( لَا تَغْضَبْ )
مبارك العشوان 1
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أَيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ.
عِبَادَ اللهِ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْصِنِي، قَالَ: ( لَا تَغْضَبْ ) فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: ( لَا تَغْضَبْ ).
يَقُولُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أنَّ الغَضَبَ جِمَاعُ الشرِّ، وَأنَّ التَّحَرُّزَ مِنهُ جِمَاعُ الخَيرِ.
وَقِيلَ لِابنِ المُبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ: اجْمَعْ لَنَا حُسْنَ الخُلُقِ في كَلِمَةٍ، قال: تَرْكُ الغَضَبِ.
هَذِهِ - رَحِمَكُمُ اللهُ - وَصِيَّةٌ جَامِعَةٌ؛ كَرَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَكَثُرَ فِي الشَّرْعِ التَّحْذِيرُ مِنَ الغَضَبِ؛ فَهُوَ مِنْ نَزَعَاتِ الشَّيْطَانِ، وَهُوَ سَبَبُ كَثِيرٍ مِنَ الشُّرُورِ؛ يَغْضَبُ الإِنْسَانُ فَيَرْفَعُ صَوتَهُ، وَيَسُبُّ وَيَشْتُمُ، وَلَرُبَّمَا دَعَا عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى وَلَدِهِ، وَعَلَى مَالِهِ، يَغْضَبُ؛ فيَظْلِمُ، وَيَمُدُّ يَدَهُ فَيَضْرِبُ، أوْ يَشْهَرُ سِلَاحَهُ فَيَقْتُلُ، يَغْضَبُ الرَّجُلُ فَيُطَلِّقُ زَوْجَهُ، وَيَقْطَعُ رَحِمَهُ، ويُشَتِّتُ أُسْرَتَهُ، وَيُفْسِدُ عِلَاقَتَهُ بِالنَّاسِ، وَيَقْضِي عَلَى صِحَّتَهُ.
عبِاَدَ اللهِ: وَكَمَا ذَمَّ الشَّرْعُ الغَضَبَ؛ فَقَدْ مَدَحَ الكَاظِمِينَ لَهُ، قَالَ تَعَالَى: { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } الشورى 37
وَقَـالَ تَعَالَى: { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } آل عمران133ـ 134
قَالَ الشَّنْقِيْطِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَقَدْ دَلَّتِ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى أنَّ كَظْمَ الغَيْطِ وَالعَفْوَ عَنِ النَّاسِ، مِنْ صِفَاتِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَكَفَى بِذَلِكَ حَثَّاً عَلَى ذَلِكَ، وَدَلَّتْ أَيْضًا: عَلَى أنَّ ذَلِكَ مِنْ الإِحْسَانِ الَّذِي يُحِبُّ اللهُ المُتَّصِفِينَ بِهِ .ا هـ
وَفِي البُخَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ؛ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ).
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ لَا تَزِيْدُهُ شِدَّةُ الجَهْلِ عَلَيهِ إِلَّا حِلْماً؛ كَمَا جَاءَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قال: كُنْتُ أَمْشِى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِىٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِىٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِى مِنْ مَالِ اللهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَـهُ بِعَطَاءٍ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَلَمَّا بَلَغَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَوْلَ القَائِلِ: هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، شَقَّ عَلَيهِ ذَلِكَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَغَضِبَ، وَلَمْ يَزِدْ أنْ قَالَ: ( يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى؛ قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَر ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
يَصْبِرُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَيَعْفُو وَيَصْفَحُ؛ يَمْتَثِلُ أمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }الحجر 85 : { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ } الزخرف 89
عِبَادَ اللهِ: مِنْ طَبِيعَةِ الإِنْسَانِ الغَضَبُ، وَالنَّاسُ فِيهِ يَتَفَاوَتُونَ، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ العَسِيرِ عَلَى المَرْءِ أنْ لَا يَغْضَبَ، وَلَكِنَّ المُتَّقِينَ إذَا ذُكِّرُوا بِاللهِ تَعَالَى تَذَكَّرُوا، وَإِذَا أُوقِفُوا عِنْدَ حُدُودِهِ تَعَالَى وَقَفُوا؛ فَهَذَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَقُولُ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَاللهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَمَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ، فَقَالَ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ } وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ، فَوَ اللهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ؛ وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللهِ.
