لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ
مبارك العشوان 1
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( احْتَجَّتْ النَّارُ وَالْجَنَّةُ فَقَالَتْ هَذِهِ يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتْ هَذِهِ يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ؛ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَرُبَّمَا قَالَ أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِهَذِهِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فِي هَذَا الحَدِيثِ - رَحِمَكُمُ اللهُ -: التَّحْذِيْرُ الشَّدِيْدُ مِنَ الكِبْرِ؛ التَّحْذِيْرُ الشَّدِيْدُ مِنْ هَذَا الخُلُقِ الذَّمِيْمِ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةِ العَظِيْمَةِ؛ بَلْ هَذِهِ الكَبِيْرَةِ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ؛ كَمَا عَدَّهَا الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَلَقَدْ جَاءَتِ النُّصُوصُ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِبَيَانِ قُبْحِ هَذَا الذَّنْبِ، وَشَدِيْدِ عُقُوبَةِ صَاحِبِهِ، حَتَّى وَلَوَ كَانَ فِي القَلْبِ مِنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ... ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
المُتَكَبِّرُ بَغِيْضٌ إِلَى اللهِ؛ بَغِيْضٌ إِلَى عِبَادِ اللهِ؛ قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: { إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ }النحل 23 { إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا } النساء۳٦ { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } لقمان 18
المُتَكَبِّرُ مُتَوَعَّدٌ بِالنَّارِ؛ فَفِي الصَّحِيْحَينِ: (... أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ، جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَمِمَّا جَاءَ فِي وَعِيدِ المُتَكَبِّرِينَ: قَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَفِي الحَدِيثِ الآخَرِ: ( ثَلاَثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ.) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ يَمْشِي فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَخَسَفَ اللهُ بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أَلَا فَاحْذَرُوا - عِبَادَ اللهِ - هَذَا الذَّنْبَ العَظِيْمَ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ يُوقِعُ أَصْحَابَهُ فِي المُهْلِكَاتِ، وَيَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الخَيْرَاتِ؛ وَفِي قِصَّةِ إِبْلِيْسَ مَعَ آدَمَ عَلَيهِ السَّلَامُ عِبْرَةُ، إِذْ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى المَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ: { فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } البقرة 34
قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ بَدْءُ الذُّنُوبِ الْكِبْرُ، اسْتَكْبَرَ عدوُّ اللَّهِ أَنْ يَسْجُدَ لِآدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. أ هـ
وَمَنْ يَنْظُرُ فِي قَصَصِ الأَنْبِيَاءِ مَعَ أَقْوَامِهِمْ؛ يَجِدُ أَنَّ قَومَ نُوحٍ عَلَيهِ السَّلَامُ كَذَّبُوهُ وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا، وَشُعَيبٌ عَلَيهِ السَّلَامُ: { قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا ...}الأعراف 88 وَقَالَ تَعَالَى : { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ } العنكبوت 39
وَقَالَ تَعَالَى عَنْ مُشْرِكِي العَرَبِ: { لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } الفرقان 21 وَقَالَ: { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } الصافات 35
عِبَادَ اللهِ: وَكَمَا مَنَعَ الكِبْرُ إِبْلِيْسَ مِنِ اِمْتِثَالِ أَمْرِ اللهِ؛ وَمَنَعَ تِلْكَ الأُمَمِ مِنِ اتِّبَاعِ الرُّسَلِ؛ فَهُوَ مَانِعٌ لِغَيْرِهِمْ مِنْ قَبُولِ الحَقِّ؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيْحِ: ( الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
بَطَرُ الْحَقِّ: رَدُّهُ وَدَفْعُهُ؛ وَغَمْطُ النَّاسِ: اِحْتِقَارُهُمْ.
