الثاني طلق التطليقة الثانية ،
ثم ينتظر حتى يأتي الطهر الثالث فإن كان عازما على الطلاق طلق حين إذٍ .
ولا يجوز للزوج في هذه الحال أن يخرج زوجته من بيتها في مدة العدة بل يجب عليه أن يبقيها في بيته .
ولذا قال الله عز وجل: ( لا تخرجوهن من بيوتهن ) فأضاف البيوت إليهن فالبيت بيتها وهو عرشها فلا يجوز للزوج أن يخرجها من بيتها في كل مدة العدة وهي الأطهار الثلاثة .
وإذا بقيت الزوجة في البيت مع زوجها فلا يجوز للزوج أن يهجرها إلا في الفراش ، كما قال سبحانه وتعالى : ( واهجروهن في المضاجع ) .
فحتى وإن كان مغضبا من زوجته قد اشتد به الغضب حتى طلق أو كارها لها لأي سبب من الأسباب فيجب عليه أن ينام معها في فراشها ولا يجوز له أن ينام في أي مكان آخر غير فراش الزوجية فلا ينام مثلا في المجلس أو في الملحق أو في صالة الطعام ونحو ذلك ، وإنما ينام بما أخبر الله عز وجل عنه في قوله :( في المضاجع ) لا (عن المضاجع) .
فإن أراد أن يؤدب زوجته أو أن يشعرها بغضبه وعدم رضاه فإنما الذي له أن يهجرها في المضجع أي يعطيها ظهره حال نومه معها ، ويستثنى من ذلك حال الإيلاء كما آل النبي صلى الله عليه وسلم من زوجاته شهرا وبات خارج بيوتهن .
ثم قال تعالى : (ولا يخرجن) فالزوجة أيضا لا يجوز لها أن تخرج إلى بيت أهلها وحتى وإن طلقها الطلقة الأولى والثانية والله عز وجل هنا يقول : (ولا يخرجن)
فالخطاب موجه إلى الزوجات فلو بلغ الأمر بينهما أن يطلق الزوج زوجته فلا يجوز لها حتى بعد وقوع الطلاق عليها لا يجوز أن تخرج من بيتها إلى بيت أهلها ولا إلى غيره بل يجب عليها أن تمكث في بيت الزوجية .
ويجب عليها أن تنام هي أيضا مع زوجها على فراشهما ولا تذهب فتنام من هنا وهناك وإنما إذا كان الزوج أخطأ عليها أو تعدى على حدود الله فتهجره في المضجع
لا في غيره ..
ومن هنا يعلم أن فعل كثير من الزوجات حينما تغاضب زوجها فتخرج من بيتها إلى بيت أهلها قبل أن يحدث الطلاق أن هذا لا يجوز لها ، بل إذا كان خروجها من غير بأس ظاهر فهي من حين خروجها من بيتها إلى أن تعود إليه إذا كان الزوج راغبا فيها فهي ملعونة إلى أن تعود .
فإذا كان الله حرم على المرأة أن تخرج من بيتها بعد وقوع الطلاق عليها فكيف به قبل وقوع الطلاق !! وإنما هو الخلاف والنزاع الذي يحبه الشيطان ويكرهه الرحمن جل في علاه ..
واستثنى الله عز وجل حالة واحدة (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) وهو الزنا والعياذ بالله أو النشوز الظاهر من أحد الزوجين على الآخر فيؤذيه في بدنه أو ماله .
ثم قال الله عز وجل بعد ذلك: ( وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) وهذا وعيد للزوج إذا أخرج زوجته من بيتها و وعيد للزوجة إذا خرجت من بيتها وهو وعيد شديد جداً لأن الله يقول (فقد ظلم نفسه) ، وهذا لا يكون إلا مع كبيرة !!
ثم ختم الله الآية بعد ذلك قوله: ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) أي لعل الله يغير ما في قلب الزوج أثناء مكث زوجته في بيته على فراشه، أو يغير الله ما في قلب الزوجة أثناء مكثها مع زوجها ، وقد ينقلب الزوج على زوجته في الفراش وهو لا يشعر ثم يعود إليها والعكس ، ونحو ذلك مما يحدثه الله بين الأزواج لمن اتبع أمره وأطاع شرعه ، فالله يحب من الزوجين الوفاق ويكره الطلاق ، فجاء شرعه سبحانه كذلك يفتح أبواب اللقاء والوئام ويغلق منافذ الفراق والخصام .
