كَيْفَ يَكُونُ يَوْمُكَ فِي رَمَضَانَ 12 رَمَضَانَ 1440 هـ

محمد بن مبارك الشرافي
1440/09/09 - 2019/05/14 17:22PM

كَيْفَ يَكُونُ يَوْمُكَ فِي رَمَضَانَ 12 رَمَضَانَ 1440 هـ

الْحَمْدُ للهِ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِنِعْمَةِ الإِسْلَام، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ الصِّيَام ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, إِمَامُ الصَّائِمِينَ وَقُدْوَةُ الْعَامِلِينَ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَحَابَتِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِين، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّين.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الصَّائِمُونَ وَاعْلَمُوا أَنَّ لَكُمُ الوَعْدَ بِالثَّوَابِ الْكَبِيرِ وَالأَجْرِ الْعَظِيمِ, وَأَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ وَالْمَلَذَّاتِ طَاعَةً للهِ وَخَوْفَاً مِنْهُ وَمَحَبَّةً لَهُ, أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصِّيَامِ فَامْتَثَلْتُمْ, وَمَنَعَكُمْ فِي النَّهَارِ الأَكْلَ وَالشُّرْبَ فَصَبَرْتُمْ, وَعَانَيْتُمْ حَرَارَةَ الْجُوعِ وَأَلَمَ الْعَطَشِ فَمَا غَيَّرْتُمْ وَلا بَدَّلْتُمْ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ, يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي) رَوَاهُ مُسْلِم.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ: احْذَرْ أَنْ يَكُونَ حَظُّكَ مِنَ الصَّوْمِ التَّعَبَ وَالنَّصَبَ, فَتُصِيبَكَ الْكُلْفَةُ وَتُحْرَمَ الأَجْرُ, وَذَلِكَ حِينَ تُخَالِفُ الْهَدْيَ النَّبَوِيَّ فِي الصِّيَامِ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ, وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: هَذَا وَصْفٌ لِمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ يَوْمُكَ فِي رَمَضَانَ , فَتَبْدَأُ أَوْلاً بِالسَّحُورِ: فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي اَلسَّحُورِ بَرَكَةً) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. فَفِي السَّحُورِ بَرَكَةٌ وَأَجْرٌ, وَهُوَ سَبَبٌ لِصَلَاةِ اللهِ عَلَيْكَ وَصَلِاةِ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ, مَعَ مَا فِيهِ مِنْ مَنْفَعَةٍ لِلْبَدَنِ وَتَقْوِيَةٍ لَهُ عَلَى الصَّوْمِ, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ, وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ. وَعَلَيْهِ فَالسُّحُورَ يَتِمُّ وَلَوْ أَنْ يَشْرَبَ الإِنْسَانُ كَأْسَ مَاءٍ أَوْ عَصِير.

ثُمَّ اعْلَمُوا أَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يَكُونَ السُّحُورُ مُتَأَخِّراً قُبَيْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إلَى الصَّلاةِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, يَعْنِي صَلاةَ الفَجْر.

ثُمَّ بَعْدَ السُّحُورِ قُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلِّ مَعَ الْمُسْلِمِينَ, وَإِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ وَالتَّهَاوُنَ بِصَلاةِ الْجَمَاعَةِ لا فِي رَمَضَانَ وَلا فِي غَيْرِهِ, فَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا دِيْنٌ وإِيمَانٌ, وَالتَّهَاوُنُ بِهَا نِفَاقٌ وَخُسْرَان.

ثُمَّ بَعْدَ الصَّلَاةِ لا تَسْتَعْجِلْ فَتَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِد, بَلْ ابْقَ وَاقْرَأْ أَذْكَارَ الصَّلَاةِ وَأَذْكَارَ الصَّبَاحِ الْوَارِدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ أَنْتَ تُنْصَحُ بِأَنْ تَبْقَى فِي مَكَانِكَ تَذْكُرُ اللهَ وَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ , وَهَذَا وَقْتٌ مُبَارَكٌ فَرُبَّمَا تَقْرَأُ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ثَلَاثَةَ أَجْزَاء, ثُمَّ إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ صَلِّ رَكَعْتَيْنِ لِتَفُوزَ بِأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ, فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ, تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ وَابْنُ بَازٍ رَحِمَهُمَا اللهُ.

