لا تبعدوا خطباءنا الكرام فنحن نحتاجكم !!

مرور الكرام
1432/05/01 - 2011/04/05 09:04AM
لاحظنا في الفترة السابقة كثرة ما تناول الخطباء الأحداث الجارية في العالم العربي حتى لم نعد نتوقع أن يبدأ الخطيب إلا بـ : ثورة / مظاهرة / اعتصام / حشد / هتاف / شعارات / مؤامرات / إصلاحات / غضب / احتقان ... إلخ .

ما أدري لو حاول الخطباء أن ينتقلوا بنا قليلا إلى سياط القلوب ويعظونا بما يحركها من ذكر جنة أو نار أو وعد أو وعيد ...

فيجب ألا تنسينا هذه الأوضاع بعض ما نعانيه من أوضاع داخلية سواء في داخل أنفسنا وقلوبنا أوفي مجتمعاتنا الصغيرة في الأحياء والمدن ...

كم عندنا من المشاكل التي تحتاج إلى حل فلا ننهمك في البعيد وننسى القريب ... وفقكم الله ...
المشاهدات 3558 | التعليقات 4

الحق أننا ـ معشر الخطباء والكتاب ـ عشنا فيما مضى وعلى مدى شهرين وقد تزيد موضوعات فرضها علينا واقع أمتنا بما لا خيار لنا غيره ، وكان لا بد لنا من أن نتكلم عن هذه الموضوعات ، ونبحث فيها ، بل ونشبع بعضها بحثًا ، ليخرج من يسمتع إلينا بتصورات لما يحدث تكون صحيحة أو على الأقل قريبة من الواقع ؛ لأنه إذا لم يشارك الخطباء في تناول ما يمر بالأمة من أحداث ويسعوا بحرص لحمايتها من الضياع في متاهات الصحافة والضلال في دهاليز الإعلام ، ويأخذوا بيدها إلى منهج الحق ومهيع المصداقية التي يجب أن تراها كما هي أو قريبًا مما هي عليه ، فإن هذا يعد مساهمة سلبية من الخطباء في بقاء الأمة رهينة لتصورات ناقصة أو مخادعات مقصودة ، والمرء لا بد له اليوم من أن يستمع ويشاهد ويقرأ ليعرف ما يجري حوله ، فإن ترك لوسائل الإعلام الغربي والمستغرب فكبر عليه أربعًا ثم ادفنه ، وادفن معه كل معاني العزة والأنفة والشموخ ، وقل : يا لك من قتيل مات يائسًا بغيظه ، بعد أن قتلت فيه القنوات كل أمل للنصر ، وقطعت عليه كل الطرق دون التفاؤل .

إننا ـ ونحن نتكلم عن هذه الأحداث ـ نعرف أن كثرة طرقها قد تغلب عليها نظرة سوداوية حينًا ، أو توغل في السياسة حينًا آخر ، مما يورث قسوة في القلوب وضيقًا في الصدور ، وتبلدًا في الأحاسيس ، ولكنه الواقع يتطلب تناول هذه الموضوعات ، ومع هذا فنعترف أنه لا بد من العيش في الواقع القريب ، وعدم الانشغال عنه بالبعيد ، فمجتمعاتنا بحاجة إلى أن توعظ في عباداتها ومعاملاتها وأخلاقها ، والنفوس متعطشة لحديث عن الجنة أو موعظة عن النار توقظ نائمها وتنبه غافلها ، فنسأل الله أن يوفقنا للموازنة بين هذا وذاك ، وأن يسدد الأقلام والألسنة لقول الحق والتحذير من كل باطل ، إنه جواد كريم .


بارك الله فيكم ونفع بكم


إن الحديث عن المظاهرات وواقع الأمة حين يسلك في طرحه ويتم عرضه وفق سنة الاعتبار ومنهج النبوة بعيدا عن التوصيف الممل والتحليل السياسي
يكون حينئذٍ من أعظم ما يزكي القلوب ويقوي صلتها بالله تعالى ، ولا يخفى أن القصص ثلث القرآن وهل هذه المظاهرات إلا وقائع مثل تلك القصص فلما يقرأ الخطيب واقع هذه المظاهرات والاغتيالات ونحوها بمنهج القرآن حين عرض قصة بني إسرائيل ونحوها من القصص فإنه سيرقى بنفسه أولاً ويعظم أثر حديثه في سامعيه ، لكن للأسف أغلب ما يعرض الآن تحليلات لا تصب في قراءة السنن والعبر التي كانت نهجاً في كتاب الله تعالى بينا


خطبة : ( فضائل بلاد الشام وكفر النصيرية الطغام ) هنا :

https://khutabaa.com/forums/موضوع/136896

وآمل أن تكون مما ذكر الشيخ عبدالعزيز مما فيه عبرة وعظة .