لا تحزن

حامد ابراهيم طه
1437/03/17 - 2015/12/28 04:55AM
قد تمت إضافة خطبة

( لا تحزن )

في خطب (الدروس والعبر)

يمكنكم الوصول إليها وباقي الخطب المكتوبة والدروس من خلال موقع
( خطب الجمعة - حامد ابراهيم )
أو من خلال هذا الرابط

https://hamidibraheem.wordpress.com/

ملاحظة :
جميع الخطب يمكن مشاهدتها اونلاين او تحميلها ملفات وورد



الخطبة الأولى ( لا تحزن ) 1
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رغم التقدم الذي تعيشه البشرية .إلا أننا نعيش عصر الأحزان .فقلما ألتقيت بصديق أو قريب إلا واشتكى لك أحزانه وآلامه. والمؤمن لا يدع الأحزان تسيطر عليه. لأنه يعلم أن له ربا يفرج الهموم والكروب فأقول لك أخي الموحد. لا تحزن . فإن الله معك .ناصرا ومؤيدا ومعينا.
لا تحزن. فالله معك. شافيا للأمراض. ومذهبا للهموم ومفرجا للكروب.
لا تحزن. فالله معك. رازقا وقاضيا للحاجات.
( لَا تَحْزَنْ .إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) قالها رسول الله لصاحبه في الغار. حينما طلبهما الكفار .فكان الحفظ لهما من الله ورد عنهما كيد الكائدين .وظلم الظالمين وفي البخاري .يقول ابو بكر رضي الله عنه .في حديث طويل(..ثُمَّ قُلْتُ. قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « بَلَى » . فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَا ، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ . فَقُلْتُ. هَذَا الطَّلَبُ. قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ « لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا » وقالها الله تبارك وتعالى لْلمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أُصِيبوا يومَ أُحُد (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). فكَانَتِ الْعَاقِبَةُ لَلمؤمنين. وَالدَّائِرَةُ عَلَى الْكَافِرِينَ .
وتقولها الملائكة للمؤمنين الموحدين حين تقبض أرواحهم.( أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فيسعدوا بلقاء رب العالمين. ويروا مقاعدهم في جنات النعيم.
فإن كنت حقا مؤمنا بقدر الله. فلا تحزن فالله معك..
لا تحزن. فالحزن ينقبض معه القلب .ويتلاشى معه الأمل . وتشقى به الروح .
لا تحزن .لأن الحزن يزعجك من الماضي، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك. .
تحزن. لأن الحزن يسرُّ العدو ، ويغيظ الصديق. ويُشمت بك الحاسد. ويفرح عليك الحاقد .
لا تحزن لأن الحزن مخاصمة للقضاء ، وخروج على الأنس. ونقمة على النعمة.
لا تحزن .لأن الحزن لا يردُّ مفقوداً ، ولا يبعث ميتاً ، ولا يردُّ قدراً، ولا يجلب نفعاً.
لا تحزن. فالحزن من الشيطان، لا تحزن. فالحزن يأس جاثم. وفقر حاضر، وقنوط دائم .وإحباط محقق. وفشل ذريع.
لا تحزن .فإن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَيْن، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل. فسواك مبتور القدمين، وإن كنت تشكو من آلام .فالآخرون راقدون في المستشفيات، وإن كنت فقدت ولداً فغيرك فقد أولادا .
لا تحزن. فإن المرض يزول ، والمصاب يحول، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى ، والمحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يَغتني .
لا تحزن فإن اذنبت. فتب ، وإن اسأت. فاستغفر ، وإن أخطأت. فأصلح ، فالرحمة واسعة ، والباب مفتوح ، والتوبة مقبولة. وأكثر من الاستغفار ، فإن ربك غفّار
قال تعالى :(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا .وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).
لا تحزن . لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، والأقلام جفت ، والصحف طويت ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر .
لا تحزن على ما فاتك ، فعندك نعماً كثيرة ، فكِّر في نعم الله الجليلة وفي أياديه الجزيلة وأشكره على هذه النعم ،قال تعالى( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).
لا تحزن . فأنت على خير .في سرائك وضرائك .وغناك وفقرك وشدتك ورخائك. وصحتك ومرضك " ففي صحيح مسلم ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ).
لا تحزن . وعندك القرآن والذكر والدعاء .والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع
لا تحزن .. فإذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت. وضاقت عليك نفسك بما حملت فأهتف وقل يا الله .فسوف يأتي الفرج . إذا نفذت الحيل. وضاقت السبل. وأظلمت الطريق وانتهت الآمال. وتقطعت الحبال، نادي :يا الله
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم


الخطبة الثانية (لا تحزن) 1

الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

يقول تعالى(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ).
فإذا وقعت المصيبة وحلت النكبة. فنادي وقل :يا الله.
وإذا اغلقت أمامك الأبواب. وتخلى عنك الأصدقاء والأحباب فنادي وقل : يا الله .
لذا يقول الشاعر
ولقد ذكرتك والخطوبُ كوالحُ سودً ووجه الدهر أغبرُ وقاتمُ
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً فإذا محيَّا كلُ فجرٍ باسمُ.
نعم. فنادي وقل يا الله.. فإليه تَمدُ الأكفُ في الأسحار، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملمات، والأسئلة في الحوادث.
قل يا الله .فباسمه تشدوا الألسن. وبذكره تطمئن القلوب. وتسكن الأرواح. وتهدأ المشاعر. وتبرد الأعصاب. ويستقر اليقين.
قال تعالى :(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ .يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)..
يا الله. أحلى نداء. يا الله أحسن الأسماء ، يا الله أجمل الحروف . يا الله أصدق العبارات. يا الله أثمن الكلمات
قال تعالى:( فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ. هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)
أخي الموحد...وصديقي المحزون
قل يا الله. وعش يومك. ولا تحزن على ماضيك. ولا تخف من مستقبلك. فالله معك ومن كان الله معه .فمعه كل شيء .
كن متفائلا مستبشرا وأنفع الآخرين. كن ثمرة طيبة. ويدا حانية ،
فدل حيران، وقف مع مظلوم، وأشفع لضعيف، واكرم عالما وأرحم صغيرا، ووقر كبيرا..
فإذا طاف بك طائف من الهم. أو ألم بك شيء من الغم. فادفعه بفعل الخيرات. تجد الفرج وراحة البال.
فأعط محروما، وانصر مظلوما، وأنقذ مكروبا ، أو اطعم جائعا ،أو عد مريضا ،أو أعن منكوبا، تجد الرضا والسعادة.
ففي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
« مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ)
الدعاء
"لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم
لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش العظيم "

يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد
أسالك بعزتك التي لا ترام وملكك الذى لا يضام وبنورك الذى ملأ أركان عرشك
يا مغيث اغثني يا مغيث اغثني يا مغيث اغثني

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال

اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك
أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همى

اللهم يا صاحبي عند كل شدة و يا غياثي عند كل كربة
اللهم اجعل لي من أمرى فرجا ومخرجا
يامن ذلت له رقاب الجبابرة وخضعت له مقاليد القياصرة
اللهم أجرني من النار ومن كل عمل يقربني من النار
اللهم احفظني في ليلى ونهاري ونومي وقراري

لا إله إلا أنت فاصرف عني شر عبادك واجعلني في حفظك ورعايتك يا أرحم الراحمين
اللهم يامن تملك حوائج السائلين وتعلم ضمائر الصامتين
اسالك برحمتك الواسعة أن تفرج عني ما أنا فيه
اللهم يا موضع كل شكوى ويا سامع كل نجوى ويا شاهد كل بلوى ويا عالما كل خفية ويا كاشفا كل بلية أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وخضعت قوته يا أرحم الراحمين
ادفع عنى كربي وهمي وحزني

إلهى ويا صاحبي في شدتي وولي في نعمتي ويا غايتي في نيتي أنت الساتر عورتي، والمؤمن روعتي والمقيل عثرتي فأغفر لي خطيئتي يا أرحم الراحمين

اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد
اخرجني من حلق الضيق الى أوسع الطريق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك
سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
المشاهدات 2911 | التعليقات 1

لا تحزن . لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، والأقلام جفت ، والصحف طويت ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر .
لا تحزن على ما فاتك ، فعندك نعماً كثيرة ، فكِّر في نعم الله الجليلة وفي أياديه الجزيلة وأشكره على هذه النعم ،قال تعالى( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).