فَانْظُرُوا الأَجْرَ الْعَظِيمَ وَالْفَضْلَ الْكَبِيرَ الذِي يَفُوتُ كَثِيرَاً مِنَ النَّاسِ, وَلَكِنْ هُنَا نُنَبِّهُ أَنَّكَ لَا تُصَلِّي حَتَى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ قَدْرَ رُمْحٍ, وَوَقْتُ الشُّرُوقِ الْمَكْتُوبُ في التَّقْوِيمِ لا تَحِلُّ فِيهِ الصَّلَاةُ لِأَنَّهُ وَقْتُ طُلُوعِ الشَّمْسِ, فَالْوَاجِبُ الانْتِظَارُ حَتَّى تَرْتَفِعَ, لِأَنَّهَا حِينَ تَطْلُعُ تَحْرُمُ الصَّلاةُ لِأَنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ , فَانْتَظِرْ حَوَالِي عَشْرَ دَقَائِقَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ.

ثُمَّ إِنْ شِئْتَ بَعْدَ ذَلِكَ فَنَمْ, وَإِنْ شِئْتَ فَابْقَ فِي الْمَسْجِدِ لِلْقَرَاءَةِ أَوْ غَيْرِهَا, ثُمَّ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ عَمَلٌ وَدَوَامٌ فَحَافِظْ عَلَيْهِ وَإِيَّاكَ أَنْ تَعْتَذِرَ بِالصَّوْمِ فِي الإِخْلَالِ بِالْعَمَلِ, فَهُوَ أَمَانَةٌ فَإِيَّاكَ وَالْخِيَانَة.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: احْرِصْ فِي سَائِرِ الْيَوْمِ عَلَى الابْتِعَادِ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ فِي السَّمْعِ أَوْ الْبَصَرِ أَوْ غَيْرِهَا, فَلَيْسَ الصِّيَامُ أَنْ تَصُومَ عَنِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ فَقَطْ, ثُمْ تُطْلِقُ لِنَفْسِكَ الْعَنَانَ فِي فِعْلِ مَا تَشَاءُ بِحُجَّةِ أَنَّكَ صَائِمٌ تُرِيدُ تَسْلِيَةَ نَفْسِكَ, فَهَذَا لا يَحِلُّ.

وَإِنَّهُ مِمَّا يُؤْسَفُ لَهُ جِدّاً أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقْضُونَ مُعْظَمَ يَوْمِهِمْ خَلْفَ الشَّاشَاتِ فِي الجَوْالِ أَوْ غَيْرِه فِي أُمُورٍ لَا تَنْفَعُ أَوْ فِي مُشَاهَدَاتٍ مُحَرَّمَةٍ أَوْ مَقَاطِعَ مُخْزِيَةٍ, ثُمَّ يَتَعَذَّرُ أَحَدُهُمْ بَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُمْضِيَ يَوْمَهُ لأنه صَائِم!

إِنَّ الْمَرْءَ بِهَذِهِ الطَّرِيْقَةِ رُبَّمَا كَانَ رَمَضَانُ فِي حَقِّهِ مَوْسِمَ فِعْلِ الْمُحَرَّمَاتِ وَاكْتِسَابِ السَّيْئَاتٍ, إن الله تَعَالَى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فَالْمَقْصُودُ مِنَ الصِّيَامِ حُصُولُ التَّقْوَى, وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ . وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ عَلَيْهِمْ رَحْمَةُ اللهِ يَجْلِسُونَ فِي الْمَسَاجِدِ فِي الصِّيَامِ وَيَقُولُونَ نَحْفَظُ صِيَامَنَا.

قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَآثِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلا تَجْعَلْ يَوْمَ صِيَامِكَ وَفِطْرِكَ سَوَاءٌ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: ثُمَّ إِذَا جَاءَ وَقْتُ الإِفْطَارِ فَاحْرِصْ عَلَى الدُّعَاءِ قَبْلَهُ, وَاسْأَلْ رَبَّكَ مِنْ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَة, فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ : الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ) رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.

ثُمَّ بَادِرْ بِالإِفْطَارِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ مُبَاشَرَةً, وَأَفْطِرْ عَلَى رُطَبٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَعَلَى تَمْرٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَعَلَى مَاءٍ فَإِنَّهُ طَهَورٌ, عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ على رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فعلى تَمَرَاتٍ ، فإن لم تكن تَمَراتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ. فَاحْرِصْ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ تَفُزْ بِإِذْنِ اللهِ بِالأَجْرِ, أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

                      

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ, غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ, ذِي الطَّوْلِ, لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْهَادِي الْبَشِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ, نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ, وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً!

أَمَّا بَعْدُ: فَبَعْدَ الإِفْطَارِ صَلِّ مَعَ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ صَلَاةَ الْمَغْرِبَ, فَإِنِ اسْتَطَعْتَ الْبَقَاءَ فِي الْمَسْجِدِ لِقَرَاءَةِ الْقُرْآنِ أَوْ لِقَرَاءَةِ كِتَابِ تَفْسِيرٍ مَوْثُوقٍ كَتَفْسِيرِ الشَّيْخِ ابْنِ سَعْدِيٍّ رَحِمَهُ اللهُ فَافْعَلْ فَهَذَا الْوَقْتُ وَقْتٌ مُبَارَكٌ وَيَغْفُلُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.

ثُمَّ احْرِصْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ عَلَى صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ وَلْتَكُنْ فِي مَسْجِدِأ حَيِّكَ الذِي أَنْتَ سَاكِنٌ فِيهِ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ لاجْتِمَاعِ أَهْلِ الْحيِّ , وَأَحْفَظُ لِقَلْبِ إِمَامِ مَسْجِدِكَ, لَكِنْ لَوِ انْتَقَلْتَ لِمَسْجِدٍ آخَرَ لِسَبَبٍ فَلا بَأْسَ, ثُمَّ احْرِصْ عَلَى إِتْمَامِ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ كُلَّ لَيْلَةٍ, وَإِيَّاَك وَالتَّنَقُلَّ وَتَضْيِيعِ الصَّلَاةِ, ثُمَّ وَاصِلْ ذَلِكَ إِلَى نِهَايَةِ رَمَضَانَ لِيُكْتَبَ لَكَ قِيَامُ رَمَضَانَ وَيُغْفَرَ ذَنْبُكَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ثُمَّ بَعْدَ التَّرَاوِيحِ السُّنَّةُ أَنْ لا تَسْهَرَ.

ثُمَّ اسْتَيْقِظْ قَبْلَ السُّحُورِ وَصَلِّ مَا تَيَسَّرَ لَكَ وَاقْرأِ الْقُرْآنِ وَأَكْثِرْ مِنْ دُعَاءِ الرَّحْمَنِ فَهَذَا وَقْتٌ مُبَارَكٌ وَالدُّعَاءُ فِيهِ حَرِيٌّ بِالإِجَابَةِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرُ القُرْآن, حَيْثُ إِنَّهُ نَزَلَ فِي لَيْلَةِ القَدْر, وَلَذَا فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُولَيَهُ عِنَايَةً خَاصَّةً فِي رَمَضَانَ, وَلَوْ أَنَّكَ أَيَّهَا الْمُؤْمِنُ جَلَسْتَ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ الفَجْرِ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ, وَجَلَسْتَ بَعْدَ العَصْرِ سَاعَةً وَاحِدَةً فَلَنْ يَقِلَّ وِرْدُكَ اليَوْمِيُّ عَنْ سِتَّةِ أَجْزَاء, فَتَخْتِمَ القُرْآنَ كُلَّ خَمْسَةِ أَيَّام, وَتَخْتِمَ فِي الشَّهْرِ سِتَّ مَرَّات, وَهَذَا عَمَلٌ جَلِيلٌ فَاضِل.

أَعَانَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمُ عَلَى طَاعَتِهِ وَعَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ, اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَامَهُ إِيمَانَاً وَاحْتِسَابَاً, اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَسْتَمِعُ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُ أَحْسَنَهُ, اللَّهُمَّ اهْدِنَا لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ لا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّءَ الأَخْلاقِ لا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْت! اللَّهُمَّ جَنِّبْ بِلادَنَا الْفِتَنَ وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسْلمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ! اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الغَلَا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَلازِلَ وَالفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن! اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والْمُسْلمينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ, اللهم احْمِ حَوْزَةَ الدْينِ! اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَأْنَ بِلَادِ المسْلِمِينَ وَاحْقِنْ دِماءَهُم, وَوَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَاكْفِهِمْ شَرَّ الأَشْرَارِ وَكَيْدَ الكُفَّارِ! اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلَامِ, اللَّهُمَّ اجْمَعْ كَلِمَتَهَمْ عَلَى الحَقِّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ .

المرفقات

يَكُونُ-يَوْمُكَ-فِي-رَمَضَانَ-12-رَمَض

يَكُونُ-يَوْمُكَ-فِي-رَمَضَانَ-12-رَمَض

المشاهدات 2602 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا