كيف يكون شكرنا لنعمة الأمن

عايد القزلان التميمي
1442/10/29 - 2021/06/10 11:02AM
الحمد لله ربِّ العالمين، أحمده سبحانه وأشكرُه على نِعمةِ الأمن والدّين، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له وليُّ الصالحين، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبده ورسوله إمام المتّقين ، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.
 أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
عباد الله أخرج الإمام الترمذي في سُننه والبخاري في الأدب المفرد  حديث سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ  الخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -  قَالَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) وفي رواية ( فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحذافِيرِها) وقال الشيخ الألباني الحديث حسن .
عباد الله : نِعَمُ اللهِ سبحانه وتعالى على عِبادِه كثيرةٌ لا تُحصَى، والرِّزقُ مُتعدِّدٌ متنوِّعٌ؛ فليس الرِّزقُ مَحصورًا في المالِ فقط، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُعلِّمًا أصحابَه وأُمَّتَه مِن بَعدِهم: "مَن أصبَح مِنكم"، أي: أيُّ عبدٍ كان: "آمِنًا في سِرْبِه"، أي: توفَّر له الأمانُ على نفْسِه أو على أهلِه وجَماعتِه، وقيل: السِّربُ هو السَّبيلُ أو الطَّريقُ، وقيل: البيتُ،
عباد الله وفي الحديث"مُعافًى في جسَدِه"، أي: تَحصَّلَت له العافيةُ في الجسَدِ فسَلِم مِن المرَضِ والبلاءِ وكان صَحيحًا،
عباد الله وفي الحديث و"عندَه قوتُ يومِه"، أي: وتوفَّر له رِزقُ يومِه وما يَحتاجُه مِن مَؤونةٍ وطعامٍ وشرابٍ يَكْفي يومَه، "فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا"، أي: فكَأنَّما مَلَك الدُّنيا وجمَعها كلَّها؛ فمَن توَفَّر له الأمانُ والعافيةُ والرِّزقُ لا يَحتاجُ إلى شيءٍ بعدَ ذلك، فكان كمَن ملَك الدُّنيا، وجمَعها، فلا يَحتاجُ إلى شيءٍ آخَرَ، وعلى العبدِ أنْ يحَمْدَ اللهَ تعالى ويشُكرَه على هذه النِّعمِ.
وفي الحديثِ: بيانُ ضَرورةِ حاجةِ الإنسانِ إلى الأمن الأمانِ والعافيةِ والأكل والشرب.
أيها المسلمون : والأمن من أعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام، ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها، .
تأملوا رحمكم الله فيمن حولنا من بلاد المسلمين، ستجدون أنهم يفقدون الأمن ويخافون على أنفسهم وأعراضهم ، مع أنهم كانوا كما قال الشاعر:
بالأمس كانوا مُلوكاً في منازلِهِمْ * واليوْمَ هُمْ في بلادِ الكُفْرِ عُبْدانُ  
فلوْ تَراهُمْ حَيارَى لا دَليلَ لَهُمْ * عليهِمُ من ثيابِ الذُّلِّ ألْوانُ
عباد الله إن شكرنا لنعمة الأمن الذي نعيشه في هذه البلاد يكون حينما نستقيم على أمر ديننا وتوحيدنا وعقيدتنا، ونؤدي صلاتنا، ونبر آباءنا، ونصل رحمنا، ونوقر كبيرنا، ونرحم
ضعيفنا،ونطيع ولاة أمرنا في غير معصية الله ونعرف لعالمنا حقه , ونحفظ حقوق الله وننتهي عن محارم الله، ونشكر نعم الله علينا الظاهرة والباطنة,قال تعالى ((اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا)
) .أيها المؤمنون: إن شكرنا لنعمة الأمن الذي نعيشه عندما يكون كل مواطن فينا رجل أمن ضد كل مشبوه يحاول المس بأمن هذا الوطن واستقراره، فنحمي وطننا من كل حاقد أو حاسد، يريد السوء بوطننا وأمننا.
عباد الله : إن شكرنا لنعمة الأمن الذي نعيشه حين نحمي أبناءنا وبناتنا وشبابنا من أصحاب الفكر المنحرف، الذين لبسوا عباءة الإسلام زوراً وبهتاناً، وديننا بريء منهم ومن أفعالهم وأفكارهم المنحرفة.
 وإن شكرنا لنعمة الأمن الذي نعيشه حينما نشكل تماسكا وترابطا وطنياً ، مبنياً على أساس متين رسمه لنا ربنا تبارك وتعالى بقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
فنحن في هذا الوطن أسرة واحدة كالجسد الواحد قيادةً وشعباً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . بارك الله لي ولكم .....
الخطبة الثانية / الحمد لله الذي منّ علينا بالأمن والإيمان، وغمرنا بالفضل والنعم والإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله الرحيم الرحمن ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والذين اتبعوهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا.
عباد الله : وأختم بهذا الحديث الذي يُبين أن كثيراً من الناس يعيشون عيشة الملوك: روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقَالَ: أَلَسْنَا مِن فُقَرَاءِ المُهَاجِرِيْنَ؟ فَقَال عَبْدُ اللهِ: أَلَكَ امْرَأَةٌ تأوي إِلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَم. قَالَ: أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟ قَالَ: نَعَم. قَالَ: فَأَنْتَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ. قَالَ: فَإِنَّ لِي خَادِمًا. قَالَ: فَأَنْتَ مِن المُلُوْكِ )).

إذا اجتمع الإسلامُ والقُوتُ للفَتَى ... وأضْحَى صحيحاً جسمُهُ وهو في أَمْنِ
فقد ملَكَ الدُنيا جميعاً وحازها ... وَحَقَّ عليه الشكرُ لله ذي المَنِّ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒلد ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﺳﺨﺎء ﺭخاء ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻠﻬﻢ أحفظنا وأحفظ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻭﺑﻠﻴﻪ
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....  
المرفقات

1623322946_كيف يكون شكرنا لنعمة الأمن.doc

المشاهدات 1120 | التعليقات 1

تم الرفع للفائدة