وكل مجتمع يخالف أمر الله الذي تقدم في شريعة الطلاق هذه فوعيده في سورة الطلاق : الحساب الشديد والعذاب النُكر والخسارة دنيا وأخرى (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً َفذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً) .
وعيده التفرق والتشرذم والعداوة والشحناء .
ومجتمع هذا حاله ؛ كيف يعيش أهله ؟!
زالت سعادة الدنيا ، وما ينتظره عند الله أشد .
ولو تمسكنا بهداها فوعده سبحانه لن يتخلف :
- (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) [الطلاق : 2]
- (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) [الطلاق : 3]
- (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق : 5]
- (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق : 7]
- (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) [11]
جعلنا الله من أهلها ،وحجة لنا يوم القيامة لا علينا ،،
(لا تخرجوهن ، ولا يخرجن)
عصام بن صالح العويد
الحمد لله والصلاة والسلام على خير رسل الله ،، أما بعد :
فهذا مقال جواباً لسؤال ؛ كيف نقرأ سورة الطلاق ؟
فنحن نسمع ونرى كثيراً عند احتدام الخلاف بين الزوجين ؛
أن يطيش هو فيخرجها من بيتها ،
أو تطيش هي فتخرج غضبى إلى بيت أهلها ،
في مجاوزة ظاهرة لحكم الله (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ [الطلاق : 1]
وغفلة تامة عن وعيده (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) [الطلاق : 1] ،
وغياب آسر عن إدراك حكمته (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) [الطلاق : 1]
فأنزل الله عز وجل سورة كاملة هي "سورة النساء القصرى" "سورة الطلاق"
لبيان كيف يتعامل الزوجان عند حدوث الخلاف ، بل وبعد وقوع الطلقة الأولى ،
تكفل الله سبحانه ببيانها لعبادة .
فكيف نقرأ سورة الطلاق ؟
هذه السورة نزلت في أمرين :
1) بيان كيف يكون الطلاق ؟!
2) ما هي العواقب الوخيمة إذا خالفنا شرع الله في مسألة الطلاق .
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ
وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ
لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) )
قال الله عز وجل: (إذا طلقتم النساء".. ) وتعليق الطلاق بـ"إذا" الشرطية مشعر بأن الطلاق خلاف الأصل
فالأصل بقاء عقد النكاح ، فإذا انفلب الحال ليصبح الطلاق وكأنه هو الأصل لكثرته فهذه منابذة للفطرة
التي خلق الله الناس عليها .
ثم قال الله تعالى بعد ذلك:( فطلقوهن لعدتهن ) والتطليق للعدة هو طلاق المرأة في طهر لم يجامعها الزوج فيه
فلا بد حتى يكون الطلاق مباحا في الشرع بأن يتصف بهذين الوصفين :
الأول : أن يكون في طهر ، فالمرأة لا يجوز طلاقها في حال حيضها .
الثاني : أن لا يكون الزوج واقع زوجته في هذا الطهر ولو مرة واحدة فإذا واقع الزوج زوجته في هذا الطهر
لم يجز له أن يطلقها حتى تحيض ثم تطهر مرة ثانية وهكذا .
ثم قال الله عز وجل: ( وأحصوا العدة ) أي عدة الطلاق وهي ثلاث أطهار فإذا طلق الزوج زوجته في طهر
لم يجامعها فيه فلا يجوز له إلا أن يطلق مرة واحدة ، ثم إذا جاء الطهر الثاني طلق التطليقة الثانية ،
ثم ينتظر حتى يأتي الطهر الثالث فإن كان عازما على الطلاق طلق حين إذٍ .
ولا يجوز للزوج في هذه الحال أن يخرج زوجته من بيتها في مدة العدة بل يجب عليه أن يبقيها في بيته .
ولذا قال الله عز وجل: ( لا تخرجوهن من بيوتهن ) فأضاف البيوت إليهن فالبيت بيتها وهو عرشها فلا يجوز للزوج أن يخرجها من بيتها في كل مدة العدة وهي الأطهار الثلاثة .
وإذا بقيت الزوجة في البيت مع زوجها فلا يجوز للزوج أن يهجرها إلا في الفراش ، كما قال سبحانه وتعالى : ( واهجروهن في المضاجع ) .