يَقُولُ ابنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: فَالْمُتَكَبِّرُ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ بِعَيْنِ الْكَمَالِ، وَإِلَى غَيْرِهِ بِعَيْنِ النَّقْصِ، فَيَحْتَقِرُهُمْ وَيَزْدَرِيهِمْ، وَلَا يَرَاهُمْ أَهْلًا لِأَنْ يَقُومَ بِحُقُوقِهِمْ، وَلَا أَنْ يَقْبَلَ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمُ الْحَقَّ إِذَا أَوْرَدَهُ عَلَيْهِ.
أَكَلَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: ( كُلْ بِيَمِينِكَ ) قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ: ( لا اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
الكِبْرُ يَحُولُ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَتَعَلُّمِ العِلْمِ: يَقُولُ مُجَاهِدٌ رَحِمَهُ اللهُ: لَا يَتَعَلَّمُ العِلْمَ مُسْتَحْيٍ، وَلَا مُسْتَكْبِر.
وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } قَالَ سُفْيَانُ: أَنْزِعُ عَنْهُمْ فَهْمَ الْقُرْآنِ، وَأَصْرِفُهُمْ عَنْ آيَاتِي؛ قَالَ القُرْطُبِيُّ: وَذَلِكَ مُجَازَاةً عَلَى تَكَبُّرِهِمْ.
أَعَاذَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الكِبْرِ.
وَبَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاحْذَرُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - هَذَا الذَّنْبَ؛ وَتَفَقَّدُوا قُلُوبَكُمْ وَنَقُّوهَا مِنَ كُلِّ ذَرَّةٍ مِنَ الكِبْرِ، جَاهِدُوا أَنْفُسَكُمْ فِي التَّخَلُّصِ مِنَ الكِبْرِ؛ تَوَاضَعُوا وَرَبُّوا أَوْلَادَكُمْ عَلَى التَّوَاضُعِ، وَأَلَّا يَفْخَرُوا عَلَى أَحَدٍ؛ لَا بِنَسَبٍ وَلَا بِمَالٍ وَلَا بِمَنْصِبٍ وَلَا بِغَيْرِهَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَسْوَأِ مَا يَوَرِّثُ الوَالِدُ لِوَلِدِهِ أَنْ يَمْلَأَ قَلْبَهُ كِبْرًا وَتَعَاظُمًا وَازْدِرَاءً للنَّاسِ؛ وَقَدْ عَلِمَ قَولَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ... ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
لَا يَتَكَبَّرْ غَنِيُّ عَلَى فَقِيرٍ، وَلَا رَئِيْسٌ عَلَى مَرْؤوسٍ، وَلَا مُعَلِّمٌ عَلَى طَالِبٍ وَلَا رَجُلٌ عَلَى زَوجِهِ وَلَا امْرَأةٌ عَلَى خَادِمَتِهَا.
وَيَا مَنِ ابْتُلِيتَ بِالكِبْرِ أَدْرِكْ نَفْسَكَ وَخَلِّصْهَا مِنْهُ.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مِمَّا يُعِينُ عَلَى الخَلَاصِ مِنَ الكِبْرِ: أَنْ يُعْلَمَ قُبْحُ هَذَا الذَّنْبَ وَشِدَّةُ عُقُوبَتِهِ وَفَضْلُ التَّوَاضُعِ وَعِظَمُ جَزَائِهِ.
وَمِمَّا يُعِينُ فِي ذَلِكَ: أَنْ يَتَفَكَّرَ الإِنْسَانُ فِي نَفْسِهِ؛ يَقُولُ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ: إيَّاكَ وَالكِبْرَ، وَلْيَكُنْ فِيمَا تَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى تَرْكِهِ: عِلْمُكَ بِالَّذِي مِنْهُ كُنْتَ، وَالَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ، وَكَيْفَ الكِبْرُ مَعَ النِّطْفَةِ الَّتِي مِنْهَا خُلِقْتَ، وَالرَّحِمَ التِي مِنْهَا قُذِفْتَ، وَالغِذَاءَ الَّذِي بِهِ غُذِيتَ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1669810379_لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ 1444.pdf
1669810396_لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ 1444.doc
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق