( لا تُحرق ثيابك ) خطبة موجزة
السبيعي السبيعي
1436/02/19 - 2014/12/11 14:26PM
أما بعد/ كَفَل أبو طالب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موت جدّه عبد المطّلب/ وبقي أبو طالب حول الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها/ يدافع عنه/ ويحميه/ إلى سنة ثمان من البعثة/ وهو لم يفارقه/ يدافع عنه/ ويحميه من أذى قومه/ ويصبر معه على مضايقات المشركين/ وبذل معه شيئاً كثيراً/ وهو يعلم حقاً أن محمداً صادق فيما جاء به/ لكن لم يوفَّق للعمل بهذا الدين/ وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على هدايته/ لعلّ الله أن ينقذه من النار/ ومن ذلك أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة/ جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية/ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب/ (يا عم قل لا إله إلا الله/ كلمة أشهد لك بها عند الله)/ فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية/ يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة/ حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم/ هو على ملة عبد المطلب/ وأبى أن يقول لا إله إلا الله/ فتأمل كيف أثر هذان الجليسان على جليسهما/ فصداه عن قول كلمة التوحيد/ معاشر المسلمين/ إن من أعظم أسباب الغواية والضلال/ الرفقة السيئة/ لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم/ (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ/ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير/ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً) وكذلك الجليس الصالح/ فإنه يسد خلتك/ ويغفر زلتك/ ويقيل عثرتك/ ويستر عورتك/ وإذا اتجهت إلى الخير حثك عليه ورغبك فيه/ وبشرك بعاقبة المتقين وأجر العاملين وقام معك فيه/ وإذا تكلمت سوءًا أو فعلت قبيحاً زجرك عنه/ ومنعك منه/ وحال بينك وبين ما تريد/ فأنت معه دائماً في منفعة/ وربحك مضمون - بإذن الله- وأقل نفعٍ يحصل من الجليس الصالح/ انكفاف الإنسان بسببه عن السيئات والمساوئ والمعاصي/ رعايةً للصحبة/ ومنافسةً في الخير/ وترفُّعاً عن الشرِّ/ وأما الجليس السوء فإنه كالحداد الذي يصهر الحديد/ وينفخه فيتطاير الشرر/ فإِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ/ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً/ فجلساء السوء يدنسون سمعتك وسيرتك/ فتجدهم يشجعون على فعل المعاصي والمنكرات/ ويرغِّبون فيها/ ويفتحون لمن خالطهم وجالسهم أبواب الشرور/ ويزيِّنون لمجالسيهم أنواع المعاصي/ ويحثُّونهم على أذيَّة الخلق/ ويذكِّرونهم بأمور الفساد/ ولذا تجد الظالم يندم يوم القيامة ويأسف لمصاحبة من ضل وانحرف فكان سبباً في ضلاله وانحرافه/ يقول الله تعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً/ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً/ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً) نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها/ وأن يصلح نيَّاتنا وذرياتنا/ وأن يعيذنا وإياكم من جلساء السوء/ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم/ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم/ أقول قولي هذا/ وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب/ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم/
الحمد لله على إحسانه/ والشكر له على توفيقه وامتنانه/ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له/ تعظيماً لشأنه/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ الداعي إلى رضوانه/ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما/ أما بعد/ أيها المؤمنين/ اقتضت حكمة الله عز وجل في خلقه أن جعل الإنسان ميالاً بطبعه إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم/ وهذه المجالسة لها أثرها الواضح في فكر الإنسان ومنهجه وسلوكه/ وربما كانت سبباً فعالاً في مصير الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية/ فاختر الصديق من الناس كاختيار الجميلَ من المظاهر/ واللذيذَ من الطعام/ فإن أهل الشر والدناءة لا يدخرون لك إلا شراً ودناءة/ واعلم أنه ليس كلُ من كان جميل اللسان/ عذب الكلام بصديق/ فلربما أعجبك ملمس الثعبان/
(أبيات شعرية)
واحذر مؤاخـــاة الدنيء لأنه/
يعدي كما يعدي الصحيحَ الأجربُ/
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً/
إن القرين إلى المقـــارن ينسب/
فاتقوا الله - عباد الله -/ واتخذوا من جُلساء الخير أفضل ما تعتدُّون به لبُلوغ رضوان الله/ وصلُّوا وسلِّموا على خير خلق الله: محمد بن عبد الله؛ فقد أُمِرتم بذلك في كتاب الله
الحمد لله على إحسانه/ والشكر له على توفيقه وامتنانه/ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له/ تعظيماً لشأنه/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ الداعي إلى رضوانه/ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما/ أما بعد/ أيها المؤمنين/ اقتضت حكمة الله عز وجل في خلقه أن جعل الإنسان ميالاً بطبعه إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم/ وهذه المجالسة لها أثرها الواضح في فكر الإنسان ومنهجه وسلوكه/ وربما كانت سبباً فعالاً في مصير الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية/ فاختر الصديق من الناس كاختيار الجميلَ من المظاهر/ واللذيذَ من الطعام/ فإن أهل الشر والدناءة لا يدخرون لك إلا شراً ودناءة/ واعلم أنه ليس كلُ من كان جميل اللسان/ عذب الكلام بصديق/ فلربما أعجبك ملمس الثعبان/
(أبيات شعرية)
واحذر مؤاخـــاة الدنيء لأنه/
يعدي كما يعدي الصحيحَ الأجربُ/
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً/
إن القرين إلى المقـــارن ينسب/
فاتقوا الله - عباد الله -/ واتخذوا من جُلساء الخير أفضل ما تعتدُّون به لبُلوغ رضوان الله/ وصلُّوا وسلِّموا على خير خلق الله: محمد بن عبد الله؛ فقد أُمِرتم بذلك في كتاب الله