(لا تُشْهِدْنِي على جَوْر) خطبة موجزة
السبيعي السبيعي
1436/02/12 - 2014/12/04 09:53AM
[font="]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره/ ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا/ مَن يهده الله فلا مضل له/ ومن يضلل فلا هادي له/
وأشهد أن لا[font="] إله إلا الله وحده لا شريك له/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما/
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ/
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا/ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ/ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا/
[/font]أما بعد/ معاشر المسلمين/ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة الذي يجب أن يقتدي به الآباء والمُرَّبون في تربيتهم/
ولا شك أن حياته وسيرته صلى الله عليه وسلم مليئة بالمواقف الجديرة بالوقوف معها لاستخراج فوائدها ودروسها/
والتعامل من خلالها مع الصغار والكبار/ والأبناء والناس أجمعين/ قال الله تعالى/
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)
وقد حفظت لنا السيرة النبوية العديد من هذه المواقف والقصص/ ومنها موقفه صلى الله عليه وسلم مع النعمان بن بشير وأبيه رضي الله عنهما/
الذي يظهر فيه حرصه عليه الصلاة والسلام على بيان أهمية العدل مع الأبناء/ روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما
أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال/ يا رسول الله إني أعطيت ابني هذا من مالي كذا وكذا/
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم/ يا بشير ألك ولد سوى هذا؟/ قال/ نعم/ قال/ أَكُلَّهم وهَبْتَ له مثل هذا؟/ قال/ لا/ قال/ فلا تشهدني إذا/ فإني لا أشهد على جور/
هذا الحديث يدلّ على أمر مهمّ ألا وهو العدل بين الأبناء الذي أمر الله به/ فلا يجوز للأبوين أن يفضلوا بين أولادهم لا بالعطية ولا بالكلام ولا بالمأكل والمشرب/
ولا أن يدني أحداً ويبعد الآخر ولا أن يعطي ذكراً ويحرم أنثى/ لأنه لا يعلم في أيهم يكون النفع والخير/ ولا يدري في أيهم يكون الأمل والرجاء بعد الله/
وقد يخلف الله ظنه فيقسو عليه من أولاده من كان يكرمه/ ويحنو على الأب من كان الأب يقسو عليه ويسيء به الظن/ فالصلاح والهداية بيد الله جل وعلا/
ولذا حث النبي صلى الله عليه وسلم الوالدين على العدل بين أبنائهم في كل شيء بل حتى في المداعبات والقبلة فعن أنس رضي الله عنه/ قال/
(كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل/ فجاء ابن له فقَّبَّله وأجلسه على فخذه/ ثم جاءت بنت له فأجلسها إلى جنبه/ قال/ فهلَّا عدلتَ بينهما)/
معاشر المسلمين/ إن ظاهرة عدم العدل بين الأبناء من الظواهر الاجتماعية السيئة الموجودة في بعض الأسر/ وهذا بلا شك عمل محرم إذا لم يكن له مسوغ شرعي/
كأن تقوم حاجة بأحد الأولاد لم تقم بالآخرين كمرض أو ديْن عليه لا يستطيع سداده/ ولهذه الظاهرة أسوأ النتائج في الانحرافات السلوكية والنفسية على الأبناء/
لأنها تولد الحسد والشحناء بينهم/ وتورث العقوق والهجر والكراهية/ فعلى الوالد والوالدة أن يتقوا الله تعالى وأن يعدلوا بين أبنائهم في كل أمور حياتهم/
ولا يفرقوا بين أحد منهم / فهم أبناء بطن واحد ورجل واحد/ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم،
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم/[/font]
الحمد لله على إحسانه/ والشكر له على توفيقه وامتنانه/ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له/ تعظيماً لشأنه/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ الداعي إلى رضوانه/
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما/ أما بعد/ فلنا في قصة يوسف عليه السلام العظة والعبرة/
فقد ظهرت علامات النبوة على يوسف والتي لمسها الأب في صغيره بفراسته/ ولذلك أغدق الحب والحنان عليه/ الأمر الذي رفض من قبل إخوته/
فكبرت الأحقاد في قلوبهم/ وتضخمت حتى بيتوا النية للخلاص منه/ من أجل أن يحظوا بحنان الأب وعطفه/ إذ قالوا ليوسفُ وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين/
وكانت نتيجة ذلك أنهم أقدموا على عمل مشين/ فدبروا مؤامرةً للتخلص من الطفل الصغير/ الذي لا ذنب له إلا إظهار والده حبه له أكثر من إخوته/
فكان الكيد والحسد هما المنتصرين/ اقتلوا يوسفَ أو اطرحوه أرضاً/ يخل لكم وجه أبيكم/ وتكونوا من بعده قوماً صالحين/
أيها المؤمنون لقد وقع كثير من الآباء والأمهات في خلط غير مقصود في قضية العدل بين أولادهم/ فتجد أحدهم يعلل جوره ويبرره بمبررات لا معنى لها كأن يقول عن ابنه المفضل بأنه يطيعه أكثر/
أو أنه بار به أكثر/ أو أنه متفوق دراسياً ولم يتعبه/ أو أنه أول فرحته/ أو أنه أصغر أبناءه إلى غير ذلك من الحجج والمبررات/
(أبيات شعرية)
إِذَا أَنْتَ لَمْ تُنْصِفْ أَخَاكَ وَجَدْتَهُ/
عَلَى طَرَفِ الْهِجْرَانِ إِنْ كَانَ يَعْقِلُ/
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقنا للعدل بين أولادنا/ وأن يجعلهم قرة عين لنا/ اللهم اجعل أبناءنا من صالح عبادك وحفظة كتابك/
ومن أحسن الناس دينا وعبادة وأخلاقا/ اللهم أغنهم بحلالك عن حرامك/ وبفضلك عمن سواك/ وارزقهم صحبة الأخيار يا ذا الجلال والإكرام/
هذا وصلوا وسلموا
وأشهد أن لا[font="] إله إلا الله وحده لا شريك له/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما/
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ/
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا/ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ/ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا/
[/font]أما بعد/ معاشر المسلمين/ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة الذي يجب أن يقتدي به الآباء والمُرَّبون في تربيتهم/
ولا شك أن حياته وسيرته صلى الله عليه وسلم مليئة بالمواقف الجديرة بالوقوف معها لاستخراج فوائدها ودروسها/
والتعامل من خلالها مع الصغار والكبار/ والأبناء والناس أجمعين/ قال الله تعالى/
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)
وقد حفظت لنا السيرة النبوية العديد من هذه المواقف والقصص/ ومنها موقفه صلى الله عليه وسلم مع النعمان بن بشير وأبيه رضي الله عنهما/
الذي يظهر فيه حرصه عليه الصلاة والسلام على بيان أهمية العدل مع الأبناء/ روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما
أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال/ يا رسول الله إني أعطيت ابني هذا من مالي كذا وكذا/
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم/ يا بشير ألك ولد سوى هذا؟/ قال/ نعم/ قال/ أَكُلَّهم وهَبْتَ له مثل هذا؟/ قال/ لا/ قال/ فلا تشهدني إذا/ فإني لا أشهد على جور/
هذا الحديث يدلّ على أمر مهمّ ألا وهو العدل بين الأبناء الذي أمر الله به/ فلا يجوز للأبوين أن يفضلوا بين أولادهم لا بالعطية ولا بالكلام ولا بالمأكل والمشرب/
ولا أن يدني أحداً ويبعد الآخر ولا أن يعطي ذكراً ويحرم أنثى/ لأنه لا يعلم في أيهم يكون النفع والخير/ ولا يدري في أيهم يكون الأمل والرجاء بعد الله/
وقد يخلف الله ظنه فيقسو عليه من أولاده من كان يكرمه/ ويحنو على الأب من كان الأب يقسو عليه ويسيء به الظن/ فالصلاح والهداية بيد الله جل وعلا/
ولذا حث النبي صلى الله عليه وسلم الوالدين على العدل بين أبنائهم في كل شيء بل حتى في المداعبات والقبلة فعن أنس رضي الله عنه/ قال/
(كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل/ فجاء ابن له فقَّبَّله وأجلسه على فخذه/ ثم جاءت بنت له فأجلسها إلى جنبه/ قال/ فهلَّا عدلتَ بينهما)/
معاشر المسلمين/ إن ظاهرة عدم العدل بين الأبناء من الظواهر الاجتماعية السيئة الموجودة في بعض الأسر/ وهذا بلا شك عمل محرم إذا لم يكن له مسوغ شرعي/
كأن تقوم حاجة بأحد الأولاد لم تقم بالآخرين كمرض أو ديْن عليه لا يستطيع سداده/ ولهذه الظاهرة أسوأ النتائج في الانحرافات السلوكية والنفسية على الأبناء/
لأنها تولد الحسد والشحناء بينهم/ وتورث العقوق والهجر والكراهية/ فعلى الوالد والوالدة أن يتقوا الله تعالى وأن يعدلوا بين أبنائهم في كل أمور حياتهم/
ولا يفرقوا بين أحد منهم / فهم أبناء بطن واحد ورجل واحد/ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم،
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم/[/font]
الحمد لله على إحسانه/ والشكر له على توفيقه وامتنانه/ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له/ تعظيماً لشأنه/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ الداعي إلى رضوانه/
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما/ أما بعد/ فلنا في قصة يوسف عليه السلام العظة والعبرة/
فقد ظهرت علامات النبوة على يوسف والتي لمسها الأب في صغيره بفراسته/ ولذلك أغدق الحب والحنان عليه/ الأمر الذي رفض من قبل إخوته/
فكبرت الأحقاد في قلوبهم/ وتضخمت حتى بيتوا النية للخلاص منه/ من أجل أن يحظوا بحنان الأب وعطفه/ إذ قالوا ليوسفُ وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين/
وكانت نتيجة ذلك أنهم أقدموا على عمل مشين/ فدبروا مؤامرةً للتخلص من الطفل الصغير/ الذي لا ذنب له إلا إظهار والده حبه له أكثر من إخوته/
فكان الكيد والحسد هما المنتصرين/ اقتلوا يوسفَ أو اطرحوه أرضاً/ يخل لكم وجه أبيكم/ وتكونوا من بعده قوماً صالحين/
أيها المؤمنون لقد وقع كثير من الآباء والأمهات في خلط غير مقصود في قضية العدل بين أولادهم/ فتجد أحدهم يعلل جوره ويبرره بمبررات لا معنى لها كأن يقول عن ابنه المفضل بأنه يطيعه أكثر/
أو أنه بار به أكثر/ أو أنه متفوق دراسياً ولم يتعبه/ أو أنه أول فرحته/ أو أنه أصغر أبناءه إلى غير ذلك من الحجج والمبررات/
(أبيات شعرية)
إِذَا أَنْتَ لَمْ تُنْصِفْ أَخَاكَ وَجَدْتَهُ/
عَلَى طَرَفِ الْهِجْرَانِ إِنْ كَانَ يَعْقِلُ/
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقنا للعدل بين أولادنا/ وأن يجعلهم قرة عين لنا/ اللهم اجعل أبناءنا من صالح عبادك وحفظة كتابك/
ومن أحسن الناس دينا وعبادة وأخلاقا/ اللهم أغنهم بحلالك عن حرامك/ وبفضلك عمن سواك/ وارزقهم صحبة الأخيار يا ذا الجلال والإكرام/
هذا وصلوا وسلموا