عِبَادَ اللهِ: مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ سُرْعَةَ الغَضَبِ وَيُعَانِي مِنْهُ أَشَدَّ المُعَانَاةِ، وَيُوقِعُهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الحَرَجِ حَتَّى كَرِهَهُ النَّاسُ وَضَاقُوا مِنْ مُجَالَسَتِهِ؛ حَتَّى زَوْجُهُ وَأَوْلَادُهُ وَأَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيهِ يَضِيْقُونَ بِوُجُودِهِ، وَيَفْرَحُونَ بِغَيْبَتِهِ وَخُرُوجِهِ؛ مِنَ النَّاسِ مَنْ عَلِمَ ابْتِلَاءَهُ بِهَذَا الدَّاءِ فَاسْتَسْلَمَ لَهُ وَلَمْ يَسْعَ يَوماً لِعِلَاجِهِ.
أَلَا فَاعْلَمْ أَخِي - وَفَّقَكَ اللهُ - أنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي السُّنَّةِ عِلَاجُ الغَضَبِ، وَأنَّ الإِنْسَانَ يَسْتَطِيعُ أنَّ يَتَّصِفَ بِالحِلْمِ، وَأنْ يَكْظِمَ الغَيْظَ ، وَيَدْفَعَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَالْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أمَّا بَعدُ: فَإِنَّ عَلَى المُسْلِمِ أنْ يَسْعَى حَثِيثًا فِي امْتِثَالِ هَذِهِ الوَصِيَّةِ الثَّمِينَةِ: ( لَا تَغْضَبْ ).
وَإنَّ مِمَّا يُعِينُ عَلَى اجْتِنَابِ الغَضَبِ؛مَا ذَكَرَهُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ، حَيْثُ قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ مَنْ غَضِبَ بِتَعَاطِي أسْبَابٍ تَدْفَعُ عَنْهُ الغَضَبَ، وَيَمْدَحُ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عِنَدْ الغَضَبِ، فَعَنْ سُلَيْمَانَ بنِ صُرَدٍ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّـــمَ: ( إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) فَقَالُوا لِلرَّجُلِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ ). رواه البخاري.
الِاسْتِعَاذَةُ: الالْتِجَاءُ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَالاعْتِصَامُ بِهِ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ وَهِي مِنْ أنْفَعِ العِلَاجِ لِهَذَا الدَّاءِ.
وَمِنْ عِلَاجِ الغَضَبِ: السُّكُوتُ؛ وَهُوَ دَوَاءٌ عَظِيْمٌ لِلْغَضَبِ؛ لَأَنَّ الغَضْبَانَ يَصْدُرُ مِنْهُ فِي حَالِ غَضَبِهِ مِنَ القَولِ مَا يَنْدَمُ عَلَيهِ فِي حَالِ زَوَالِ غَضَبِهِ؛ مِنَ السِّبَابِ وَغَيرِهِ مِمَّا يَعْظُمُ ضَرَرُهُ، فَإِذَا سَكَتَ زَالَ هَذَا الشرُّ كُلُّهُ.
عِبَادَ اللهِ: ثُمَّ اعْلَمُوا أنَّ الغَضَبَ المَذْمُومَ: مَا كَانَ لِغَيرِ اللهِ تَعَالَى؛ أمَّا مَا كَانَ لِلهِ تَعَالَى، وَلِحُرُمَاتِهِ وحُدُودِهِ، فَهُوَ مَحْمُودٌ وَمَمْدُوحٌ؛ قَالَ تَعَالَى: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }الفتح 29 كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إذَا رَأَى أوْ سَمِعَ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ غَضِبَ لِذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ وَلَمْ يَسْكُتْ، قَالَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الغَضَبِ وَالشِّدَةِ لِأَمْرِ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جـَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } التوبة 73
وَذَكَرَ حَدِيثَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَفِى الْبَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، وَقَالَتْ قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ )
وَذَكَرَ البُخَارِيُّ أيْضاً حَدِيثَ أبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْـهُ: ( أَنَّ رَجُلاً قَالَ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّى لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا. فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: ( إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ ) . وَذَكَرَ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُـــوَ ( يُصَلِّى رَأَى في قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً، فَحَكَّهَا بِيَدِهِ؛ فَتَغَيَّظَ ثُمَّ قَالَ: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ في الصَّلاَةِ فَإِنَّ اللهَ حِيَالَ وَجْهِهِ، فَلاَ يَتَنَخَّمَنَّ حِيَالَ وَجْهِهِ فِى الصَّلاَةِ ) .
فَاتَّقوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ، واسْعَوا فِي رِضَاه، وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَتِهِ، واتَّبِعُوا مَا جَاءَكُمْ بِهِ رسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ تَسْعَدُوا فِي دُنْيَاكُمْ وَأُخْرَاكُم.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1665011961_( لَا تَغْضَبْ ).pdf
1665011976_( لَا تَغْضَبْ ).docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق