لذة الصوم - العشر الاوسط

سليمان بن خالد الحربي
1438/09/13 - 2017/06/08 23:21PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله وقولوا قولا سديدا
معاشر المصلين : في رمضان تنكشف لنا حلاوة الإيمان وطعم الطاعة والعبادة فالناس يمسكون عن طعامهم وشرابهم نهارهم كله ومع ذلك هم فرحون مسرورون بهذه العبادة وإذا أفطروا فرحوا بعملهم وانتظروا بشوق شديد يوم غدهم ليتعبدوا مرة أخرى ، إن هذا الشعور شعور إيماني عظيم وهو أن يترك المرء أغلى المحبوبات طاعة لله وامتثالا لأمره ، مع الصبر على المشقة ، وهذا هو السر الذي جعل سحرة فرعون لما خالط الإيمان بشاشة قلوبهم ولامس أفئدتهم نسوا كل شيء ولم يأبهوا بتهديد فرعون وتوعده بهم بل قالوا" { لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ } أي لن نختارك وما وعدتنا به من الأجر والتقريب ، على ما أرانا الله من الآيات البينات الدالات على أن الله هو الرب المعبود وحده المعظم المبجل وحده { فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ }{ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } { إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا }{ وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ والله خير وأبقى ، إن هذه السعادة وهذا المذاق الحلو الذي يجده المرء في قلبه من أعظم النعم وأكبر المنن فمتى وجدتها فاستبشر خيرا فهي دليل الإيمان فالله تعالى يحبب الإيمان والطاعة في القلوب، ويزينه فيه وذلك بما أودع الله في القلوب من محبة الحق وإيثاره، وبما ينصب على الحق من الشواهد، والأدلة الدالة على صحته، وقبول القلوب والفطر له، تأملوا قول الله تعالى " وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ إن هذه الحلاوة الإيمانية التي يجدها الصائم من أثر الإيمان كما رواه مسلم في صحيحه عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ». وهذا الطعم ليس كأي طعم بل له حلاوة عجيبة كما أخبر الصادق المصدوق كما في الصحيحين عَنْ أَنَسِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ زاد النسائي وطعمه أنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ قال الإمام النووي في شرحه لمسلم: قال العلماء: معنى حلاوة الإيمان استلذاذه الطاعات، وتحمله المشاق في رضى الله ورسوله، وإيثار ذلك على عرض الدنيا. فإذا اتصف العبد بهذه الصفات، وتقرب إلى الله تعالى بالطاعات فلا شك أنه سيجد حلاوة الإيمان، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال ابن رجب : قال الحافظ ابن رجب:(الإيمان له حلاوة وطعم يذاق بالقلوب كما يذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم،( . ولذة الإيمان لا تشبه لذة الحرام، لأن لذة الإيمان لذة قلبية روحية. أما لذة الحرام فهي لذة شهوانية جسدية، ويعقبها من الآلام والحسرات أضعاف ما نال صاحبها من المتعة، ولله در من قال: تفنى اللذائذ ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها نار ، فليت شعري ماهو طعمها يوم القيامة حينما تعرض الأعمال وتنشر الصحف وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الصائم يفرح بعمله يوم القيامة " إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم "
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فمن يرد الله أن يعديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون بارك الله لي ولك في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم






الحمد لله على إحسانه والشكر على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله إلا الله تعظيما لشانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى جنته ورضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه أما بعد :
إخوتي في الله : مضى من شهركم ثلثه و قارب على نصفه ، فَهَلْ سَأَلَ سَائِلٌ مِنَّا نَفسَهُ: أَينَ أَنَا مِنَ الخَيرِ في شَهرِ الخَيرِ؟ هَل كُنتُ مِن طُلاَّبِهِ العَامِلِينَ بِأَسبَابِهِ الدَّاخِلِينَ مَعَ أَبوَابِهِ؟ فَإِن كَانَ كَذَلِكَ فَطُوبى لَهُ، وَإِن كَانَ بِخِلافِ ذَلِكَ فَمَاذَا يَنتَظِرُ؟! أَيَنتَظِرُ أَن يُقَالَ غَدًا العِيدُ وَهُوَ لم يُقَدِّمْ مِنَ الخَيرِ شَيئًا؟! أَيَنتَظِرُ أَن يَخرُجَ الشَّهرُ وَقَد رَغِمَ أَنفُهُ وَلم يُغفَرْ لَهُ؟!مَنْ فينا من قام في رمضان بما عرف؟ وتشوقت نفسه لنيل الشرف؟ فاغتمنوا فرصة تمرُّ مرَّ السحاب، ولئنْ كان منا من فرّط فيما مضى، فمَا بَقِيَ منه خيرٌ وأبقى،فَلْنُرِي اللهَ مِنْ أَنْفُسِنَا خَيراً، فأبواب الجنة والرحمة فتحت والأجور معظمة وهذا سوق المتنافسين فسارعوا إلى مغفرة من ربكم بالعمل الصالح ونفع الناس وكف الأذى اللهم تقبل صيامنا ....
ثم صلوا وسلموا على رسول الهدى وإمام الورى فقد أمركم ربكم فقال جل وعلا " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين ...وانصر عبادك الموحدين الذين يجاهدون في سبيلك في كل مكان اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم اللهم عليك باليهود المعتدين والنصارى المحاربين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم أحصهمم عددا .......اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أمتنا وولاة أمورنا اللهم وفقهم لما يرضيك وجنبهم معاصيك اللهم تب على التائبين واهد ضال المسلمين اللهم ردهم إليك ردا جميلا اللهم ارفع ما نزل من الفتن ...اللهم اغفر لنا ولوالدينا ...عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العلي العظيم يذكركم واشكروه على نعمكم يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
المشاهدات 927 | التعليقات 0