كيف نستجلب رحمة الله-24-1-1437ه-عنان-الملتقى-بتصرف

محمد بن سامر
1437/01/23 - 2015/11/05 18:26PM
[align=justify]
أمابعد:فسنقفُ معَ أجملِ شيءٍ في الحياةِ، لوْ دخلَ قلوبَنا وبيوتَنا صلَحتْ أمورُنا كُلُّها، وعشنا أسعدَ حياةٍ وأحلاها، إنَّها رحمةُ اللهِ-سبحانه-: [قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ].
رحمةُ اللهِ هي النجاةُ من الهمومِ والمصائبِ والأزماتِ، فلا ملجأَ ولا منجا إلا إلى اللهِ.
دخولُ الجنَّةِ التي عرضُها السمواتُ والأرضُ، ليسَ بسببِ طاعتِنا وصلواتِنا وقرباتِنا، إنَّما يُدخلُ اللهُ عبادَهُ السُعداءَ جنَّتَهُ برحمتهِ وفضلِهِ وإحسانِهِ، وجودِهِ وكرمِهِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآله وسلَّمَ-: "سددوا وقاربوا وأبشروا فإنَّهُ لا يَدخلُ أحدٌ الجنَّةَ بعملِهِ، قالوا: ولا أنتَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: ولا أنا إلا أنْ يتغمدَني اللهُ بمغفرةٍ ورحمةٍ".
إنَّ رحمةَ اللهِ-سبحانه-إذا فتحَها لأحدٍ من خلقِهِ، فسيجدُها في كُلِّ شيءٍ، فإنَّهُ لا مُمسكَ لها، قالَ-عزوجل-: [مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ].
أيُّ نعمةٍ يُمسكُ اللهُ عنها رحمتَهُ، تنقلبُ مصيبةً، وأيُّ مصيبةٍ يرسلُ اللهُ معها رحمتَه تنقلبُ نعمةً، ينامُ الإنسانُ على الشوكِ فإذا هو-برحمةِ اللهِ-مِهادٌ وحريرٌ، وينامُ على الحريرِ فإذا هو-بلا رحمةِ اللهِ-شوكٌ وعذابٌ.
إنَّ المالَ والولدَ، والصحةَ والقوةَ، والجاهَ والسلطانَ، تُصبحُ مصادرَ قلقٍ وتعبٍ ونكدٍ، إذا أمسكَ اللهُ عنها رحمتَه، فإذا فتحَ لها أبوابَ رحمتِهِ، كانَ فيها السَكَنُ والراحةُ، والسعادةُ والاطمئنانُ، يبسُطُ اللهُ الرزقَ معَ رحمتِهِ، فإذا هو متاعٌ طيبٌ ورخاءٌ، وسعادةٌ وهناءٌ، ويَمسِكُ رحمتَهُ عنْ هذا الرزقِ، فإذا هو قلقٌ وخوفٌ، وشقاءٌ وبُغْضٌ.
إخواني الكرام: من طلبَ رحمةَ اللهِ وجدَها، ومن أخذَ بمفاتيحِها نالها، في أيِّ مكانٍ وأيِّ زمانٍ:
وجدها إبراهيمُ-عليهِ السلامُ-في النَّارِ، ووجدها يوسُفُ-عليهِ السلامُ-في الجُبِّ، كما وجدها في السجنِ، ووجدها يونُسُ-عليهِ السلامُ-في بطنِ الحوتِ، ووجدها موسى-عليهِ السلامُ-في اليمِّ وهو طِفلٌ رضيعٌ مُجرَّدٌ من كُلِّ قوةٍ ومن كُلِّ حراسةٍ، ووجدها أصحابُ الكهفِ في الكهفِ حينَ افتقدوها في القصورِ والدُّورِ، فقالَ بعضُهم لِبعضٍ: [فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا]، ووجدها رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وآله وسلم-وصاحبُهُ في الغارِ، والأعداءُ من حولِهم: [لا تحزنْ إنَّ اللهَ معنا]، ووجدها شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ-رحمه اللهُ- عندما أُدخِلَ السجنُ، فالتفتَ إلى السجانِ وقالَ: [فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ]، وسيجدُها كلُّ أحدٍ أخلصَ للهِ قاصدًا بابَ اللهِ دونَ الأبوابِ كُلِّها.