فحتى وإن كان مغضبا من زوجته قد اشتد به الغضب حتى طلق أو كارها لها لأي سبب من الأسباب فيجب عليه أن ينام معها في فراشها ولا يجوز له أن ينام في أي مكان آخر غير فراش الزوجية فلا ينام مثلا في المجلس أو في الملحق أو في صالة الطعام ونحو ذلك ، وإنما ينام بما أخبر الله عز وجل عنه في قوله :( في المضاجع ) لا (عن المضاجع) .
فإن أراد أن يؤدب زوجته أو أن يشعرها بغضبه وعدم رضاه فإنما الذي له أن يهجرها في المضجع أي يعطيها ظهره حال نومه معها ، ويستثنى من ذلك حال الإيلاء كما آل النبي صلى الله عليه وسلم من زوجاته شهرا وبات خارج بيوتهن .
ثم قال تعالى : (ولا يخرجن) فالزوجة أيضا لا يجوز لها أن تخرج إلى بيت أهلها وحتى وإن طلقها الطلقة الأولى والثانية والله عز وجل هنا يقول : (ولا يخرجن)
فالخطاب موجه إلى الزوجات فلو بلغ الأمر بينهما أن يطلق الزوج زوجته فلا يجوز لها حتى بعد وقوع الطلاق عليها لا يجوز أن تخرج من بيتها إلى بيت أهلها ولا إلى غيره بل يجب عليها أن تمكث في بيت الزوجية .
ويجب عليها أن تنام هي أيضا مع زوجها على فراشهما ولا تذهب فتنام من هنا وهناك وإنما إذا كان الزوج أخطأ عليها أو تعدى على حدود الله فتهجره في المضجع
لا في غيره ..
ومن هنا يعلم أن فعل كثير من الزوجات حينما تغاضب زوجها فتخرج من بيتها إلى بيت أهلها قبل أن يحدث الطلاق أن هذا لا يجوز لها ، بل إذا كان خروجها من غير بأس ظاهر فهي من حين خروجها من بيتها إلى أن تعود إليه إذا كان الزوج راغبا فيها فهي ملعونة إلى أن تعود .
فإذا كان الله حرم على المرأة أن تخرج من بيتها بعد وقوع الطلاق عليها فكيف به قبل وقوع الطلاق !! وإنما هو الخلاف والنزاع الذي يحبه الشيطان ويكرهه الرحمن جل في علاه ..
واستثنى الله عز وجل حالة واحدة (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) وهو الزنا والعياذ بالله أو النشوز الظاهر من أحد الزوجين على الآخر فيؤذيه في بدنه أو ماله .
ثم قال الله عز وجل بعد ذلك: ( وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) وهذا وعيد للزوج إذا أخرج زوجته من بيتها و وعيد للزوجة إذا خرجت من بيتها وهو وعيد شديد جداً لأن الله يقول (فقد ظلم نفسه) ، وهذا لا يكون إلا مع كبيرة !!
ثم ختم الله الآية بعد ذلك قوله: ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) أي لعل الله يغير ما في قلب الزوج أثناء مكث زوجته في بيته على فراشه، أو يغير الله ما في قلب الزوجة أثناء مكثها مع زوجها ، وقد ينقلب الزوج على زوجته في الفراش وهو لا يشعر ثم يعود إليها والعكس ، ونحو ذلك مما يحدثه الله بين الأزواج لمن اتبع أمره وأطاع شرعه ، فالله يحب من الزوجين الوفاق ويكره الطلاق ، فجاء شرعه سبحانه كذلك يفتح أبواب اللقاء والوئام ويغلق منافذ الفراق والخصام .
وكل مجتمع يخالف أمر الله الذي تقدم في شريعة الطلاق هذه فوعيده في سورة الطلاق : الحساب الشديد والعذاب النُكر والخسارة دنيا وأخرى (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً َفذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً) .
وعيده التفرق والتشرذم والعداوة والشحناء .
ومجتمع هذا حاله ؛ كيف يعيش أهله ؟!
زالت سعادة الدنيا ، وما ينتظره عند الله أشد .
ولو تمسكنا بهداها فوعده سبحانه لن يتخلف :
- (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) [الطلاق : 2]
- (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) [الطلاق : 3]
- (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق : 5]
- (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق : 7]
- (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) [11]
جعلنا الله من أهلها ،وحجة لنا يوم القيامة لا علينا ،،