لا حزن ولا يأس
عبدالرزاق المضياني
1441/10/20 - 2020/06/12 05:20AM
الخطبة الأولى:(20/10/1441هـ) لا حزن ولا يأس أيها المؤمنون: ما أحوجنا اليوم عند اشتداد المدلهمات, واقتراب المهلكات,وعند ازدياد الكربات,وتكاثر الأزمات, عندما يحيط بك البلاء,وفي تلك اللحظة الحرجة,وفي تلك الظلمة الضيقة,تأتي ساعة العطاء,ونسمع من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النداء:(لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا). نعم،ما أحوجنا لهذا النداء فنحن أمة لا تحزن،فليس للحزن واليأس طريق لقلوبنا,وليس له سبيل لعزائمنا,بل إننا نؤمن أن الكرب كلما ضاق فقد دنا الفرج,وأن العسر مهما طال فقد اقترب اليسر,وأن الظلام مهما احتدم وتلاطم فقد آن أوان الفجر الصادق واقترب الوعد الحق. فلن نحزن أو نضعف أو نيأس مهما نزلت بنا الكروب , وأحاطت حولنا الخطوب,وذلك أننا نعتصم بالله ومن اعتصم بالله كفاه,وذلك لأننا نتعامل مع الله ومن تعامل مع الله أعطاه وكيف نحزن أو نقنط ونحن نقرأ في كتاب ربنا(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون ). إن الله عز وجل ما ابتلانا ليعذِّبنا،ولا ليهلِكنا،ولا ليذلَّنا، حاشاه سبحانه،ولكنَّ القيم والموازين لم تكن لتستقيم إلا في جوٍّ المِحَن والابتلاءات التي تَصهر النفوس فتُطهرها،وتزيل الغشاوةَ عن عيونها وقلوبها فتُبصر الحقَّ،وينجلي لها الطريق على امتداد الأفق.
ابتلانا ربنا سبحانه ليختبرنا ويمحِّصنا ويبلوَنا أنشكرُ أم نكفر، ونصبرُ أم ننفر؟ ابتلانا ليكفِّر من سيئاتنا،ويُعلِي قدرنا،ويرفع درجاتنا؛«ما يُصيبُ المؤمن من وصَب،ولا نصَبٍ،ولا سقمٍ، ولا حَزنٍ حتى الهمَّ يُهمُّهُ،إلا كُفَّر به من سيِّئاته»رواه مسلم. ابتلانا ليتعرَّف إلينا ونعرفه حقَّ معرفته؛فتارة يبتلينا بالنِّعم لنعرف إحسانَه وبرَّه،وتارة يبتلينا بالمحن لنعرف عظمته وقهره،وهو في كلِّ هذا كريمٌ معنا لطيف بنا. فَلَا تَعْترضْ شَيْئًا مِنْ قَدَرِ اللهِ، وَوَطنْ نَفْسَكَ، وَرَطبْ لِسَانَكَ بِالشُّكْرِ وَالتَّحْمِيدِ عَلَى كُلِّ أَمْرٍ مُؤْلِمٍ وَشَدِيدٍ. أقول قولي هذا ،،،،
الخطبة الثانية: عباد الله: البلاء في هذه الدنيا سنَّة ماضية كتبها اللهُ على عباده من قَديم الأَزَل،شِئنا أم أبينا. وإن اختلفَت وسائل الابتلاء وتعددَت باختلاف الزمان والمكان ،فإنها تبقى واحدةً في أهدافها وأغراضها ومقوّماتها؛قال تعالى :{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}،وقال تعالى:{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}وقال تعالى:{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}فالإنسان مسلمًا أو كافرًا، لا يخلو من التعرُّض لأنواع البلاء،فوطِّنوا أنفسَكم على الصبر الجميل. أيها المؤمنون:صلوا وسلموا،،،
المرفقات
51-لا-حزن-ولا-يأس
51-لا-حزن-ولا-يأس