أيها الأعزاء، نستجلبُ رحمةَ اللهِ بأمورٍ:
أولا: الايمانُ فرحمةُ اللهِ لا تكونُ إلا لمن آمنَ، قالَ-جلَّ وعلا-: [فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ].
ثانيًا: طاعةُ اللهِ وطاعةُ رسولِه-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-فلنْ تنالَ ما عندَ اللهِ إلا بطاعةِ اللهِ، قالَ-جلَّ وعلا-: [وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]، وقال-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: "كُل أمتي يدخلونَ الجنةَ إلا من أبى، فقالوا: يا رسولَ اللهِ من يأبى؟ قالَ: من أطاعني دخلَ الجنةَ ومن عصاني فقد أبى"،
ثالثًا: اتباعُ الكتابِ والسنةِ، قال-تعالى-في اتباع كتابِه: [وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]، وقالَ في اتباعِ السنةِ: [وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ...].
رابعًا: رحمةُ الخلقِ، فمنْ أرادَ رحمةَ اللهِ فليرحمْ عبادَه، قالَ رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: "الراحمونَ يرحمُهم الرحمنُ، ارحموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السماءِ".
المؤمنُ لا يؤذي، وإلا ففي إيمانهِ نظرٌ، قيلَ لرسولِ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: "فلانةٌ تقومُ الليلَ وتصومُ النهارَ ولكنها تؤذي جيرانَها؟ قال-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: هيَ في النارِ"، من ادعى الإيمانَ وهو يؤذي الخلقَ فهو كاذبٌ، "من لا يَرحمُ لا يُرحمُ"، وأولى الناسِ برحمتِك ولينِك وعطفِك أقربُ الناسِ منك أهلُك وأولادُك، وأقاربُك وجيرانُك، والمسلمينَ والمسالمينَ.
إذا فُقدتْ الرحمةُ من المجتمعِ انقلبَ إلى غابةٍ، يأكلُ القويُ فيها الضعيفَ، وتُداسُ فيها الحقوقُ، ويشكو الوالدُ ولدَه، وتشكو الزوجةُ زوجَها، وتتراكمُ القضايا في المحاكمِ تشهدُ بغيابِ الرحمةِ بينَ الناسِ، لقدْ أخبرنا-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-أنَّ اللهَ غفر لزانيةٍ سقتْ كلبًا، فإذا كانتِ الرحمةُ بالكلابِ تغفر الخطايا للزانياتِ البغايا، فكيفَ بمنْ رحمَ بني جنسِه من بني آدمَ؟!
خامسًا: التصالحُ والتسامحُ والتغافرُ بينَ الإخوةِ، قالَ تعالى: [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ].
سادسًا: زيارةُ المريضِ، قالَ رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: "من عاد مريضًا لم يزلْ يخوضُ في الرحمةِ حتى يجلسَ، فإذا جلسَ اغتمسَ فيها"، وقال-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: "ما من رجلٍ يَعودُ مرِيضًا مُمْسِيًا، إلَّا خَرجَ مَعهُ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ يَستغفِرونَ لهُ حتى يُصبِحَ، و مَنْ أتاهُ مُصبِحًا خرجَ مَعهُ سَبعونَ ألْفَ ملَكٍ، يَستغفِرونَ لهُ حتى يُمسِيَ".
سابعًا: التقوى، وهي فعلُ ما أمرَ اللهُ، وتركُ ما نهى عنه، قالَ-سبحانه-: [وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ].
ثامنًا: الاستماعُ للقرآنِ والانصاتُ لسماعِه وتعلمُه والعملُ به، فهو كلامُ اللهِ، وكلُّهُ بركةٌ ورحمةٌ وفضلٌ، وكلما اقتربْتَ منه حلَّ عليك من البركةِ والرحمةِ والفضلِ على قدرِ قربِك، قال-سبحانه-: [وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]، وقال رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-: "ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ يتلونَ كتابَ اللهِ، ويتدارسونه بينَهم، إلا نزلتْ عليهم السكينةُ، وغشيتْهم الرحمةُ، وحفتْهم الملائكةُ وذكرَهم اللهُ فيمن عندَه".
تاسعا: الاستغفارُ والتوبةُ، فالإنسانُ يخطِئ وينسى، وينامُ ويكسلُ، ويظلمُ ويجهلُ، فأكرمَه اللهُ ومَن َّ وأحسنَ إليهِ بحثِه على التوبةِ والاستغفارِ فقالَ سبحانه : [لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ].
عاشرًا: الصبرُ على المصائبِ، فالدنيا دارُ ابتلاءٍ: كدرٌ وتعبٌ، وهمومٌ وغمومٌ، ومصائبُ ومنغصاتُ، فلا بُدَّ من الصبرِ عليها، ونتيجتُه محمودةٌ، وهي نيلُ رحمةِ اللهِ، قال-تعالى-: [وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ].
الخطبة الثانية
الحادي عشرَ: قيامُ الليلِ، وإيقاظُ الزوجينِ لبعضِهم، قالَ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-:"رحمَ اللّهُ رجلًا قامَ من اللّيلِ فصلّى، ثمّ أيقظَ امرأتَه فصلّتْ، فإنْ أبتْ نضحَ في وجهِها الماءَ، ورحمَ اللّهُ امرأةً قامتْ من اللّيلِ فصلّتْ، ثمّ أيقظتْ زوجَها فصلّى، فإن أبى نضحتْ في وجههِ الماءَ". والنضحُ: الرشُ الخفيفُ.
الثاني عشرَ: صلاةُ أربعِ ركعاتٍ قبلَ العصرِ، قالَ رسولُ اللّهِ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَ-: "رحمَ اللّهُ امْرَأً صلّى قبل العصرِ أربعًا".
الثالثُ عشرَ: انتظارُ الصلاةِ، قال-صلى الله عليه وآله وسلم-: "لا يزال العبدُ في صلاةٍ ما كان في مصلاهُ ينتظرُ الصلاةَ، وتقولُ الملائكةُ: اللهمَّ اغفرْ له، اللهمَّ ارحمْه حتى ينصرفَ أو يُحْدِثَ".
الرابعُ عشرَ: الإحسانُ، قال-تعالى-: [وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ]، الإحسانُ إلى اللهِ بمراقبتهِ وخشيتهِ، [وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ]، والإحسانُ إلى خَلْقِ اللهِ وخصوصًا الوالدينِ، [وبالوالدينِ إحسانًا]، والإحسانُ في القولِ، [وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا]، [وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ].
الخامسُ عشرَ: الخشيةُ والخوفُ من اللهِ، قالَ-عزوجل-: [وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ]، قال-صلى الله عليه وآله وسلم-: " إنَّ رجلًا كان قبلَكم، رَغَسَهُ-أعطاه-اللهُ مالًا، فقال لِبَنيهِ لمَّا حضَرَ-يعني: حضرَه الموتُ-: أيَّ أَبٍ كنتُ لكُم؟ قالوا: خيرَ أَبٍ، قال: إنِّي لَم أعملْ خيرًا قطُّ، فإذا مِتُّ فاحْرِقوني، ثمَّ اسْحَقوني، ثمَّ ذَرُّوني في يومٍ عاصِفٍ، ففَعلوا، فَجَمعَه اللهُ، فقال: ما حمَلكَ؟-يعني: ما سببُ فعلِك لذلك؟-قال: مَخافتُكَ، فَتلَقَّاه برحمتِهِ".
السادسُ عشرَ: الإنفاقُ في سبيلِ اللهِ، فالإنسانُ جُبلَ على الإمساكِ والبخلِ، لكنَّ المؤمنَ الذي يرجو ما عندَ اللهِ ينفقُ ولا يخشى الفقرَ؛ لأنه يرجو رحمةَ الله، قالَ-سبحانه-: [وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ].
السابعُ عشرَ: الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ، فلو تُرِكَ وأُهْمِلَ لانْتَشَرَ الضلالُ، وعمَّ الجهلُ، وخربتِ البِلادُ، وهلكَ العِبادُ، وكثُر الفسادُ، فهو سبيلُ الفلاحِ في الدنيا والآخرةِ، وهو من خصائصِ هذهِ الأمةِ، ومن المهماتِ العظيمةِ للأنبياءِ والرسلِ وأتباعِهم، قالَ تباركَ اسمُه: [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ].
[/align]
المشاهدات 1821 | التعليقات 0