لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة

كامل الضبع زيدان
1436/08/21 - 2015/06/08 08:31AM
لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة
أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري رضي الله عنه وهي وصية لأبي موسى ولأمته صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فلها بذلك بكل مرة تقولها كنز في الجنة الله أعلم بعظمته وبما فيه من النعيم الذي لا يحول ولا يزول نسأل الله من عظيم فضله وعطاياه في الدنيا والأخرة.
معنى لا حول ولا قوة إلا بالله كما قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لاحول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على القيام بطاعة الله إلا بإعانة الله عز وجل وقد قيل لا تحول من كفر إلى إيمان ولا من معصية إلى طاعة ولا من ضعف إلى قوة ولا من فقر إلى غنى ولا من ذل إلى عز ولا من قلة إلى كثرة إلا بإذن الله وبعون الله وبمدد من الله وبمشيئة الله عزو جل قال تعالى {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} فالذي يملك العطاء والمنع والنفع والضر على الحقيقة هو الله جل جلاله وأما المخلوقين ما هم إلا أسباب سببها مسبب الأسباب جل جلاله وإذا أراد شيئا هيأ أسبابه قال الله تعالى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال جل وعلا {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} فالله عزو جل هو المتصرف في ملكه بما شاء وكيف شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهذا معنى هذه الكلمة المباركة التي ترد على أهل الطبيعة الذين إذا رأوا الأعاصير والزلازل والبراكين والفيضانات قالوا غضبت الطبيعة والطبيعة خلق من خلق الله عزو جل لا تفعل شيئا من تلقاء نفسها ولا حول لها ولا قوة إنما هي جند من جند الله يعذب بها من يشاء ويخوف بها من يشاء ويرحم بها من يشاء فالملك ملكه و الأمر أمره والحكم حكمه وهو المتصرف في كونه وحده لا شريك له و لا ند له ولا صاحبة له ولا ولد له جل جلاله ربنا العظيم.
طلب العون من الله عزو جل
إذا تقرر ذلك فنحن في غاية الحاجة إلى الله العظيم فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم نستعين به على طاعته فلولا توفيق الله عزو جل لأهل الطاعة ما أطاعوا ولولا إعانته لهم ما تحركوا إلى طاعة أبدا لذلك فنحن مأمورون في كل صلاة فرضا أو نافلة أن نستعين بالله عز وجل أن يهدينا إلى صراطه المستقيم ودينه القويم وأن يأخذ بأيدينا إليه وها هو حبيبنا صلى الله عليه وسلم يوصي حبيبه معاذ ابن جبل ويقول له {يا معاذ والله إني لأحبك وأوصيك ألا تدعن دبر كل صلاة مكتوبة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك} وهذه وصية حبيب لحبيبه يا لها من كرامة لمعاذ رضي الله عنه وأرضاه والوصية ليست لمعاذ وحده ولكنها للأمة كلها إلى قيام الساعة قرر ذلك أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وهم يحفرون الخندق في غزوة الأحزاب وهم يرتجزون (اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا صمنا ولا تصدقنا ولا صلينا... فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا) فلولا إعانة الله وتوفيقه وتسديده للعبد ما استطاع العبد أن يفعل شيئا فعلينا دائما وأبدا أن نلجأ إلى الله عز وجل فلا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه.
غرس من غراس الجنة
لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى لقي أباه الخليل إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم فسلم عليه ورحب به وقال له أقرأ أمتك مني السلام وأعلمهم أن الجنة طيبة التربة عزبة الماء وهي قيعان وغراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله لنا بهذه الكلمات المباركات أشجار ونخيل وكنوز في جنات النعيم الله أعلم بعظمتها وجمالها وثمارها وهذه الكلمات هن الباقيات الصالحات التي فضلها رب العالمين على المال والبنون لأن المال والبنون زينة الدنيا أما الباقيات الصالحات فهن زينة الأخرة والأخرة خير وأبقى والعاقل يعمل للأخرة دار القرار والمستقر والأبد والخلود أما الدنيا فهي زائلة ولابد أسأل الله أن نكون من أبناء الأخرة وطلابها والفائزين بأنعم النعيم فيها اللهم آمين.
ويتأكد هذا الذكر العظيم المبارك في أربعة مواضع
إذا تعار العبد بالليل وأصابه أرق واستيقظ روي الإمام البخاري في صحيحة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم {من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا بدعاء تقبل منه وإن صلى قبلت صلاته} هذا يحدث لنا جميعا نقوم من الليل فيا حبذا امتثلنا هذا الهدي النبوي الصادق لنفوز بالقبول قبول الدعاء والصلاة وإذا تقبل الله عزو جل منا فهذه هي السعادة الحقيقية فإنما يتقبل الله من المتقين الذين أعلى الله عزو جل قدرهم ومقدارهم في كتابه ووعدهم بالنعيم المقيم بجواره في جنات النعيم.
إذا سمع المؤذن يقول حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقال مثلما قال المؤذن في باقي الآذان وكان مخلصا في قوله لله رب العالمين قال الحبيب صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك دخل الجنة رواه الإمام مسلم من حديث سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
إذا خرج من بيته عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال ـ يعني إذا خرج من بيته ـ بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان حتى أن شيطانا يقول لشيطان آخر يريد أن يؤذيه كيف لك برجل هدي وكفي ووقي} رواه أبو داود والترمذي.
إذا سلم من صلاته هلل بهذه الكلمات كما جاء عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهذه الكلمات دبر كل صلاة {لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون} رواه مسلم
وعلى العموم هذا ذكر مبارك عظيم جليل ينبغي أن نحرص عليه ولا نمل من تكراره في جميع أوقاتنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا وأسأل الله أن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
المشاهدات 2035 | التعليقات 0